أولا:- طهارة القلب، وهو بمعنى فناؤه في تجليات الأفعال الألهية بأن لا يرى فعلا سوى الله.

ثانيا:-طهارة الروح،وهي فناؤها في تجليات الشؤنات الذاتية.

ثالثا:-طهارة سره،وهو فناؤه في تجليات الشؤنات الذاتية.

رابعا:-طهارة خفية(الخفى) في الأوصاف السلبية.

خامسا:-أخفاؤه في الشأن الجامع للمراتب الألهية. وهذه طهارة عالم الأمر أي اللطائف الخمس الأمرية وهي :

(القلب،الروح،السر،الخفي،والأخفي).

أولا:-وأما في عالم الخلق فالنفس في أصل الأفعال.

ثانيا:-النار في أصل الصفات الزائدة.

ثالثا:-الهواء في أصل الشؤنات.

رابعا:-الماء في أصل الأوصاف.

خامسا:-التراب في أصل الأصول ،ودائرة امكانه في نور الأحدية،ودائرة الولاية الصغرى في أصل المعية،والولاية الكبرى في أصل الأقربيةوالمحبة،ومجموع ظاهره في مسمى الظاهر،ومجموع باطنة في مسمى الباطن.

وسبب طهارته بهذه المقامات لأن الأنسان في نفسه عالم كبير جمع في ذاته عالم الأمر والخلق وكل عالم على الجملة والتفصيل مجلى تجلي وأحكام كل تجلى، وصفاته تابع للمجلى الذي هو مرآته ترقيا وتدليا لذلك تغيرت التسب الألهية في الأنسان وأعتبر لها مقامات متفاوتة الدرجات الا ترى أن مقام الأفعال أدنى من مقام الصفات وهكذا الي آخرها.

أعتبا ر السادة النقشبندية في طهارة الباطن:

جعلوا الأنسان على ستة مراتب.

المرتبةالأولي:-(القلب)،الثانية(الروح)الثالثة(السر)الرابعة(العقل)ا لخامسة(النفس)السادسة(الجسد)

وذلك لما كانت الطهارة هي النظافة علمنا أنها صفة تنزيه،ولابد للأنسان أن يتطهر تخلقا بالقدوس وتحببا لما منه خلق فعندهم أن تقديس.

( أ)القلب على ثلاثة أقسام،الأول منها تقديس الأيمان من ظلمة الشرك الخفي الذي هو ملاحظة غير الله في الأ نفاس،ثم ملاحظة الأنفاس في حضرة الحق تعالى

.

والثاني : تقديس تقديس الأعمال من الرياء وعدم الأخلاص بأنواع اختلاف التقلب القلبي وذلك باستقبال قبلة الحق فتكون له قبلة فلا يلتفت الى جهة ما علوية ولا سفلية الا الحق تعالى قبلته كما قال((فأينما تولوا فثم وجه الله))فلا يلتفت ولا يتحرك لغير الله تعالى.

والثالث : تقديس الأمر بالمعروف والنهي في الأحكام الشرعية وذلك بالمبادرة للإمتثال بالعمل والقيام بالخدمة وترك التسويف ولزوم الرضا وعدم التفرقة وإسقاط الرياسة فهي آفةالقلب فكل قلب فيه مثقال حبة من حب الرياسة حرم الله علي قلبه إجتراح حلاوة الإيمان فإنه يدعي ما ليس له بحق فيكون ممن قال فيهم الحق((ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا)) فهذه درجة العابدين والسالكين والعاملين والمبتدئين وأهل الرياضات وأرباب الخلوات.

ثانيا : تقديس الروح :

فهو على ثلاثة أقسام الأول الثبوت على مشاهدةما في النفخة الأولى من حقائق الأسماء وكيف إتصالها بحقائق اللوح والقلم الذي هو مبادئ الجبروت الأعلى والملكوت الأنهى وذلك تعهدها الباقي على الإجابة الزوية والتلبية النورية

والثاني قبول التعظيم لتفريع الأسامي من كمياتها وإخراج فروعها من كلياتها إلى تصريف العوالم المرتبطة بها مع إستقرار المحل بعدم التمكين وعدم التكوين وذلك لغض البصيرة عن ملاحظة الأكوان وهذا لايكون إلا بلزوم المعرفة وقيام الخدمة والثالث قبولها من أنوار العقل بغير إعتراض ولا ملاحظة غير،وذلك هو حقيقة وضعها لتتلقي من العقل أنوار تجليةوتصرفه لمن دونها وذلك لعدم رؤية العلائق والعوائق وإتباع الحقائق وهذه مقامات الشهداء والأبدال.

ثالثا(تقديس السر) وهو على ثلاثة أقسام :.

الأول :تقديس الأكوان لأن الأسرار لطائف لامناسبة بينها وبين الأكوان وذلك لصفاء الوقت .

الثاني: تقديس في ملاحظة المتروك للأكوان لأن الملاحظة للمتروك فراغ نفس حاضر لنفس غائب وذلك لشهود الآمر، والآمر هو الله.

الثالث : تقديس الفناء وهو التقديس الأصلي فيستغرق في بحار العظمة وأنوار الأزل كما كان أمرها من قبل،وهذه مقامات الصديقيين والمقربين.

رابعا: (تقديس العقل) وهو على ثلاثة أقسام:

الأول : تقديس العقل عن الهفوات والنظر إلى عين حكمته .

الثاني : الثبوت على الخطاب الأول بدوام المشاهدات ومطالبة الأزمنة في ذلك بتوفيق الله تعالى وتحصل نتيجة البحث عن الحقائق الموصلة إلى الله.

الثالث : وهو الفناء عن المخاطبة في مشاهدة الأعلى وهو الإستهلاك في بحر العدم والإضمحلال في بروق القدم،وهذه مقامات الأبرار أولي الأبصار وأهل التحقيق من خواص الأقطاب.

خامسا(تقديس النفس) فهو على ثلاثة أقسام:

الأول : ثبوتها على البيع الأول وقبولها للشراء بما قدر لها وذلك بزوال وذهاب الشهوات والشبهات وقطع العوائد والمئلوفات بأنواع الرياضات

الثاني : شهودها صور الأكوان التي أودعها الله في اللوح المحفوظ إذ هي لوح العالم الإنساني بما أودعه الله فيها من سر الحركات المختلفات وذلك بمطالعة العلوم الربانية والشواغل إلى بوارق رموز أهل المعرفة والتحقيق والتدبير بما لوح به أهل الأحوال.

الثالث : إستيلائها في الأمارة في الأولى إلى اللوامة والثاني إلى المطمئنة وذلك أن يقطع بنية العالم السفلي المشكل في ذوات أحوالها وصفاتها وهذه صفات أهل الأحوال.

سادسا : تقديس الجسد فهو للمختلي من السادة الأماجد ،وهو على ثلاثة أقسام :

أ: تقديس الغذاء بامتزاج التوكل والتلطف بظاهر التفويض.

ب:: تقديس الغذاء بطلب الحلال وذلك بامتزاج التوكل والتطلف بظاهر التفويض.

الثاني : تقدس البدن وذلك بالخشوع حتى يذهب ويبقى معناه ويلطف كثيفة ويبدوا لطيفة وذلك باستدامة التقشف والتزام الذكر والخلوة والصمت.

الثالث :تقديسه باستدامة الأوراد ولزوم الطهارة ليلا ونهارا وأستعمال السهر في خدمة الله تعالى، وهذه مقامات التائبين وأول مبادئ المتقين وحقيقة المتورعين ولطيفة الزاهدين، فإذا تقدست أوصافك يقابلك روح القدس الذي قدمنا ذكره من العالم المقدس فيفيض عليك من أنوار الإلهام ما قدر لك وسعه وتفهم من ذلك أسرار الكتاب العزيز والسنة الغراء فهذا ما أتيح لنا جمعه في هذه الورقات لأصحاب العزيمات في الطهارة التي يتضمنها البيت ،ولما كان الماء أصلا للحياة وكانت محيتنا له طبيعية وتجلى فيها بإسمه المحي أتينا به في البيت على طريق التضمين ولما كان سبب إيجادنا المحبة المشار إليها بتصغير التحبيب المشار إليها بتصغير التحبب المشار به قوله تعالى((يحبهم))صرحنا بمحبتنا له في ((يحبونهم))


من مخطوط (شرح العقود الزمردية في الطريقة النقشبندية)

لمولانا الشريف أسماعيل بن تقاديم النقشبندي رضي الله تعالي عنه
http://syangar.bodo.blogspot.co.cc