ينابيع المودة لذوي القربى

الشيخ سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي

المجلد الأول

 

[ 1 ]

ينابيع المودة لذوي القربى

 

[ 3 ]

ينابيع المودة لذوي القربى

للشيخ سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي (1220 - 1294 ه‍(

تحقيق سيد علي جمال اشرف الحسيني

المجلد الأول

 

[ 4 ]

ينابيع المودة لذوي القربى (ج 1)

تأليف: سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي

تحقيق: سيد علي جمال اشرف الحسيني

لناشر: دار الاسوة للطباعة والنشر

المطبعة: اسوه

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر: 1416 ه‍. ق

عدد المطبوع: 2000 دررة

جميع الحقوق محفوظة للناشر اين كتاب با أستفاده أز تسهيلات حمايتي وزارت ارشاد چاب گرديده است قيمت: 3800 تومان

 

[ 5 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

[ 7 ]

مقدمة المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الثابتين بالقول الثابت على صراط مستقيم. وبعد: فقد برز التدوين في المناقب منذ زمن مبكر من تاريخ الاسلام، بيد انه كان تدوينا عاما لكل ما نقله الرواة ضمن ما سمعوه أو شاهدوه، فجاءت موضوعا في مواضيع الموسوعات الحديثية، أو تسجيلا للسيرة في ثنايا التاريخ والتراجم، أو موسوعات خاصة تحت عنوان المناقب أو الفضائل. فكان الحفاظ والكتاب ينقلون ما سمعوه، بغثه وسمينه، وصحيحه وسقيمه، وبصورة شاملة تضم الصحابة والتابعين - أحيانأ - كلما سجل لاحدهم شهادة من الرسول الكريم أو وشحه الكتاب العزيز بوسام من أوسمة الوحي. ولهذا تجد في الموسوعات الحديثية أسماء الصحابة مدرجة تحت عنوان مناقب فلان أو فلان، وقد لا يقوم المعنون إلا بحديث أو خبر يستشم منه رائحة المدح أو الثناء أو حتى التقرير علئ فعل - أحيانا -. ولو أننا تتتعنا كتب المناقب المفردة لاجل هذا الغرض، أو الكتب الاخرئ المتضمنة لهذا الموضوع، وجدناها تنقسم بوضوح - من حيث المادة - إلن ثلاثة أقسام:

 

[ 8 ]

القسم الاول: ما يشمل مناقب النبي صلى الله عليه واله وسلم ومعجزاته وسننه وصفاته وشمائله، وكثير ما تدخل مناقب أهل البيت عليهم السلام في هذا القسم أيضا. القسم الثاني: ما يشمل مناقب أهل البيت خاصة عليهم السلام وقرابة النبي صلى الله عليه واله وسلم عامة. القسم الثالث: ما يشمل مناقب الصحابة والتابعين عامة. وثمة فرارق بينة بين القسم الثاني والثالث، وهي كثيرة، نقتصر علئ ذكر بعضها فيما يلي: - أؤلا - امتازت مناقب أهل البيت عليهم السلام - وبالاخص الامام علي عليه السلام - عن سواها انها شكلت مادة ثرية انبرى لها الاعلام واحتشدوا من أجل تدوينها في كتب ضخمة تستوقف المتتبع وغير.، بخلاف غيرهم، فقد يترصد لمناقبهم المتتبع ويتلقفها من صدرر الرواة أو يتصيدها من بطون الكتب من هنا وهناك. وكان هذا الكم الهائل - بنفسه - الذي تشهد له مجلدات الكتب المخطوطة والمطبوعة، بحيث أصبح بديهيا لا ينكره إلا مكابر، مبرزا عن سواه في لفتتين: الاولى: إنها عبارة عن مفردات ونجوم وأوسمة منحها القران أو الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم أو كبير من أكابر الصحابة أو عظيم من عظماء التاريخ أو ما شاكل بحيث تكون المنقبة أو الشهادة متكثرة بتكثر المفردات ومتعددة بتعدد الوقائع والمواقف، حتى لكأن المفردة أو الموقف " شأن نزول " لذلك الوسام، وبكلمة تعد المناقب مفردات. الثانية: كثرة الشهادات والاوسمة القرانية والنبوية وغيرها بدون وجود " شأن نزرل " إن صح التعبير، أو تكررها لتأكيد الموقف السابق، بمعنى أن النبي صلى الله وعليه واله وسلم كان يبادر ابتداءافي أحيان كثيرة للاعراب عن فضيلة من فضائلهم أو يتحين الفرص مهما كانت لابداء عظيم مكانتهم وجليل قدرهم وعلو شرفهم. فيما تنحصر أو تكاد مناقب غيرهم في اللفتة الاولى فقط. قال ابن حجر: وهي - أي مناقب الامام علي عليه السلام - كثيرة عظيمة شهيرة حتى قال

 

[ 9 ]

أحمد: ما جاء لاحد من الفضائل ما جاء لعلي. وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد ني حق أحد من الصحابة بالاسانيد الحسان أكثر ما جاه في علي ؟ وقال الذهبي في تلخيص الموضوعات: لم يرو لاحد من الصحابة في الفضائل أكثر مما روي لعلي رضى الله عنه. وقال بعض المتأخرين من ذرية أهل البيت النبوي: وسبب ذلك - والله أعلم - أن الله تعاك أطلع نبيه على ما يكون بعده مما ابتلي به علي وما وقع من الاختلاف لما آل إليه أمر الخلافة، فاقتضى ذلك نصح الامة باشهاره. بتلك النضائل لتحصل النجاة لمن تمسك به ممن بلغته، ثم لما وقع ذلك الاختلاف والخروج عليه نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل وبثها نصحا للالله أيضا، ثم لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني أمية بتنقيصه وسبه على المنابر ووافقهم الخوارج (لعنهم الله) بل قالوا بكفره. اشتغلت جهابذة الحفاظ من أهل السنة ببث فضائله حتى كثرت، نصحا للامة ونصرة للحق. وقال ابن أبي الحديد: فأما فضائله - يعني الامام عليه السلام - فانها قد بلنت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها ثانيا - امتازت مناقب أهل البيت عليهم السلام من حيث الصحة والثبوت بانها مما تسالم عليه المسلمون وأجمعوا عليه، فأنت تسمع فضائلهم من أحبائهم ومناوئيهم حتى بلغ الكثير منها حد الاجماع، بل تعداه. إلى الضرور في كما في حديث الثقلين والغدير والمنزلة و... قال ابن أبي الحديد في مقدمة شرح النهج: وما أقول في رجل - يعني أمير المؤمنين عليه السلام - أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد منلاقبه ولاكتمان فضائله.

 

[ 10 ]

وأنتج إجماع المسلمين عليها أنها صارت محورأ وعروة يتمسك بها الجميع على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، فهم القدر المتيقن المتفق عليه. قال ابن أبي الحديد في مقدمة شرح النهج: وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة، وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة... ومن ذا يدعي البقاء على شريعة الله واعتناق ربقة الاسلام والموالاة لمحمد صلى الله عليه واله وسلم وهو يعادي اله ويتنكر لهم، وهم الذين أوصى بهم وأكد أنهم لحمه ودمه ونفسه وأذاهم أذاه وبغضهم بغضه وحبهم حبه ؟ ! فيما نجد المناقب المسجلة لغيرهم في كثير من المفردات موضع كلام بين فرقتين من المسلمين على الاقل. وإذا فتشت الفرق والطوائف والعلماء والمصنفين وجدت هذا يغمض عين الرضا فيجرح ويسقط وقد يكفر، ويميل من هنا فلا يرئ فيه إلا ما يحب، فيروي له مناقب ينكرها العقل ويرفضها اللب... المهم، ان الذين حصل الاجماع على مناقبهم وتسالم عليهم الجميع هم أهل البيت فحسب، وإن كان ثمة اسم اخر فهو من خريجي مدرستهم والذائبين فيهم عليهم السلام، فهو منهم وصورة مصغرة عنهم. ولعل أبرز مصداق لتسليم الجميع بفضائلهم عليهم السلام وكثرتها هو حديث المناشدة يوم الشورى (1). ثالثا - تعرضت مناقب ال البيت عليهم السلام دون غيرهم إلى حرب شعواء طول خط التاريخ، حيث كانت أجهزة الاعلام والتوجيه بيد الحكام الظالمين الذين ما فتئوا يكيدون لاهل البيت الغوائل، ويسعون لطمس كل مآثرهم وإيجاد الحواجز والسدود المنيعة بينهم وبين الناس، ولكن شاء الله أن يتم نوره ولو كره الكافرون.


(1) انظر: فرائد السمطين 1 / 319 باب 58 حديث 251 و 312. المناقب للخوارزمي: 313 فمل 19 حديث 314. ترجمة الامام علي لابن عساكر 3 / 113. المناقب لابن المغازلي: 112 حدث 155. كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 386 - 387، وكذلك في مواضع مختلفة من هذا الكتاب (*).
 

[ 11 ]

قال ابن أبي الحديد: فقد علمت انه استولى بنو أمية على سلطان الاسلام في شرق الارض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره - يعني أمير المؤمنين عليه السلام -، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكرا، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه، وكلما كتم تضوع نشره، كالشمس لا تستر بالراح، وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة، أدركته عيون كثيرة. فبرغم خوف المحب واستضراء العدو وفقدان وسائل الاعلام، بل عملها الدؤوب ضد أهل البيت وصلنا هذا الكم الهائل وبهذه الكيفية الرائعة. رابعا - كانت مناقب أهل البيت عبارة عن تسجيل للسيرة الذاتية لهم، بمعنى: أ - ان حياتهم كلها كانت منقبة وفضيلة، فما تجد لهم زللا ولا خطلا، بل كل ما تجده خير وعطاء. ب - ان الشهادات والاوسمة الممنوحة لهم بكثرة تختلف اختلافأ نوعيا عن غيرهم، حيث كانت عبارة عن لوائح تعريف بالال، وكشف ستار عنهم، ليعرفهم الناس ويتمسكوا بهم. كما في حديث " خاصف النعل " وما ورد في بيان قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون..)، وغيرها على منوالها كثير، من قبيل:... " هذا على خليفتي "، " هذا علي وصيي "، " علي مني وأنا منه "، " هذان ابناي... ريحانتاي... الحسن والحسين سبطان من الاسباط... إمامان... " الخ. ومن هنا كانوا عليهم السلام يتحدثون عن أنفسهم لعل الناس يدركون شيثأ من حقيقتهم، كما في خطبة أمير المؤمنين القاصعة وحديث الامام الباقر عليه السلام " نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة " يأمن من ركبها... ".

 

[ 12 ]

ولم يجرز غيرهم على الاعتماد على السيرة الذاتية لاثبات الافضلية ! ! فسيرتهم كانت تستنزل الوحي، وتستمطر الجواهر من فم الرسول ؟ لان مواقفهم وحياتهم أكبر مثال وأبرز مصداق يمكن للكتاب والسنة اتخاذها نموذجا خصبا وصورة معبرة عن أفكار ومفاهيم وأخلاق الاسلام. فهم في الواقع ميزان إلى صف ميزان الكتاب والسنة " لانهم منزهون عن الرجس ومطهرون تطهيرا (إنما يريد الله لئذهب عنكهم أهل البيت ويطهركم تطهيرا) إضافة إلن انهم بضعة الرسول وجزء منه، يسخط لسخطهم ويرضى لرضاهم، ويحارب من حاربهم ويسالم من سالمهم كما سيتضح لك مما ستقرؤه. في هذا الكتاب إن شاء الله. وانطلاقا منا مر تبينت الضرررة في التعرف على مناقبهم وسيرتهم، فهم ميزان الحق، والترجمان العملي للقران، والمجموع الكامل لمشروع الاسلام " والتجسيد الحي للسنة النبوية المطهرة والتمسك بهم تمسك بحبل الله، والسير على نهجهم سير على سبل السلام المفضية إلى سعادة الدارين ورضوان من الله أكبر.

 

[ 13 ]

الكتاب وعملنا فيه قال صاحب الذريعة رحمه الله: " ينابيع المودة لذوي القربى " للشيخ سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي البلخي (1220 - 1294) طبع في استنبول 1302 ثم طهران 130 8 وبعدها مكررا. أوله: الحمد لله رب العالمين الذي أبدم الوجود... ويظهر أن له في مسالة مودة ذوي القربى كتاب اخر سماه " مشرق الاكوان ". والينابيع على مقدمة ومائة باب (الذريعة 25 / 290). وقال صاحب هدية العارفين (1 / 408): القندوزي - سليمان بن خواجه كلان إبراهيم بن بابا خواجه القندوزي البلخي، الصوفي، الحسيني، نزيل القسطنطينية. ولد سنة 1220، وتوفي 1294، له " أجمع الفوائد "، " مشرق الاكوان "، " ينابيع المودة " في شمائل النبي صلى الله عليه واله وسلم وأخبار أهل البيت في مجلد مطبوع. وقال صاحب معجم المؤلفين (4 / 252): سليمان بن إبراهيم القندوزي، البلخي " الحسيني، صوفي، من تصانيفه " أجمع الفوائد " " مشرق الاكوان، " ينابيع المودة لذوي القربى ". كما ذكر. صاحب معجم المطبوعات (586) وبركلمان الالماني (2 / 831) وايضاح المكنون (2 / 731). ويبدو أن صاحب الينابيع رحمه الله كان ينوي تأليف موسوعة تضم مناقب أهل

 

[ 14 ]

البيت عليهم السلام، بيد انه لم يصل إلى هدفه النهائي، وإن كان بشكله الحالي يكاد يكون موسوعة ؟ لانه احتوئ كتبا عديدة، وجمع ما في كتب أخرى من مناقب، فهو ينقل كتاب " مودة القربن " و " مقتل أبي مخنف "، وأغلب ما في (ذخائر العقبى) و " الصواعق المحرقة " و " جواهر العقدين " و " المناقب " للخوارزمي وابن المغازلي و (فرائد السمطين " وكل ما في (كنوز الحقائق " و " الفردوس " من مناقب تقريبا. وامتاز الكتاب بعدة نقاط نعرض لبعضها فيما يلي: أ - اعتمد المؤلف على أمهات المصادر وله تخاريج جيدة. ب - منهجة الكتاب منهجة فيها شئ من الارتباك وعدم الوضوح في توزيع الاحاديث على الابواب. ج - كثرة التكرار لمناسبة وغير مناسبة، حتى انه في بعض الاحيان يكرر الحديث الواحد من نفس المصدر ونفس الراوي ونفس اللفظ في نفس الباب بعد صفحة أو صفحتين - وإن كان هذا النمط من التكرار نادرا -. وأما عملنا في الكتاب فيمكن تلخيصه في النقاط التالية: 1 - لم يلتزم المصنف بنقل النص بدقة وبعين اللفظ من مصادره غالبا، مما اضطرنا إلى ترميم النص - علئ أساس المصدر - ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، بالشكل الذي يبقي هوية الكتاب ويعكس بأمانة ما هو موجود في المصدر، وقد تركنا الترميم في بعض الابواب من أواخر الكتاب ؟ وذلك لاختصار المؤلف الشديد أحيانا أو تكررها وما شاكل، بالاضافة إلى أننا أعطينا صورة عن طريقة نقل المصنف في الجزء الاول وحاولنا تجنب ما يؤدي إلى تضخيم الكتاب. 2 - واجهنا في جميع النسخ المتوفرة لدينا أخطاء املائية ولغوية واعرابية صححناها، وأعدنا الكتابة برسم الخط الحديث دون الاشارة إلى ذلك. 3 - عملنا ترقيما للاحاديمث كلافي بابه، عدا بعض الابواب حيث كانت غير قابلة

 

[ 15 ]

للترقيم بطبيعتها، وجعلنا الارقام بين معقوفين. 4 - تركنا الارجاع في الهوامش حينما يتكرر الحديث اعتمادا على الفهرسة التي سنلحقها بالكتاب إن شاء الله. ومن خلال الفهرسة يمكن تجميع مصادر الحديث الواحد في الكتاب. 5 - كل ما بين معقوفين إنما هو من المصادر التي اعتمدها المؤلف، سوى بعض الموارد كاضافة عنوان " خطبة الكتاب " والعناوين الفرعية في مقتل أبي مخنف وقد جعلناها بين معقوفين، وأشرنا إليها في الهامش. 6 - عرضنا الايات القرانية على القران وصححناها دون الاشارة إلى ذلك في الهامش. 7 - بناء على ما ذكره المؤلف في مقدمته من أدلة علئ إلحاق الال بالنبي الكريم بالتصلية، فاننا عمدنا إلى التصلية على الال في كل مواضع الكتاب، سواء كان المؤلف ألحقهم بالتصلية أو لم يلحقهم. 8 - أكثر المؤلف النقل عن " المناقب " حيث يقول: " وفي المناقب " مثلا، ولم نجد ما أخرجه في كتاب واحد، فعمدنا إلى تخريجه من امهات المصادر حيث وجد، كما نقل عن كتب مخطوطة حصلنا على بعضها وخرجنا ما في البعض الاخر من المصادر المتوفرة لدينا. 9 - ومما يؤسف له اننا باشرنا العمل ولم نحصل على نسخة مخطوطة للينابيع، وقد لا يكون الامر ذا أهمية قصوى ؟ لان الكتاب الف في زمن الطباعة. وقد اعتمدنا نسخة استنبول ل لمطبوعة سنة 1302 ه‍، ويبدو أنها الطبعة الاولى، وقابلناها مع النسخة الحجرية المطبوعة في مشهد سنة (1308) ورمزنا لها ب‍ " ن "، ونسخة دار الكتب العراقية ورمزنا لها ب‍ " أ "، وكانت الاختلافات قليلة ؟ لان الظاهر أن النسخ جميعا مستنسخة عن طبعة استنبول.

 

[ 16 ]

10 - ألحقنا الكتاب بفهارس فنية:. الايات القرانية.. الاحاديث الشريفة والاثار.. الاعلام.. الأشعار.. مصادر المؤلف. . مصادر التحقيق.. الموضوعات.

 

[ 17 ]

التعريف بالمؤلف نكتفي بما ذكره سماحة السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان جزاه الله خيرا في مقدمته على الطبعة السابقة فيما يخص حياة المؤلف، قال سماحته: هو العالم العابد الورع البارع التقي (1) الشيخ سليمان بن إبراهيم المعروف بخواجه كلان بن محمد معروف المشتهر ب‍ بابا خواجه بن إبراهيم بن محمد معروف ابن الشيخ السيد ترسون البافي الحسيني القندوزي البلخي (2). ولد في سنة 1225 ه‍، ورقى مراقي العلوم والاداب في بلخ، وأكمل التحصيل ببخارا ونال الاجازات من أعلامها، وسافر إلى البلاد الافغانية والهندية، وصاحب كبار مشايخ الطريقة، فكمل في مقامات السلوك، وتفقه في الدين لينذر قومه إذا رجع إليهم، فعاد إلى " قندوز " وأقام بها زمانأ ينشر العلم والاداب، وبنى بها جامعا وخانقاها ومدرسة، وأراد السفر إلى بلاد الروم حيث كان يرغب في استيطان مكة ومجاورة البيت الحرام، فبداله أن ينصب بمكانه الخلينة محمد صلاح فيكون في مسند الارشاد خلفا عن أخيه محمد ميرزا خواجه بن مولانا خواجه كلان، ولامر التدريس العالم الافضل ملا عوض إذ كان هذا قد بز أقرانه من تلاميذ المترجم له ونال شرف الاجازة منه. وهاجر الشيخ المترجم له من " قندوز " في سنة 1269 ه‍ مستصحبا معه من تلاميذه نحوا من ثلاثمائة شخص من أهل الطلب والسلوك، وكان سفره عن طريق ايران فجاء إلى بغداد. في سنة 1270 ه‍ فأكرم والي بغداد مثواه، وأعز أصحاب الفضائل قدومه


(1) كما لي ترجمته ص 441 من كتابه طبعة الهند. (2) كما في مقدمة كتاب هذا ص 3. (*)
 

[ 18 ]

فأخذوا عنه وارتووا من نمير علومه ثم عزم علئ التوجه إلى دار الخلافة العلية - الاستانة - وكان طريقه على الموصل وديار بكر وأورفة وحلب، وفي هذه البلدان أطال المكث وربماكان ذلك أكثر من ثلاث سنين حتى إذا وصل إلى قونية أقام بها ثلاث سنين وستة اشهر، وفي مدة مكثه بها استنسخ بنفسه الفتوحات المكية، الفصوص، النصوص من النسخ التي كانت بخط مؤلفها الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي الحاتمى، وكانت تلك النفائس محفوظة بدار الكتب الكائنة في مقبرة الشيخ الكبير العارف صدر الدين القونوي. وفي شهر ذي الحجة من سنة 1277 ه‍ خرج من قونية متوجها نحو دار الخلافة، ولما حل بها شملته عواطف السلطان عبد العزيز فنال من الالطاف السنية من الحضرة العلية السلطانية، كما يقول بعض مترجميه، وبينما كان متهيئا للعزيمة على الخروج نحو بيت الله الحرام صدر الامر العالي من جانب السلطان بتعيينه بمسند مشيخة تكية الشيخ مراد البخاري - وموقعها خارج باب أدرنة - فامتثل الامر وباشر بالوظيفة فقام بالارشاد ونشر العلوم من حديث وتفسير، وكان لا يخلو في أيامه تلك من تأليف الكتب والرسائل، ولم يصل إلينا من تأليفه سوى أسماء ثلاثة منها وهي التي أشار إليها في كتابه هذا (ينابيع المودة) وهي: أ - أجمع الفوائد. 2 - مشرق الاكوان. 3 - ينابيع المودة، وهذا هو الوحيد الذي وصل إلينا من تأليفه. وكان الشيخ سليمان هذا من أعلام الحنفية في الفروع، وأساطين النقشبندية في الطريقة، وقد كتب ولده وخليفته الشيخ سيد عبد القادر أفندي إلى بعض الافاضل الذين ترجموه أن والده كان حنفي المذهب نقشبندي المشرب... الخ. كما انه ينتسب إلى السلالة الحسينية ولم نقف على تفصيل نسبه ومدى صحة دعواه.

 

[ 19 ]

توفي في القسطنطينية في يوم الخميس سادس شهر شعبان سنة 1294 ه‍ ودفن في مقبرته الخاصة في خانقاه المرادية. وقد اشتبه صاحب معجم المطبوعات - يوسف اليان سركيس - في لقب والده فذكر في صفحة 586 من كتابه انه خواجه إبراهيم قبلان، ونبه على وهمه ذلك في هامش إيضاح المكنون ج 2، وتبع الزركلي في الاعلام ج 3 ص 186 صاحب المعجم المشار إليه في خطأه ذلك، وتابعه في خطأ فاحش اخر وذلك في سنة وفاته، فقد ذكر صاحب المعجم انه توفي سنة 2170 ه‍ / 1853 م فحذا الزركلي حذوه في ذلك، كلاهما تابع في الخطأ لفانديك في اكتفاء القنوع ص 491 حيث ذكر وفاته في سنة 1270 ه‍ / 1853 م، كما انه ذكر خطأ أن لقب والده خوجه كيلان، وقد سبق أن عرفت أن لقبه (خواجه كلان). وقد صرح المؤلف نفسه بذلك في مقدمة كتابه فكان من اللازم على باحثي العصر كالزركلي وأضرابه التثبت مما يكتبون ولا يتبع بعضهم أثر بعض في الخطأ. ومن الغريب أن يذكر المترجم له في فهرس الخزانة التيمورية ج 2 ص 336 وانه من علماء القرن الرابع عشر، مع انه من علماء القرن الثالث عشر، حيث أن المؤلف نفسه صرح في خاتمة كتابه بتاريخ تأليفه وانه كان سنة 1291 ه‍ في أيام السلطان عبد العزيز العثماني، وذكر مترجموه انه توفي سنة 1294 ه‍، فهو لم يدرك القرن الرابع عشر، نعم طبع كتابه أول القرن الرابع عشر، فلعل مفهرس الخزانة اشتبه عليه الامر، فلاحظ.


[ 21 ]

شكر وتقدير نتقدم بالشكر الجزيل إلى الاخوة وأصحاب الفضيلة الذين مدوا لنايد العون في مرحلة من مراحل العمل ونخص بالذكر: العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي دام ظله. الاخ كريم عزاوي الخالصي حيث أعاننا مشكورأ في تخريج الاحاديث. الاخ السيد محمد معلم حيث أعاننا في العمل على الفهارس. والاخوة العاملين في " انتشارات أسوة،. راجيا من الله العلي القدير أن يتقبل منا ومنهم ويجزيهم خير جزاء المحسنين. علي جمال أشرف الحسيني قم المقدسة 23 / 10 / 1413


[ 23 ]

[ خطبة الكتاب ] الحمد الله رب العالمين، الذي أبدع الرجود، وأفاض الجود، وأظهر شوونه، وأبرز نوره محمد صلى الله عليه واله وسلم قبل خلق خلقه، وعلمه بالقلم، وعلم الانسان ما لم يعلم. وهو المتفضل المفيض بالامتنان، والمتطول المكرم بالاحسان، وإنه بالجود الاعم على العالمين منان، وبالرحمة الواسعة على الكل حنان. تقدست أسماؤه، وتعالت آلاؤه. وحده لا شريك له، ولا له مثل ولا ضد، ولا له زوجة ولا ولد، بل هو الله الاحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. وهو ذو المواهب السنية، وذو الآلاء الجليلة، وذو النعماء الجميلة، وصاحب الرحموت (1) الواسعة، والبركوت (2) النامية الكثيرة. وهو الذي خلق أولا من نور ذاته الاقدس حقيقة المحمدية، التي هي جامعة للعوالم (3) الغيبية والشهودية، ومحيطة بالمقامات الملكوتية والجبروتية. وجعل محمدا صلى الله عليه واله وسلم خير خلقه، ومبدأ العوالم في ايجاده ه‍ فلهذا ختم به أنبياءه، وأبقى دينه وشرائعه الى يوم الدين، وبعثه الى كافة المكلفين بالهداية الكاملة المرصلة الن النعم الدائمة الابدية، والى السعادات التامة


(1) الرحموت: من الرحمة. (2) البركوت - هن البركة -: وهى النماء والزيادة والخير الكثير في كل أمر. (3) في (أ): " للعلوم ". (*)

[ 24 ]

السرمدية، وأرسله رحمة عظيمة، ونعمة جزيلة إلى الثقلين، وأكرمه تلطفا، وشرفه تعطفا بسيادة الكونين، وجعله برزخا بين الرجوب والامكان، وعلة غائية في تكوين الاكوان. وقال في حديثه القدسي: " لولاك لما خلقت الافلاك ". وقال في كتابه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (1). وقال: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرأ ونذيرا) (2). وقال: (قل ان كان للرحمن ولد فانا أول العالبدين) (3). وقال: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى) (4). ولله الحمد والشكر على منه، إذ جعلنا من الله امة ونبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذريته، وجعلنا من أهل الجماعة وسنته، ومن المحبين الموادين لاهل بيته وآله وصحبه، ومن المتمسكين بادابهم وآثارهم، ومن المهتدين بهداهم وأنوارهم، وحظظنا الله باشتياق تتبع تفاسير تنزيله، ومطالعة كتب أحاديث نبيه صلى الله عليه واله وسلم، ووفقنا بالانقياد بأوامر الله ونواهيه، وبعظيم أنبيائه ورسله عليهم السلام، وباحترام أوليائه، وصلحاء عباده. فلله (5) الحمد بلا انقضاء، وله الشكر بلا انتهاء، دائمان بدوامه، وباقيان ببقائه. وصلى الله على ملوك حظائر القدس، ورؤساء أبناء الجنس، من الرسل والانبياء، والاوصياء والاولياء، والصديقين والشهداء، والاصفياء والصالحين، لا سيما علئ محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الهادين، * (هامش (* (1) الأنبياء / 107. (2) سبأ / 82. (3) الزخرف /


[ 25 ]

وأصحابه الكاملين الناصرين، المتأدبين بادابه، والمهذبين بأخلاقه، والعارفين بأسراره. ثم صلوات الله وسلامه، وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه، على حبيبه ورسوله، وخير خلقه، وخاتم أنبيائه، سيدنا محمد، وعلى اله وأهل بيته وعترته وصحبه، دائمة بدوام الله، وباقية ببقاء الله، أبدا سرمدا. اللهم اجعلنا من زمرتهم كما جعلتنا من ذريتهم ؟ آمين يا رب العالمين. أما بعد: إن الله - تبارك وتعالى - قال في كتابه لحبيبه: (قل لا أسألكم عليه أجرأ إلا المودة في القربى ومن يقترت حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور) (1). وقال جل جلاله وتعالت آلاؤه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرأ) (2). أوجب الله مودة قربى نبيه، وأهل بيت نبيه (صلى الله عليه وعليهم) على جميع المسلمين، وإنه - تعالى - أراد تطهيرهم عن الرجس تطهيرا كاملا، لا نه ابتدأ بكلمة (إنما) التي هي مفيدة لانحصار إرادته - تعالى - على تطهيرهم، واكد بالمفعول المطلق. ولما كانت مودتهم علئ طريق التحقيق والبصيرة موقوفة علئ معرفة فضائلهم ومناقبهم، وهي مرقوفة على مطالعة كتب التفاسير والاحاديث التي هي المعتمد بين أهل السنة والجماعة. وهي الكتب الصحاح الستة من:


(1) الشورى / 23. (2) الاحزاب / 33. (*)

[ 26 ]

البخاري (1). ومسلم (2). والنسائي (3). والترمذي (4) وأبي داود (5) - باتفاق المحدثين المتأخرين -.


(1) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري أبوعبدا لله (194 - 256 ه‍): حبر، حافظ، ماحب " الجامع الصحيح " المعروف بصحيح البخاري، و " التاريخ " و " الضعفاء " مطبوع في رجال الحديث، و " خلق أفعال العباد " مطبوع. و " الادب المفرد ". ولد في بخارى ونشأ يتيما، وقام برحلة طويلة (سنة 210) في طلب الحديث فزار حواضر كثيرة وسمع من نحو الف شيخ وجمع نحو ستمائة الف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق برواته. وأقام في بخارى، فتعصب عليه جماعة ورموه. بالتهم، فاخرج الى قربة من قرى (سمرقند) يقال لها (خرتنك) فمات فيها. ويعد كتابه في الحديث من أوثق الصحاح الستة وأولها وأهمها عند أهل السنة - انظر: الاعلام للزركلي 7 / 34. (2) مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، أبو الحسين (204 - 261 ه‍): حافظ من أئمة المحدثين. ولد بنيسابور ورحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق وتوفي بظاهر نيسابور. أشهر كتبه " صحيح مسلم " جمع فيه اثني عشر الف حديث، كتبها في خمس عشرة سنة، وهو أحد الصحيحين المعول عليهما عند اهل السنة في الحديث وقد شرحه كثيرون. ومن كتبه " المسند الكبير " رتبه على الرجال و " الجامع "، و " الكنى والاسماء " وغيرها - انظر: الاعلام للزركلي 7 / 221. (3) الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب من علي بن بحر بن سنان بن دينار لنسائي (214 - 303): ولد في مدينة " نساء " بلدة مشهورة بخراسان وقد خرج منها جماعة من أعيان العلماء وتوفي في فلسطين وقيل في مكة. ويعد صحيحة بعد صحيح ومسلم. (4) محمد بن عيسى بن موسى المسلمى البوغي الترمذي، أبو عيسى (902 - 279 ه‍): من أئمة علماء الحديث وحفاظه، من أهل ترمذ (على نهر جيحون) تتلمذ للبخاري، وشاركه في شيوخه. وقام برحلة الى خراسان والعراق والحجار وعمى في آخر، عمره. مات بترمذ. من تصانيفه " الجامع الكبير " في الحديث (مجلدان)، و " الشمائل النبوية " و " التاريخ " و " اللعلل " في الحديث - نظر: أعلام الزركلي 6 / 322. (5) سليمان بن الاشعث بن اسحاق بن بشير الازدي السجستاني، أبو داود (202 - 572 ه‍): امام في الحديث أصله من سجستان، رحل كبيرة وتوفى بالبصرة له " السنن " (جزءان)، وهو الكتب الستة، جمع فيه 4800 حديثا وله " المراسيل " صغير في الحديث و " كتاب الزهد " وغيرها.. - انظر الاعلام للزركلي 3 / 122. (*)

[ 27 ]

وأما السادس من الصحاح، فابن ماجة (1)، أو الدارقطني [ أو الدارمي ] (2)، أو المرطأ (3) - فبا لاختلاف -. فجمع مناقب أهل البيت كثير من المحدثين وألفوها كتبا مفردة: منهم: أحمد بن حنبل (4)، والنسائي، وسمياه " المناقب ". ومنهم: أبو نعيم الحافظ الاصفهاني (5)، وسماه ب " نزول القرآن في مناقب أهل البيت ". ومنهم: الشيخ محمد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي الخراساني (6)، وسماه " فرائد السمطين في فضائل المرتضى والزهراء والسبطين ".


(1) محمد بن يزيد الربعي القزويني، أبو عبد الله، ابن ماجه (209 - 273): أحد الائمة في علم الائمة في علم الحديث. من أهل قزوين رحل الى البصرة وبغداد والشام ومصر الحجاز والري في الطلب الحديث. وصنف كتابه " سنن ابن ماجه " (مجلدان). وله " تفسير القرآن " وكتاب في " تاريخ قزوين ". انظر الاعلام للزركلي 7 / 144. (2) الزيادة في (ن). عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الثميمي الدارمي السمرقندي أبو محمد (181 - 255 ه‍): من حفاظ الحديث، سمع من خلق كثير في مواطن عدة واستقضي على سمرقند فقضى قضية واحدة واستعفى فعفي. وله (الجامع الصحيح) ويسمى (سنن الدارمي)، وغيره. (3) كتاب للامام مالك بن أنس ما مالك الاصبحي الحميري، أبو عبد الله (39 - 179): أحد الائمة الأربعة عند أهل السنة، واليه تنتسب المالكية، ولده ووفاته في المدينة. سأله المنصور العباسي أن يضع كتابا للناس يحملهم على العمل به، فصنف (الموطأ) وله كتب أخرى - انظر: الاعلام للزوكلي 5 / 257. (4) أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله، الشيباني الوائلي (164 - 241 ه‍): امام المذهب الحنبلي، واحد الائمة الأربعة. أصله من مرو، وكان أبوه والي سرخس، وولد ببغداد وسافر في سبيل طلب العلم أسفارا كثيرة، وطلب الحديث وهو ابن ست عشرة سنة وله كتب كثيرة أيضا - نظرا: الاعلام للزركلي 1 / 203، وحليه الاولياء 9 / 161. (5) أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني، أبو نعيم (336 - 430 ه‍): حافظ، مؤرخ، ولد ومات في اصبهان: من تصانيفه " حلية الاولياء وطبقات الاصفياء) وغيره. (6) إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حموية الجوينى صدر الدين أبو المجامع ابن سعد الدين الصوفى (644 - 722 ه‍): سمع من كثيرين وفي مواطن عديدة، وله رحلة واسعة، وعنى بهذا الشأن، وكتب وحصل. كان شيخ خراسان، وعلى يده أسلم غازان (الملك) - انظر: الدرر الكامنة 1 / 69. (*)

[ 28 ]

ومنهم: علي بن عمر الدارقطني (1) ؟ سماه " مسند فاطمة ". ومنهم: أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم الحنفي (2) ؟ سماه " فضائل أهل البيت ". ومنهم: علي بن محمد الخطيب الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي (3) ؟ سماه " المناقب ". ومنهم: علي بن أحمد المالكي (4) ؟ سماه " الفصول المهمة " رحمه الله. وهؤلاء أخذوا الاحاديث عن مشايخهم بالسياحة والاسفار، وبالجد والجهد في طلب الحديث من أهل القرى والامصار. فكتبوا في كتبهم إسناد الحديث الى الصحابي السامع الراوي بقولهم: حدثنا، أو أخبرنا فلان، مثل أصحاب الصحاح الستة. ومنهم: من جمع فضائل أهل البيت في كتاب مفرد، وسماه " المناقب "، ولكن لم يظهر اسم المؤلف.


(1) علي بن عمر بن احمد بن مهدي، أبو الحسن الدارقطني الشافعي (306 - 385 ه‍): إمام عصره في الحديث، ولد بدارقطن (من أحياء بغداد)، رحل إلى مصر فساعد ابن خنرابة (وزير كافور الاخشيدي) على تأليف مسنده. وعاد الى بغداد وتوفي بها. من تصانيفه " السنن " و " العلل " الواردة في الاحاديث النبوية - مخطوط " وغيرها - انظر: الاعلام للزركلي 4 / 314. (2) الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي. أبو المؤيد (484 - 568 ه‍): أصله من مكة. أخذ العربية عن الزمخشري بخوارزم وتولى الخطابة بجامعها، وله خطب وشعر وكتاب " مناقب أمير المؤمنين على بن أبى طالب ". وغيره - انظر: الاعلام للزركلي 7 / 333. (3) هو الحافظ أبو الحسن أو أبو محمد على بن محمد الشهير بابن المغازلي (.. - 483 ه‍): ولد ببلدة واسط ثم انتقل في أواخر عمره الى بغداد وبها توفي وكان شافعيا فروعا، أشعريا اصولا، اخذ وروى عن جم غفير وأخذ وروى عنه عديدون. (4) على بن محمد بن أحمد نور الدين بن المباغ (784 - 855 ه‍): فقيه مالكي من أهل مكة مولدا ووفاة، أصله من سفاقس. له كتب منها " الفصول المهمة لمعرفة الائمة " و " العبر فيمن شقه النظر " - انظر: الاعلام للزركلي 5 / 8. (*)

[ 29 ]

ومنهم: من جمعها وكتب فيها كتابا مفردا آخذا عن كتب المفسرين والمحدثين المتقدمين: كصاحب " جواهر العقدين "، وهو الشريف العلامة السمهودي المصري (1) - رفع الله درجاته، ووهب لنا بركاته -، وصاحب (2) " ذخائر العقبى "، وصاحب " مردة القربى "، وهو جامع الانساب الثلاثة، مير سيد علي بن شهاب الهمداني - قدس اله سره، ووهب لنا بركاته وفتوحه -. ومنهم: من ذكر فضائلهم في كتبهم من غير إفراد كتاب لها: كصاحب " الصواعق المحرقة "، وهو المحدث، الفقيه، الفاضل، الشيخ ابن حجر الهيثمي الشافعي، الثقة والمعتمد بين علماء الشافعية (3). وصاحب كتاب " الاصابة " وهر الشيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي (4) - رحهما الله -.


(1) علي بن عبد الله بن أحمد الحسيني الشافعي. نور الدين أبو الحسن (844 - 5911): مؤرخ المدينة المنورة ومفتيها. ولد في سمهود (بصعيد مصر) ونشأ في القاهرة واستوطن المدينة سنة 87 3 ه‍ وتوفي بها. من كتبه " وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى " (في مجلدين) و " جواهر العقدين " في فضل العلم والنسب وغيرها - انظر: الاعلام للزركلي 4 / 307. (2) وهو محب الدين أبو العباس أحمد بن عبداالله بن محمد بن أبى بكر بن محمد الطبري شج الحرم المكي (615 - 694 ه‍): ولد بمكة وسمع من جماعة. وأفتى ودرس، له تصانيف كثيرة انظر: ترجمة المولف له في الباب 56. (3) أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي السعدي الانصاري. شهاب الدين أبو العباس (909 - 974 ه‍): فقيه. باحث مصري. مولده في محلة أبى الهيثم (من إقليم الغربية بمصر) واليها نسبته. والسعدي نسبة الى بني سعد من عرب الشرقية بمصر. تلقى العلم في الازهر، ومات بمكة. له تصانيف كثيرة، منها " مبلغ الارب في فضائل العرب " و " الصواعق المحرقة على أهل البدع والضلالة والزندقة " وغيرها كثير - انظر: الاعلام للزركلي 1 / 234. (4) أحمد بن على بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل شهاب الدين بن حجر (773 - 852 ه‍): من أئمة العلم والتاريخ. أصله من عسقلان بفلسطين ومولده ووفاته بالقاهرة. ولع بالادب والشعر ثم أقبل على الحديث ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الحديت وعلت له شهرة واشتهرت مصنفاته في حياته وهي كثيرة جدأ - انظر: الاعلام للزركلي 1 / 178. (*)

[ 30 ]

وصاحب كتاب " جمع الفوائد " الذي جمع فيه من الكتابين الكبيرين: أحدهما: " جامع الاصول " الذي جمع فيه ما في الصحاح الستة للشيخ [ الحافظ ] (1) مجدالدين أبي السعادات المبارك بن محمد الاثير الجزري الموصلي (2). وثانيهما: كتاب " مجمع الزوائد " للحافظ نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (3)، جمع فيه ما في مسند الامام أحمد بن حنبل، وأي يعلى الموصلي (4)، وأبي بكر البزار (5)، ومعاجم الطبراني (6) الثلاثة.


(1) الزيادة في (ن). (2) المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري أبو السعادات مجدالدين (544 - 606 ه‍): المحدث اللغوي الاصولي. ولد ونشأ في جريرة ابن عمره. وانتقل الى الموصل فاتصل بصاحبها، فكان من أخصائه. وأصيب بالنقرس فبطلت حركة يديه ورجليه، ولازمه هذا المرض الى ان توفي في إحدى قرى الموصل. قيل: إن تصانيفه كلها الفها في زمن مرضه املاء على طلبته. وهم يعينونه بالنسخ والمراجعة. وله تصانيف كثيرة. وهو اخو ابن الاثير المؤرخ. وابن الاثير الكاتب - انظر: الاعلام للزركلي 5 / 272. (3) على بن أبى بكر في سليمان الهيثمى، أبو الحسن، نور الدين، المصري، كقاهري (375 - 807 ه‍): حافظ له كتب وتخاريج في الحديث. منها " مجمع الزوائد ومنع لفوائد " " (عشرة أجزاء) كتب أخرى كثيرة - انظر: الاعلام للزركلي 4 / 266. وكذلك مقدمة مجمع الزوائد. (4) أحمد بن على المثنى التميمي الموصلي، أبو يعلى (.. - 307 ه‍): حافظ له حتى ناهز المئة. توفى في الموصل. له كتب منها " المعجم " (في الحديث) و " مسندان " كبير وصغير - انظر: الاعلام للزركلي 1 / 171. (5) أحمد بن عمرو بن عبد الخالق أبو بكر البزار (.. 292 ه‍)، حافظ من أهل البصرة. حدث في آخر عمره باصبهان وبغداد والشام، وتوفى الرملة. له مسندان كبير وصغير انظر: الاعلام للزركلي 1 / 189 (6) سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمى الشامي، أبو القاسم (260 - 36 0) من كبار المحدثين. أصله من طبرية الشام، واليها نسبته. ورحل الى حواضر كثيرة له ثلاثة معاجم في الحديث، منها " المجعم الصغير " رتب أسماء المشايخ على الحروف. وله كتب في " التفسير " و " الاوائل " و " دلائل النبوة " وغير ذلك - انظر: الاعلام للزركلي 3 / 121. (*)

[ 31 ]

وصاحب " كنوز الدقائق "، وهو الشيخ عبد الرؤوف المناوي المصري (1). وصاحب " الجامع الصغير "، وهو الشيخ جلال الدين السيوطي المصري (2). ومنهم: من جمع الاحاديث الواردة في قيام القائم المهدي (عليه الصلاة والسلام)، ك‍ (علي القاري الخراساني الهروي) (3) وغيره. فالمؤلف الفقير الى الله المنان، " سليمان بن إبراهيم " المعروف ب " خواجه كلان بن محمد معروف " المشتهر ب‍ " بابا خواجه بن إبراهيم بن محمد معروف بن الشيخ السيد ترسون الباقي الحسيني البلخي القندوزي " - غفر الله لي ولهم ولآبائهم وأمهاتهم ولمن ولدوا بلطفه ومنه - ألف هذا الكتاب اخذا من هؤلاء الكتب المذكورين، ومن كتب علماء " الحروف.


(1) محمد بن عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، زين الدين (952 - 1031 ه‍): عاش في القاهرة وتوفي بها، له تصانيف كثيرة منها " كنوز الحقائق " وغيره كثير - انظر: الاعلام للزركلي 6 / 204. ومن الجدير ذكره أن المصنف كرر اسم كتاب " كنوز الدقائق " والصحيح هو " كنوز الحقائق " كما ذكر. صاحب كشف الظنون وأعلام الزركلي وغيرهم. (2) عبد الرحمن بن أبى بكر بن محمد بن سابق الدين الخضري السيوطي. جلال الدين (849 - 911 ه‍): حافظ مؤرخ أديب. له نحو 600 مصنف منها الكتاب الكبير والرسالة الصغيرة نشأ في القاهرة يتيما، ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل منزويا عن أصحابه جميعا كانه لم يعرف أحدا منهم فألف أكثر كتبه وكان يلقب بابن الكتب. ومن كتبه " الاتقان في علوم القرآن " و " تفسير الجلالين " - انظر: أعلام الزركلي 3 / 301. (3) على بن سلطان محمد، نور الدين الملا الهروي القاري (0 0 - 1014 ه‍) فقيه حنفى ولد في هراة وسكن مكة وتوفي بها. قيل كان يكتب في كل عام مصحفا وعليه طرر من القراءات والتفسير فيبيعه فيكفيه قوته من العام الى العام. وله مصنفات كثيرة - انظر: أعلام الزركلي 5 / 12. (*)

[ 32 ]

ملتجئا (1) إلى الله ومستعيذا به من التعصب والجهل المركب (2)، وكتم الحق، وإنكار الصدق، وإظهار الباطل، وقبول ما لا طائل تحته. وسائلا متضرعأ ملتجئا الى الله الهادي أن يلهمنا الحق والصدق، ويهب لنا البصيرة والرشد، ويهدينا صراطه المستقيم، بفضله العظيم ومنه العميم. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، يا مجيب، يا قريب ؟ آمين يا رب العالمين، بعز ذاتك، وجميل صفاتك، وباسمك الاعظم، ورسولك الاكرم، سيدنا محمد صلى الله عليه وله وسلم. وسماه " ينابيع المودة " لذي القربى، وهم أهل العبا (3)، ووسائل السعادة العظمى، ومعادن البركات الكبرى، طلبا لرضاء الله، وشفاعة رسوله صلى الله عليه واله وسلم، وشفاعة أهل بيته. وليكون معهم في جنات عدن بحديث " المرء مع من أحب " (4). فالله - تبارك وتعالى اكرم المسؤولين، وأجود الجوادين، وأرحم الراحمين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير. ورتبته (5) علف مقدمة وأبواب:


(1) في (1): ملحا. (2) الجهل المركب: اصطلاح منطقى المراد منه أن يجهل الانسان يجهل بأنه جاهل، أي أن يكون جاهلا ويعتقد أنه عالم - انظر المنطق للشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله. (3) إشارة الى حديث الكساء الشريف وسيأتيك في تضاعيف الكتاب. (4) البخاري 7 / 112 (كتاب الادب - باب 96). صحيح مسلم 2 / 546 (كتاب البر والآداب - باب 50) حديث 161 - 165. سنن الدارمي 2 / 321 باب 71. الترمذي 4 (كتاب الزهد - باب 38) حديث 2492 ومابعده مسند أحمد 1 / 392 و 3 / 104، 110، 159، 165، 167، 168، 172، 173، 178، 192، 198، 200، 202، 207، 208، 213، 222، 226، 227، 228، 255، 268، 276، 283، 288، 336، 394، 4 / 107، 16، 239 - 241، 392، 395، 398، 405. سنن أبي داود 2 / 503 (كتاب الادب - 122). (5) في (أ): " ورتبه ". (*)

[ 33 ]

المقدمة في أن التصلية والتسليمة على الال والاصحاب ثابت في كتاب الله وقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقول الاصحاب الكرام في الشفاء: قال تعالى: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) (1). وقال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم) (2) وقال الله تعالى: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) (3). [ 1 ] وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: اللهم صل على آل (4) أبى أوفى (5).


(1) الاحزا ب / 43. (2) التوبة / 103. (3) البقرة / 157. الشفاء 2 / 81 (في الاختلاف في الصلاة على غير النبي وآله). [ 1 ] الشفاء 2 / 81. البخاري 7 / 175 (كتاب الدعوات - باب 32). أبى داود 1 / 572 (كتاب الزكاة - باب 7) حديث 1590. النسائي 5 / 31 (كتاب الزكاة - باب 13) ابن ماجة 1 / 572 (كتاب الزكاة باب 8) حديث 1796 وما بعده. مسند أحمد 4 / 353، 355، 381، 383. صحيح مسلم 1 / 479 (كتاب الزكاة - باب 54). (4) لا يوجد في (ن): " آل ". (5) أبو أوفى الاسلمي مشهور بكنيته وهو علقمة بن خالد بن الحرث بن أبى أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم والد عبد الله. له صحبة. قال ابن مندة: كان أبو أوفى من أصحاب " الشجرة انظر: الاصابة 2 / 501 حرت (ع) القسم الاول. (*)

[ 34 ]

[ 2 ]... وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل على آل فلان. [ 3 ] عن أنس بن مالك قال: كنا ندعو لاصحابنا بالغيب فنقول: اللهم اجعل منك على فلان صلوات قوم أبرار الذين يقومون بالليل ويصومون بالنهار. (انتهى الشفاء). [ 4 ] وفي جمع الفوائد: عبد الله بن أبى أوفى قال: كان أبى من أصحاب الشجرة، وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: " اللهم صل على فلان " فأتاه أبى بصدقته فقال: " اللهم صل على آل أبى أوفى ". (للشيخين، وأبى داود، والنسائي). [ 5 ] وفي سنن أبي داود: عن جابر بن عبد الله: إن امرأة جاءت الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقالت: يا رسول الله صل علي وعلى زوجي. فقال: صلى الله عليك وعلى زوجك. [ 6 ] وفي جمع الفوائد: في باب فضل الصلاة بالجماعة: أبو هريرة رفعه: فإذا صلى


[ 2 ] الشفاء 2 / 81. [ 3 ] الشفاء 2 / 83. [ 4 ] جمع الفوائد 1 / 146 (زكاة الفطرة). صحيح البخاري 2 / 1236 (كتاب الزكاة - باب 66)، و 7 / 152، و (كتاب الدعوات - باب 18). سنن النسائي 5 / 31 (كتاب الزكاة - باب 13). سنن أبى داود 1 / 358 (كتاب الزكاة - باب 7). [ 5 ] سنن أبى داود 1 / 342 باب 363 (الصلاة على غير النبي)، الدارمي 1 / 19 المقدمة (باب ما أكرم به النبي صلى الله عليه واله وسلم في بركة طعامه). مسند أحمد 3 / 398 حديث 1533. [ 6 ] جمع الفوائد 1 / 88. البخاري 1 / 158 (كتاب الاذان - باب 30)، و 3 / 20 (كتا ب البيوع - باب 49). صحيح مسلم 1 / 294 الباب 49 (فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة). سنن الترمذي 1 / 206 باب 242 (ما جاء في القعود في المسجد وانتظار الصلاة) حديث 329. سنن النسائي 2 / 55 (الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة). سنن ابن ماجة 1 / 262 باب 19 (لزوم المساجد وانتظار الصلاة) حديث 799. سنن أبى داود 1 / 134 باب 49 (في فضل المشي الى الصلاة). (*)

[ 35 ]

الرجل لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام في مصلاه: " اللهم صل عليه، اللهم ارحمه ". ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة. (للستة إلا النسائي). [ 7 ] أبو أمامة (الباهلي قال): ذكر للنبي صلى الله عليه واله وسلم رجلان عالم وعابد، فقال: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. إن الله وملائكته وأهل السماوات والارض حتى النملة في جحرها، والحيتان في البحر، يصلون على معلم الناس الخير. (للترمذي). [ 8 ] وفي باب طاعة الامام: عوف [ بن مالك ] رفعه: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم. قلنا: أفلا ننابذهم ؟ قال: لا. ما أقاموا فيكم الصلاة... (لمسلم). [ 9 ] وفي كتاب الاصابة ؟ في ترجمة " سعد بن عبادة ": روى أحمد عن قيس بن سعد: زارنا النبي صلى الله عليه واله وسلم في منزلنا فقال: السلام عليكم ورحمة الله. ثم رفع يده فقال: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة (1).


[ 7 ] جمع الفوائد 1 / 20 (فضل العلم). سنن الترمذي 4 / 154 (كتاب العلم - باب 19 فضل الفقه على العبادة) حديث 2826. الدارمي 971 باب فضل العلم والعالم. [ 8 ] جمع الفوائد 1 / 324 طاعة الامام ولزوم الجماعة. صحيح مسلم 2 / 202 (كتاب الامارتي باب 17) حديث 65 و 66. مسند أحمد 6 / 24، 28. الدارمي 2 / 324 (كتاب الرقاق - باب 78 الطاعة ولزوم الجماعة) وفيها جميعا " أفلا ننابذهم ؟ " و - تتمة. [ 9 ] الاصابة 2 / 30 حرف (س) القسم الاول. (1) سعد في عبادة بن دليم في حارثة الخزرجي. أبو ثابت (00 - 14 ه‍): صحابي من أهل المدينة. كان سيد الخزرج. وأحد الامراء الاشراف في الجاهلية والاسلام. وكان يجيد الكتابة والرمي والسباحة وشهد العقبة مع السبعين وكان أحد النقباء الاثنى عشر. ولما توفي النبي صلى الله عليه واله وسلم طمع بالخلافة ولم يبايع أبا بكر. مات بحوران - انظر ترجمته. (*)

[ 36 ]

[ 10 ] وروى أبو داود من حديت قيس بن سعد: إن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة. [ 11 ] وفي ترجمة " كدير القيسي " من الصحابة:... يقول في التشهد في الصلاة: اللهم صل على النبي والوصي. [ 12 ] وفي ترجمة " ميثم " - كان له صحبة -:... من عادته إذا ذكر عليا يصلى عليه. وفي ديوان علي (1) (كرم الله وجهه) ؟ قال خطابا (2) لقريش في مدح عمه حمزة (صلى الله عليه): ومن قتلتم على ماكان من عجب * منا فقد صادفوا خيرأ وقد سعدوا لهم جنان من الفردوس طيبة * لا يعتريهم بها حر ولا صرد (3) صلى الاله عليهم كلما ذكروا * فرب مشهد صدق قبله شهدوا قوم وفوا لرسول الله واحتسبوا * شم العرانين منهم حمزة الاسد (4) ليسوا كقتلى من الكفار ادخلهم نار * الجحيم علئ أبوابها رصد وفي أول الفتوحات المكية - كتبها الشيخ الاكبر بيده عند ذكر علي (صلى الله عليه) -: فمن هذه الآيات والاحاديث علم أن لا تكون التصلية والتسليمة على الانبياء


[ 10 ] مسند أحمد 3 / 421 (في حديث). [ 11 ] الاصابة 3 / 289 حرف (ك) القسم الاول (في حديث). [ 12 ] الاصابة 3 / 469 حرف (م) القسم الاول، وميثم هذا غير منسوب كها في الاصابة. (1) ديوان الامام علي عليه السلام: 23 ط. بولاق سنة 1251 ه‍ (في قصدة طويلة). في (1): " خاطبا " (2) الفردوس: حديقة في الجنة، البستان. الروضة، لا يعتريهم: لا يغشاهم ولا يصيبهم، الصرد: البرد. احتسبوا: الاحتساب من الحسبة وهو العمل طلبا لوجه الله تعالى وثوابه، العرانين - جمع عرنين -: وهو الانف كله، دقيل: هوما صلب من عظمه.

[ 37 ]

والملائكة مختصا لهم. ولدليل مشروعية التصلية والتسليمة في الصلاة بأمره صلى الله عليه واله وسلم: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. والمشروعية " السلام عليكم ورحمة الله " حين الفراغ عن الصلاة، وحين الملاقاة، وتبليغ المسلم التسليمة إلى أخيه المسلم برسول أو بالكتابة إليه. وإنما نشأ هذا القول - بأنهما محتصان للانبياء والملائكة - من التعصب بعد افتراق الامة. نسأل الله أن يعصمنا عن التعصب. [ 13 ] وعن جعفر الصادق قال في تفسير (إن الله وملائكته يصلون على النبي): الصلاة من الله (عزوجل) رحمة للنبي صلى الله عليه واله وسلم، ومن الملائكة تزكية ومدحهم له، ومن المؤمنين دعاء منهم له. [ 14 ] وفي جواهر العقدين والصواعق المحرقة: روي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: لا تصلوا علي الصلاة البتراء (1). قالوا: وما الصلاة البتراء يارسول الله ؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد وتسكتون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. [ 15 ] وأخرج أبو نعيم الحافظ وجماعة المفسرين، عن مجاهد وأبى صالح، هما عن


[ 13 ] معاني الاخبار: 367 وعنه تفسير البرهان للبحراني 3 / 335 ذيل الآية 56 / الاحزاب. [ 14 ] الصواعق المحرقة: 146 " في الآيات النازلة في أهل البت - الآية الثانمة - الاحزاب / 56 ". جراهر العقدين 2 / 155. البتراء - من البتر: وهو استئصال الشئ قطعا " أو قطع الذنب واستئصاله. [ 15 ] الصواعق المحرقة: 148 " في للآيات النازلة في أهل البيت - الآية الثالثة ". البرهان للبحراني 4 / 33 ذيل الآية 130 / الصافات. مجمع البيان للطبرسي. (*)

[ 38 ]

ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: آل ياسين آل محمد، وياسين اسم من أسماء محمد صلى الله عليه واله وسلم. [ 16 ] وفي عيون الاخبار: عن الريان بن الصلت قال: إن الامام علي بن موسئ الكاظم في مجلس المأمون وقد سأله عن تفسير قوله تعالى: (سلام على إل ياسين) (1). قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي عليهم السلام قال: ياسين محمد صلى الله عليه واله وسلم، ونحن آلياسين. فقالت العلماء الذين حوله: ياسين محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يشك فيه واحد. ثم قال الامام: إن الله أعطى محمدا صلى الله عليه واله وسلم فضلا عظيما، وذلك أنه لم يسلم على آل أحد من الانبياء إلا آل محمد صلى الله عليه واله وسلم فقال: (سلام على إل ياسين)، إن الله - تبارك وتعالى - قال في قصة إلياس النبي عليه السلام: (سلام على إل ياسين) لو كان مراده تعالى هذا النبي لقال: سلام على إلياس. وإن قيل إنه - تعالى - سلم على جمع إلياس. فقلنا: إن إلياس واحد لا متعدد، ومع أنه لو كان إلياس ثلاثة أو أكثر لقال سلام على الالياسين - بالمعرت باللام -، لان قاعدة الجمع بالتعريف باللام. ولما بشر الله الصابرين من المؤمنين بالصلوات والرحمة قال: محمد صلى الله عليه واله وسلم أليق وأجدر بالصلوات والرحمة. ولما كانت تصلية المؤمنين الدعاء، فالاحسن


[ 16 ] لم أعثر عليه في عيون أخبار الرضا عليه السلام المطبوع بهذه الصورة، وانما نقله بلفظ آخر قربب من هذا بيد انه مختصر. وهو في 2 / 214 في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام المأمون - الآية السابعة. (1) الصافات / 130 وفي الاصل: " آل ياسين " ولعلما قراءة. (*)

[ 39 ]

والاولى والاكثر ثوابا أن يكمل المؤمن دعاءه للنبي صلى الله عليه واله وسلم بضم آله. كما ورد عن الائمة من أهل البيت في مناجاتهم ودعواتهم بضم الآل حيث قالوا: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد " باعادة كلمة " على " أو بغير إعادتها اكتفاء بالعطف. ثم إن العلماء اصطلحوا في التصلية والتسليمة على الانبياء والملائكة عليهم السلام عند ذكرهم، والترضية على الآل والاصحاب (رضي الله عنهم) عند ذكرهم، فلا منازعة في الاصطلاح، لكن كثرة الثواب وجزيل الاجر في متابعة الله حيث سلم على الآل في قوله: (سلام على إل ياسين) (1). وفي قوله: (هو الذي يصلى عليكم وملائكته) (2). وفي قوله: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) (3). وفي متابعة رسوله حيث قال بأمر ربه: اللهم صل على آل أبى أوفى وآل فلان. فمن قال: اللهم صل على حمزة، أو على علي، أو على غيرهما. أو قال: صلوات الله عليه، أو قال: صلى الله عليه، أو سلام الله عليه، أو عليه أو عليهم السلام بالافراد أو الجمع، فقد اتبع الله ورسوله اتباعا كاملا. مع أنه صلى الله عليه واله وسلم أمر أمته أن يضم آله عند التصلية له في التشهد في الصلاة، ونهاهم عن الصلاة البتراء (4). فمن أكمل دعائه للنبي صلى الله عليه واله وسلم بضم آله فقد استحصل كمال رضاء الله ورضاء رسوله، وأجزل الله أجره لانه صلى الله عليه واله وسلم منهم وهم منه، بدليل أنه صلى الله عليه واله وسلم أدخل نفسه الكريمة المباركة في الآل.


(1) الصافات / 130. (2) الاحزاب / 43. (3) البقرة / 157. (4) انظر ؟ الصواعق المحرقة: 146 " في الآيات النازلة في أهل البيت الآية الثانية - الاحزاب / 56 ". (*)

[ 40 ]

[ 17 ] في الاصابة: في ترجمة " مهران مولى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ": روى الثوري، عن عطا بن السائب قال: أتيت أم كلثوم بشئ من الصدقة فردتها وقالت: حدثني مهران أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، ومولى القوم منهم. [ 18 ] وفي ترجمة " رشيد بن مالك ": قال: كنت عند النبي صلى الله عليه واله وسلم جاء رجل بطبق عليه تمر فقال: هذا صدقة. فقدمها الى القوم، والحسن بين يديه، فأخذ تمرة فأدخلها في فيه، ثم أدخل النبي صلى الله عليه واله وسلم أصبعه في فيه فقذفها ثم قال: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة. [ 19 ] وفي جواهر العقدين: عن الحسن بن علي قال: كنت مع جدي صلى الله عليه واله وسلم فمر على جريف (1) من الصدقة، فاخذت منها تمرة فالقيتها في في، فادخل جدي صلى الله عليه واله وسلم يده في في فأخذها بلعابها، فقال لي: أما شعرت أنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.. رواه. أحمد، والطحاوي، واسناده قوي جيد. [ 20 ] أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي، عن أبي الطفيل وجعفر بن حبان قالا: خطب الحسن بن علي (رضي الله عنهما) بعد وفاة أبيه قال: أيها الناس ؟ أنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن السراج المنير، وأنا ابن


[ 17 ] الاصابة 3 / 467 حرف (م) القسم الاول. مسند أحمد 3 / 448. [ 18 ] الاصابة 1 / 516 حرف (و) القسم الاول. [ 19 ] جواهر العقدين 2 / 147. مسند أحمد 1 / 200 الصواعق المحرقة: 237 باب خصوصياتهم الدالة على عظيم كراماتهم. وفيها " جرين " بدل " جريف ". والجرين أصح ومعناه: الموضع الذي يجفف فيه التمروهو كالبيدر للحنطة. (1) مكيال ضخم. [ 20 ] نظم درر السمطين للزرندي: 147 - 148، والخطبة بطولها في أمالي الطوسى 2 / 174 وما بعدها. (*)

[ 41 ]

الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا ابن الداعي إلى الله، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين كان جبرئيل ينزل عليهم، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم، فقال سبحانه وتعالى: (قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزذ له فيها حسنا) (1). واقتراف الحسنة مودتنا (2). ولما نزلت (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (3). فقالوا: يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. فحق على كل مسلم أن يصلي علينا فريضة واجبة. وأحل الله خمس الغنيمة لنا كما أحل له، وحرم الصدقة علينا كما حرم عليه صلى الله عليه واله وسلم. فأخرج جدي صلى الله عليه واله وسلم يوم المباهلة من الانفس أبى، ومن البنين أنا وأخي الحسين، ومن النساء فاطمة أمي، فنحن أهله ولحمه ودمه، ونحن منه وهو منا. وهو يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم الله، وتلى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (4). وقد قال الله تعالى: (افمن كان على بينة من ربه ويثلوه شاهد منه) (5). فجدى صلى الله عليه واله وسلم على بينة من ربه، وأبى الذي يتلو.، وهو شاهد منه.


(1) الشورى / 23. (2) الى هنا في فرائد السمطين 2 / 120 حديث 421. شرح النهج 16 / 30 (عن هبيرة بن مريم). (3) الاحزاب / 56. (4) الاحزاب / 33. (5) هود / 17. (*)

[ 42 ]

وأمر الله رسوله أن يبلغ أبى سورة البراءة في موسم الحج. وقال جدي صلى الله عليه واله وسلم حين قضى بينه وبين أخيه جعفر ومولاه زيد في ابنة عمه حمزة: أما أنت يا علي فمني وأنا منك، وأنت وفي كل مؤمن بعدي. فكان أبى أولهم إيمانا، فهو سابق السابقين، وفضل الله السابقين على المتأخرين، كذلك فضل سابق السابقين على السابقين، وذلك إنه لم يسبقه الى الايمان أحد غير جدتنا خديجة (عليها سلام الله جل وعلا). وإن الله (عزوجل) بمنه وبرحمته فرض عليكم الفرائض لا لحاجة منه إليها، بل برحمة منه لا إله إلا هو، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي الله ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم، ولتسابقوا الى رحمته، ولتتفاضلوا منازلكم في جنته. [ 21 ] أخرج أحمد في " المسند " وفي " المناقب "، وموفق الخوارزمي، هما، عن عبد الله بن حنطب قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: لتنتهين يا بني وليعة (1) أو لابعثن اليكم رجلا كنفسي، يمضي فيكم أمري، يقتل المقاتلة، ويسبي الذرية. فالتفت الى علي، فأخذ بيده فقال: هو ذا. أيضا أخرج ابن أحمد نحوه. [ 22 ] وفي عيون الاخبار: عن الريان بن الصلت: إن الامام علي الرضا تلا قوله


[ 21 ] الفضائل لاحمد 2 / 571. فضائل الامام على عليه السلام حديث 966. المناقب للخوارزمي: 136 حديث 153. (1) بنو وليعة هم ملوك حضرموت حجدة وفحوس ومشرح وابضعة، ذكره ابن سعد في طبقاته 1 / 349 في وفد حضرموت. [ 22 ] عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 210، باب 23 (في حديت طويل). (*)

[ 43 ]

تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (1). فأبرز رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليا والحسن والحسين وفاطمة (صلوات الله وسلامه عليهم). وعنى من قوله (أنفسنا) نفس علي. ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه واله وسلم: " لتنتهين بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي " يعني عليا. فهذه خصوصية لهم لا يلحقهم فيها بشر. فمن هذه الدلائل ثبت انه صلى الله عليه واله وسلم ادخل نفسه المقدسة المكرمة المباركة في آله، فمن صلى أو سلم على آله كأنه صلى وسلم عليه، لانه منهم وهم منه، ومن صلى أو سلم عليه بضم آله فقد أكمل الصلاة والسلام عليه.


(1) آل عمران / 61. (*)

[ 45 ]

الباب الاول في سبق نور رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال الله تبارك وتعالى: (قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين) (1). [ 1 ] وفي كتاب الاصابة، ميسرة القجر رضى الله عنه قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال: كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد. [ 2 ] وفي جمع الفوائدة جابر بن عبد الله رفعه: الناس من أشجار (2) شتئ، أنا وعلي من شجرة واحدة. (للاوسط). [ 3 ] عن أبي هريرة: قالوا: يارسول الله متى وجبت لك النبوة ؟ قال: وآدم بين الروح والجسد. (للترمذي). [ 4 ] وحديث: أول ما خلق الله روحي، وأول ما خلق الله نوري، وأول ما خلق الله العقل، وأول ما خلق الله القلم، وأول ما خلق الله نور نبيك، يا جابر.


الزخرف / 81. [ 1 ] الاصابة 3 / 470 حرف (م) القسم الاول. مسند أحمد 9 / 55. مجمع الزوائد 8 / 233 (كتاب علامات النبوة - باب قدم نبوته). كنز العمال 11 / 450 حديث 32117. [ 2 ] جمع الفوائد 2 / 21 (كتاب السير والمغازي - باب كرامة أصل النبي صلى الله عليه واله وسلم). مجمع الزوائد 9 / 100 باب مناقب الامام علي عليه السلام باب 1 نسبه. مناقب الخوارزمي: 143 حديث 165. كنز العمال 11 / 608 حديث 32943. (2) في المصدر: " شجر ". جمع الفوائد 2 / 21. سنن الترمذي 5 / 245 حديث 3688. (*)

[ 46 ]

المراد منها هو الحقيقة المحمدية التي كانت مشهورة بين الكملين، وهي روح نبينا صلى الله عليه واله وسلم. [ 5 ] وحديث: كنت نبيا وآدم بين الماء والطين. كلها دلائل على سبق نوره صلى الله عليه واله وسلم. [ 6 ] وفي المشكاة: عن الاباض (1) بن سارية، عن النبي صلى الله عليه واله وسلم إنه قال: إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلكم ؟ دعوة [ أبى ] إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج منها نور أضاءت منه لها تصور الشام، وكذلك أمهات النبيين يرين (2). رواه في شرح السنة، ورواه أحمد أيضا، وفي جمع الفوائد قال: لاحمد، والكبير، والبزار. [ 7 ] وفي المناقب، عن اسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين قال: حدثنا عمي الحسن قال: سمعت جدي صلى الله عليه واله وسلم يقول: خلقت من نور الله (عزوجل)، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبيهم من نورهم، وسائر الناس في النار.


[ 5 ] كنز العمال 11 / 450 حديث 32115. [ 6 ] مسند أحمد 4 / 127. كنز العمال 11 / 450 حديث 32114. جمع الزوائد 8 / 223 (كتاب علامات النبوة - باب قدم نبوته). جمع فوائد 2 / 21 (كتاب المغازي - باب كرامة أصل النبي). (1) هكذا في جميع النسخ، وألصحيح " العرباض ". (2) لا يوجد في (ن): " يرين ". [ 7 ] البحار 15 / 20. (*)

[ 47 ]

[ 8 ] أخرج أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الواسطي الشافعي في كتابه " المناقب "، بسنده عن سلمان الفارسي قال: سمعت حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله (عزوجل) يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام (1)، فلما خلق آدم أودع (2) ذلك النور في صلبه فلم يزل أنا وعلي [ في ] شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففى النبوة وفي علي الامامة (3). أيضا الديلمي أخرج هذا الحديث في كتابه " الفردوس " عن سلمان. [ 9 ] أخرج ابن المغازلي أيضا، عن سالم بن أبى الجعد، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا عن يمين العرش بين يدي الله (عزوجل) (4) يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم يزل (5) أنا وعلى [ في ] شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي (6). [ 10 ] أخرج الحمويني في كتابه " فرائد السمطين ": بسنده عن زياد بن المنذر، عن


[ 8 ] المناقب لابن المغازلي: 88 حديث 130. الفردوس 3 / 283 حديث 4851. (1) في المصدر: " بألف عام ". (2) في المصدر: " ركب ". (3) في المصدر: " الخلافة ". [ 9 ] مناقب الامام علي لابن المغازلي: 89 حديث 131. (4) لا يوجد في المصدر: " بين يدي الله عزوجل ". (5) في المصدر: " ازل ". (6) وليس فيه " فجزه أنا وجزء علي "، وهذه العبارة وردت في مناقب الامام على للخوارزمي: 145 حديت 169 ورواه، أحمد بن حنبل في الفضائل 2 / 662. [ 10 ] فرائد السمطين 1 / 43 حديث 7. (*)

[ 48 ]

أبي جعفر، عن أبيه " عن جده الحسين، عن علي بن أبي طالب (سلام الله عليه)، عن النبي (صلي الله عليه وآله وعليهم) قال: كنت أنا وأنت يا علي (1) نورا بين يدي الله - تبارك وتعالى - من قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق (الله تعالى) آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله [ تعالى ] ينقله من صلب الى صلب، حتى أقره في (2) صلب عبد المطلب. ثم [ أخرجه من صلب عبد المطلب ف ] قسمه قسمين، فأخرج (3) قسما في صلب أبى (4) (عبد الله)، وقسما في صلب عمي (5) (أبى طالب). فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي [ فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه ] أيضا أخرج هذا الحديث بلفظه موفق الخوارزمي. [ 11 ] أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي، بسنده عن الاعمش، عن أبى وائل، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله: صلى الله عليه واله وسلم: لما [ ان ] خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس [ آدم ] فقال: الحمد لله. فأوحى الله [ تعالى ] إليه: إنك حمدتني (6) وعزتي وجلالي، لولا العبدان اللذان (7) أريد أن أخلقهما [ في دار الدنيا ] ما خلقتك. * (هامش *، (1) في المصدر " أنا وعلى ". (2) لا يوجد في المصدر: " في ". (3) لا يوجد في المصدر: " فأخرج ". (4) لا يوجد في المصدر: " أبى ". (5) لا يوجد في المصدر: " عمي ". [ 11 ] المناقب للخوارزمي: 318 الفصل 19 حديث 320. (6) في المصدر: " حمدني عبدي ". (7) في المصدر: " لولا عبدان ". (*)


[ 49 ]

قال: إلهي أيكونا (1) مني ؟ قال: نعم. قال: يا آدم ارفع بصرك وانظر (2)، فنظر فإذا [ هو ] مكتوب على العرش: " لا إله إلا الله، محمد رسول الله، هو نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة "... [ 12 ] أخرج الحمويني: بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول لعلي: خلقت أنا وأنت من نور الله (عزوجل).


(1) في المصدر: " فيكونان ". (2) في المصدر: " قال: نعم يا آدم ارفع رأسك فرفع رأسه... ". [ 12 ] فرائد السمطين 1 / 40 حديث 4. (*)

[ 51 ]

الباب الثاني في شرف آباء النبي صلى الله عليه واله وسلم وكونهم خير فرق، وخير قبيلة، وخير قرون، وفي طهارة نسبه، وطهارة أهل بيته، ومدح العباس وحديث جابر [ 1 ] في نهج البلاغة: قال علي (كرم الله وجهه) في خطبته في صفة آباء النبي: صلى الله عليه واله وسلم... فاستودعهم في أفضل مستودع، وأقرهم في خير مستقر، تناسختهم (1) كرايم الاصلاب الى مطهرات الارحام، كلما مضى (منهم) سلف، قام منهم بدين الله خلف. حتى أفضت كرامة الله سبحانه (وتعالى) الى محمده صلى الله عليه واله وسلم فأخرجه من أفضل المعادن منبتا، وأعز الارومات (2) مغرسا، من الشجرة التي صدع (3) منها انبياءه، وانتخب (4) منها أمناءه. عترته خير العتر، واسرته خير الاسر، وشجرته خير الشجر، نبتت في حرم، وبسقت (5) في كرم، لها فروع طوال، وثمر لا ينال، فهو إمام من اتقى، وبصيرة من اهتدى، سراج لمع ضوؤه.


[ 1 ] نهج البلاغة: الخطبة 49. (1) تنلسختهم: تناقلتهم. (2) الارومات - جمع أرومة - بمعنى المصدر. (3) صدع فلانا: قصده لكرمه. (4) في المصدر: " انتجب ". (5) بسقت: ارتفعت. (*)

[ 52 ]

وشهاب سطع نوره، وزند برق لمعه، سيرته القصد (1)، وسنته الرشد، وكلامه الفصل، وحكمه العدل، أرسله الله (2) على حين فترة من الرسل، وهفوة من العمل، وغباوة من الامم. اعملوا - رحمكم الله - على أعلام بينة، فالطريق نهج تدعو (3) الى دار السلام، وأنتم في دار مستعتب (4) على مهل وفراغ، والصحف منشورة، والاقلام جارية، والابدان صحيحة، والالسن مطلقة، والتوبة مسموعة، والاعمال مقبولة. [ 2 ] وفي سنن أبى عيسى الترمذي: في باب المناقب للنبي صلى الله عليه واله وسلم: عن واثلة بن الاسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم. (هذا حديث صحيح). أيضا رواه مسلم، كما في جمع الفوائد. [ 3 ] وعن عبد الله بن الهارث، عن العباس بن عبد المطلب قال:


(1) المصدر الاستقامة. (2) لا يوجد في المصدر: " الله ". (3) في المصدر: " يدعو ". (4) مستعتب - بفتح التائين: طلب العتبى أي طلب الرضى من الله بالاعمال النافعة. [ 2 ] سنن الترمذي 5 / 243 (كتاب المناقب - باب 20) حديث 3684. مسند أحمد 4 / 107. كنز العمال 11 / 424 حديث 31984. صحيح صسلم 2 / 394 (كتاب الفضائل - باب فضل نسب النبي صلى الله عليه واله وسلم) حديث 2276. جمع الفوائد 2 / 20 (كتاب السير والمغازي - باب كرامة أصل النبي صلى الله عليه واله وسلم). [ 3 ] سنن الترمذي 5 / 243 (كتاب المناقب - باب 20) حديث 3685. جمع الفوائد 2 / 20. كنز العمال 11 / 424 حديث 31987 - انظر: مجمع الزوائد 4 / 218 باب كرامة أصل البى صلى الله عليه واله وسلم. (*)

[ 53 ]

قلت: يا رسول الله إن قريشا جلسوا فيتذاكروا (1) أحسابهم بينهم، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة (2) من الارض ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم خير القبائل، فجعلني في خير القبيلة، ثم خير البيوت، فجعلني في (3) خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا، وخيرهم بيتا. (أيضا في جمع الفوائد مذكور). [ 4 ] وعن المطلب بن [ أبى ] وداعة قال: جاء العباس الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكأنه سمع شيئا، فقام النبي صلى الله عليه واله وسلم على المنبر، فقال: من أنا ؟ فقالوا: أنت رسول الله [ عليك السلام ]. قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم قبائل، فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خيرهم بيتا وخيرهم نفسا. (هذا حديث حسن). أيضا في المشكاة مذكور. [ 5 ] وفي باب مناقب أبى الفضل العباس ؟ عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم: إن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مغضبا وأنا عنده، فقال: ما أغضبك ؟


(1) في المصدر: " فتذاكروا ". (2) كبوة: المزبلة، الكناسة والتراب يكنس من البيت. (3) في المصدر: " من " في كل المواضع بدل " في ". [ 4 ] سنن الترمذي 5 / 244 (كتاب المناقب - باب 20) حديث 3686. [ 5 ] سنن الترمذي 5 / 318 باب 102 حديث 3847. (*)

[ 54 ]

قال: يا رسول الله مالنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه. مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك ؟ ! قال: قغضب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى احمر وجهه. ثم قال: والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله. ثم قال: [ يا ] أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني، فانما عم الرجل صنو أبيه. هذا حديث حسن صحيح. (انتهى الترمذي). [ 6 ] وفي " جمع الفوائد " في أول باب السير والمغازي، قال العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه: يا رسول الله إني أريد أن أمدحك. فقال صلى الله عليه واله وسلم: هات لا يغضض الله فاك. فأنشد شعرا: من قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع، حيث يخصف الورق (1) ثم هبطت البلاد لابشر * أنت ولا مضغة ولاعلق (2) بل نطفة تركب السفين وقد * ألجمت نسرأو أهله الغرق (3) وردت نار الخليل مكتتما * تجول فيها ولست تحترق تنقل من صالب (4) الى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق (5)


[ 6 ] جمع الفوائد 2 / 20 باب السير والمغازي باب كرامة أصل النى صلى الله عليه واله وسلم. (1) الخصف: الضم والجمع. والمراد طبت في الجنة حيت خصف آدم وحواء - عليهما السلام - عليهما من ورق الجنة. (2) المضغة - جمعها مضغ -: وهي قطعة اللحم، فإذا مارت العلقة التى خلق منها الانسان لحمة فهي مضغة. والعلق: هو الدم. أو الدم الجامد قبل أن ييبس، والقطعة منه علقة. النطفة: الماء القليل وبه سمى المني نطفة لقلته. والسفين: جمع سفينة. ونسر: صنم كان الذي الكلاع بأرض حمير وكان يغوث لمذحج ويعوق لهمدان من أصنام قوم نوح (على نبينا وعليه الصلاة والسلام)، والمراد هلاك الضنم ومن يعبده. من قوم نوح - عليه والسلام -. (4) في (1): " صلب ". (5) الطبق: انطباق الغيم في الهواء. والمراد: إذا مضى قرن ظهر قرن آخر " وانما قيل للقرن طبق لانهم طبق للارض ثم ينقرضون يأتي طبق للارض آخر، وكذلك طبقات الناس كل طبقة طبقت زمانها. (*)

[ 55 ]

حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق (1) وأنت لما ولدت أشرقت ال‍ * أرض رضاءت بنورك الافق فنحن في ذلك الضياء وفي * النور وسبل الرشاد نخترق للكبير (انتهى). [ 7 ] وفي المناقب: عن علي (كرم الله وجهه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم رش عليهم من نوره، فمن أصابه من النور شئ اهتدى ومن أخطأه ضل. ثم فسره علي (كرم الله وجهه) فقال: إن الله (عزوجل) حين شاء تقدير الخليقة، وذرء البرية، وإبداع المبدعات، ضرب الخلق في صور كالهباء، قبل وجود الارض والسماء، وهو سبحانه في انفراد ملكوته، وتوحد جبروته، فأشاع نورا من نوره فلمع، وقبا من ضيائه فسطع، ثم اجتمع ذلك النور في وسط تلك الصور الخفية، فوافق صور نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وقال الله له: أنت المختار المنتخب وعندك ثابت نوري، وأنت كنوز هدايتي، ثم اخفى الخليقة في غيبه، وسرها في مكنون علمه، ثم وسط العالم، وبسط الزمان، وموج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الريح، فطغى عرشه على الماء، فسطح الارض على ظهر الماء، ثم أنشأ الملائكة من أنوار ابتدعها وأنوار اخترعها، وقرن بتوحيد. نبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم ظاهرا، فهو أبو الارواح ويعسوبها كما أن آدم عليه السلام أبو الأجساد وسببها، ثم انتقل النور في جميع العوالم عالما بعد عالم، وطبقا بعد طبق، وقرنا


النطق - جمع نطاق -: وهي اعراض من جبال بعضها فوق بعض، أي: نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التى يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلا له صلى الله عليه واله وسلم في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، وأراد ببيته شرفه، والمهيمن نعته أي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسب خندف. (*)

[ 56 ]

بعد قرن، إلى أن ظهر محمد صلى الله عليه واله وسلم بالصورة والمعنى في آخر الزمان، ويطابق هذا الكلام قول عمي العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه قال: يا رسول الله أريد أن أمد حك. قال: قل لا يغضض الله فاك. قال: من قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع حيث يخصف الورق (الى آخرها). ثم قال علي: إن نبينا بسر روحانيته يستمد من الفيض الاقدس الاعلى، ويمد العالم أجمع. والى عبادته الاولى اشار الله (عزوجل) بقوله (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) فأول حقيقة ظهرت هادية جامعة محيطة نور محمد صلى الله عليه واله وسلم وباقي الانبياء عليهم السلام هداية ومنزلتهم عند الله - سبحانه - بحسب جامعيتهم وسعة دائرة كمالهم في الهداية، حتى كان لنبى مثلا ألف تابع، ولنبي أكثر، ولنبي أقل، فلولا ما وقع هذا التسخير في علم الحق أزلا لما وقع في الوجود، وأي شئ لا يكون في الاصل لا يكون في الفرع. [ 8 ] وفي كتاب أبكار الافكار: للشيخ ملاح الدين بن زين الدين بن أحمد الشهير بابن الصلاح الحلبي (قدس الله سره): قال جابر بن عبد الله الانصاري (رضي الله عنهما): سألت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن أول شئ خلقه الله - تعالى -. قال: هو نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق فيه كل خير، وخلق بعده كل شئ، وحين خلقه أقامة في مقام القرب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة


[ 8 ] البحار 25 / 21 و 22. (*)

[ 57 ]

أقسام، فخلق العرش من قسم، والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم. وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام: فخلق القلم من قسم، واللوح من قسم، وألجنة من قسم. وأقام الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء: فخلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء، والقمر والكواكب من جزء. وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة اجزاء: فخلق العقل من جزء، والعلم والحلم من جزء، والعصمة والتوفيق من جزء. وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة، ثم نظر الله تعالى إليه فترشح ذلك النور عرقا قطرت (1) منه مائة ألف وعشرون ألفا وأربعة آلاف قطرة من النور، فخلق الله - سبحانه - من كل قطرة روح نبي ورسول، ثم تنفست أرواح الانبياء، فخلق الله من أنفاسهم أرواح الاولياء والشهدا، والسعداء والمطيعين الى يوم القيامة. فالعرش والكرسي وحملة العرش وخزنة الكرسي من نوري، والقلم واللوح والكروبيون والروحانيون من الملائكة والجنة وما فيها من النعيم من نوري، وملائكة السماوات السبع والشمس والقمر والكواكب من نوري، والعقل والعلم والحلم والعصمة والتوفيق من نوري، وأرواح الانبياء والرسل من نوري، وأرواح الاولياء والشهداء والسعداء والصالحين من نتائج نوري. ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب، فأقام الله الجزء الرابع من نوري في كل


(1) في (1): " فقطرت ". (*)

[ 58 ]

حجاب ألف سنة. وهي: حجاب الكرامة، والسعادة، والهيبة، والرحمة، والرفعة، والعلم، والحلم، والوقار، والسكينة، والصبر، والصدق، واليقين. فلما أخرجه من هذه الحجب أضاء نوري أرض من المشرق الى المغرب كالسراج في الليل المظلم. ثم خلق آدم عليه السلام وأودع نوري في صلبه فتلالا في جبينه وفي سبابته فسأل الله عن هذا النور. قال: انه نور محمد ولدك. ثم انتقل النور منه الى صلب شيث عليهما السلام، وهكذا ينقل الله نوري من طيب الى طيب، ومن طاهر إلى طاهر، الى أن أوصله الله الى صلب أبى عبد الله بن عبد المطلب، ومنه أوصله الله الى رحم أمي آمنة، ثم أخرجني الى الدنيا فجعلني سيد المرسلين وخاتم النبيين ومبعوثا الى كافة الناس أجمعين ورحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين. هذا كان بدء خلقة نبيك يا جابر. وفي شرح الكبريت الاحمر للشيخ عبد القادر رضى الله عنه قال الشيخ علاء الدولة السمناني قدس سره في شرح " اللهم صل على محمد السابق للخلق نوره الرحمة للعالمين ظهوره ". إن الاحاديث في سبق نور النبي صلى الله عليه واله وسلم وقدمه كثيرة أنا اكتفي بحديث واحد منها ثم ذكر الحديث المذكور عن جابر بن عبد الله إلى آخره [ 9 ] وفي شرح الكبريت الاحمر: قال روى الحكيم الترمذي والطبراني والبهقي وأبو نعيم الحافظ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إن الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالى:


[ 9 ] المعجم اللبير للطبراني 3 / 56 حديث 2674. سنن الترمذي 5 / 244 حديث 3686. الشفاء 1 / 165. مجمع الزوائد 8 / 214 (كتاب علامات النبوة باب 1). (*)

[ 59 ]

(أصحاب اليمين) (وأصحاب الشمال) فأنا من أصحاب المين، وأنا خير أصحاب المين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا، فذلك قوله تعالى: (أصحاب الميمنة) وأصحباب المشئمة) (والسابقون السابقون أولئك المقربون) فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (1) فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم عند الله، ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، فذلك قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2) فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب. وفي الشفاء هذا الحديث أيضا مذكور الى (تطهيرا) عن الاعمش، عن عباية ابن ربعى، عن ابن عباس. [ 10 ] أخرج الثعلبي عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جمع الناس في رجب لثلاث عشر ليلة خلت منه فقال لهم: إني جمعتكم لان أخبركم، فقال: إن الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما... ثم سان الحديث مثل الحديث المذكور الى آخر.. وأيضا روى هذا الحديث حذيفة بن الميان وسلمان.


(1) الحجرات / 13. (2) الاحزاب / 33. [ 10 ] غاية المرام: 388 باب 99 حديث 1 (عن الثعلبي). (*)

[ 60 ]

[ 11 ] وفي الشفاء: وفي حديث [ عن ] ابن عمر رواه الطبراني (1): انه صلى الله عليه واله وسلم قال: إن الله اختار خلقه فاختار منهم بني آدم ثم اختار بني آدم فاختار منهم العرب، ثم اختار العرب فاختار منهم قريشا، ثم اختار قريشا فاختار منهم بني هاشم، ثم اختار بني هاثم فاختارني منهم، فلم أزل خيارا من خيار، ألا من أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم. [ 12 ] وفي الشفاء: عن ابن عباس: ان قريشا كانت نورا (2) بين يدي الله - تعالى - قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبح ذلك النور، وتسبح الملائكة بتسبيحه، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه. [ 13 ] وعن ابن عباس قال: قال (3) رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أهبطني (4) الله إلى الارض في صلب آدم، وجعلني في صلب نوح في السفينة (5)، وقذف بى في صلب إبراهيم، ثم لم يزل الله ينقلني من الاصلاب الكريمة إلى (6) الارحام الطاهرة حتئ أخرجني من بين أبوي، لم يلتقيا على سفاح قط.


[ 11 ] الشفاء 1 / 82. مستدرك الصحيحين 4 / 73. كنز العمال 1 2 حديث 33918. مجمع الزوائد 5 / 218. (1) في المصدر: " الطبري ". [ 12 ] الشفاء 1 / 83. (2) في " المصدر: " " ان النبي كانت روحه نورا... ". [ 13 ] الشفاء 1 / 83. كنز العمال 12 / 427 حديث 35489. (3) في المصدر: " فقال رسول الله... " وليس فيه " وعن ابن عباس قال... " فكان النص وسابقه حديث واحد غير أن المصنف فصل يينهما بذكر الراوي مرة ثانية. (4) في المصدر: " فاهبطني ". (5) لا يوجد في المصدر: " في السفينة ". (6) في المصدر: " و " بدل " الى ". (*)

[ 61 ]

ويشهد بصحة هذا الخبر شعر العباس رضى الله (1) في مدح النبي صلى الله عليه والله وسلم المشهور. [ 14 ] وفي الشفاء: عن عائشة (رضي الله عنها) عنه صلى الله عليه واله وسلم قال (2): أتاني جبرئيل [ عليه السلام ] فقال: قلبت مشارق الارض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد، ولم أر ابن (3) أب أفضل من بني هاشم. (أخرجه في المناقب والمخلص الذهبي والمحاملي وغيرهم). [ 15 ] وفي الشفاء: وروي عن علي [ بن أبي طالب ] (كرم الله وجهه) (4) عنه صلى الله عليه واله وسلم في قوله تعالى: (لقد جاءكم وسول من انفسكم) (5). قال: نسبا وصهرا وحسبا، ليس في آبائي من لدن آدم عليه السلام سفاح، كلنا بنكاح (6). قال الكلي: كتبت للنبي صلى الله عليه واله وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان عليه أهل (7) الجاهلية (8). [ 16 ] وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: (وتقلبك في الساجدين) (9).


(1) في المصدر: " شعر العباس المشهور في مدح... ". [ 14 ] الشفاء 1 / 166. مجمع الزوائد 7 / 218 علامات النبوة 1. كنز العمال 11 / 409 حديث 31913. (2) لا يوجد في المصدر: " قال ". (3) في المصدر: " بني أب ". [ 15 ] الشفاء 1 / 15. (4) في المصدر: " رضى الله عنه ". (5) التوبة / 128. (6) في المصدر: " كلها نكاح ". (7) لا يوجد في المصدر: " أهل ".. (8) الشفاء 1 / 15. [ 16 ] الشفاء. 1 / 15. (9) الشعراء / 219. (*)

[ 62 ]

قال: من نبي الى نبي حتى أخرجتك نبيا. (انتهى الشفاء). [ 17 ] وفى جمع الفوائد رفعه: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم الى إن ولدني أبى رأمي (للاوسط). [ 18 ] أبو عباس رفعه: ما ولدني في سفاح الجاهلية شئ، وما ولدني إلانكاح كنكاح الاسلام (للكبير). [ 19 ] أبو هريرة رفعه: بعثت من خير قرون بنى آدم، قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت منه (للبخاري). [ 20 ] وفي سنن الترمذي: عن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول: إن الله [ تبارك وتعالى ] خلق خلقه في ظلمة فالقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطاه ضل، فلذلك أقول جف القلم على علم الله. [ 21 ] وفي الشفاء: قال جعفر بن محمد (رضي الله عنهما): علم الله (تعالى) عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته، فأقام بينه وبينهم مخلوقا من جنسهم في المورفي ألبسه من نعته الرأفة والرحمة، وأفرجه الى الخلق سفيرا مادقا، وجعل طاعته، وموافقته موافقته، فقال - تعالى -: (من يطع الرسول فتد اطاع الله " (1).


[ 71 ] جمع الفوائد 2 / 21. مجمع لزوائد 8 / 214 علامات النبوة 1. [ 81 ] جمع الفوائد 2 / 22. المعجم اللبير للطبراني 10 / 329 حديث 10812 مجمع الزوائد 8 / 214 علامات النبوة 1. [ 19 ] صحيح البخاري 4 / 166 المناقب 23. [ 20 ] سنن لترمذي 4 / 135 " كتاب الايمان) حديث 2780 (افتراق هذه الامة). مسند أحمد 2 / 176 و 179. [ 20 ] الشفاء. 1 / 16. (1) النساء / 80. (*)

[ 63 ]

[ 22 ] قال أبو العالية والحسن البصري: في أم الكتاب (إهدنا الصراط ألمستقم صراط الذين أنعمت عليهم) (1) هو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخيار أهل بيته وأصحابه. [ 23 ] قال الله - تبارك وتعالى -: (لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون) (2). قال ابن عباس: ما خلق الله (تعالى) وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه واله وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره. [ 24 ] قال تعالى: (إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به لتنصرنة قال ااقررتم وأخذتم على ذلكم اصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) (3) في سورة آل عمران. قال علي بن أبى طالب: رضى الله عنه لم يبعث الله تعالى نبيا من آدم فمن بعد. إلا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه واله وسلم [ لئن بعث وهو حي ] ليؤمنن به ولينصرنه ويأخذون (4) العهد بذلك على قومهم (5). قال تعالى (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) المعنى: أخذ الله عليهم الميثاق إذ أخرجهم من ظهر آدم كالذر.


[ 22 ] الشفاء 1 / 22. (1) الفاتحة / 6 - 7. [ 23 ] الشفاء 1 / 32. مجمع الزوائد 7 / 46. (2) الحجر / 72. [ 24 ] الشفاء 1 / 44. (3) آل عمران / 81. (4) في المصدر: " وياخذن ". (5) في المصدر: " قومه ". (*)

[ 64 ]

[ 25 ] قال قتادة: إن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: كنت أنا (1) أول الانبياء في الخلق وآخرهم في البعث فلذلك وقع ذكره. مقدما هنا قبل نوح. [ 26 ] وحكى السمرقندي عن الكلبى في قوله تعالى: (وإن من شيعته لابراهيم) (2): إن الهاء عائدة على محمد صلى الله عليه واله وسلم أي [ ان ] من شيعة محمد لابراهيم، أي على دينه ومنهاجه. واختاره (3) الفراء وحكى (4) عنه المكي. وكان [ النبي ] صلى الله عليه واله وسلم قد ولد مختونا مقطوع السرة (5). [ 27 ] وروي عن أمه صلى الله عليه واله وسلم (6) انها قالت: ولدته نظيفا ما به قذر. ورفع رأسه عند ما وضعته، وباسطا يديه (7)، شاخصا ببصره الى السماء. ورأت أمه صلى الله عليه واله وسلم من النور الذى خرج معه قصور الشام (8). [ 28 ] وقال علي رضى الله عنه: غسلت النبي صلى الله عليه واله وسلم فلم أجد فيه شيئا من القذر (9)، وسطعت


[ 25 ] الشفاء 1 / 45. (1) لا يوجد في المصدر: " انا ". [ 26 ] الشفاء 1 / 46. (2) المافات / 83. (3) في المصدر: " وأجازه ". (4) المصدر: " وحكاه ". (5) الشفاء 1 / 65. [ 27 ] الشفاء 1 / 66. (6) في المصدر: " آمنة " بدل " صلى الله عليه واله وسلم ". (7) لا يوجد في المصدر: " وباسطا يديه ". (8) الشفاء 1 / 366. [ 28 ] الشفاء 1 / 64. (9) في المصدر: " غسلت النبي صلى الله عليه واله وسلم فذهبت انظر ما يكون من الميت فلم أجد شيئا فقلت: طبت حيا وميتا ". (*)

[ 65 ]

منه ريح طيبة لم نجد مثلها قط. [ 29 ] وعن علي رضى الله عنه: أوصاني النبي صلى الله عليه واله وسلم ان لا يغسله غيري فانه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه. وقد قال وهب بن منبه: قرأت احدى (1) وسبعين كتابا من كتب الانبياء السالفين رحمه الله (2) فوجدت في جميعها أن نبينا محمدا (3) صلى الله عنه اله وسلم أرجح الناس عقلا وأفضلهم رأيا (4). [ 30 ] وحكى أبو محمد المكي وأبو الليث السمرقندي وغيرهما: إن آدم عليه السلام عند زلته (5) قال: اللهم بحق محمد إغفر لي خطيئتي. فقال له تعالى (6): من أين عرفته (7) ؟ قال: رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا " لا إله الا الله محمد رسول الله " فعلمت أنه أكرم خلقك عليك، فتاب الله عليه غفر له. وهذا عند قائله تأويل قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلماتي فتاب عليه) (8).


[ 29 ] جواهر العقدين 4 / 252 (عن الثعلبي). فرائد السمطين 2 / 255 حديث 524 (كما أخرجه الزمحشري والرازي في ذيل آية المودة). (1) في المصدر: " في أحد ". (2) لا يوجد في المصدر: " من كتب الانبياء السالفين رحمه الله ". (3) في المصدر: " أن النبي صلى الله عليه واله وسلم. (4) الشفاء 1 / 67. حلية الاولياء 4 / 26. [ 30 ] الشفاء 1 / 173. (5) في المصدر: " معصيته ". (6) لا يوجد في المصدر: " تعالى ". (7) في المصدر: " عرفت محمدا. ". (8) البقرة / 37. (*)

[ 66 ]

وفي رواية أخرى. قال آدم: لما خلقتني رفعت رأسي الا عرشك فإذا فيه مكتوب " لا اله الا الله محمد رسول الله " فعلمت انه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك. فأوحى الله إليه: وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك. [ 31 ] وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: لما نشأت بغضت إلي الاوثان، وبغض إلي الشعر، ولم أهم بشئ مما كانت الجاهلية تفعله. ولما اختلفت قريش عند بناء الكعبة المكرمة فيمن يضع الحجر الاسود حكموا أول داخل عليهم فإذا النبي صلى الله عليه واله وسلم داخل عليهم فقالوا: هذا محمد، هذا أمين، قد رضينا به. وذلك قبل نبوته. وقال صلى الله عليه واله وسلم: اني لامين في السماء أمين في الارض. [ 32 ] وذكر البزار عن علي [ بن ابى طالب ] (كرم الله وجهه) (1) قال: لما أراد الله - تبارك وتعالى - أن يعلم رسوله الاذان جاءه جبرئيل بدابة يقال لما " البراق " فذهب يركبها فاستصعبت عليه، فقال لها جبرئيل: اسكني فوالله ما ركبك عند أكرم على الله من محمد صلى الله عليه واله وسلم فركبها حتى أتى بها الى الحجاب الذي يلي الرحمن - تبارك وتعالى - فبينا هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا جبرئيل من هذا ؟ قال: والذي بعثك بالحق إني لاقرب الخلق مكانا، وإن هذا الملك ما رأيته منذ خلقت الى ساعتي هذه.


[ 31 ] الشفاء 1 / 100 و 134. [ 32 ] الشفاء 1 / 185. (1) في المصدر: " رضى الله عنه ". (*)

[ 67 ]

فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر. فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أكبر (أنا أكبر) من كل شي (1). فقال (2) الملك: أشهد أن لا إله إلا الله اشهد أن لا إله إلا الله (3). فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا الله لا اله إلا أنا. فقال الملك: أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله. فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي إن محمدا رسولي (4). وذكر مثل هذا في بقية الاذان إلا أنه لم يذكر جوابا عن قوله " حي على الصلاة، حى على الفلاح ". وقال: ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه واله وسلم فقدمه، فأم أهل السماء فيهم آدم ونوح وغيرهما (5). [ 33 ] قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (رضي الله عنهم) رواية عن علي رضى الله عنه (6) قال: أكمل الله لمحمد صلى الله عليه واله وسلم الشرف والمنزلة (7) على أهل السموات والارض.


(1) لا يوجد في المصدر: " من كل شئ ". (2) في المصدر: " ثم قال ". (3) لا يوجد في المصدر: " شهادة التوحيد الثانية ". (4) لا يوجد في المصدر: " فقال الملك: الشهد أن محمدا رسول - الى - إن محمدا رسولي ". (5) لا يوجد في المصدر: " وغيرهما ". [ 33 ] الشفاء 1 / 186. (6) لا يوجد في المصدر: " عن علي رضى الله عنه قال: ". (7) لا يوجد في المصدر: " المنزلة ". (*)

[ 68 ]

[ 34 ] عن أم هانئ بنت أبي طالب (رضي الله عنهما) (1) قالت: ما أسري برسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلا وهو في بيتي، وفي (2) تلك الليلة صلى العشاء الآخرة معنا (3) ونام بيننا، فلما كان قبيل الصبح (4) أيقظنا (5) فلما صلى الصبح [ و ] صلينا معه وقال: يا أم هانئ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كها رأيت، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم صليت الغداة معكم الآن كما ترون. الحديث (6). وهذا بين في أنه بجسمه صلى الله عليه واله وسلم عرج (7). [ 35 ] عن جعفر بن محمد الصادق (رضي الله عنهما) قال: أوحى الله (8) إليه صلى الله عليه واله وسلم بلا واسطة. (ونحوه عن الواسطي). [ 36 ] وقال جعفر بن محمد الصادق: أدناه ربه منه حتى كان منه كقاب قوسين أو أدنى (9). [ و ] قال [ جعفر بن محمد ]: الدنو من الله تعالى لا حد له، ومن العباد بالحدود. [ وقال أيضا: ] وانقطعت الكيفية عن الدنو، ألا ترى كيف حجب جبرئيل عن


[ 34 ] الشفاء 1 / 190. (1) لا يوجد في المصدر: " بنت أبى طالب (رضي الله عنهما) ". (2) لا يوجد في المصدر: " وفي ". (3) لا يوجد في المصدر: " معنا ". (4) في المصدر: " الفجر ". (5) في المصدر: " أهبنا رسول صلى الله عليه واله وسلم ". (6) لا يوجد في المصدر: " الحديث ". (7) لا يوجد في المصدر: " عرج ". [ 35 ] الشفاء 1 / 202. (8) لا يوجد في المصدر: " الله ". [ 36 ] الشفاء 1 / 205. (9) لا يوجد في المصدر: " أدنى ". (*)

[ 69 ]

دنوه ودنا محمد صلى الله عليه واله وسلم الى ما أودع قلبه من المعرفة والايمان، فتدلى بسكون قلبه الى ما أدناه، وزال عن قلبه الشك والارتياب. [ 37 ] وعن أنس في الصحيح: عرج به جبرئى الى سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العزة فتدلى، حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليه ما أوحى (1)، وأوحى [ إليه ] خمسين صلاة... وذكر حديث الاسراء. [ 38 ] وروى ابن قانع القاضي عن أبى الحمراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: لما أسري بى إلى السماء إذا على العرش مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ". (الى هنا من كتاب الشفاء). [ 39 ] وفي شرح الكبريت الاحمر للشيخ علاء الدولة السمناني قدس سره: روى عنه صلى الله عليه واله وسلم قال: لما خلق الله العرش على الماء اضطرب ولم يثبت فكتب عليه " لا إله إلا الله محمد رسول الله " استقر العرش. وفي رواية: كتب تحت هذه الكلمات " أيدته بعلي ". [ 40 ] أخرج أبو نعيم الحافظ باسناده عن أبى صالح، عن ابن عباس، وعن أبى هريرة


[ 37 ] الشفاء 1 / 204. (1) في المصدر: " بما شاء " بدل " ما أوحى ". [ 38 ] الشفاء: 1 / 174. [ 39 ] شرح الكبريت الاحمر. [ 40 ] حلية الاولياء 3 / 27 (عن أبى الحمراء). شواهد التنزيل للحسكاني 1 / 223 حديث 299. خصائص الوحي: 178 حديث 132. ترجمة الامام علي صلى الله عليه واله وسلم لابن عساكر 1 / 419 حديث 926. غاية المرام: 429 باب 89 حديث 3، و 428 باب 89 حديث 1.

[ 70 ]

وجعنر الصادق (رضي الله عنهم) في قوله تعالى: (هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين) (1). انهم قالوا: إنها نزلت في علي لانهم قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: رأيت مكتوبا على العرش " لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي ونصرته بعلي ". وروي عن أنس بن مالك مثله.


(1) الانفال / 62. (*)

[ 71 ]

الباب الثالث في بيان أن دوام الدنيا بدوام أهل بيته (صلى الله عليه وعليهم) وبيان انهم سبب لنزول المطر والنعمة وبيان فضائلهم [ 1 ] أخرج أحمد في المناقب: عن علي (كرم الله وجهه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: النجوم أمان لاهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لاهل الارض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض. أيضا أخرجه ابن أحمد في زيادات المسند، والحمويني في فرائد السمطين عن علي (كرم الله وجهه). أيضا أخرجه الحاكم: عن محمد الباقر عن أبيه عن جده. عن علي (رضى الله عنهم). [ 2 ] وأخرج أحمد: عن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتى أمان لاهل الارض فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الارض من الآيات ما كانوا يوعدون.


[ 1 ] الفضائل لاحمد 2 / 671 حديث 1145. فرائد السمطين 2 / 253. حديث 522. [ 2 ] مقتضب الاثر في الائمه الاثني عشر 47 / 48 (عن أحمد)، وكذلك أخرجه السمهودي عن أحمد في جواهر العقدين 2 / 189. (*)

[ 72 ]

وقال أحمد: إن الله خلق (1) الارض من أجل النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟ فجعل دوامها بدوام أهل بيته وعترته صلى الله عليه واله وسلم. [ 3 ] أخرج الحمويني: عن سلمة بن الاكوع عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي. [ 4 ] أيضا أخرج الحمويني: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أهل بيتي أمان لاهل الارض كما أن النجوم أمان لاهل السماء. أيضا أخرج الحاكم عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس. [ 5 ] أخرج الحاكم: عن جابر بن عبد الله وأبي موسى الاشعري وابن عباس (رضي الله عنهم) قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لاهل الارض فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض. [ 6 ] وفي نوادر الاصول: عن سلمة بن الاكوع قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي. [ 7 ] وفي الصواعق: النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي. (أخرجه جماعة).


(1) في (أ): " خفق ". [ 3 ] فرائد السمطين 2 / 241 حديث 515. [ 4 ] فرائد السمطين 1 / 45، و 2 / 252 حديث 521 (عن غير أبى سعيد). كفاية الاثر: 29. [ 5 ] المستدرك للحاكم 2 / 448 و 3 / 149، 457 (باختلاف لفظي). [ 6 ] مجمع الزوائد 9 / 174. كنز العمال 12 / 96 حديث 34155. عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 30 حديث 14. [ 7 ] الصواعق المحرقة: 185 و 233. مناقب الامام أمير المؤمنين عليه السلام للقاضي الكوفي 2 / 142 حديث 623. وفيه مضان حديث " أهل بيتى أمان لامتي.. ". (*)

[ 73 ]

أخرج الحمويني: بسنده عن محمد الباقر، عن أبيه، عن جده عن أمير المؤمنين (رضي الله عنهم) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا علي أكتب ما أملي عليك. قلت: يا رسول الله أتخاف (1) على النسيان ؟ ! قال: لا (2) (أخاف عليك النسيان) وقد دعوت الله (عزوجل) أن يجعلك حافظا (3)، ولكن أكتب لشركائك. [ قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله ؟ قال: ] الائمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عن الناس (4) البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء، وهذا أولهم، وأشار (5) الى الحسن، ثم قال [ عليه وآله السلام ]: وهذا ثانيهم، وأشار الى الحسين (6)، ثم قال: والائمة من ولده (رضي الله عنهم) (7). [ 9 ] وفي المناقب: عن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي المرتضى عليهم السلام، عن أبيه، عن جده الحسن السبط قال: خطب جدي صلى الله عليه واله وسلم يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه:


[ 8 ] فرائد السمطين 2 / 259 باب 50 حديث 527. (1) في المصدر: " قال: يا نبى الله وتخاف... ". (2) في المصدر: " قال: لست... ". (3) في المصدر: " يحفظك ولا ينسيك ". (4) في المصدر: " عنهم ". (5) في المصدر: " وأومأ بيده ". (6) في المصدر: " ثم أومأ بيده الى الحسين عليه السلام. (7) لا يوجد في المصدر: " رضى الله عنهم " [ 9 ] غاية المرام: 219 باب 29 حديث 7. مجمع الزوائد 9 / 331. حلية الاولياء 1 / 63. (*)

[ 74 ]

معاشر الناس إني أدعى فاجيب وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم، ولا تخلو الارض منهم، ولو خلت لانساخت بأهلها. ثم قال: اللهم إنك لا تخلي الارض من حجة على خلقك لئلا تبطل حجتك، ولا تضل أولياءك بعد إذ هديتهم، أولئك الاقلون عددا والاعظمون قدرا عند الله (عزوجل) ولقد دعوت الله - تبارك وتعالى - أن يجعل العلم والحكمة في عقبي وعقب عقبي، وفي زرعي وزرع زرعي، الى يوم القيامة، فاستجيب لي. [ 10 ] وفي المناقب: عن هشام بن حسان قال: خطب الحسن بن علي عليهما السلام بعد بيعة الناس له بالامر فقال: نحن حزب الله الغالبون، ونحن عترة رسوله الاقربون، ونحن أهل بيته الطيبون، ونحن أحد الثقلين الذين خلفهما جدي صلى الله عليه واله وسلم في أمته، ونحن ثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمعول علينا تفسيره، ولا أتظنا (1) تأويله، بل تيقنا حقائقه فأطيعونا، فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله (عزوجل) وطاعة رسوله مقرونة، قال - جل شأنه -: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) (2) وقال (عزوجل) (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الامر منهم


[ 10 ] أمالى الشيخ المفيد: 348: وعنه غاية المرام: 267 باب " 59 حديث 13. (1) في (أ): " نتظنا ". (2) النساء / 59. (*)

[ 75 ]

لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (1)، واحذروا الاصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين. [ 11 ] أخرج الحمويني: بسنده عن الاعمش، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (رضي الله عنهم) قال: نحن أئمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغر المحجلين، وموالي المسلمين، ونحن أمان لاهل (2) الارض كما أن النجوم أمان لاهل العماء، ونحن الذين بنا تمسك المماء (3) أن تقع على الارض إلا باذن الله (4)، [ وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها ]، وبنا ينزل الغيث، وتنشر (5) الرحمة وتخرج (6) بركات الارض، ولولا ما على (7) الارض منا لانساخت بأهلها. ثم قال: ولم تخل الارض منذ خلق الله آدم عليه السلام من حجة الله (8) فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو الى أن تقوم الساعة من حجة فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله. قال الاعمش (9): قلت لجعفر الصادق رضى الله عنه: كيف ينتفع الناس بالحجة


(1) النساء / 83. [ 11 ] فرائد السمطين 1 / 45 باب 2 حديث 11. (2) في المصدر: " أهل ". (3) في المصدر: " بنا يمسك الله السماء ". (4) في المصدر: " إلا باذنه ". (5) في المصدر: " ينشر ". (6) في المصدر: " يخرج ". (7) في المصدر: " في ". (8) في المصدر: " لله ". (9) في المصدر: " قال سليمان: فقلت للصادق... ". (*)

[ 76 ]

الغائب المستور ؟ قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب. [ 12 ] وقال علي بن الحسين (رضي الله عنهما): نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها. [ 13 ] وقال أيضا: إن لله (عزوجل) أخذ ميثاق من يحبنا وهم في أصلاب آبائهم، فلا يقدرون على ترك ولايتنا ؟ لان الله جعل جبلتهم على ذلك. وقال أيضا: إني لاكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيقتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن * الى الحسين وأوصفى قبله الحسنا ورب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا كها في كتاب " التنزلات الموصلية " للشيخ الاكبر، وفي كتاب " سفينة راغب " الصدر الاعظم (1). [ 14 ] وقال أيضا: نحن أبواب الله، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه وتراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده وموضع سره. [ 15 ] أخرج الحمويني في فرائد السمطين: بسنده عن أبى بصير عن خيثمة الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد الباقر رضى الله عنه (2) يقول:


(1) سفينة راغب: 76 ط. استنبول 1282 ه‍. [ 14 ] معاني الاخبار: 35 باب معنى الصراط حديث 5. [ 15 ] فرائد السمطين 2 / 253 باب 48 حديث 523. (2) في المصدر: " عن أبى جعفر عليه السلام سمعته يقول: ". (*)

[ 77 ]

نحن جنب الله وصفوته (1)، و [ نحن ] خيرته، ونحن مستودع مواريث الانبياء، ونحن أمناء الله (عزوجل)، ونحن حجة الله، و [ نحن ] أركان الايمان، و [ نحن ] دعائم الاسلام، ونحن من رحمة الله على خلقه، و [ نحن من ] بنا يفتح، وبنا يختم، ونحن الائمة الهداة (2) والدعاة الى الله (3)، ونحن مصابيح الدجى، و [ نحن ] منار الهدى، [ ونحن السابقون، ونحن الاخرون ]، ونحن العلم المرفوع للحق، من تمسك بنا لحق، ومن تأخر عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلين [ ونحن خيرة الله ]، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم الى الله، ونحن من نعمة الله (عزوجل) على خلقه، ونحن معدن النبوة، و [ نحن ] موضع الرسالة، و [ نحن الذين ] مختلف الملائكة، ونحن المنهاج، و [ نحن ] السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الائمة (4) الهداة الى الجنة، و [ نحن ] عرى الاسلام، ونحن الجسور والقناطر، من مضى عليها لحق، ومن تخلف عنها محق، ونحن السنام الاعظم، و [ نحن الذين ] بنا ينزل الله (عزوجل) الرحمة على عباد. (5)، وبنا يسقون الغيث، و [ نحن الذين ] بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا ونصرنا (6)، وعرف حقنا، ويأخذ (7) بأمرنا، فهو منا وإلينا. [ 16 ] أخرج الحمويني في كتابه " فرائد السمطين ": رأيت بخط جدي شيخ الاسلام * (هامش *، (1) في المصدر: " صفوة الله ". (2) في المصدر: " أثمة الهدى ". (3) لا يوجد في المصدر: " والدعاة الى الله ". (4) لا يوجد في المصدر: " الائمة ". (5) لا يوجد في المصدر: " على عباده ". (6) في المصدر: " وأبصرنا ". (7) في المصدر: " أخذ ". [ 16 ] فرائد السمطين 2 / 256 باب 49 حديث 525. جواهر العقدين 2 / 252. الشفاء 2 / 47. (*)


[ 78 ]

أبى عبد الله محمد حموينه بن محمد الجويني، حدثنا الحسن بن أحمد السمرقندي، عن علي بن أحمد البخاري، عن أبى بكر محمد بن إبراهيم البخاري، عن الامام أبي بكر إسحاق الكلابادي البخاري، عن عبد الله بن محمد، عن محمد ابن عبيدالله، عن محمد بن عثمان البصري، عن محمد بن الفضل، عن محمد بن سعد أبي طيبة، عن المقداد بن الاسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لال محمد أمان من العذاب. وهذا الحديث مذكور في جواهر العقدين، ومسطور في كتاب الشفاء لكن بغير إسناد. [ 17 ] وفي جواهر العقدين: عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول:... يا أيما الناس إنه لم يعط أحد من ذرية الانبياء الماضين ما أعطي الحسين ابن علي خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. يا أيها الناس إن الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله [ صلى الله عليه واله وسلم ] وذريته فلا تذهبن بكم الاباطيل. أخرجه [ أبو الشيخ ] ابن حبان في كتابه، " التنبيه " (1)، و [ قاله ] الحافظ جمال الدين الزرندي في كتابه " درر السمطين " (2).


[ 17 ] جواهر العقدين 2 / 275 (في حديث). (1) في المصدر: " السنة الكبير ". (2) في المصدر: " في درره ".

[ 79 ]

[ 18 ] وفي جواهر العقدين للعلامة عالم مصر والهجاز، الشريف السمهودي رحمه الله: إن رجلا قال: كنت بين مكة والمدينة فإذا [ أنا ب ] شبح يلوح في البرية يظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني فسلم علي فرددته (1) وقلت له: من أين يا غلام (2) ؟ قال: من الله. قلت: [ و ] الى أين ؟ قال: الى الله. قلت: فما زادك ؟ قال: التقوى. قلت: فمن أنت ؟ قال: أنا رجل عربي. فقلت: عين لي ؟ فقال: أنا رجل قرشي (3). فقلت: عين لي عفاك الله ؟ فقال: أنا رجل هاشمي. فقلت: عين لي ؟ فقال: أنا رجل علوي، ثم أنشد وقال (4):


[ 18 ] جواهر العقدين 2 / 258 - 259. (1) في المصدر: " فرددت عليه ". (2) في (أ): " الغلام ". (3) في المصدر: " من قريش ". (4) في المصدر: " ثم أنشده: ". (*)

[ 80 ]

فنحن على الحوض رواده * نذود ونسعد وراده فما فازمن فاز إلا بنا * وما خاب من حبنا زاده فمن سرنانال منا السرور * ومن ساءنا ساء ميلاده ومن كان كاتمأ فضلنا (2) * فيوم القيامة ميعاده ثم قال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب [ رضوان الله عليهم ]، ثم التفت فلم اره فلا أدري نزل في الارض أم صعد في السماء. [ 19 ] وأخرج الحافظ عمرو بن بحر في كتابه: حدثني أبو عبيدة عن جعفر الصادق عن آبائه [ رضي الله عنهم ]: إن عليا (كرم الله وجهه) خطب بالمدينة بعد بيعة الناس له وقال: ألا إن أبرار عترتي وأطايب أرومتي، أحلم الناس صغارا، وأعلمهم كبارا، ألا وإنا أهل بيت من علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول الصادق سمعنا، فان تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله، ومعنا راية الحق، من تبعها لحق، ومن تأخر عنها غرق، ألا وبنا يدرك كل مؤمن ثواب عمله، وبنا يخلع ربقة الذل من أعناقكم، وبنا فتح الله، وبنا يختم. [ 20 ] وفي المناقب: بسنده عن عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت جعفر الصادق رضلى الله عنه يقول: قد ولدني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأنا أعلم كتاب الله، وفيه بدء الخلق وما هو كائن الى يوم القيامة، وفيه خبر السماء، وخبر الارض، وخبر الجنة، وخبر النار،


(1) في المصدر: " نحن ". (2) في المصدر: " ومن كان غاصبنا حقنا،. [ 20 ] بصائر الدرجاب: 197 حديث 2، و 127 حديث 2. غاية المرام: 538 باب 44 حديث 6. (*)

[ 81 ]

وخبر ما كان وما يكون، وأنا أعلم ذلك كله كأنما أنظر الى كفي، وإن الله يقول فيه (تبيان لكل شئ) (1)، ويقول تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (2)، فنحن الذين اصطفانا الله - جل شأنه - وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ. [ 21 ] وفي المناقب: خطب الامام جعفر الصادن رضى الله عنه فقال: إن الله أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبيه صلى الله عليه واله وسلم دينه، وأبلج بهم باطن ينابيع علمه، فمن عرف من الامة واجب حق إمامه وجد حلاوة إيمانه وعلم فضل طلاوة إسلامه، لان الله نصب الامام علما لخلقه، وحجة على أهل أرضه، ألبسه تاج الوقار، وغشاه. نور الجبار، يمده بسبب من السماء، لا ينقطع مواده، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه، ولا يقبل الله معرفة العباد إلا بمعرفة الامام، فهو عالم بما " يرد عليه من ملتبسات الوحي، ومعميات السنن، ومشتبهات الفتن فلم يزل الله - تبارك وتعالى - يختارهم لخلقه من ولد الحسين من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك، وكل ما مضى منهم إمام نصب الله لخلقه بن عقبه إماما، علما بينا، ومنارا نيرا، أئمة من الله عدون بالحق وبه يعدلون، وخيرة من ذرية آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام، وصفوة من عترة محمد صلى الله عليه واله وسلم، اصطنعهم الله في عالم الذر قبل خلق جسمهم عن يمين عرشه، مخبوءا بالحكمة في علم الغيب عنده، وجعلهم الله حياة الانام، ودعائم الاسلام.


(1) النحل / 89. (2) فاطر / 32. [ 21 ] أصول الكافي 1 / 203 حديث 2 (في حديث). الغيبة للنعماني: 149. (*)

[ 82 ]

[ 22 ] وفي عيون الاخبار: عن أبي الصلت الهروي، قال الامام علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السلام: الامام وحيد (1) دهره. لا يدانيه أخد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل (2) كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل (3) الوهاب، فمن ذا الذي يبلغ معرفه حقيقة (4) الامام، ويمكنه اختياره، هيهات [ هيهات ]، ضلت العقول، وتاهت الحلوم [ وحارت الالباب، وحسرت العيون ]، وتصاغرت العظماء، وتقاصرت الحكماء... وعميت (5) البلغاء عن وصف شأن من شؤونه (6)، أو فضيلة من فضائله، [ فأقرت بالعجز والتقصير ]، وكيف يوصف [ له ] أو ينعت بكنهه، أو يفهم شئ من أمر. ؟... فأين الاختيار من هذا ؟ وأين إدراك (7) العقول من (8) هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ [ 23 ] وفي نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام في خطبته بعد انصرافه من صفين يذكر آل محمد صلى الله عليه واله وسلم:


[ 22 ] عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 197 باب 20 حديث 1 (في حديث). (1) في المصدر: " واحد ". (2) في المصدر: " بالفعل ". (3) في المصدر: " الفضل ". (4) لا يوجد في المصدر: " حقتقة ". (5) في المصدر: " وعيت ". (6) في المصدر: " شأنه ". (7) لا يوجد في المصدر: " إدراك ". (8) في المصدر: " عن،. [ 23 ] نهج البلاغة: 46 الخطبة 2. (*)

[ 83 ]

هم موضع سره، ولجا (1) أمره، وعيبة (2) علمه، وموئل (3) حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه، بهم أقام انحناء ظهره، وأذهب ارتعاد فرائصه (4)... لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه واله وسلم من هذه الامة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيى الغالي (5)، وبهم يلحق التالي، ولهم خصاص [ حق ] الولاية. وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق الله أهله، ونقل الى منتقله. [ 24 ] ومن خطبته: وإنما الائمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، [ و ] لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه. [ 25 ] وأيضا من خطبته: بنا اهتديتم في الظلماء، وتسنمتم (6) [ ذروة ] العلياء، وبنا انفجرتم (7) عن السرار (8)... ما شككت في الحق مذ أريته، لم يوجس موسئ [ عليه السلام ] خيفة على نفسه، بل أشفق من غلبة الجهال، ودول الضلال.


(1) اللجا - محركة -: الملاذ والمعتصم. (2) العيبة - بالفتح -: الوعاء. (3) الموئل: المرجع. (4) الفرائض - جمع فريصة -: وهي اللحمة التي بين الجنب والكتف لا تزال ترعد من الدابة. (5) الغالي: المبالغ. [ 24 ] نهج البلاغة: 212 الخطبة 152. [ 25 ] نهج البلاغة: 51 الخطبة 4. (6) تسنمتم العلياء: ركبتم سنامها وارتقيتم الى اعلاها. (7) في المصدر: " أفجرتم " ومعناه دخلتم الفجر. (8) السرار: آخر ليلة في الشهر يختفى فيها القمر (المحاق)، وهو كناية عن الظلام. (*)

[ 84 ]

[ 26 ] ومن خطبته: فأين تذهبون ؟ وأنى تؤفكون (1) ؟ والاعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار (2) منصوبة، فأين يتاه (3) بكم ؟ بل (4) كيف تعمهون (5)، وبينكم عترة (6) نبيكم، وهم أزمة الحق، [ وأعلام الدين ]، وألسنة الصدق ؟ فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وأوردوهم (7) ورود الهيم العطاش (8). أيها الناس، خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه واله وسلم: انه يموت من مات منا وليس بميت، ويبلى من بلى منا وليس ببال، فلا تقولوا بما لا تعرفون، فان أكثر الحق فيما تنكرون، وأعذروا من لا حجة لكم عليه، وأنا هو (9)، ألم أعمل فيكم بالثقل الاكبر، وألم (10) أترك فيكم الثقل الاصغر، و [ قد ] ركزت فيكم راية الايمان، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام، وألبستكم العافية من عدلي، وأفرشتكم (11) المعروف من قولي وفعلي، وأريتكم كرائم الاخلان من نفسي،


[ 26 ] نهج البلاغة: 118 الخطبة 87. (1) تؤفكون - مبنى للمجهول: تقلبون وتصرفون. (2) المنار: جمع منارة. (3) يتاه بكم: من التيه بمعنى الضلال والحيرة. (4) في المصدر: " و ". (5) تعمهون: تتحيرون. (6) عترة الرجل ؟ نسله ورهطه. (7) في المصدر: " ردوهم ". (8) ودوهم ورود الهيم العطاش، أي: سارعوا الى الانتهال من بحار علومهم كما تسارع الابل العطشى الى الماء. والهيم: الابل العطشى. (9) في المصدر: " وهو أنا ". (10) لا يوجد في المصدر: " ألم ". (11) في المصدر: " فرشتكم " أي: بسطت لكم. (*)

[ 85 ]

فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر، ولا يتغلغل (1) إليه الفكر. [ 27 ] ومن كلامه أيضا: انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم (2)، واتبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فان لبدوا (3) فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا. [ 28 ] ومن خطبته: نحن شجرة النبوة، ومحط الرسالة، ومختلف الملائكة (4)، ومعادن العلم، وينابيع الحكم، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة. [ 29 ] ومن خطبته: وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله، وليس عند [ أهل ] ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا أنفق (5) منه ثمنا (6) إذا حرف عن مواضعه، ولا في البلاد شئ أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر... واعلموا أنكم لم (7) تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه، ولن تأخذوا بميثاق


(1) في المصدر: " تتغلغل ". [ 27 ] نهج البلاغة: 141 خطبة 97. (2) السمت - بالفتح -: طريقهم أو حالهم أو قصدهم. (3) لبد: أقام أي إن اقاموا فاقيموا. [ 28 ] نهج البلاغة: 158 الخطبة 109. (4) مختلف الملائكة، أي: ورودهم بعضهم خلاف بعض. [ 29 ] نهج البلاغة: 204 خطبة 147. (5) أنفق منه: أروج منه. (6) لا يوجد في المصدر: " ثمنا ". (7) في المصدر: " لن ".

[ 86 ]

الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه، فالتمسوا ذلك من عند أهله، فانهم عيش العلم، وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، هو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق. [ 30 ] هم دعائم الاسلام، وولايج (1) الاعتصام، بهم عاد الحق في (2) نصابه، وانزح (3) الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية، وإن (4) رواة العلم كثيرة (5) ورعاته قليلة (6). [ 31 ] ومن خطبته: نحن الشعار (7) والاصحاب، والخزنة والابواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمى سارقا. ومنها: فيهم كرائم (8) الايمان (9)، وهم كنوز الرحمن، إن نطقوا صدقوا، وإن صمتوا لم يسبقوا. [ 32 ] ومن خطبته: إستعملنا الله وإياكم بطاعته وطاعة رسوله، وعفى عنا وعنكم


[ 30 ] نهج البلاغة: 357 خطبة 239. (1) ولائج - جمع وليجة -: وهي ما يدخل فيه السائر اعتصاما من مطر أو برد أو توقيامن مفترس. (2) في المصدر: " الى ". (3) في المصدر: " انزاح ". (4) في المصدر: " فان ". (5) في المصدر: " كثير ". (6) في المصدر: " قليل،. [ 31 ] نهج البلاغة: 215 خطبة 154. (7) الشعار: ما يلى البدن من الثياب، أي: أنهم بطانة النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم. (8) الكرائم - جمع كريمة -: أي ورود آيات كريمة في مدحهم عليهم السلام (9) في المصدر: " القرآن ". [ 32 ] نهج البلاغة: 280 خطبة 190. (*)

[ 87 ]

بفضل الله ورحمته (1). إلزموا الارض واصبروا على البلاء، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم و (2) هوى ألسنتكم، ولا تستعجلوا ما لم يعجله الله لكم، فانه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيدا ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام إصلاته (3) بسيفه (4)، فان لكل شي مدة وأجلا. [ 33 ] ومن كتاب له عليه السلام الى معاوية: فانا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا. [ 34 ] ومن كلامه لكميل بن زياد النخعي: قال كميل بن زياد: أخذ أمير المؤمنين علي بن أبى طالب (صلوات الله عليه) بيدي فأخرجني الى الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال: يا كميل [ بن زياد ] إن هذه القلوب أوعية (5) فخيرها أوعاها (6) فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم (7) رباني ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج (8) رعاع (9) أتباع


(1) في المصدر: " بفضل رحمته ". (2) في المصدر: " في ". (3) إصلات السيف: سله. (4) في المصدر: " لسيفه ". [ 33 ] نهج البلاغة: 385 كتاب 28. [ 34 ] نهج البلاغة: 495 قصار الجمل 147. (5) أوعية - جمع وعاء -: وهو الاناء وما شابهه. (6) أوعاها: أشدها حفظا. (7) في المصدر: " فعالم ". (8) الهمج: الحمقى من الناس. (9) الرعاع: الاحداث الطغام الذين لا منزلة لهم في الناس. (*)

[ 88 ]

كل ناعق (1)، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا الى ركن وثيق. يا كميل العلم خير من المال، و (2) العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو (3) على الانقاق، وصنيع المال يزول بزواله. يا كميل [ بن زياد ] معرفة العلم دين يدان به، [ به ] يكسب الانسان الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم والمال محكوم عليه. يا كميل هلك خزان الاموال وهم أحياء، والعلماء باقون وهم أموات (4) ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، ها إن ها هنا لعلما بها (وأشار بيده الى صدره المكرم المبارك) لو أصبت له حملة، بل أصيب (5) لقنأ (6) غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا، ومستظهرا بنعم الله على عباده، وبحجته على أوليائه، أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه (7) ينقدح الشد في قلبه لاول عارض من شبهة، ألا لا ذا ولا ذاك، أو منهوما (8) باللذة سلس القياد للشهوة، أو مغرما بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين في شئ، أقرب [ شئ ] شبها بهما الانعام السائمة (9)، كذلك يموت العلم بموت


(1) الناعق: مجاز عن الداعي الى باطل أو حق. (2) لا يوجد في المصدر: " و ". (3) يزكو: يزداد نماء (4) لا يوجد في المصدر: " وهم أموات ". (5) في المصدر: " الى أصبت ". (6) اللقن: من يفهم بسرعة. (7) في أحنائه، أي: جوانبه، ومفردها حنو. (8) المنهوم: المفرط في شهوة الطعام. (9) السائمة: الانعام التى ترسل لترعى من غير أن تعلف. (*)

[ 89 ]

حامليه. اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو (1) خائفا مغمورا (2)، لئلا تبطل حجج الله وبيناته وكم ذا ؟ وأين أولئك ؟ أولئك - والله - الاقلون عددا والاعظمون [ عند الله ] قدرا، بهم يحفظ الله حججه (3) وبيناته، حتى يودعوها نظراء هم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا (4) ما استوعره (5) المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة الى دينه، آه، آه، شوقا الى رؤيتهم. يا كميل انصرف إذا شئت (6) (انتهى نهج البلاغة). [ 35 ] وفي غرر الحكم: إن ل‍ " لا إله إلا الله " شروطا، وإني وذريتي من شروطها. [ 36 ] إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا عبد امتحن اللة قلبه للايمان، ولا تعي (7) حديثنا إلا صدور أمينة وأخلاق (8) رزينة.


(1) في المصدر: " وإما ". (2) مغمورا: غمره الظلم حتى غطاه فهو لا يظهر. (3) في المصدر: " يحفظ الله بهم حججه ". (4) استلانوا: عدوا الشئ لينا. (5) استوعره: عده. وعرا. (6) في المصدر: " انصرف يا كميل إذا شئت ". [ 35 ] غرر الحكم 1 / 220 حديث 103. [ 36 ] غرر الحكم 1 / 227 حديث 177. (7) في المصدر: " يعي ". (8) في المصدر: " احلام ".

[ 90 ]

[ 37 ] إن الله سبحانه قد أوضح سبيل الحق وأنار طرقه (1)، فشقوة لازمة أو سعادة دائمة. [ 38 ] أنا قسيم النار، وخازن الجنان، وصاحب الحوض، وصاحب الاعراف، وليس منا أهل البيت إمام إلا وهو عارف بأهل ولايته، وذلك لقول الله تعالى (2): (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (3). [ 39 ] أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الفجار. [ 40 ] إني لعلى بينة من ربي، وبصيرة من ديني، ويقين من أمري. [ 41 ] إني لعلى جادة الحق وإنهم لعلى مزلة الباطل. [ 42 ] أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم. [ 43 ] لا يفوز بالنجاة إلا من قام بشرائط الايمان. [ 44 ] وأخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره: بسنده عن قيس بن أبى حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال:


[ 37 ] غرر الحكم 1 / 230 حديث 207. (1) في المصدر: " أنار سبل الحق واوضح طرقه ". [ 38 ] غرر الحكم 1 / 255 حديث 1. (2) في المصدر: " لقوله تعالى ". (3) الرعد / 7. [ 39 ] غرر الحكم 1 / 256 حديث 6. [ 40 ] غرر الحكم 1 / 257 حديث 1. [ 41 ] غرر الحكم 1 / 257 حديث 5. [ 24 ] نهج البلاغة: 311 الخطبة 197. [ 43 ] غرر الحكم 2 / 358 حديث 321. [ 44 ] جواهر العقدين 2 / 254 (عن الثعلبي). فرائد السمطين 2 / 255 حديث 524. كها أخرجه الزمخشري والرازي في ذيل آية المودة. (*)

[ 91 ]

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ألا ومن مات على حب آل محمد مات شهيدا. ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له. ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا. ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان. ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير. ألا ومن مات على حب آل محمد يزف اك الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها. ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره ملائكة الرحمة. ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة. ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله. ألا ومن مات على بعض آل محمد مات كافرا. ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة. أيضا أخرجه الحمويني بلفظه، ونقله فصل الخطاب وروح البيان.


[ 93 ]

الباب الرابع في حديث سفينة نوح وباب حطة بني اسرائيل وحديث الثقلين وحديث يوم الغدير [ 1 ] في مشكاة المصابيح: عن أبى ذر رضى الله عنه انه قال وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول: [ ألا ] إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك. (رواه أحمد). [ 2 ] وفي جمع الفوائد: ابن الزبير رفعة: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق. (للبزار). وزاد في الاوسط: وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له. [ 3 ] أبو الطفيل عن أبى ذر، وهو آخذ بباب الكعبة رفعه: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك. وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له. أخرجه الطبراني في الاوسط والصغير، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبل عن أبى ذر.


[ 1 ] مشكاة المصابيح 3 / 1742 حديث 6174. الفضائل لاحمد 2 / 785 حديث 1402 (عن حنش الكناني). [ 2 جمع الفوائد 2 / 236 (مناقب أهل البيت وأصهاره). مجمع الزوائد 9 / 16 8 المعجم الكبير للطبراني 3 / 45 حديث 2636 (بأدنى اختلاف). منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 / 92 [ 3 ] مجمع الزوائد 9 / 168. الفضائل لاحمد 2 / 785 حديث 1402. (*)

[ 94 ]

(انتهى جمع الفوائد). أيضا أخرجه البزار وابن المغازلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وعن سلمة بن الاكوع، وعن ابن المعتمر، عن أبى ذر، وعن سعيد بن المسيب، عن أبى ذر. [ 4 ] وأيضا أخرجه الحمويني: عن أبى سعيد الخدري بزيادة: وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له. أيضا أخرجه أبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط والصغير عن أبى سعيد الخدري حديث السفينة وباب الحطة. أيضا ابن المغازلي أخرجه عن أبى ذر حديث السفينة والحطة. أيضا الحمويني أخرجه عن حبيش بن المعتمر عن أبى ذر وأخرجه المالكي في الفصول لا لمهمة عن رافع مولى أبى ذر. وأخرج أيضا حديث السفينة الثعلبي والسمعاني. [ 5 ] أيضا عن سليم بن قيس الهلالي قال: بينأ أنا وحبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة باب الكعبة فقال: من عرفني فقد عرفني، فمن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر، فقال: أيما الناس إني سمعت نبيكم صلى الله عليه واله وسلم يقول: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك. ويقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.


[ 4 ] فرائد السمطين 2 / 242 حديث 516 (عن أبى سعيد) و 2 / 247. جواهر العقدين 2 / 190. المناقب لابن المغازلي: 132 حديث 132 و 174 و 175 و 176 و 177. الفصول المهمة: 26. [ 5 ] الاحتياج للطبرسي 1 / 156 - 157. (*)

[ 95 ]

ويقول: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض. [ 6 ] الحمويني في فرائد السمطين: بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا علي أنا مدينة العلم (1) وأنت بابها ولن توتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ؟ لانك مني وأنا منك، لحمك [ من ] لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، [ وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ]، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، [ و ] فاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الائمه من ولدك بعدي مثل سفينة نوح، من ركبها (2) نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم كمثل النجوم كلها غاب نجم طلع نجم الى يوم القيامة. فصل: حديث الثقلين وحديث الغدير [ 7 ] في صحيح مسلم: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد، جميعا، عن ابن عيينة ؟ قال زهير: حدثني إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثني أبو حيان، حدثني


[ 6 ] فرائد السمطين 2 / 423 حديث 517. (1) في المصدر: " الحكمة ". (2) في المصدر: " من ركب فيها ". [ 7 ] صحيح مسلم 2 / 450 (كتاب الفضائل) حديت 2408. (*)

[ 96 ]

يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال [ له ] حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، حدثنا يا زيد ما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، ومالا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتيني (1) رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين: أؤلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به - فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل ييتي [ أذكركم الله في أهل بيتي ]. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم ؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: قلت (2): كل هؤلاء حرم الصدقة عليهم (3) ؟ قال: نعم.


(1) في المصدر: " يأتي،. (2) لا يوجد في المصدر: " قلت ". (3) لا يوجد في المصدر: " عليهم ". (*)

[ 97 ]

[ 8 ] حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل، وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا جرير، كلاهما، عن أبي حيان بهذا الاسناد نحو حديث إسماعيل. وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل. [ 9 ] مسلم: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، قال: حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد، وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم قال: دخلنا عليه فقلنا [ له ]: لقد رأيت خيرا، لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وصليت. خلفه... [ وساق ] الحديث بنحو حديث أبى حيان غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله (عزوجل) هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، وعترتي أهل بيتي (1). وفيه: فقلنا: من أهل بيته، نساؤه ؟ قال: [ لا ] أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها، وأهل بيته صلى الله عليه واله وسلم أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. [ 10 ] أحمد بن حنبل في مسنده: قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن زيد بن علي بن ثابت (2)، عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في سفره (3) فنزلنا بغدير خم ونودي فينا الصلاة


[ 8 ] صحيح مسلم 2 / 450 (كتاب الفضائل) ذيل حديث 2408. [ 9 ] صحيح مسلم 2 / 450 ذيل الحديث 2408. (1) لا يوجد في المصدر: " وعترتي أهل بيتي ". [ 10 ] مسند أحمد 4 / 281. (2) في المصدر: " أنبأنا على بن زيد عن عدي بن ثابت ". (3) في المصدر: " سفر ". (*)

[ 98 ]

جامعة، [ وكسح لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم تحت شجرتين ] فصلى الظهر وأخذ بيد علي [ رضى الله عليه ] فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا: بلى. آخذا (1) بيد علي فقال لهم (2): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بن الخطاب رضى الله عنه (3) فقال [ له ]: هنيئا لك (4) يا ابن أبى طالب أصبحت [ وأمسيت ] مولى كل مؤمن ومؤمنة. أيضا أخرج الثعلبي هذا الحديث بلفظه عن البراء. [ 11 ] وفي مسند أحمد بن حنبل: قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبى عوانة، قال: حدثنا المغيرة، عن أبى عبيدة، عن ابن ميمون بن عبد الله، عن زيد بن أرقم قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بوادي غدير خم (5) [ فأمر بالصلاة فصلاها بهجير قال: ] فخطبنا [ وظلل لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس ]


(1) في المصدر: " فأخذ "،. (2) لا يوجد في المصدر: " لهم ". (3) لا يوجد في المصدر: " بن الخطاب رضى الله عنه ". (4) لا يوجد في المصدر: " لك ". [ 11 ] مسند أحمد 4 / 372. (5) في المصدر: " " بواد يقال له وادي خم ". (*)

[ 99 ]

فقال: ألستم تعلمون [ ألستم تشهدون ] أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي (1) مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (2). [ 12 ] الترمذي في باب مناقب أهل البيت: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، قال: حدثنا زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: [ يا ] أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وفي الباب: عن أبى ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد. أيضا أخرجه محمد بن علي الحكم الترمذي في كتابه " نوادر الاصول " بلفظه. [ 13 ] الترمذي: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن الفضيل، قال: حدثنا الاعمش عن عطية العوفي (3) عن أبي سعيد الخدري، والاعمش أيضا، عن حبيب بن ثابت، عن زيد بن أرقم قالا (4): قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي،


(1) في المصدر: " فان عليا ". (2) في المصدر: " اللهم عاد من عاداه ووالي من والاه ". [ 12 ] سنن الترمذي 5 / 327 - 328 حديث 3874 (مناقب أهل البيت). [ 13 ] سنن الترمذي 5 / 328 حديث 3876. الدر المنثور 5 / 7. (3) لا يوجد في المصدر: " العوفي ". (4) في المصدر: " قال ". (*)

[ 100 ]

أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أيضا أخرج هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبى سعيد الخدري. [ 14 ] وفي نوادر الاصول: حدثنا أبى، قال: حدثنا زيد بن الحسين، قال: حدثنا معروف بن بوز المكي، عن أبى الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضى الله عنه قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس إنه قد أنبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر النبي الذين يليه من قبل (1)، وإني أظن (2) أني يوشك أن أدعى فأجيب... وإني فرطكم على الحوض وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الاكبر كتاب الله (عزوجل) سبب طرفه بيد الله تعالى وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا ؟ وعترتي أهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. [ 15 ] وفي مشكاة المصابيح: عن البراء بن عازب [ وزيد بن أرقم ] قال: إن النبي صلى الله عليه واله وسلم لما نزل بغدير خم أخذ بيد علي فقال: ألستم تعلمون أني أولى


[ 14 ] المعجم الكبير للطبراني 3 / 180 حديث 3052. مجمع الزوائد 64 / 19. (1) في المصدر: " قبله ". (2) في المصدر: " لاظن ". مشكاة الممابيح 3 / 1723 حديث 6094 (مناقب الامام علي عليه السلام). مسند أحمد 4 / 281، 368،. 37، 372. (*)

[ 101 ]

بكل مؤمن من نفسه (1) ؟ قالوا: بلى. فقال (2): اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بن الخطاب رضى الله عنه (3) قال [ له ]: هنيئا لك (4) يا ابن أبي طالب أصبحت [ وأمسيت ] مولى كل مؤمن ومؤمنة. (رواه أحمد). أيضا أخرجه أحمد في مسنده عن زيد بن أرقم بطريقين: عن عطية العوفي عن زيد بن أرقم، عن ابن ميمون عن زيد بن أرقم. أيضا أخرجه أحمد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه. [ 16 ] الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبى سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. (هذا حديث حسن غريب). وروى شعبة هذا الحديث عن ميمون عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه واله وسلم نحوه. وأبو سريحة وهو حذيفة بن أسيد [ صاحب النبي صلى الله عليه واله وسلم ].


(1) في المصدر: " بالمؤمنين من أنفسهم ". (2) في المصدر: " قال ". (3) في المصدر: " بعد ذلك " بدل " بن الخطاب رضى الله عنه ". (4) لا يوجد في المصدر: " لك ". [ 16 ] سن الترمذي 5 / 297 حديث 3797 (مناقب الامام علي عليه السلام).

[ 102 ]

[ 17 ] وفي مودة القربى: عن جبير بن مطعم رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب ربنا وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تحفظوني فيهما ؟ [ 18 ] ابن ماجة: بسنده عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا: بلى. فقال (1): ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا: بلى. قال: فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. [ 19 ] وفي مشكاة المصابيح: عن زيد بن أرقم: إن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. (رواه أحمد والترمذي). [ 20 ] وفي مسند أحمد بن حنبل: حدثنا ابن نمير، حدثنا عبد الملك بن سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، أما الاكبر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى


[ ] مودة القربى: 14. [ 18 ] سنن ابن ماجة 1 / 43 باب 11 حديث 116. (1) في المصدر: " قال ". [ 19 ] مشكاة المصابيح 3 / 1720 حديث 6082. مسند أحمد 5 / 372. [ 20 ] مسند أحمد 3 / 59. كنز العمال 1 حديث 944. (*)

[ 103 ]

يردا علي الحوض. قال ابن نمير: قال بعض أصحابنا، عن الاعمش قال: قال رسول الله في صلى الله عليه واله وسلم: انظر واكيف تخلفوني فيهما ؟ [ 21 ] وفي زيادات المسند: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل بن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال: لقد لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له: أنت سمعت رسول الله ؟ صلى الله عليه واله وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين ؟ قال: نعم. [ 22 ] عبد الله بن أحمد في زيادات المسند: قال حدثني أبى، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الركين، عن القائم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إني تارك فيكم الثقلين (1) كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. أيضا رواه عبد الله بن أحمد عن أبي سعيد الخدري وعن زيد بن أرقم. [ 23 ] ابن المغازلي الشافعي: بسنده عن ابن امرأة زيد بن أرقم، عن زيد بن أرقم قال:


[ 21 ] مسند أحمد 4 / 371. [ 22 ] مسند أحمد 5 / 181 - 182، و 3 / 41، 17، 21، 59، و 4 / 366. (1) في المصدر: " خليفتين ". [ 23 ] المناقب لابن المغازلي: 18 (مختصرا) ولفظة في المصدر: أخبرنا أبو يعلى على بن عبيدالله بن العلاف البزار إذنا قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثنا لابو حاتم مغيرة بن محمد المهلبى قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا نوح بن قيس الحدانى حدثنا الوليد بن صالح عن ابن (*)

[ 104 ]

أقبل النبي صلى الله عليه واله وسلم من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة... وخطب: قال: أيها الناس أسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما: الاكبر منهما كتاب الله سبب طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا والآخر منهما عترتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: من كنت مولاه فعلى


امرأة زيد بن أرقم قالت: أقبل بنى الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل صلى الله عليه واله وسلم - بغدير والجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة ! فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في يوم شديد الحر وان منا لمن يضع رداء على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الرمضاء. حثى انتهينا إلى رسول الله فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: الحمد الله نحمده ونستعينه، ونومن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعهالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى " وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد ايها الناس ! فانه لم يكن لنبى من العمر إلا نصف من عمر من قبله وان عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة واني قد أسرعت في العشرين، ألا وانى يوشك أن أفارقكم. ألا واني مسؤول وانتم مسؤولون فهل بلغتكم ؟ فماذا لانتم قائلون ؟ فقام من كل ناحية مجيب يقولون: نشهد انك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بلامره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته. فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله لا شريك له ؟ وأن محمدا عبده ورسوله ؟ وأن الجنة حق وأن النار حق وتؤ منون بالكتاب كله ؟ قالوا: بلى. قال: فاني أشهد أن قد صدقتكم، وصدقتموني ألا وإني فرطكم، وإنكم تبعي، توشكون أن تردوا على الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلى كيف خلفتموني فيهما، قال: فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين وقال: بأبى وأمي أنت يا نبى الله ما الثقلان ؟ قال صلى الله عليه واله وسلم: الاكبر منهما كتاب الله تعالى: سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به دلا تضلوا، والاصغر منهما عترتي. من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ! فلا تقتلوهم ولا تقروهم ولا تقصروا عنهم فاني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، " وعدوهما لي عدو. ألا وإنها لم تهلك امة قبلكم حتى. تتدين بأهوائها وتظاهر على نبؤتها، وتقتل من قام لا لقسط، ثم أخذ بيد على ابن أبى طالب عليه السلام فرفعها ثم قال: من كنت مؤلاه: فهذا مؤلاه ومن كنث وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قالها ثلاثا - هذا آخر الخطبة. (*)

[ 105 ]

مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - قالها ثلاثا -. [ 24 ] أيضا موفق بن أحمد الخوارزمي عن الاعمش قال: حدثنا حبيب بن أبى ثابت عن أبى الفضيل عن زيد بن أرقم قال نزل النبي صلى الله عليه واله وسلم بغدير خم فقال فيه (1): [ كأني قد دعيت فأجيب ] إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا (2) كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. [ ثم قال: إن الله (عزوجل) مولاي وأنا وفي كل مؤمن ]، ثم أخذ بيد علي وقال (3): من كنت مولاه فعلي مولاه، و (4) من كنت واليه فهذا وليه، ثم قال (5): اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت: أنت سمعت [ من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم) هذا ؟ قال: [ نعم و ] ما كان هناك (6) أحد إلا وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه. [ 25 ] الثعلبي في تفسيره: بسنده عن عطية العوفي عن أبى سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وله وسلم يقول: أيما الناس إني تركت فيكم الثقلين إن أخذتم بهما لن تضلوا، أحدهما أكبر من


[ 24 ] المناقب للخوارزمي: 154 حديت 182. (1) في المصدر: " لما رجع رسول الله من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: ". (2) في المصدر: " فانظروني ". (3) في المصدر: " فقال ". (4) لا يوجد في المصدر: " من كنت مولاه. فعلي مولاه. و ". (5) لا يوجد في المصدر: " ثم قال ". (6) في المصدر: " في الدوحات " بدل " هناك ". [ 25 ] إكمال الدين 1 / 238 حديت 57. (*)

[ 106 ]

الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. [ 26 ] وفي مسند أحمد بن حنبل: عن الفضل بن دكين عن ابن أبي عيينة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه شيئا فلما ذكرته على النبي صلى الله عليه واله وسلم ونقصت عليا (1) فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم متغيرا (2) قال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت: بلى [ يا رسول الله ]. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. (أيضا أخرجه ابن المغازلي عن بريدة). فصل: استشهاد علي الناس في حديث يوم الغدير [ 27 ] في مسند أحمد بن حنبل: بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: جمع علي رضى الله عنه الناس في رحبة مسجد الكوفة فقال: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لقام. فقام سبعة عشر رجلا وقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين أخذ بيدك قال


[ 26 ] مسند أحمد 5 / 347. المناقب لابن المغازلي: 21 حديث 28. (1) في المصدر: " فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتنقضته ". (2) في المصدر: " يتغير ". [ 27 ] مسند أحمد 4 / 37 (عن أبي الطفيل).

[ 107 ]

للناس: أتعلمون أني أولى المؤمنين من أنفسم ؟ قالوا: نعم. قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. [ 28 ] أيضا أحمد بن حنبل أخرج في مسنده: عن عبد الملك عن أبى عبد الرحمن (1) عن زادان عن أبي عمر (2) قال: سمعت عليا في الرحبة [ وهو ] ينشد الناس [ من شهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال ]، فقام ثلاثة عشر [ رجلا ] فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. أيضا عبد الله بن أحمد في زيادات المسند بسنده عن أبى الطفيل أخرج هذا حديث الاستشهاد. أيضا ابن المغازلي وموفق بن أحمد أخرجا هذا حديث الاستشهاد. [ 29 ] أحمد في مسنده: عن يحيى بن آدم عن حبش بن الحارث بن لقيط عن رباح ابن الحارث قال: جاء رهط الى علي (كرم الله وجهه) بالرحبة فقالوا له: السلام عليك يا مولانا. قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا: سمعنا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا


[ 28 ] مسند أحمد 1 / 84 و 4 / 370. المناقب للخوارزمي: 156 - 157 حديث 185 و 186. المناقب لابن المغازلي: 20 حديث 27. مجمع الزوائد 7 / 109. (1) في المصدر: " الرحيم ". (2) في المصدر: " عن زادان بن عمر ". [ 29 ] مسند أحمد 5 / 419. المناقب لابن المغازلي: 22 حديث 30. (*)

[ 108 ]

علي مولاه. قال رباح: فلما [ مضوا ] اتبعتهم وسألت من هم (1) ؟ قالوا: هم نفر من الانصار فيهم أبى أيوب الانصاري. أيضا ابن المغازلي أخرج هذا الحديث. [ 30 ] وفي كتاب " الاصابة " للشيخ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله في ترجمة " أبو قدامة الانصاري ": ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب " الموالاة " الذي جمع فيه طرق حديث " من كنت مولاه فعلي مولاه " [ فأخرج فيه من ] طريق [ محمد بن كثير عن قطر ] عن أبى الطفيل قال: كنا عند علي رضى الله عنه في الكوفة فقال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم قال رسول الله صلى اللله عليه واله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه فليقم ويشهد. فقام سبعة عشر رجلا فشهدوا كلهم أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ذلك. وطريق آخر عن يعلى بن مرة. وطريق آخر عن أبى اسحاق قال: حدثني من لا أحصي. وطريق آخر عن ذر بن حبيش قال: في رحبة مسجد الكوفة أنشد الناس علي (كرم الله وجهه) فقام سبعة عشر رجلا وشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. منهم قيس بن ثابت، وحبيب بن بديل


(1) في المصدر " هؤلاء " [ 30 ] الاصابة 1 / 577 ترجمة 2971، و 3 / 524 ترجمة 8644 ؟ 4 / 159 ترجمة 926، و 1 / 567 ترجمة 2906، و 1 / 304 ترجمة 1567، و 1 / 567 ترجمة 2906، و 2 / 257 ترجمة 4422، و 4 / 80 ترجمة 8 / 57، و 2 / 408 ترجمة 5154، و 1 / 372 ترجمة 1946، و 2 / 257 ترجمة 4421. حلية الاولياء

[ 109 ]

ابن ورقاء، وزيد بن شراحيل الانصاري، وعامر بن ليلى الغفاري، وعبد الرحمن بن مدلج، وأبو أيوب الانصاري، وأبو زينب الانصاري، وأبو قدامة الانصاري، وعبد الرحمن بن عبد ربه، وناجي بن عمرو الخزاعي. وأما الذين أخبروا حديث، " من كنت مولاه فعلي مولاه " بغير استشهاد علي (كزم الله وجهه): حبة بن جوين البجلي، وحذيفة بن أسيد، وعامر بن ليلى بن ضمرة، وعبد الله ابن ياميل، قالوا: لما كان يوم غدير خم دعا النبي صلى الله عليه واله وسلم الصلاة جامعة، فاخذ بيد علي فرفعه حتى نظرنا بياض ابطيه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [ 31 ] وفي المناقب: في كتاب سليم بن قيس قال علي عليه السلام: إن الذي قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم عرفة على ناقته القصواء، وفي مسجد خيف، ويوم الغدير، ويوم قبض، في خطبة (1) على المنبر: أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: الاكبر منهما كتاب الله، والاصغر عترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - أشار بالسبابتين - ولا أن أحدهما أقدم من الآخر، فتمسكوا بهما لن تضلوا ولا تقدموا منهم، ولا تخلفوا عنهم، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم. [ 32 ] وفي مسند أحمد بن حنبل: عن عمرو بن ميمون قال:


[ 31 ] كتاب قيس الهلالي: 121 (باختلاف يسير). غاية المرام: 226 باب 29 حديث 30. (1) في (أ): " خطبته ". [ 32 ] مسند أحمد 1 / 330. (*)

[ 110 ]

بينا أنا (1) جالس عند (2) ابن عباس إذ أتاه تسعة رجال (3) فقالوا: يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا عن هؤلاء. قال: [ فقال ] ابن عباس: بل (4) أنا أقوم معكم. [ قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤا ] فتحدثوا فلا ندري ما قالوا [ قال: ] فجاء ابن عباس (5) ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشرة (6) خصال (7): [ وقعوا في رجل ] قال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: لابعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (8). [ قال: ] فاستشرف لها من استشرف وقال (9): أين علي ؟ قال: هو في الرحا (10) يطحن. قال: وما كان أحدكم ليطحن ؟ ! [ قال: ] فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، فتفل (11) في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حي.


(1) في المصدر: " إني " بدل " بينا أنا ". (2) في المصدر: " الى ". (3) في المصدر: " رهط ". (4) لا يوجد في المصدر: " بل ". (5) لا يوجد في المصدر: " ابن عباس ". (7) في المصدر: " عشر ". (7) ليس في المصدر: " خصال ". (8) لا يوجد في المصدر: " ويحبه الله ورسوله ". (9) في المصدر: " قال ". (10) في المصدر: " الرحل ". (11) في الصمدر: " قال: فنفث ". (*)

[ 111 ]

ثم قال: بعث النبي صلى الله عليه واله وسلم أبا بكر (1) بسورة التوبة فبعث عليا مكة بسورة التوبة (2) وقال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه. وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال: [ وعلي معه جالس، فأبوا ]. [ فقال ] علي: أنا [ أواليك في الدنيا والآخرة ]. قال [ فقال ] صلى الله عليه واله وسلم (3): [ أنت وليي في الدنيا والآخرة ] وكان علي (4) أول من آمن - (5) من الناس... قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال الله تبارك وتعالى (6): (في إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويظهركم تطهيرا) (7). قال: وشرى علي نفسه ولبس (8) ثوب النبي صلى الله عليه واله وسلم فنام (9) مكانه ليلة الهجرة (10)... وخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مع الناس (11) في غزاة تبوك فقال [ له ] علي: أخرج معك ؟


(1) في المصدر: " قال: ثم بعث فلانا ". (2) في المصدر: " فبعث عليا خلفه فأخذها منه ". (3) ليس في المصدر: " صلى الله عليه واله وسلم ". (4) ليس في المصدر: " علي ". (5) في المصدر: " أسلم ". (6) في المصدر: "... حسن وحسين فقال: انما يريد ". (7) الاحزاب / 33. (8) في المصدر: " ليس ". (9) في المصدر: " ثم نام ". (10) لا يوجد في المصدر: " ليلة الهجرة ". (11) في المصدر:، " وخرج بالناس " بدل " وخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مع الناس ".

[ 112 ]

[ قال: ] فقال له [ نبي الله ]: لا. فبكى علي فقال [ له ]: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بني ؟ إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. [ قال: ] وقال [ له رسول الله ]: أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة (1) بعدي. طريقه ليس له طريق غيره. [ قال: ] وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه (4)... [ 33 ] وفي المناقب: عن أحمد بن عبد الله بن سلام، عن حذيفة بن الميان رضى الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الظهر ثم أقبل بوجهه الكريم إلينا فقال: معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته، وإني أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم. [ 34 ] عن عطاء بن السائب: عن أبي يحيى عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال: يا معشر المؤمنين إن الله (عزوجل) أوحى إلي


(1) لا يوجد في المصدر: " ومؤمنة ". (2) في المصدر: " وقال: سدوا ". (3) في المصدر: " فقال: فيدخل ". (4) في المصدر: " فان مولاه علي ". [ 33 ] غاية المرام: 218 باب 29 حديث 2. [ 34 ] أمالي الصدون: 62 حديث 11. غاية المرام: 219 باب 29 حديث 8. (*)

[ 113 ]

أني مقبوض، أقول لكم قولا إن عملتم به نجوتم، وإن تركتموه هلكتم، إن أهل بيتي وعترتي هم خاصتي وحامتي، وإنكم مسؤولون عن الثقلين: كتاب الله وعترتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا فانظروا كيف تخلفوني فيهما. [ 35 ] وعن أبى ذر رضى الله عنه قال: قال علي عليه السلام لطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن أبي وقاص: هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، وإنكم لن تضلوا إن اتبعتم واستمسكتم بهما ؟ قالوا: نعم. (انتهى المناقب). [ 36 ] الترمذي: بسنده عن زيد بن أرقم: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم. أيضا أخرجه ابن ماجة بعينه عن زيد بن أرقم. وفي المناقب: أخرج محمد بن جرير الطبري - صاحب التاريخ - خبر غدير خم من خمسة وسبعين طريقا وأفرد له كتابا سماه " كتاب الولاية ". أيضا أخرج خبر غدير خم أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة وأفرد له كتابا وسماه (" الموالاة " وطرقه من مائة وخمسة طريق. حكى العلامة علي بن موسى، وعلي بن محمد أبى المعالي الجويني الملقب بامام الحرمين أستاذ أبي حامد الغزالي رحمها الله يتعجب ويقول: رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه


[ 35 ] مجالس الشيخ الطوسي 2 / 126. غاية المرام: 224 باب 29 حديث 16. [ 36 ] سنن الترمذي 5 / 260 حديث 3962 (فضائل فاطمة عليها السلام). سنن ابن ماجة 2 / 51 حديث 1 / 45 (فضائل الحسنين عليهما السلام). (*)

[ 114 ]

" المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله صلى الله عليه واله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون ". وروى حديث الثقلين أمير المؤمنين علي، والحسن بن علي عليهما السلام، وجابر بن عبد الله الانصاري، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وأبو ذر، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن اليمان، وحذيفة بن أسيد، وجبير بن مطعم، وسلمان الفارسي (رضي الله عنهم). أيضا رواه الائمة من أهل البيت عن آبائهم عن جدهم أمير المؤمنين علي عليهم السلام، وعن جابر، وأبى ذر، وأبى سعيد الخدري (رضي الله عنهم). ولنورد ما في " جواهر العقدين " للشريف السمهودي المصري العلامة في بلاد مصر والحجاز مصنف " تاريخ المدينة المنورة النبوية " على صاحبها آلاف آلاف التحية والتصلية: الرابع: ذكر حثه صلى الله عليه واله وسلم الامة على التمسك بعده بكتاب ربهم وأهل بيت نبيهم.. [ 37 ] عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أخرجه الترمذي في جامعه وقال: (حسن غريب). [ 38 ] وأخرج أحمد في مسنده عن أبى سعيد الخدري ولفظه: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال:


[ 37 ] جواهر العقدين 2 / 166. سنن الترمذي 5 / 328 حديث 3874. [ 38 ] جواهر العقدين 2 / 166. مسند أحمد 3 / 17. كنز العمال 1 حديث 944 (*)

[ 115 ]

إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير (1) أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا بما (2) تخلفوني فيهما ؟ وأخرجه أيضا الطبراني في الاوسط وأبو يعلى وغيرهما وسنده لا بأس به. [ 39 ] وأخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز الاخضر في " معالم العترة النبوية " وذكر فيه طرقه وذكر حديث " صحيح مسلم " عن زيد بن أرقم المذكور في هذا الكتاب آنفا (3) ثم قال: ولفظ الطريق الاول: لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم ثم (4) قام فقال: كأني قد دعيت فأجيب إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله (عزوجل) وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟ فانهما لن يفترقا حتى يردا في الحوض. ثم قال: إن الله (عزوجل) مولاي وأنا وقي كل مؤمن... ولفظ الطريق الثاني: [ نزل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت السمرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عشه فصلى، ثم قام خطيبا فحمد الله (عزوجل) وأثنى عليه، وذكر ووعظ، فقال ما شاء الله ان


(1) لا يوجد في المصدر: " الخبير ". (2) في المصدر: " بم ". [ 39 ] جواهر العقدين 2 / 167 و 168. مستدرك الصحيحين 3 / 109. مسند أحمد 3 / 17. الصواعق المحرقة: 150. (3) ذكر صاحب الجواهر هذه الاسانيد ومتونها مفصلة. (4) في المصدر: " مر بدوحات فقمت له ثم قام.. ". (*)

[ 116 ]

يقول، ثم ] قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتوهما، وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي. ولفظ الطريق الثالث: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. وأخرجه الطبراني وزاد: سألت ربي ذلك لهما فأعطاني (1)، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم. [ 40 ] وروى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في كتابه " نظم درر السمطين " حديثا... ولفظه: روى زيد بن أرقم قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم حجة الوداع فقال: إني فرطكم على الحوض وإنكم تبعي وإنكم توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما. فقام رجل من المهاجرين فقال: ما الثقلان ؟ قال: الاكبر منهما كتاب الله سبب طرفه بيد الله و [ سبب ] طرفه بأيديكم (2)، والاصغر عترتي، فتمسكوا بهما (3). فمن استقبل قبلتي، وأجاب دعوتي،. فليستوص بعترتي (4) خيرا.


(1) لا يوجد في المصدر: " فأعطاني ".. [ 40 ] جواهر العقدين 2 / 167 - 169. كنز العمال 1 / 188 الباب الثاني من الاعتصام بكتاب الله والسنة. (2) في المصدر: "، بأيديكم فتمسكوا به ". (3) لا يوجد في المصدر: " فتمسكوا بهما ". (4) في المصدر: " بهم ". (*)

[ 117 ]

[ أو كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ] فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم وإني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا (1) على الحوض كهاتين - وأشار بالمسبحتين -، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، وليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو. وفي الباب: زيادة على عشرين من الصحابة (2). وأخرجه ابن عقدة في " الموالاة ". [ 41 ] وعن حذيفة بن أسيد الغفاري [ رضى الله عنه أو زيد بن أرقم) قال: لما صدر النبي صلى الله عليه واله وسلم من حجة الوداع... قال على المنبر: يا أيها الناس... إني مسؤول وإنكم مسؤولون فما أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا. فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، [ وأن الموت حق ]، والبعث بعد الموت حق (3)، [ وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور ] ؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد. ثم قال: [ يا ] أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي (4) مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.


(1) في المصدر: " يردوا ". (2) انظر الصواعق المعرقة. 150. [ 41 ] جواهر العقدين 2 / 170. المعجم الكبير للطبراني 3 / 180 حديث 3052. مجمع الزوائد 9 / 164 (في حديث). (3) في المصدر: " والبعث حق بعد الموت ". (4) لا يوجد في المصدر: " علي " وبدله " فهذا مولاه - يعني عليا ". (*)

[ 118 ]

ثم قال: [ يا أنها الناس ] إني فرطكم وإنكم واردون على الحوض، حوض أعرض من ما بين بصرى الى صنعا، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟: الثقل الاكبر كتاب الله [ عزوجل ] سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم (1)، وعترتي أهل بيتي، فاستمسكوا بهما فلا تضلوا (2)، وإنه [ قد ] نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض. أخرجه الطبراني في الكبير والضياء في المختارة. [ 42 ] وأخرج أبو نعيم في " الحلية " وغيره عن أبى الطفيل: إن عليا [ رضى الله عنه ] قام محمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم رجل يقول: نبئت أو بلغني، إلا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه، فقام سبعة عشر رجلا منهم: خزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو أيوب الانصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو يعلى الانصاري (3)، وأبو الهيثم بن التيهان، ورجال من قريش. فقال علي [ رضي الله عنه وعنهم ]: هاتوا ما سمعتم. فقالوا: نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من حجة الوداع، نزلنا بغدير خم (4)، ثم نادى بالصلاة فصلينا معه (5) ثم قام محمد الله وأثنى عليه، ثم قال:


(1) في المصدر: " وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ". (2) لا يوجد في المصدر: " فاستمسكوا بهما فلا تضلوا ". [ 42 ] جواهر العقدين 2 / 170 - 171. مسند أحمد 4 / 370. (3) في المصدر: " أبو ليلى ". (4) في عبارة المصدر زيادة وصف. (5) لا يوجد في المصدر: " معه ". (*)

[ 119 ]

أيها الناس ما أنتم قائلون ؟ قالوا: قد بلغت. قال: اللهم اشهد - ثلاث مرات -. ثم قال: إني أوشك أن أدعى فاجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون... ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (1)، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، نبأني بذلك اللطيف الخبير. ثم قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى. قال ذلك ثلاثا. ثم أخذ بيدك يا أمير المؤمنين فرفعها وقال (2): من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقال علي: صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين. [ 43 ] وأخرج ابن عقدة في، " الموالاة " من طريق محمد بن كثير، عن فطر، وأبى الجارود كليهما عن أبي الطفيل، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول صلى الله عليه واله وسلم: إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله (عزوجل) حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا الحوض.


(1) لا يوجد في المصدر: " إن تمسكتم - الى - تخلفوني فيهما ". (2) لا يوجد في المصدر: " إن الله مولاي... - الى - فرفعها وقال ". [ 43 ] جواهر العقدين 2 / 171. (*)

[ 120 ]

[ 44 ] وأخرج أحمد في مسنده: عن عبد بن حميد بسند جيد ولفظه: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتئ يردا على الحوض. [ 45 ] وأخرج الطبراني في الكبير برجال ثقات ولفظه: إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. [ 46 ] وعن ضمرة الاسلمي: ولفظه: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل ييتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟ [ 47 ] وأخرج ابن عقدة في " الموالاة " عن عامر بن أبى ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد قالا: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: أيها الناس [ ألا تسمعون ألا ف ] ان الله مولاي، وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه. وأخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال:... وإني سائلكم حين تردون على الحوض (11 عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فهما ؟


[ 44 ] جواهر العقدين 2 / 171. إكمال الدين 1 / 237 حديث 54. [ 45 ] جواهر العقدين 2 / 171. المعجم الكبير للطبراني 4 / 155 حديث 4922. [ 46 ] جواهر العقدين 2 / 171 - 172. [ 47 ] جواهر العقدين 2 / 172. (1) لا يوجد في المصدر: " الحوض ". (*)

[ 121 ]

قالوا: وما الثقلان [ يا رسول الله ] ؟ قال: الثقل الاكبر: كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، [ فتمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا ]، والاصغر عترتي، وقد (1) نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتئ يلقياني، [ و ] سألت [ الله ] ربي لهم ذلك فأعطاني، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم. أيضا أخرجه ابن عقدة من طريق عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل عن عامر وحذيفة بن أسيد نحوه. [ 48 ] وعن علي رضى الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سبب طرفه بيد اسه وطرفه بأيديكم (2) وأهل بيتي. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده: من طريق كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، وهو سند جيد. [ 49 ] وكذا روى الدولابى في " الذرية الطاهرة "، وروى الحافظ الجعابى عن عبد الله ابن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي (رضي الله عنهم) ولفظه: إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله حبل طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. [ 50 ] وروى البزار ولفظه: [ إني مقبوض و ] إني قد تركت فيكم الثقلين يعني:


(1) في المصدر: " فاني قد ". [ 48 ] جواهر العقدين 2 / 173. (2) في المصدر: " سببه بيده وسببه بأيديكم ". [ 49 ] جواهر العقدين 2 / 173. الذرية الطاهرة: 168 حديث 228. [ 50 ] جواهر العقدين 2 / 173. (*)

[ 122 ]

كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنكم لن تضلوا إن تمسكتم بهما (1). [ 51 ] وعن أبى ذر: إنه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، فانهما لن يفترقا حتئ يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. (أخرجه الترمذي في جامعه). [ 52 ] وأخرج ابن عقدة من طريق سعد بن ظريف عن الاصبغ بن نباتة عن علي، وعن أبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لفظه (2): [ قال: ]... أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين: الثقل الاكبر والثقل الاصغر، فأما [ الثقل ] الاكبر هو حبل (3) فبيد الله طرفه والطرف الآخر بأيديكم، وهو كتاب الله، إن تمسكتم به ف [ لن ] تضلوا ولن تذلوا أبدا، وأما [ الثقل ] الاصغر فعترتي أهل بيتي، إن الله اللطيف (4) الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، وسألت (5) ذلك لهما فأعطاني (6)، والله سائلكم كيف خلفتموني في كتاب الله (7) وأهل بيتي. [ 53 ] وأخرج ابن عقدة: من طريق محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده


(1) في المصدر: " بعدهما " بدل " إن تمسكتم بهما ". [ 51 ] جواهر العقدين 2 / 173. سنن الترمذي 5 / 328 حديث 3874. [ 52 ] جواهر العقدين 2 / 174. (2) لا يوجد في المصدر: " لفظه ". (3) لا يوجد في المصدر: " هو حبل ". (4) في المصدر: " هو ". (5) في المصدر: " وسألته ". (6) لا يوجد في المصدر: " فاعطاني ". (7) في المصدر: " كتابه ". [ 53 ] جواهر العقدين 2 / 174. (*)

[ 123 ]

وعن أبى هريرة لفظه: إني خلفت فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما (1) لن تضلوا [ بعدهما ] أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وفي الصواعق المحرقة: روى هذا الحديث ثلاثون صحابيا وإن كثيرا من طرقه صحيح وحسن (2). [ 54 ] وأخرج البزار في مسنده: عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من حجته حتى نزل (3) بغدير خم [ أمر بدوحات (4) فقممن (5) ]، ثم قام خطيبا بالهاجرة فقال: [ أما بعد ] أيها الناس إني أوشك (6) أن أدعى فأجيب وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا (7) [ بعده ] أبدا: كتاب الله حبل طرفه بيد الله وطرفه بايديكم (8)، وعترتي اهل بيتى، أذكر كم الله في اهل بيتي، الا إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. [ 55 ] أخرج ابن عقدة: من طريق عمرو بن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة عن


(1) في المصدر: " إني خلفت فيكم اثنيين " بدل " الثقلين إن تمسكتم بهما ". (2) الصواعق المحرقة: 122 ذيل الحديث الرابع. [ 54 ] جواهر العقدين 2 / 174. (3) في المصدر: " حتى إذا كان بغدير... ". (4) الدوحة: الشجرة العظيمة المتسعة. (5) قممن: قم البيت أي كنسه. (6) في المصدر: " يوشك ". (7) في المصدر: " ما لم تضلوا بعده أبدا ". (8) في المصدر: " كتاب الله طرف بيد الله وطرف بأيديكم ". [ 55 ] جواهر العقدين 2 / 174. (*)

[ 124 ]

أبيه عن جده عن أم سلمة قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بيد علي بغدير خم فرفعها حتى رأينا بياض ابطه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم قال: أيها الناس إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن يفترقا حتئ يردا على الحوض. [ 56 ] وأخرج ابن عقدة: من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) قالت: سمعت أبى صلى الله عليه واله وسلم في مرضه الذي قبض فيه يقول، وقد امتلات الحجرة من أصحابه: أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا وفد قدمت إليكم القول معذرة اليكم، ألا وإني مخلف فيكم كتاب ربي (عزوجل) وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض فاسألكم ما تخلفوني فيهما. [ 57 ] وأخرج ابن عقدة والحافظ أبو الفتوح العجلي في كتابه لا الموجز "، والديلمي، وابن أبي شيبة، وأبو يعك، عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما فتح الله برسوله صلى الله عليه واله وسلم مكة (1) انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة ليلة أو تسع عشرة، ثم فتح الله الطائف (2) ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:


[ 56 ] جواهر العقدين 2 / 174 - 175. [ 57 ] جواهر العقدين 2 / 173. (1) في المصدر: " لما فتح رسول الله مكة ". (2) لا يوجد في المصدر: " ثم فتح الله الطائف ". (*)

[ 125 ]

أوصيكم بعترتي خيرا وإن موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده، لتقيمن الصلاة ولتؤتين الزكاة أو لابعثن اليكم رجلا كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد علي فقال: هو هذا (1). [ 58 ] وأخرج السيد ابو الحسين يحيى بن الحسن في كتابه " أخبار المدينة " عن محمد ابن عبد الرحمن بن خلاد عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبي صلى الله عليه واله وسلم بيد علي والفضل بن عباس في مرض وفاته فيعتمد (2) عليهما حتى جلس على المنبر [ وعليه عصابة، فحمد الله وأثنى عليه ] فقال [ أما بعد ] أيها الناس... قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله... وعترتي أهل بيتي، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله، ثم اوصيكم بعترتي وأهل بيتي، ثم اوصيكم بهذا الحي من الانصار. [ 59 ] وعن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. (أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب). [ 60 ] أخرج ابن عقدة: عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في حجة الوداع فلما رجع إلى الجحفة نزل ثم خطب الناس فقال:


(1) في (أ): " هو ذا ". [ 58 ] جواهر العقدين 2 / 169. (2) في المصدر: " قال: فخرج يعتمد... ". [ 59 ] جواهر العقدين 2 / 169. سنن الترمذي 5 / 327 حديث 3874. [ 60 ] جواهر العقدين 2 / 169. (*)

[ 126 ]

أيها الناس إني مسؤول وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد انك بلغت ونصحت وأديت. قال: إني لكم فرط وأنتم واردون علي الحوض وإني مخلف فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: السم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى. فقال آخذا بيد مولاه: من كنت مولاه فعلى مولاه. ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. [ 61 ] وأخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن عبد الله بن زيد بن ثابت عن أبيه: إن النبي صلى الله عليه واله وسلم. قال: من أحب أن ينسأ له - أي يتأخر في أجله - وأن يمتع بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وورد على يوم القيامة مسودا وجهه. [ 62 ] وأخرجه الطبراني في الاوسط عن ابن عمر قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه واله وسلم: أخلفوني في أهل بيتي خيرا. (انتهى جواهر العقدين).


[ 61 ] جواهر العقدين 2 / 148. [ 62 ] جواهر العقدين 2 / 173. (*)

[ 127 ]

الباب الخامس في بيان تطهير الله (عزوجل) نبيه مع أهل بيته صلى الله عليه واله وسلم عن أوساخ الناس [ 1 ] في جمع الفوائد: عن عبد المطلب بن ربيعة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد (1). (لمسلم وأبى داود والنسائي). [ 2 ] وفي المشكاة: [ و ] عن أبى هريرة قال: أخذ الحسن بن علي (رضي الله عنهما) تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: كخ كخ، ليطرحها. ثم قال: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة. (متفق عليه). [ 3 ] وفي المشكاة: عن أبى هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه واله وسلم إذا أوتي بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة ؟ فان قيل: صدقة


[ 1 ] جمع الفوائد 1 / 147. النسائي 5 / 105 - 106. سنن أبى داود 3 / 27 حديث 2985. صحيح مسلم 1 / 76 حاباب 51 حديث 167. (1) في المصدر حديث طويل وفيه: " إن هذه الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ". [ 2 ] مشكاة المصابيح 1 / 572 حديث 1822 باب من لا تحل عليه الصدقة. الاصابة 1 / 329 حرف (ح) القسم الاول. كنز العمال 6 / 609 حديث 17089. [ 3 ] مشكاة المصابيح 1 / 572 حديث 1824. صحيح مسلم 1 / 479 باب 53 حديث 175. (*)

[ 128 ]

قال لاصحابه: كلوا ولم يأكل. وإن قيل: هدية ضرب بيده فأكل معهم. (متفق عليه). [ 4 ] وفي جمع الفوائد: عن أبي رافع قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم استعمل رجلا من بني مخزوم على الصدقة، فأراد أبو رافع أن يتبعه فقال صلى الله عليه واله وسلم: إن الصدقة لا تحل لنا، وإن مولى القوم منهم. (لاصحاب السنن). [ 5 ] قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: لا أحل لكم أهل البيت من الصدقات شيئا، ولا غسالة الايدي، إن لكم في خمس الخمس ما يكفيكم (1). (رواه الطبراني في الكبير). [ 6 ] وفي جواهر العقدين: عن جعفر الصادق عن أبيه عليهما السلام: انه شرب من سقايات بين مكة والمدينة فقيل له: أتشربه من الصدقة ؟ قال: إنما حرم علينا الصدقة المفروضة.


[ 4 ] جمع الفوائد 1 / 47 باب زكاة الفطر وعامل الزكاتي سنن الترمذي 1 / 84 باب 25 حديث 625. سنن أبى داود م / 1 / 373 باب 30 حديث 1650. صحيح مسلم 1 / 475 باب. 50. سنن النسائي 3 / 107 باب مولى القوم منهم. كنز العمال 6 / 610 حديث 17092. جواهر القعدين 2 / 147. [ 5 ] المعجم الكبير للطبراني 11 / 173 حديت 11543. مجمع الزوائد 3 / 91 جواهر العقدين 2 / 150. (1) أخرجه الهيثمي والطبراني عن ابن عباس بهذا اللفظ: عن ابن عباس قال: بعث نوفل بن الحارت ابنيه الى رسولي صلى الله عليه واله وسلم فقال لمها: انطلقا الى عمكما لعله يستعين بكما على الصدقات لعلكما تصيبان شيئا فتزوجان، فلقيا عليا، فقال: أين تأخذان ؟ فحدثاه. بحاجتهما فقال لمها: ارجعا، فرجعا فلما أمسيا أمرهما أن ينطلقا الى نبى الله صلى الله عليه واله وسلم فلما دفعا الى الباب استأذنا فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعائشة: ارخي عليك سجفك، ادخل على ابني عمي فحدثانبي الله صلى الله عليه واله وسلم بحاجتهما فقال لهما نبي الله صلى الله عليه واله وسلم: لا يحل لكما أهل البيت من الصدقات شئ ولا غسالة الايدي، إن لكم في خمس الخمس لما يغنيكم أو يكفيكم. [ 6 ] جواهر العقدين 2 / 147. (*)

[ 129 ]

[ 7 ] وفي جواهر العقدين: عن الحسن بن على عليهما السلام قال: كنت مع جدي صلى الله عليه واله وسلم فمرعلى جريف من الصدقة فأخذت منها (1) تمرة فألقيتها في في فأدخل يده في في (2) فأخذها بلعابها فقال لي: أما شعرت (3) أنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. (رواه أحمد والطحاوي وقال: اسناده قوي [ و ] جيد). [ 8 ] في الاصابة وفي سنن النسائي: عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سهم ذي القربى بين بني هاشم وبني المطلب أتيته أنا وعثمان بن عفان فقلنا: يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي جعلك الله به منهم، أرأيت بني المطلب أعطيتهم ومنعتنا وإنما (4) نحن وهم منك بمنزلة واحدة (5) ؟ فقال [ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ]: إنهم لم يفارقوني في الجاهلية والاسلام (6)، إنما بنو هاشم وبنو المطلب شئ، واحد وشبك بين أصابعه. [ 9 ] رشيد بن مالك رضى الله عنه قال:


[ 7 ] جواهر العقدين 2 / 147. الاصابة 1 / 329 حرف (ح) القسم الاول. مجمع الزوائد 3 / 90 الزكاة. (1) في المصدر: " منه ". (2) لا يوجد في المصدر: " فأدخل يده في في ". (3) لا يوجد في المصدر: " لي: أما شعرت ". [ 8 ] الاصابة 1 / 226 حرف (ج) القسم الاول. سنن النسائي 7 / 130 و 131 قسم الفئ. سنن أبى داود 5 / 23 حديث 2978 و 2980. (4) في المصدر: " فانما ". (5) لا يوجد في المصدر: " واحدة ". (6) في المصدر: " في جاهلية ولا إسلام ". وفي باقي النسخ: " ولا الاسلام ". [ 9 ] الاصابة 1 / 516 حرف (ر) القسم الاول. مجمع الزوائد 3 / 89. جواهر العقدين 2 / 150. (*)

[ 130 ]

كنت عند النبي صلى الله عليه واله وسلم فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال: هذا مدقة، فقدمها إلى القوم والحسن بن علي (رضي الله عنهما) [ متعفر ] بين يديه فأخذ تمرة فأدخلها في فيه (1)، فأدخل اصبعه في فيه فقذفها، ثم قال: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة... (وروى البخاري وأبو داود نحوه). [ 10 ] وفي سنن أبي داود عن السدي قال في سهم القربى: هم بنو عبد المطلب (2). قال الله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) (3). وقال الله (عزوجل): (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه لم للرسول ولذي القربى) (4). وقال الله - تبارك وتعالى -: (ما أفاء الله على رسوله من أهل ألفربى فلله وللرسول ولذي القربى) (5). [ 11 ] وفي جواهر العقدين: إن الله - تعالى - جعل أهل بيت نبيه صلى الله عليه واله وسلم مطابقا له في أشياء كثيرة، عد فخر الدين الرازي منها خمسة أشياء: إحداها (6): في السلام قال: " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته "،


(1) لا يوجد في المصدر: " فأدخلها في فيه ". [ 10 ] سنن أبى داود 3 / 26 حديث 2981. (2) الى هنا في سنن أبي داود. (3) التوبة / 60. (4) الانفال / 41. (5) الحشر / 7. [ 11 ] جواهر العتدين 2 / 166. (6) في المصدر: " قال الامام فخر الدين الرازي جعل الله أهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم مساوين له في خمسة أشياء وعدها: في السلام... ". (*)

[ 131 ]

وقال لأهل بيته: (سلام على إل ياسين) (1). والثانية: في الصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم وعلى الآل، كما في التشهد وغيره، حيث لا تكون الصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم الصلاة البتراء (2). والثالثة: في الطهارة قال الله (عزوجل): في (طه) أي يا طاهر (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشئ) (3)، وقال لاهل بيت نبيه: (إنما يريد ألله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركنم تطهيرا) (4). والرابعة: تحريم الصدقة قال صلى الله عليه واله وسلم: لا تحل الصدقة لمحمد ولا لآل محمد. والخامسة: [ المحبة ]، قال الله (عزوجل): (قل إن كنتم تحبون ألله فاتبعوني يحببكم الله) (5)، وقال لاهل بيته: (قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (6). [ 12 ] وفي عيون الاخبار: عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان. فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين أصطفينا من عبادنا) (7).


(1) الصافات / 130. (2) لا يوجد في المصدر: " وغيره حيث لا تكون - الى - الصلاة البتراء ". والعبارة هكذا في جميع النسخ، ويبدوانه خطأ والصحيح اما: " حيث تكون... " أو " حتى لا تكون... ". (3) طه / 1 - 3. (4) الاحزاب / 33. (5) آل عمران / 31. (6) الشورئ / 23. [ 12 ] عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 207. نور الابصار للشبلنجي: 227. (7) فاطر / 32. (*)

[ 132 ]

فقالت العلماء: أراد الله (عزوجل) بذلك الامة كلها. [ فقال المأمون: ما تقولي يا أبا الحسن ؟ ] فقال الرضا عليه السلام: [ لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: ] المراد (1) بذلك العترة الطاهرة. [ فقال المأمون: وكيف عني العترة من دون الامة ؟ فقال له الرضا عليه السلام: ] لانه لو كان المراد (2) الامة لكانت بأجمعها (3) في الجنة، لقول الله (عزوجل): (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق لا لخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) (4). ثم جمهم كلهم في الجنة فقال [ عزوجل ]: (جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب) (5) الآية. فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم. [ فقال المأمون: من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا عليه السلام: ] وهم الذين نزل بشأنهم (6): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الزجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (7). وهم الذين قال رسول الله صلى لله عليه واله وسلم: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتئ يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني


(1) في المصدر: " أراد الله عزوجل بذلك.... ". (2) في المصدر: " انه لو أراد الامة... ". (3) في المصدر: " أجمعها ". (4) فاطر / 32. (5) فاطر / 33. (6) في المصدر: " الذين وصفهم الله في كتابه فقال... ". (7) الاحزاب / 33. (*)

[ 133 ]

فيهما ؟ أيها الناس إنكم (1) لا تعلموهم فانهم أعلم منكم. [ قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل ؟ فقال الرضا عليه السلام: هم الآل. فقالت العلماء: فهذا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يؤثر عنه انه قال: أمتي آلي، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه " آل محمد أمته ". فقال أبو الحسن عليه السلام: ] إن الصدقات تحرم عليهم دون غيرهم (2). [ أخبروني فهل تحرم الصدقة على الآل ؟ فقالوا: نعم. قال: فتحرم على الامة ؟ قالوا: لا. قال: هذا فرق بين الآل والامة. ويجكم أين يذهب بكم. أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون ] أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟ [ قالوا: ومن أين يا أبا الحسن ؟ فقال: ] لقول الله تعالى (3): (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما ألنبؤة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) (4) فصارت وراثة النبوة، والكتاب للمهتدين دون الفاسقين.


(1) لا يوجد في المصدر: " إنكم ". (2) لا يوجد في المصدر: " إن الصدقات تحرم عليهم دون غيرهم ". (3) في المصدر: " فقال: من قول الله عزوجل... ". (4) الحديد / 26. (*)

[ 134 ]

[ أما علمتم أن نوحا حين سأل ربه (عزوجل) فقال: (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) (1). وذلك أن الله (عزوجل): وعده أن ينجيه وأهله فقال ربه (عزوجل): (يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسالن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين). فقال المأمون: هل فضل العترة على سائر الناس ؟ فقال أبو الحسن: ] وفضل العترة على غيرهم ثابت (2). [ فقال له المأمون: وأين ذلك من كتاب الله ؟ فقال له الرضا - عليه السلام: ] لقول الله تعالى (3): (إن ألله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بضمها من بغض والله سميع عليم " (4). [ وقال (عزوجل): في موضع آخر: ] (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب وألحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) (5). ثم خاطب سائر المؤمنين بقوله (6) تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الآمر منكم) يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسد الناس عليهم (7).


(1) هود / 45. (2) في المصدر: " إن الله عز وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه ". (3) في المصدر: " في قول الله عزوجل ". (4) آل عمران / 33 - 34. (5) النساء / 54. (6) في المصدر: " ثم رد المخاطبة في أثر هذه الى سائر المؤمنين فقال ". (7) في المصدر: " وحسدوا عليهما ". (*)

[ 135 ]

[ فقوله (عزوجل): (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك ها هنا هو الطاعة لهم. فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله (عزوجل) الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال ارضا - عليه السلام -: ] وقد فسر الله (عزوجل) اصطفا، العترة في الكتاب في اثني عشر موضعا (1): أولها: قوله تعالى (2): (وأنذز عشيرتك الاقربين) (3) ورهطك المخلصين [ هكذا ] في قراءة أبى بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود، وهذه منزلة رفيعة [ وفضل عظيم وشرف عال، حين عنى الله (عزوجل) بذلك الآل، فذكره لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فهذه واحدة ]. ثانيها (4): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (5). [ وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لانه فضل بعد طهارة تنتظر. فهذه الثانية ]. ثالثها (6): [ فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال (عزوجل): يا محمد ] (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من


(1) في المصدر: " فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا ". (2) في المصدر: " فأول ذلك قوله عزوجل ". (3) الشعراء / 214. (4) في المصدر: " الآية الثانية: في الاصطفاء قوله عزوجل... "، وفي نسخة (1): (وثانيها). (5) الاحزاب / 33. (6) في المصدر: " وأما الثالثة ". (*)

[ 136 ]

العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم وبساءنا ونساءكم وأنفسنا وأ فسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فأبرز (1) النبي صلى الله عليه واله وسلم عليا والحسن والحسين وفاطمة (صلوات الله وسلامه عليهم) [ وقرن أنفسم بنفسه. فهل تدرون ما معنى قوله: (وأنفسنا وأنفسكم) ؟ قالت العلماء: عنى به نفسه. فقال أبو الحسن عليه السلام: لقد غلطتم، إنما) عنى في (2) قوله: (انفسنا) (3) نفس علي [ بن أبى طالب عليه السلام ]، ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه واله وسلم [ حين قال: ] لتنتهين بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبى طالب (صلوات الله عليه). [ وعنى بالابناء الحسن والحسين عليهما السلام، وعنى بالنساء فاطمة عليها السلام). فهذه خصوصية لا [ يتقدمهم فيها أحد، وفضل لا ] يلحقهم فيه بشر، [ وشرف لا يسبقهم إليه خلق، إذ جعل نفس علي عليه السلام كنفسه. فهذه الثالثة ]. رابعها: إخراجه (4) صلى الله عليه واله وسلم الناس عن (5) مسجده ما خلا العترة، حتى تكلم الناس والعباس في ذلك، فقال العباس (6): يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا ؟ فقال [ رسول الله ] عليه السلام: ما أنا تركته وأخرجتكم ولكن الله (عزوجل) تركه


(1) في المصدر: " فبرز ". (2) في نسخة (أ): " من ". (3) لا يوجد في المصدر: " من قوله: أنفسنا... ". (4) في المصدر: " وأما الرابعة: فاخراجه ". (5) في المصدر: " من ". (6) في المصدر: " حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال:... ". (*)

[ 137 ]

وأخرجكم. وفي هذا بيان (1) قوله صلى الله عليه واله وسلم) لعلي عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسئ. [ قالت العلماء: وأين هذا من القرآن ؟ قال أبو الحسن: أوجدكم في ذلك قرآنا وأقرأه عليكم ؟ قالوا: هات. قال: ] قال الله - تعالى - (2): (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا وأجعلوا بيوتكم قبلة) (3). ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها [ أيضا ] منزلة علي [ عليه السلام ] من رسول الله صلى الله عليه وله وسلم، ومع هذا [ دليل واضح ]، قال النبي صلى الله عليه واله وسلم (4): ألا ان هذا المسجد لا يحل [ لجنب ] إلا لمحمد [ صلى الله عليه واله وسلم ] وآله. قالت العلماء: [ يا أبا الحسن هذا الشرح و ] هذا البيان لا يوجد إلا عندكم [ معاشر ] أهل البيت (5). [ فقال: ] ومن ينكر [ لنا ] ذلك [ ورسول الله يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ؟ ! ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاندو الله (عزوجل) والحمد على ذلك. فهذه الرابعة ].


(1) في المصدر: " تبيان ". (2) في المصدر: " قول الله عزوجل:... " (3) يونس / 87. (4) في المصدر: " في قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين قال:. (5) في المصدر: " أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ". (*)

[ 138 ]

خامسا (1): قول الله تعالى (وآت ذا القربى حقه) (2) خصوصية لهم (3) [ خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الامة ]، فلما نزلت هذه الآية [ على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم) قال صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة (4) عليها السلام: هذه فدك وهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولولدك. [ فهذه الخامسة ]. سادسها: قول الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (5) وهذه خصوصية [ للنبي صلى الله عليه واله وسلم الى يوم القيامة، وخصوصية ] للآل دون غيرهم. [ وذلك: أن الله (عزوجل) حكى في ذكر نوح في كتابه: (ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين امنؤا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قؤما تجهلون) (6). وحكى (عزوجل) عن هود إنه قال: (يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني افلا تعقلون) (7). وقال (عزوجل) لنبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم: قل يا محمد: (لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).


(1) في المصدر: " والآية الخامسة ". (2) الاسراء / 26. (3) لا يوجد في المصدر: " لهم ". (4) في المصدر: " قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت له فقال: يا فاطمة. قالت: لبيك يا رسول الله. فقال: هذه فدك... ". (5) الشورى / 23. (6) هود / 29. (7) هود / 51. (*)

[ 139 ]

ولم يفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا، ولا يرجعون الى ضلال أبدا. وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له، فلا يسلم له قلب الرجل فأحب الله (عزوجل) أن لا يكون في قلب رسول الله لحلافي على المؤمنين شئ ففرض عليهم الله مودة ذوي القربى، فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يبغضه لانه قد ترك فريضة من فرائض الله (عزوجل)، فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه ؟ فأنزل الله (عزوجل) هذه الآية على نبيه صلى الله عليه واله وسلم: (قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس إن الله (عزوجل) قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنم مؤدوه ؟ فلم يجبه أحد. فقال: يا أيها الناس انه ليس من فضة ولا ذهب ولا مأكول ولا مشروب. فقالوا: هات إذا. فتلا عليهم هذه الآية. فقالوا: أما هذه فنعم، فما وفى بها أكثرهم وما بعث الله (عزوجل) نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لان الله (عزوجل) يوفيه أجر الانبياء، ومحمد صلى الله عليه واله وسلم فرض الله (عزوجل) طاعته ومودة قرابته على أمته، وأمره أن يجعل أجره فيهم ليؤدوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله - عزوجل - لهم فان المودة انما تكون على قدر معرفة الفضل فلما أوجب الله تعالى ذلك ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة، فتمسك بها قوم قد أخذ الله ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حده الذي حده الله (عزوجل) فقالوا:


[ 140 ]

القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته. فعلى أي الحالتين كان، فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي صلى الله عليه واله وسلم أولاهم بالمودة، وكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها، وما أنصفوا نبي الله صلى الله عليه واله وسلم في حيطته ورأفته، وما من الله به على أمته مما تعجز الالسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته، وأن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس، حفظا لرسول الله فيهم وحبا لهم، فكيف والقران ينطق به ويدعو إليه، والاخبار ثابتة بانهم أهل المودة والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها، فما وفى أحد بها ]. فهذه المودة فريضة من الله تعالى على كافة المؤمنين لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله تعالى في هذه الاية: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الضفل الكبير * ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) مفسرا ومبينا لكن ما وفى بهذه الآية أكثرهم. [ ثم ] قالى أبو الحسن عليه السلام: حدثني أبى، عن جدي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي (1) عليهم السلام [ قال: ] انه (2) اجتمع المهاجرون والانصار الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقالوا: إن لك يا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها، بارا مأجورا، أعط ما شئت وامسك ما شئت، من غير حرج. [ قال: ] فأنزل الله (عز وجل) عليه الروح الامين فقال: يا محمد: (قل


(1) في المصدر: " عن الحسين بن علي ". (2) لا يوجد في المصدر: " انه ".

[ 141 ]

لا أشالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " [ يعني أن تودوا قرابتي من بعدي ]. فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على مودة قرابته من بعده إن هو إلا شئ افتراه في مجلسه فهذا بهتان عظيم (1) [ وكان ذلك من قولهم عظيما ]. فأنزل الله (عزوجل) [ هذه الآية ]: (أم يقولون أقترى على الله كذبا فإن يشا الله يختم علئ قلبك ويمح الله الباطل وبحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور) (12. فبعث إليهم (3) النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال: هل من حديث (4) ؟ قالوا (5): [ إي والله يا رسول الله ] لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم [ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ] هذه الآية، فبكوا واشتد بكاؤهم، فأنزل (عزوجل): وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويفعوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون) (6). [ فهذه السادسة ]. سابعها: آية (7) (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (8). قيل (9): يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك ؟


(1) لا يوجد في المصدر: " فهذا بهتان عظيم ". (2) الشورى / 24 وفي المصدر أورد الآية 8 من سورة الاحتاف بدلا عن هذه الآية المباركة. (3) في المصدر: " عليهم ". (4) في المصدر: " حدث ". (5) في المصدر: " فقالوا ". (6) الشورئ / 25. (7) في المصدر: " وأما الآية السابعة: فقول الله عزوجل... " (8) الاحزاب / 56. (9) في المصدر: " قالوا ". (*)

[ 142 ]

فقال: قولوا (1): اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت وباركت (2) على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. [ فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف ؟ فقالوا: لا. فقال المأمون: هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه إجماع الامة، فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا في القرآن ؟ فقال أبو الحسن: نعم، أخبروني عن قول الله (عزوجل): (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم)، فمن عني بقوله (يس) ؟ قالت العلماء: (يس) محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يشك فيه أحد. قال أبو الحسن: فان انه (عزوجل) أعطى محمد وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله، وذلك أن الله (عزوجل) لم يسلم على أحد إلا على الانبياء (صلوات الله عليهم) فقال الله - تبارك وتعالى: (سلام على نوح في العالمين " (3). وقال: (سلام علئ إبراهيم " (4). وقال: في سلام على موسى وهارون) (5). ولم يقل: سلام على آل نوح. ولم يقل: سلام على آل إبراهيم.


(1) في المصدر: " تقولون ". (2) لا يوجد في المصدر: " وباركت ". (3) الصافات / 79. (4) الصافات / 109. (5) الصافات / 120. (*)

[ 143 ]

ولا قال: سلام على آل موسئ وهارون ]. وقال الله تعالى: (سلام على إل ياسين) (1). يعني آل محمد صلى الله عليه واله وسلم ولم يسلم على آل أحد من الانبياء عليهم السلام سواه (2). [ فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هنرا وبيانه. فهذه السابعة ]. ثامنها: آية (3) (أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) (4). فقرن سهم ذي القربى بسهمه وبسهم رسوله (5) صلى الله عليه واله وسلم، فهذا فضل أيضا للال دون الامة (6)، [ لان الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه، فبدأ بنفسه، ثم ثنئ برسوله، ثم بذي القربى، في كل ما كان من النبي والغنيمة وغير ذلك مما رضيه (عزوجل) لنفسه فرضي لهم فقال وقوله الحق: في (واعلموا أنما غنمتم من شي فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى). فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم الى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي في (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ]. وأما قوله: (واليتامى والمساكين)، فان اليتيم إذا انقطع يتمه [ خرج من


(1) الصافات / 130. (2) لا يوجد في المصدر: " ولم يسلم... الخ ". (3) في المصدر: " وأما الثامنة فقول الله عزوجل... ". (4) الانفال / 41. (5) في المصدر: " رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ". (6) في المصدر: " بين الال والامة ". (*)

[ 144 ]

الغنائم ولم يكن له فيها نصيب ]، و [ كذلك ] المسكين إذا انقطعت مسكنته، لم يكن له نصيب من المغنم [ ولا يحل له أخذه ]، وسهم ذي القربى الى يوم القيامة قائم (1) فيهم، الغني (2) والفقير منهم سواء (3) [ لاله لا أحد أغنى من الله (عزوجل) ولا من رسول الله صلى واله عليه وسلم، فجعل لنفسه منها سهما ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم سهما، فما رضيه لنفسه ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم رضيه لهم، وكذلك الفي مارضيه منه لنفسه ولنبيه صلى الله عليه واله وسلم رضيه الذي القربى، كما أجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه (جل جلاله)، ثم برسوله، ثم بهم ] فقرن سهمهم بسهمه (4) وكذلك في الطاعة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) (5) [ فبدأ بنفسه ثم برسوله، ثم بأهل بيته ]. وقال الله تعالى (6): (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (7) فجل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، وكذلك ولا يتهم مع ولاية الرسول مقرونة بولايته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ [ فتبارك الله تعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت ! ].


(1) في المصدر: " قائم الى يوم القيامة ". (2) في الصمدر " للغني ". (3) لا يوجد في المصدر: " سواء " (4) في المصدر: " وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله صلى الله عليه واله وسلم (5) النساء / 59. (6) في المصدر: " كذلك آية الولاية. " (7) المائدة / 55 (*)

[ 145 ]

فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بيت رسوله (1) فقال (إنما الصدقات للفقراء والسمكين والعاملين عليها وألمؤلفة قلوبهم وفي وفي الرقاب وألغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله) (2) الاية [ فهل تجد في شئ من ذلك انه سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى، لانه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله ونزه أهل بيته، لا بل حرم عليهم، لان ] الصدقة محرمة على محمد [ صلى الله عليه واله وسلم ] وآل محمد (3)، وهي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم لانهم مطهرون (4) من كل دنس ووسخ، فلما طهرهم الله (عزوجل) واصطفاهم، رضي لهم ما رضي لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه (عزوجل وتعالى وتقدس وتبارك وعظم شأنه ودام إحسانه) (5). [ فهذه الثامنة ]. تاسعها: آية (6) (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) الآية (7). فنحن أهل الذكر [ فاسألونا إن كنتم لا تعلمون. فقالت العلماء: إنما عنى الله بذلك اليهود والنصارى. فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله ! وهل يجوز ذلك إذا يدعونا الى دينهم ويقولون: إنه أفضل من دين الاسلام ؟ !


(1) في المصدر: " أهل يبته ". (2) التوبة / 60. (3) في المصدر: " وآله ". (4) في المصدر: " طهروا ". (5) لا يوجد في المصدر: " وتعالى - الى - ودام إحسانه ". (6) في المصدر: " وأما التاسعة: فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز وجل. (7) لا يوجد في المصدر: " الآية " - النحل / 43. (*)

[ 146 ]

فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن ؟ فقال أبو الحسن: نعم ] لان (1) الذكر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونحن أهله [ وذلك بين في كتاب الله (عزوجل) ] حيث قال (2) تعالى في سورة الطلاق: (فاتقو الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات) (3) [ فالذكر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونحن أهله فهذه التاسعة ]. عاشرها: آية (5) (حرمت عليكم أمهاتكم وبنا تكم وأخواتكم) (5) الآية. [ فاخبروني هل تصلح ابنتي وابنة ابني وما تتاسل من صلبي لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يتزوجها لو كان حيا ؟ قالوا: لا. قال: فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له


http://syangar.bodo.blogspot.co.cc