(1/87)

سرف (1) ، فحبسه قومه من الهجرة.
ثم إن أبا جهل والحارث بن هشام أتيا المدينة وكلما عياش بن أبي ربيعة، وكان أخاهما لأمهما وابن عمتهما، وأخبراه أن أمه قد نذرت أن لا تغسل رأسها، ولا تستظل حتى تراه، فرقت نفسه فرجع معهما، فكتفاه في الطريق وبلغاه مكة فحبساه بها مسجوناً، إلى أن تخلص بعد ذلك فهاجر إلى المدينة (2) .
وكان من جملة القادمين مع عمر بن الخطاب أخوه زيد بن الخطاب، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمر وعبد الله ابنا سراقة بن المعتمر، وكلهم من بني عدي بن كعب؛ وواقد بن عبد الله التميمي، وخولى، ومالك بن أبي خولى من بني عجل بن لجيم، حلفاء لبني عدي، وخنيس بن حذافة السهمي، وكان متزوجاً بحفصة أم المؤمنين بنت عمر، رضي الله عنه، ونزلوا بقباء على رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر (3) في بني عمرو بن عوف.
ثم قدم بن عبيد الله، فنزل هو وصهيب بن سنان، على خبيب ابن إسافن في بني الحارث بن الخزرج بالسنح (4) ، ويقال: بل نزل

__________

(1) التناضب: بضم الضاد، وقيده الوقشي بكسرها (انظر الخشني 1: 125) والأضاة: بفتح أوله - كما ضبطه البكري - يمد ويقصر، وهو لغة: الغدير يجمع من ماء المطر، وسرف: بفتح أوله وكسر ثانيه - كما ضبطه البكري - موضع بين مكة والمدينة على ستة أميال من مكة من طريق مر.
(2) هذه الفقرة والتي قبلها مما نقله ابن سيد الناس عن أبي عمر بن عبد البر، وأوردها ابن حزم بتصرف يسير.
(3) في الأصل: زنير، انظر التعليق رقم 5 ص: 86.
(4) السنح: بالضم ثم السكون، وضبطه البكري بضم أوله وثانيه بعده هاء مهملة: أطم لجشم وزيد ابني الحارث، على ميل من المسجد النبوي، وكان فيه منزل أبي بكر الصديق رضي الله عنه. (انظر السمهودي 2: 325).
(1/88)

طلحة على أبي أمامة، أسعد بن زرارة، وأخذت قريش كل ما كان اكتسبه صهيب منهم، وكان ذا مال، وكان حليف بني جدعان.
ونزل حمزة بن المطلب، وحليفه أبو مرثد كناز بن حصين الغنوي، وزيد بن حارثة الكلبي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم ابن الهدم، أخى بني عمرو بن عوف بقباء، ويقال: على سعد بن خيثمة، ويقال: بل نزل حمزة على أسعد بن زرارة.
ونزل عبيدة والطفيل والحصين بنو الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف، وابن عمهم مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، وسويبط ابن سعد بن حريملة (1) ، أخو بني عبد الدار، وطليب بن عمير أخو بني عبد قصي، وخباب بن الأرت مولى عتبة بن غزوان - (2) على عبد الله بن سلمة أخي بني العجلان بقباء.
ونزل عبد الرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين على سعد بن الربيع في بني الحارث بن الخزرج.
ونزل الزبير بن العوام، وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بالعصبة (3) ، دار بنتي جحجبي.
ونزل مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار على سعد بن معاذ بن النعمان في بني عبد الأشهل.
ونزل أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وسالم مولى أبي حذيفة، وعتبة
__________
(1) انظر التعليق رقم: 1، ص: 59 من هذا الكتاب.
(2) في الأصل: " نزل على.. " وهي زيادة من الناسخ فيما نرجح، فحذفناها.
(3) العصبة: بإسكان الصاد المهملة، واختلف في أوله: فقيل بالضم، وقيل بالفتح، وضبطه بعضهم بفتح العين والصاد، وروى البخاري من طريق نافع عن ابن عمر قال: " لما قدم المهاجرون الأولون المعصب منزل بني جحجبي " ؛ وهما واحد.
(1/89)

ابن غزوان المازني من بني مازن بن منصور، أخى سليم وهوازن ابني منصور على عباد بن بشر بن وقش أخى بني عبد الأشهل في دارهم. وسالم ليس مولى أبي حذيفة، ولكنه مولى ثبيتة بنت يعار بن زايد (1) بن عبيد ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ن عوف بن مالك بن الأوس، سيبته وأعتقته، فانقطع إلى أبي حذيفة، فتبناه، فنسب إليه، وكانت ثبيته هذه، فيما ذكر، امرأة أبي حذيفة.
ونزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت، أخى حسان بن ثابت، في بني النجار.
ويقال: أنزل العزاب من المهاجرين على سعد بن خيثمة وكان عزباً.
ولم يبق بمكة أحد من المسلمين إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر، أقاما بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا من حبس كرهاً.
وأراغت (2) قريش قتل رسول الله صلى عليه وسلم، ورصده على باب منزله طول ليلهم. فأمر رسول الله صلى عليه وسلم عليّ بن أبي طالب رضي الله أن يضطجع على فراشه. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطمس الله تعالى على أبصارهم فلم يروه، ووضع على رؤوسهم تراباً ونهض، فلما أصبحوا خرج إليهم عليّ رضي الله عنه فعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم [قد فاتهم] (3) .
وتواعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة مع أبي بكر الصديق (4) ،
__________
(1) في الأصل: يعار بن يزيد، والتصحيح عن ابن هشام 2: 122 والإصابة؛ ويعار: بمثناة تحتانية بعدها مهملة خفيفة؛ وقال موسى بن عقبة: بالمثناة الفوقانية. انظر الاستيعاب والإصابة.
(2) في الأصل: وأذاع؛ وأراغت: طلبت وأرادت.
(3) ساقطة من الأصل.
(4) انظر خبر هجرة الرسول في: ابن هشام 2: 123، وابن سعد 1 / 1: 153، والطبري ص 2: 245 وأنساب الأشراف 1: 120، وابن سيد الناس 1: 181، وابن كثير 3: 174، 3 : 174، وزاد المعاد 2: 136، وتاريخ الذهبي 1: 190، وتاريخ الخميس 1: 322، والبخاري 5: 56.
(1/90)

فدفعا راحلتيهما إلى عبد الله بن أريقط (1) الديلي، رجل من بني بكر بن عبد مناة، كافر، حليف العاصي بن وائل السهمي والد عمرو بن العاصي، ولكنهما وثقا بأمانته، وكان دليلاً بالطرق، فاستأجراه ليدل بهما إلى المدينة، ويتنكب عن الطريق العظمى، وكانت أم أريقط سهمية.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خوخة في ظهر دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه، التي في بني جمح، ليلاً، فنهضا نحو الغار الذي (2) في الجبل، الذي اسمه ثور بسفل مكة، فدخلا فيه. وأمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يتسمع ما يقول الناس، وأمر مولاه عامر بن فهيرة أن يرعى غنمه، وأن يريحها عليهما ليلاً ليأخذا منها حاجتهما. وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام، ويأتيهما عبد الله بن أبي بكر بالأخبار، ثم يتلوهما عامر بالغنم، فيعفى أثرهما. فلما فقدته قريش أتبعته بقائف معروف فقاف الأثر حتى وقف عند الغار، فقال: هنا انقطع الأثر، فنظروا، فإذا بالعنكبوت وقد نسج على فم الغار من وقته، فأيقنوا أنه لا أحد فيه، فرجعوا، وفتح الله تعالى في الوقت في جانب الغار باباً واسعاً خرجا منه، في صخرة صلد صماء لا تؤثر فيها المعاول، فأمالها الله عز وجل، وهي اليوم ظاهرة، لا يشك من رآها أنها لو ردت لسدت المكان، ولا يختلف أحد أن ذلك الباب لو كان هنالك حينئذ لرأته قريش جهاراً. وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة لمن رده عليهم، فلما مضت لبقائهما في الغار ثلاثة
__________
(1) في ابن سعد 1 / 1: 159 والإمتاع: 39: أريقط، وفي ابن هشام 1: 129: أرقط.
(2) في الأصل: التي.
(1/91)

أيام، أتاهما عبد الله بن أريقط براحلتيهما، وأتتهما أسماء بسفرتهما، وشقت نطاقها، وربطت به السفرة وعلقتها، فركبا الراحلتين، وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة؛ فلذلك سميت أسماء ذات النطاقين. وحمل أبو بكر مع نفسه جميع ماله وهو نحو ستة آلاف درهم.
وخطروا (1) على سراقة بن مالك بن جعثم، فركب فرسه واتبعهم ليردهم، بزعمه. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليه، فساخت يدا فرسه في الأرض، ثم استقل، فأتبع يديه دخان، فعلم أنها آية، فناداهم: قفوا عليّ. وأمنهم من نفسه، فوقف له رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لحقه ورغب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتاباً، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا بكر أن يكتب له.
وسلك بهم الدليل أسفل مكة إلى الساحل أسفل من عسفان إلى أسفل أمج، ثم اجتاز قديداً، ثم سلك الخرار، إلى ثنية المرة، إلى لقف، إلى مدلجة لقف، إلى مدلجة مجاج (2) ، إلى مرجح ذي الغضوين (3) ، إلى بطن ذي كشد (4) ، إلى جداجد، إلى الأجرد، إلى ذي سلم من بطن (5) تعهن بقرب السقيا، إلى العبابيد (6) ، إلى القاحة (7) إلى العرج (8) .
__________
(1) هكذا استعمل ابن حزم هذا الحرف من اللغة بمعنى: مر، وكررها في مواضع أخر سوف تأتي.
(2) قال ابن هشام: مجاج بجيمين وكسر الميم، وضبطهما بالضم، وقال ياقوت: مجاح بفتح الميم ثم جيم وآخره حاء مهملة.
(3) يقال: ذو الغضوين بالغين والضاد المعجمتين، ويقال: ذو العصوين بالعين والصاد المهملتين؛ انظر معجم ياقوت.
(4) ذو كشد: ضبطه البكري بكسر أوله وإسكان ثانيه بعده دال، وأما ياقوت فقال: ذو كشر.
(5) في الأصل: ببان، وهو خطأ.
(6) قال ابن هشام 2: 136: ويقال العباعيب؛ وقال ياقوت: ويقال العشيانة.
(7) القاحة بالحاء المهملة - ويقال أيضاً: الفاجة - على ثلاث مراحل من المدينة قبل السقيا. انظر معجم ياقوت والسمهودي 2: 357.
(8) العرج: بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم، على ثمانية وسبعين ميلاً من المدينة.
(1/92)

فوقف بهم بعض ظهرهم (1) ، فحمل رجل من أسلم، يقال له: أوس بن حجر، (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم على جمل يقال له ابن الرداء، وبعث معه غلاماً له يقال له مسعود بنه هنيدة ليرده (3) إليه من المدينة، ثم أخذ بهم من العرج إلى ثنية العائر (4) عن يمين ركوبه، إلى بطن رثم، إلى قباء، حين اشتد الضحاء (5) يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت لربيع الأول، قرب استواء الشمس.
وأول من رآه رجل يهودي من سطح أطمه، فصاح بأعلى صوته: " يا بني قيلة هذا جدكم " يريد: حظكم (6) - وقد كانت الأنصار انتظروه حتى قلصت الظلال، فدخلوا بيوتهم، فخرجوا فتلقوه مع أبي بكر في ظل نخلة، فذكر أنه عليه السلام نزل على كلثوم بن الهدم بقباء، وقيل على سعد بن خيثمة. وقيل: نزل أبو بكر السنح على خبيب بن إساف (7) أخى بني الحارث بن الخزرج.
وأقام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة حتى أدى ودائع كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس، ثم لحق بالمدينة، فنزل مع النبي صلى الله عليه وسلم. فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء أياماً وأسس مسجدها.
__________
(1) الظهر: الإبل التي يحمل عليها ويركب، وتجمع على ظهران بالضم.
(2) ضبطه الدارقطني بفتحتين؛ انظر السهيلي 2: 9 - 10.
(3) في الأصل: ليبرده.
(4) في الأصل: العليا، وصوابها: العائر أو الائر كما ذكر ابن هشام 2: 136 وياقوت. وفي الطبري 2: 246 وابن سعد 1 / 1: 157: الغابر.
(5) الضحاء: ارتفاع الشمس الأعلى، قريباً من نصف النهار.
(6) في الأصل: يرحظكم: وهو سهو من الناسخ.
(7) في هامش النسخة: وقيل: نزل على خارجة بن زيد؛ وهو منقول من ابن هشام 2: 138.
(1/93)

ثم ركب ناهضاً كما أمره الله تعالى، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادي، رانوناء (1) ؛ فرغب إليه العباس بن عبادة، وعتبان بن مالك، ورجال بني سالم، أن يقيم عندهم، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، وكان عليه السلام على ناقته. فمشى الأنصار حواليه، حتى إذا [وازت] (2) دار بني بياضة، تلقاه زياد بن لبيد، وفروة بن عمرو، ورجال من بني بياضة، فدعوه إلى البقاء عندهم، فقال دعوها: فإنها مأمورة. فمشى إلى دار بني ساعدة، فتلقاه سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، ورجال من بني ساعدة، فدعوه إلى البقاء عندهم، فقال: دعوها فإنها مأمورة؛ فمشى حتى إذا وازت دار بني الحارث بن الخزرج تلقاه سعد بن الربيع، وخارجة ابن زيد، وعبد الله بن رواحة، فدعوه إلى البقاء عندهم، فقال: دعوها فإنها مأمورة؛ فمشى إلى بني عدي بن النجار، وهم أخوال عبد المطلب، فتلقاه سليط بن قيس، وأبو سليط أسيرة بن أبي خارجة، ورجال من بني عدي ابن النجار، فدعوه إلى البقاء، فقال دعوها فإنها مأمورة؛ فمشى، فلما أتى دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده، وهو يومئذ مربد لغلامين من بني مالك بن النجار (3) ، وهما: سهل وسهيل، وكانا في حجر معاذ بن عفراء، وكان فيه أيضاً خرب ونخل وقبور للمشركين؛ فبركت الناقة، فبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهرها لم ينزل، فقامت ومشت غير بعيد، ورسول الله
__________
(1) نقل ياقوت نص ابن إسحاق الذي ذكرت فيه رانوناء وقال: وهذا لم أجده في غير كتاب ابن إسحاق الذي لخصه ابن هشام، وكل يقول صلى بهم في بطن الوادي في بني سالم. اه . وقال ابن زبالة: صلى في ذي صلب لا رانوناء؛ قال السمهودي: هما وإن افترقا في بعض الأماكن فينتهيان إلى مجتمع واحد؛ انظر معجم ياقوت والسمهودي 2: 214.
(2) بياض بالأصل، وقد زدناها اعتماداً على ما يرد في النص بعد سطور قليلة.
(3) المريد: الموضع الذي يجفف فيه التمر.
(1/94)

صلى الله عليه وسلم لا يثنيها، ثم التفت خلفها، فرجعت إلى مكانها الذي بركت فيه، فبركت فيه ثانية، واستقرت.
وقد قيل إن جبار بن صخر من بني سلمة كان من صالح المؤمنين جعل ينخسها منافسة لبني النجار: أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده، فكان لأبي أيوب وعيد على ذلك (1) . فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الناقة، فحمل أبو أيوب رحله، فأدخله داره، ونزل عليه السلام دار أبي أيوب.
وسأل عن المربد، فأخبر، فأراد شراءه للمسجد (2) ، فأبت بنو النجار من بيعه، وبذلوه لله عز وجل دون ثمن. وقد روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم أبى أن يأخذ إلا بالثمن، فالله أعلم.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد، فبنى من اللبن، وجعلت عضادتاه الحجارة، وسواريه (3) جذوع النخل، وسقفه الجريد، بعد أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبور فنبشت، وبالنخل فقطع، وبالخرب فسويت، وعمل (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل المسلمون فيه، حسبة لله تعالى.
ثم وادع اليهود (5) ، فلم يبق إلا شهراً يسيراً حتى مات أبو أمامة أسعد
__________
(1) يريد أن أبا أيوب توعد جباراً وقال له: يا جبار عن منزلي تنخسها! أما والذي بعثه بالحق لولا الإسلام لضربتك بالسيف. انظر السمهودي 1: 186.
(2) انظر الخبر في بناء المسجد في ابن هشام 2: 140، وابن سعد 1 / 2: 1، والطبري 2: 256، وابن سيد الناس 1: 159، وابن كثير 3: 214، والإمتاع: 47، وتاريخ الخميس 1: 343.
(3) عضادتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل وشماله. وسوارى المسجد: أعمدته، والواحدة: سارية.
(4) في الأصل: وعمله.
(5) انظر خبر موادعته لليهود في ابن هشام 2: 147، وابن سيد الناس 1: 197، وابن كثير 3: 224، والإمتاع: 49.
(1/95)

ابن زرارة بالذبحة، فلم يجعل عليه السلام نقيباً بعده.
وآخى بين المهاجرين والأنصار (1) : فآخى (2) بين جعفر بن أبي طالب، وهو غائب بالحبشة، ومعاذ بن جبل؛ وآخى بين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وخارجة بن زيد بن الحارث؛ وآخى بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك من بني سالم؛ وآخى بين أبي عبيدة بن الجراح وسعد بن معاذ أخى بني عبد الأشهل؛ وآخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع أخي بني الحارث بن الخزرج؛ وآخى بين الزبير بن العوام وبين سلمة بن سلامة ابن وقش، وقيل: بل كعب بن مالك الشاعر أخى بني سلمة، وقيل: بل بين طلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك؛ وآخى بين عثمان بن عفان وأوس ابن ثابت أخى حسان بن ثابت؛ وآخى بين سعيد بن زيد بن عمرو وبين أبي بن كعب؛ وآخى بين مصعب بن عمير وبين أبي أيوب مضيفه (3) ؛ وآخى بين أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وبين عباد بن بشر بن وقش أخى بني عبد الأشهل؛ وآخى بين عمار بن ياسر وبين حذيفة بن اليمان العبسي حليف بني عبد الأشهل، ويقال: بل ثابت بن قيس بن شماس؛ وآخى بين أبي ذر الغفاري وبين المنذر بن عمرو المعنق ليموت (4) ، وهو نقيب من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج؛ وآخى بين
__________
(1) انظر خبر المؤاخاة في ابن هشام 2: 150، وابن سعد 1 / 2: 1، وابن سيد الناس 1: 199، وابن كثير 3: 226، والإمتاع: 49، وتاريخ الخميس 1: 352، والبخاري 5: 69.
(2) في الأصل: وآخى.
(3) في الأصل: " ضيفه " ، وليس في اللغة " ضيف " بمعنى " مضيف.
(4) لقبه به رسول الله لما بلغه ما فعله في بئر معونة حين قتل أصحابه ولم يبق غيره، فأمنوه، فأبى أن يقبل، أمانهم وأبى إلا أن يأتي مصرع حرام بن ملحان قائدهم، فقاتلهم حتى قتل، فقال الرسول: أعنق ليموت، أي أسرع إلى منيته.
(1/96)

حاطب بن أبي بلتعة حليف بني أسد بن عبد العزى وبين عويم بن ساعدة أخى بني عمرو بن عوف؛ وآخى بين سلمان الفارسي وبين أبي الدرداء عويمر بن ثعلبة أخى بني الحارث بن الخزرج؛ وآخى بين بلال وبين أبي رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي.
فرض الزكاة (1)
ثم فرضت الزكاة بالمدنية حينئذ.
وأسلم عبد الله بن سلام، وكفر جمهور اليهود، وظاهرهم قوم من الأوس والخزرج منافقون، يظهورن الإسلام مداراة لجمهور قومهم من الأنصار، ويسرون ما يسخطون الله تعالى به من الكفر.
فممن ذكر منهمن من الأوس، ثم من بني لوذان بن عمرو بن عوف: زوى (2) بن الحارث.
ومن بني حبيب بن عمرو بن عوف: الحارث بن سويد بن الصامت، قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم قودا (3) ؛ وكان أخوه خلاد بن سويد من فضلاء المسلمين، وكانت لأخيهما الخلاس بن سويد نزغة (4) ، ثم لم ير
__________
(1) قال ابن كثير في كتابه " الفصول في اختصار سيرة الرسول: 26 " بعد ذكره للمؤاخاة: وفرض الله سبحانه وتعالى إذ ذاك الزكاة رفقاً بفقراء المهاجرين، كذا ذكر ابن حزم في هذا التاريخ، وقد قال بعض الحفاظ من علماء الحديث إنه أعياه فرض الزكاة متى كان " . وإلى رأي ابن حزم في تاريخ فرض الزكاة، أشار صاحب الإمتاع أيضاً ص: 50.
(2) في الأصل: زرى.
(3) القود: قتل القاتل بالقتيل.
(4) نزغة: نخسة من الشيطان، وهي ما يسوله للإنسان من المعاصي، يعني: يلقى في قلبه ما يفسده على أصحابه. وذقد ذكر ابن حزم في الجمهرة: 318 الحارث بن سويد وذكر نفاقه، ثم قال: وقد قيل: إنه تبرأ عند القتل من النفاق. وعلق على هذا بقوله: وهذا لا يجوز غيره، لأنه شهد أحداً، ولم يشهد أحداً منافق.
(1/97)

منه إلا خير وصلاح وإسلام إلى أن مات؛ ونبتل بن الحارث (1) .
ومن بني ضبيعة بن زد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف: بجاد بن عثمان بن عامر، وأبو حبيبة بن الأزعر، وهو أحد أصحاب مسجد الضرار، وعباد بن حنيف وكان أخواه سهل وعثمان ابنا حنيف من خيار المسلمين.
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: جارية بن عامر بن العطاف، وقد ذكر ابناه زيد ومجمع، ولم يصح عن مجمع إلا الخير والقرآن والإسلام، لكنه استضر بأبيه (2) ، وبأن قدمه وهو حدث وأصحابه (3) ، ليومهم في مسجد الضرار.
ومن بني أمية بن زيد بن مالك: وديعة بن ثابت، وهو من أهل مسجد الضرار.
[ومن بني عبيد بن زيد بن مالك]: [خالد بن حزام] (4) ، وبشر ورافع (5) ابنا زيد.
__________
(1) في ابن إسحاق 2: 168 و4: 174 أن نبتل بن الحارث من بني لوذان ثم من بني ضبيعة ابن زيد. وانظر أيضاً ابن سيد الناس 1: 209.
(2) استضر بأبيه: أي لحقه من نفاق أبيه ضرر.
(3) في الأصل: وأصحابهم.
(4) زيادة من الجمهرة: 314 وفي ابن هشام أنه خذام بن خالد. ويظهر أن هذه العبارة سقطت من الناسخ.
(5) في الأصل: نافع، والتصويب عن الجمهرة: 315، وابن هشام 2: 17، وابن سيد الناس 1: 210.
(1/98)

ومن النبيت، ثم من بني حارثة: مربع بن قيظي، وأخوه أوس بن قيظي.
ومن النبيت، ثم من بني ظفر: حاطب بن أمية بن رافع، وكان ابنه يزيد بن حاطب من الفضلاء؛ وقزمان حليف لهم، قاتل يوم أحد فأبلى، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هو من أهل النار. فعجب الناس من ذلك، فلما اشتد به الألم قتل نفسه.
ولم يكن في بني عبد الأشهل منافق ولا منافقة، إلا إن الضحاك ب ثابت، أحد بني كعب، كان يتهم بذلك.
ومن الخزرج، ثم من بني النجار: رافع بن وديعة، وزيد بن عمرو، وعمرو بن قيس، وقيس بن عمرو بن سهل.
ومن بني جشم بن الخزرج، ثم من بني سلمة: الجد بن قيس.
ومن بني عوف بن الخزرج: عبد الله بن أبي بن سلول، كهف المنافقين ورأس أهل النفاق، وكان ابنه عبد الله بن عبد الله من صلحاء؛ ووديعة، وسويد، وداعس، ومالك بن أبي قوقل.
وكان قوم من اليهود قد تعوذوا بالإسلام وهم يبطنون الكفرز منهم: سعد بن حنيف، وزيد بن اللصيت (1) ، ورافع بن حرملة، ورفاعة بن زيد بن التابوت، وسلسلة بن برهاغم، وكنانة بن صوريا.
__________
(1) هكذا هو بالتاء في ابن هشام 2: 174، والإمتاع: 497، وسماه " اللصيب " في الإصابة، وضبطه بلام مهملة ومثناة وآخره موحدة، وقبل: أوله نون.
(1/99)

غزوة الأبواء (1)
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة باقي ربيع الأول من مقدمه المدينة، وهو أول التأريخ، وربيع الآخر في العام كله إلى صفر سنة اثنتين من الهجرة، وهو آخر العام من مقدمه، لم يتحرك.
ثم خرج غازياً في صفر المؤرخ، واستعمل على المدينة سعد بن عبادة، حتى بلغ ودان، فهي غزوة الأبواء، فوادع فيها بني ضمرة بن عبد مناة ابن كنانة، وعقد ذلك معه سيد بني ضمرة: مخشي بن عمرو؛ ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق حرباً. وهي أول غزاة غزاها بنفسه صلى الله عليه وسلم.
بعث حمزة بن عبد المطلب بن هاشم (2)
وبعث عبيدة بن الحارث
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من غزوة الأبواء، أقام بالمدينة بقية صفر، وربيع الأول، وصدر ربيع الآخر؛ ووجه في هذه الإقامة عبيدة بن الحارث في ستين راكباً من المهاجرين، أو ثمانين، ليس
__________
(1) انظر خبر هذه الغزوة في: ابن هشام 2: 241، وابن سعد 2 / 1: 3، والطبري 2: 259، 261، وابن سيد الناس 1: 224، وابن كثير 3: 241، وزاد المعاد 2: 212، والإمتاع: 53، وتاريخ الخميس 1: 363.
(2) انظر: ابن هشام 2: 245، 241، وابن سعد 2 / 1: 2، والطبري 2: 259، 260، وابن سيد الناس 1: 224، وابن كثير 3: 234، والإمتاع: 51، 52، وتاريخ الخميس 1: 356، 357، والمواهب اللدنية 1: 97.
(1/100)

فيهم من الأنصار أحد، فنهض حتى بلغ أحياء (1) ، وهو ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة، فلقى بها جمعاً عظيماً من قريش، قيل: إنه كان عليهم عكرمة ابن أبي جهل، وقيل: بل كان عليهم مكرز بن حفص بن الأخيف. فلم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبي وقاص، وكان في ذلك البعث، رمى بسهم؛ فهو أول سهم رمى به في سبيل الله تعالى. وفر من الكفار يومئذ إلى المسلمين: المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان، وهو الذي بنى البصرة بعد ذلك، وكانا قديمي الإسلام، إلا أنهما لم يجدا السبيل إلى اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً حمزة عمه حينئذ في ثلاثين راكباً من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، إلى سيف البحر من ناحية العيص، فلقى أبا جهل في ثلاثمائة راكب من كفار قريش، أهل مكة، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، وكان موادعاً للفريقين، فلم يكن بينهم قتال.
وكان بعث حمزة عبيدة متقاربين، واختلف في أيهما أسبق، قيل: إلا أنها أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين.
__________
(1) في الأصل: أجناء، والتصويب عن ابن سعد، والإمتاع، وياقوت. وما نقله ياقوت عن ابن إسحاق في مادة " أحياء " غير موجود في السيرة.
(1/101)

وغزوة بواط (1)
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربيع الآخر المؤرخ، وهو صدر العام الثاني من مقدمه صلى الله عليه وسلم بالمدينة، واستعمل على المدينة السائب ابن مظعون، حتى بلغ بواط من ناحية رضوى، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيداً ولا حرباً.
غزوة العشيرة (2)
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية ربيع الآخر، وبعض جمادى الأولى، ثم خرج غازياً، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأخذ على نقب بني دينار بن النجار، وأخذ [على] (3) فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر، فثم له مسجد، وموضع أثافي طعامه معلوم هنالك، وبها ماء يقال له: المشيرب (4) ، ثم ترك الخلائق (5) بيساره، وسلك شعب عبد الله إلى اليسار حتى هبط يليل، فنزل بمجتمع يليل
__________
(1) انظر: ابن هشام 2: 248، وابن سعد 2 / 1: 3، والطبري 2: 260، 261، وأنساب الأشراف 1: 135، وابن سيد الناس 1: 226، وابن كثير 3: 246، وزاد المعاد 2: 212، والإمتاع: 54، وتاريخ الخميس 1: 363، والمواهب 1: 98.
(2) انظر: ابن هشام 2: 248، وابن سعد 2 / 1: 4، والطبري 2: 260، 261، وأنساب الأشراف 1: 135، وابن سيد الناس 1: 226، وابن كثير 3: 246، والإمتاع: 54، والمواهب اللدنية: 98، وتاريخ الخميس 1: 363.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) في الأصل: المشترب، وكذلك هو في ابن هشام 2: 249 ، وجعلها ياقوت: المشيرب، وقال: وجدته في مغازي ابن إسحاق: المشترب. وهي المشيرب في الطبر 2: 260.
(5) الخلائق: أرض بنواحي المدينة لعبد الله بن أبي أحمد بن جحش، ويقال فيها: الحلائق، بالحاء.
(1/102)

والضبوعة، ثم سلك فرش ملل (1) ، حتى لقي الطريق بصخرات اليمام (2) إلى العشيرة من بطن ينبع، فأقام هنالك باقي جمادى الأولى، وليالي [من] (3) جمادى الآخرة، ووادع فيها بني مدلج، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق حرباً.
غزوة بدر الأولى (4)
فلم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بعد العشيرة إلا نحو عشر ليال (5) ، حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه، حتى بلغ وادياً يقال له: سفوان، في ناحية بدر، ففاته كرز، فرجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
بعث سعد بن أبي وقاص (6)
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث في خلال هذه الغزوة سعد ابن أبي وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين، فبلغ الخرار (7) ، ثم رجع إلى
__________
(1) فرش ملل: على عشرين ميلاً من المدينة أو أكثر قليلاً.
(2) في ياقوت: صخيرات اليمام، بالتصغير. وانظر ص: 108 من هذا الكتاب، حيث وردت: صخيرات، كذلك. وفي ابن هشام 2: 249، والطبري 2: 260: صحيرات اليمام. وانظر تاج العروس (صحر).
(3) زيادة من ابن هشام.
(4) انظر خبر بدر الأولى في: ابن هشام 2: 251، وابن سعد 2 / 1: 4، وابن سيد الناس 1: 227، وابن كثير 3: 247، والإمتاع: 54، والمواهب 1: 98، وتاريخ الخميس 1: 365.
(5) نقلت هذه العبارة عن ابن حزم في الإمتاع: 54، والمواهب 1: 98، وتاريخ الخميس 1: 365.
(6) انظر: ابن هشام 2: 251، وابن سعد 2 / 1: 3، والطبري 2: 259، وابن سيد الناس 1: 225، والإمتاع: 53، وتاريخ الخميس 1: 359.
(7) الخرار، بالفتح ثم التشديد: من أودية المدينة، وقيل: إنه آبار عن يسار المحجة قريبة من خم.
(1/103)

المدينة ولم يلق حرباً، وقيل: إنه إنما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب مرز بن جابر.
بعث عبد الله بن جحش (1)
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر الأولى كما ركنا إلى المدينة، فأقام بها بقية جمادى الأخرى، ورجب، وشعبان.
وبعث في رجب المذكور عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي، ومعه ثمانية رجال من المهاجرين، وهم:
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
وعكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي.
وعتبة بن غزوان بن جابر المازني.
وسعد بن أبي وقاص.
وعامر بن ربيعة العنزي.
وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة ابن مالك ن زيد مناة بن تميم.
وخالد بن البكير، أخو بني سعد ن ليث.
وسهيل بن بيضاء الفهري.
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لعبد الله بن جحش، وهو أمير القوم، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه، ولا يكره أحداً من أصحابه.
__________
(1) انظر الخبر عن بعث عبد الله بن جحش ف: ابن هشام 2: 252، وابن سعد 2 / 1: 5، وابن سيد الناس 1: 227، وابن كثير 3: 248، والإمتاع: 55 وتاريخ الخميس 1: 365.
(1/104)

ففعل ذلك عبد الله بن جحش، فلما فتح الكتاب وجد فيه: " إذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فترصد بها قريشاً أو عيراً لقريش، وتعلم لنا من أخبارهم " . فلما قرأ عبد الله بن جحش الكتاب قال: سمعاً وطاعة. ثم أخبر أصحابه بذلك، وبأنه لا يستكرههم، وأما هو فناهض، ومن أحب الشاهدة فلينهض، ومن كره الموت فليرجع. فمضوا كلهم معه، فسلك الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له: بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يعتقبانه، ونفذ عبد الله في سائرهم حتى ينزل بنخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيباً وأدماً وتجارة، فيها عمرو بن الحضرمي، واسم الحضرمي: عبد الله، وعثمان ابن عد الله بن المغيرة، وأخوه نوفل بن عبد المخزوميان، والحكم ابن كيسان موى بني المغيرة.
فتشاور المسلمون وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم. ثم اتفقوا على ملاقاتهم، فرمى عبد الله ن واقد التميمي عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان بن عبد الخ والحكم ن كيسان، وأفلت (1) نوفل بن عبد الله، ثم قدموا العير والأسيرين، قد أخرجوا الخمس من ذلك فعزلوه، فذكر أنها أول غنيمة خمست. فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلوا في الشهر الحرام، فسقط ف أيدي القوم، فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير} الآية، إلى قوله: {حتى يؤدوكم عن دينكم إن استطاعوا}، فقبض النبي صلى الله
__________
(1) في الأصل: افتلت.
(1/105)

عليه وسلم الخمس، وقسم الغنيمة، وقبل الفداء في الأسيرين؛ ورجع سعد وعتبة سالمين إلى المدينة.
وهذه أول غنيمة غنمت في الإسلام، وأول أسيرين أسرا من المشركين، وأول قتيل قتل منهم.
وأما الحكم بن كيسان فأسلم وأقم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد يوم بئر معونة.
وأما عثمان بن عبد الله فمات بمكة كافراً.
صرف القبلة (1)
وصرفت القبلة عن بيت المقدس حينئذ، على سبعة عشر شهراً من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدنة، وقد روى أن أول من صلى نحو الكعبة أبو سعيد بن المعلى الأنصاري، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم [يأمر] (2) بتحويل القبلة، فصلى ركعتين إلى الكعبة. وقيل: بل صرفت على ثمانية عشر شهراً، وقيل: على ستة عشر شهراً، لم يقل أحد أكثر ولا أقل.
__________
(1) انظر خبر صرف القبلة في: ابن هشام 2: 257، وابن سعد 1 / 2: 3، والطبري 2: 265، وابن سيد الناس 1: 230 بتفصيل كثير، وابن كثير 3: 252، والإمتاع: 60، والمواهب 1: 99، وتاريخ الخميس 1: 367، والبخاري 1: 84.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(1/106)

بدر الثانية (1)
وهي أكرم المشاهد، وهي بدر البطشة، وهي بدر القتال.
فأقام رسول صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا إلى رمضان من السنة الثانية، ثم اتصل به عليه صلوات الله تعالى وسلامه عيراً لقريش عظيمة فيها أموال كثيرة مقبلة من الشام إلى مكة، فيها ثلاثون رجلاً من قريش، عميدهم أبو سفيان بن حرب، أو قيل: أربعون رجلاً؛ من جملتهم: مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وعمرو بن العاصي؛ فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه العير، وأمر من كان ظهره حاضراً بالخروج، ولم يحتفل في الحشد، لأنه إنما قصد العير، ولم يقدر أنه يلقى حرباً ولا قتالاً، فاتصل بأبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج إليهم، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، فبعثه إلى أهل مكة مستنفراً لهم إلى نصر عيرهم، فنهض إلى (2) مكة، واستنفر، فنفر أهل مكة، وأوعبوا إلا اليسير (3) ، وكان ممن تخلف أبو لهب، ونفر سائر أشرافهم.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لثمان خلون من رمضان، واستعمل على المدينة عمرو بن أم مكتوم من بني عامر بن لؤي على الصلاة بالمسلمين، ثم رد أبا لبابة من الروحاء
__________
(1) انظر الواقدي: 11، وابن هشام 2: 257، وابن سعد 2 / 1: 6، والطبري 2: 267، وأنساب الأشراف 1: 135، وابن سيد الناس 1: 241، وابن كثير 3: 256، وزاد المعاد 2: 216، والإمتاع: 60 والمواهب 1: 101، وتاريخ الخميس 1: 368، والبخاري 5: 73.
(2) في الأصل: أهل.
(3) أوعب القوم: إذا خرجوا كلهم إلى الغزو.
(1/107)

واستعمله على المدينة، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، ودفع الراية: الواحدة إلى عليّ بن أبي طالب، كرم الله وجهه، والثانية إلى رجل من الأنصار، وقيل: كانتا سوادوين؛ وكان مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يومئذ، سبعون بعيراَ يعتقبونها فقط، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، ومرثد بن أبي مرثد، يعتقبون بعيراً؛ وكان حمزة، وزيد بن حارثة، وأبو كبشة، وأنسة موالى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتقبون بعيراً، وكان أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، يعتقبون بعيراً؛ وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة من بني النجار. وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ.
فسلك صلى الله عليه وسلم على نقب المدينة إلى العقيق، إلى ذي الحليفة، إلى ذات الجيش، إلى تربان، وقيل: تربان (1) ، إلى ملل، إلى غميس الحمام من مر يين (2) ، إلى صخيرات اليمام (3) ، إلى السيالة، إلى فج الروحاء، إلى شنوكة، إلى عرق الظبية (4) .
ونزل عليه السلام سجسج، وهو بئر بالروحاء، ثم رحل فترك طريق مكة عن يساره، وسلك ذات اليمن على النازية يريد بدراً، فسلك وادي
__________
(1) هكذا في الأصل غير مضبوطة بالشكل؛ وليس في المراجع إلا وجه واحد لضبطها وهو ضم أولها.
(2) يين: بيامين مفتوحة ثم ساكنة ثم نون. وليس في كلامهم ما فاؤه وعينه ياء غيره، وضبطه الغاني بفتح اليامين. قال نصر: بين واد به عين من أعراض المدينة على بريد منها، وهي منازل أسلم من خزاعة. ويضاف إليه مر فيقال: مر يين، كما يقال مر الظهران. وسيرد مفرداً من الإضافة في غزوة بني لحيان. ولم يضبطه ناشرو سيرة ابن هشام (طبع الحلبي 1936) ففي خبر بدر جاء " مريين " (كأنه تثنية مرى) وفي غزوة لحيان 2: 292 كتب: بين بالباء المكسورة نقلاً عن ياقوت، مع أن المكانين واحد. وانظر الكلام عن يين في التاج والسمهودي 2: 393.
(3) انظر ص: 103 تعليق رقم: 2، من هذا الكتاب.
(4) هكذا ضبطه كل من ياقوت والسمهودي، بضم الظاء.
(1/108)

رحقان (1) ، بين النازية ومضيق الصفراء، ثم إلى مضيق الصفراء، فلم قرب من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني، حليف بني ساعدة، وعدي ابن أبي الزغباء الجهني، حليف بني النجار إلى بدر، يتجسسان أخبار أبي سفيان وعيره.
ثم رحل، فأخبر عن جبلي الصفراء، وان اسميهما: مسلح ومخرى، وأن سكانهما بنو النار وبنو حراق، بطنان من غفار، فكره النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأسماء، فترك الجبلين، وترك الصفراء على اليسار، وأخذ ذات اليمين على وادي ذفران؛ فلما خرج منه (2) نزل.
وأتاه الخبر بخروج نفير قريش لنصر العير، فأخبر أصحابه، رضوان الله عليهم، واستشارهم فيما يعملون. فتكلم كثير من المهاجرين فأحسنوا فتمادى في الاستشارة وهو يريد ما يقول الأنصار، فبادر سعد بن معاذ، وسارع في فنون القول الجميل، وكان فيما قال: لو استعرضت هذا البحر بنا لخضناه معك، فسر بنا يا رسول الله على بركة الله تعالى. فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: سيروا وأبشروا، فإن الله عز وجل قد وعدني إحدى الطائفتين.
ثم رحل من ذفران، فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر (3) إلى الدبة (4) ، ونزل الحنان (5) ، وهو كثيب عظيم كالجبل على ذات اليمين، ثم نزل قريباً
__________
(1) في الأصل: وحقان. وقال السمهودي: رحقان بالضم ثم السكون والقاف وآخره نون.
(2) في أكثر كتب السير: جزع فيه، أي قطعه واجتازه.
(3) هي كذلك في السيرة 2: 267، واللسان، ومعجم ياقوت؛ وقال السمهودي: هي أضافر جمع ضفيرة، ومعناها لغة: الحقف من الرمل.
(4) في الأصل: الدية، وصوابه: الدبة، بفتح أوله وتشديد ثانيه، وقد يخففها أهل الحديث، والأصوب التشديد. وفي القاموس: الدبة بالضم موضع قرب بدر؛ وانظر السمهودي ومعجم ياقوت.
(5) الحنان: بالتشديد ويخفف أيضاً؛ انظر معجم ياقوت، والسمهودي.
(1/109)

من بدر، وركب مع رجل من أصحابه مستخبراً ثم انصرف، فلما أمسى بعث علياً والزبير وسعد بن أبي وقاص في نفر إلى بدر يلتمسون الخبر، فأصابوا راويةً (1) لقريش، فيها اسلم غلام بني الحجاج السهمين، وأبو يسار (2) غريض غلام بني العاصي بن سعيد الأمويين، فأتوا بهما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي. فسألوهما: لمن أنتما فقالا: نحن سقاة قريش. فكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الخبر، وكانوا يرجون أن يكونا من العير، لعظم الغنيمة في العير وقلة المئونة فيها، ولأن الشوكة في نفر قريش شديدة. فجعلوا يضربونهما، ةفإذا آذاهما الضرب قالا: نحن من عير أبي سفيان. فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أخبراني أين قريش قالا: هم وراء هذا الكثيب. وأخبراه أنهم ينحرون يوماً عشراً من الإبل ويوماً تسعاً، فقال صلى الله عليه وسلم: " القوم بين التسعة إلى الألف " .
وكان بسبس بن عمرو وعديّ بن أبي الزغباء اللذين بعثهما عليه السلام يتجسسان له الأخبار، مضياً حتى نزلا بدراً، فأناخا بقرب الماء، ثم استقيا في شن لهما، ومجديّ بن عمرو بقربهما، فسمع عدي وبسبس جاريتان من الحي وإحداهما تقول لصاحبتها: أعطيني ديْني؛ فقالت الأخرى: إنما تأتي العير غداً فأعمل لهم ثم أقضيك. فصدقها مجدي بن عمرو، ورجع عدي وبسبس بما سمعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما قرب أبو سفيان من بدر تقدم وحده حتى أتى ماء بدر، فقال
__________
(1) الراوية: الدواب التي يستقى عليها الماء.
(2) في الأصل: كيسان. والتصويب من كتب السيرة.
(1/110)

لمجدي: هل أحسست أحداً فقال: لا، إلا باثنين أناخا إلى هذا التل، واستقيا الماء ونهضا. فأتى أبو سفيان مناخهما، فأخذ من أبعار بعيرٍ ففته فإذا فيه النوى، فقال: هذه والله علائف يثرب. فرجع سريعاً، وقد حذر، فصرف العير عن طريقها، وأخذ طريق الساحل فنجا، وأوحى (1) إلى قريش يخبرهم بأنه قد نجا والعير، فارجعوا، فأبى أبو جهل وقال: والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر، ونقيم عليها ثلاثاً، فتهابنا العرب أبداً.
ورجع الأخنس بن شريق الثقفي بجميع بني زهرة، فلم يشهد بدراً أحد منهم، وكان حليفهم ومطاعاً فيهم، فقال: إنما خرجتم تمنعون أموالكم وقد نجت.
وكان قد نفر من جميع بطون قريش جماعة، حاشا بني عدي بن كعب فلم ينفر منهم أحد، فلم يحضر بدراً مع المشركين عدوى ولا زهرى أصلاً. وقد قيل إن ابنين لعبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب شهدا بدراً مع المشركين، وقتلا يومئذ كافرين، وهما عما مسلم والد الفقيه محمد بن مسلم الزهري.
فسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً إلى ماء بدر، ومنع قريشاً من السبق إليه مطر عظيم أرسله الله تعالى مما يليهم، ولم يصب منه المسلمين إلا ما لبد لهم الأرض، يعني دهس الوادي (2) ، وأعانهم على السير. فنزل عليه السلام على أدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة، وأشار
__________
(1) في الأصل: أوصى. راجع التعليق رقم 1، صفحة: 65 من هذا الكتاب.
(2) الدهس: الأرض السهلة يثقل فيها المشي.
(1/111)

عليه الحباب بن المنذر بن عمرو بن الجموح بغير ذلك، وقال رول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلك الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة فقال عليه السلام: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ونغور ما وراءه من القلب (1) ، ثم نبني عليه حوضاً فنملأه، ونشرب ولا يشربون. فاستحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرأي وفعله؛ وبنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش يكون فيه، ومشى رسول الله صلى الله عليه وسلم على موضع الوقعة، فعرض على أصحابه مصارع رؤوس الكفر من قريش مصرعاً مصرعاً، يقول: هذا مصرع فلان، ومصرع فلان، فما عدا واحد منهم مضجعه الذي حده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما تراءت قريش فيما يليهم بعثوا عمير بن وهب الجمحي فحزر لهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا ثلاثمائة وبعضة عشر رجلاً فقط، فيهم فارسان: الزبير والمقداد بن الأسود، ثم أنصرف. ورام حكم بن حزام وعتبة بن ربيعة أن يرجعا بقريش ولا يكون حرب، فأبى أبو جهل، وساعده المشركون على ذلك.
وبدأت الحرب: فخرج عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد ابن عتبة بن ربيعة، يطلبون البراز، فخرج إليهم عبيدة بن الحارث، وحمزة ابن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فقتل الله عتبة وشيبة والوليد، وسلم حمزة وعلي بن أبي طالب، وضرب عتبة عبيدة فقطع رجله، ومات
__________
(1) القلب: جمع قليب، وهي البئر.
(1/112)

بالصفراء وكان قد برز إليهم عوف ومعوذ ابنا الحارث، وهما ابنا عفراء، وعبد الله بن رواحة الأنصاريون، فأبو إلا قومهم.
وكانت وقعة بدر يوم الجمعة في اليوم السابع عشر من رمضان.
وعدل عليه السلام الصفوف، ورجع إلى العريش ومعه أبو بكر وحده.
وكان أول قتيل قتل من المسلمين، مهجع مولى عمر بن الخطاب، أصابه سهم فقتله. وسمع عمير بن الحمام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض على الجهاد، فيرغب في الجنة، وفي يده تمرات يأكلهن، فقال: بخ بخ، أما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم رمى بهن وقاتل حتى قتل، رضي الله عنه، وقد فعل.
ثم منح الله المسلمين النصر فهزم المشركون، وسعد بن معاذ وقوم من الأنصار وقوف على باب العريش يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانقطع يومئذ سيف عكاشة بن محصن، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جذلاً (1) من حطب، فقال: دونك هذا. فلما أخذه عكاشة وهزه عاد في يده سيفاً طويلاً شديداً أبيض، فلم يزل عنده يقاتل به حتى قتل، رضوان الله عليه، في الردة أيام أبي بكر.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى المشركين فسحبوا إلى القليب، فرموا به، وطم عليهم التراب. وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثقل (2) عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مازن بن النجار.
__________
(1) الجذل: ما عظم من أصول الشجر المقطع؛ وقيل: هو من العيدان ما كان على مثال شماريخ النخل.
(2) الثقل: المتاع،وفي ابن هشام 2: 287: النفل.
(1/113)

ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نزل الصفراء قسم بها الغنائم كما أمر الله تعالى. وضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة من بني عبد الدار؛ ثم لما نزل عرق الظبية، ضرب عنق عقبة بن أبي معيط ابن عمرو بن أمية بن عبد شمس.
تسمية من شهد بدراً من المسلمين رضي الله عنهم
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
من بني هاشم والمطلب ابن عبد مناف:
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعمه حمزة بن عبد المطلب.
وابن عمه عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب.
ومن مواليه:
زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس ابن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة.
وأنسة، وهو حبشي.
__________
(1) انظر: الواقدي: 151، وابن هشام 2: 333، وابن سيد الناس 1: 272، وتاريخ الخميس 1: 396. وقد ذكر البخاري 5: 87 بعضهم مرتبين على حروف المعجم، وذكرهم ابن الجوزي في تلقيح الفهوم: 212، وابن كثير 3: 314 على هذا الترتيب أيضاً، وذكر صاحب المحبر من كان اسمه سعيداً أو عبد الله (انظر ص: 276 - 281) ومن شهدها من الموالي ص: 287، وخصص ابن سعد الجزء الثالث من طبقاته لتراجم البدريين.
(1/114)

وأبو كبشة، وهو فارسي.
ومن حلفاء بني هاشم:
أبو مرثد (1) كناز بن حصين بن يربوع بن عمرو بن عمير بن يربوع ابن خرشة بن سعد بن طريف بن جلان بن غنم بن غني بن يعصر ابن سعد بن قيس بن عيلان، حليف حمزة.
وابنه مرثد بن أبي مرثد.
وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف.
وأخواه: الطفيل والحصين ابنا الحارث.
ومسطح، واسمه: عوف بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف اثنا عشر رجلاً.
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف:
عثمان بن عفان، تخلف على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة، فتوفيت، وجاءت البشرى بالفتح حين دفنت، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه من الغنيمة وبأجره من المشهد، فهو بدري.
وأبو حذيفة، واسمه: قيس، وقيل: مهشم، بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
وسالم مولى أبي حذيفة، وهو حينئذ يدعى: ابن أبي حذيفة.
ومن مواليهم:
قيل: إن صبيحا مولى أبي العاصي بن أمية تجهز للخروج، فمرض، فحمل
__________
(1) في نسبه خلاف. انظر الجمهرة: 236، وأسد الغابة.
(1/115)

على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثم شهد صبيح بعد ذلك المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن حلفائهم:
عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير ابن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.
وعكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير.
وأخوه: سنان بن محصن (1) .
وأخوه: أبو سنان بن محصن.
وابنه: سنان بن أبي سنان.
وشجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير.
وأخوه: عقبة بن وهب.
ويزيد بن رقيش بن رئاب بن يعمر.
ومحرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة بن كبير.
وربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو بن بكير (2) بن عامر بن غنم ابن دودان بن أسد بن خزيمة.
ومن حلفاء بني كبير بن عنم:
ثقف (3) ، ومالك، ومدلج وقيل: ومدلاج وهم من بني سليم.
وأبو مخشى سويد بن مخشى الطائي. ثمانية عشر رجلاً.
ومن بني نوفل بن عبد مناف بن قصي:
__________
(1) لم يذكره الواقدي وابن هشام وابن كثير، غير أن المؤلف ذكره في الجمهرة: 181.
(2) كذلك هو في الجمهرة: 181 والاستيعاب، وهو " لكيز " في ابن هشام 2: 335، وابن كثير 3: 318، والإصابة.
(3) ضبطه الفيروزبادي بفتح الثاء.
(1/116)

عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث ابن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، حليف بني نوفل.
وخباب مولى عتبة بن غزوان، وهو غير خباب بن الأرت؛ رجلان.
ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي:
الزبير بن العوام ن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
وحاطب بن أبي بلتعة اللخمي، حليف لهم.
وسعد الكلبي، مولى حاطب. ثلاثة رجال.
ومن بني عبد الدار بن قصي بن كلاب:
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
وسويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة (1) بن السباق ابن عبد الدار. رجلان.
ومن بني زهرة بن كلاب بن مرة:
عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن [عبد بن] (2) الحارث بن زهرة.
وسعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف ابن زهرة.
وأخوه عمير بن أبي وقاص.
ومن حلفائهم:
المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن [مالك بن] (3) ربيعة بن ثمامة بن مطرود
__________
(1) في الأصل: " عبيدة " . والتصحيح عن الجمهرة: 117، وابن هشام 2: 336، والواقدي: 154، والاستيعاب.
(2) زيادة من السيرة 2: 336 والاستيعاب.
(3) زيادة من الجمهرة: 412.
(1/117)

ابن [عمرو] (1) بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة (2) .
وعبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل ابن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة.
ومسعود بن ربيعة (3) بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن محلم بن غالب ابن عائذة بن يثيع (4) بن الهون بن خزيمة بن مدركة، من القارة.
وذو الشمالين [بن] عبد عمرو بن نضلة بن غبشان (5) بن سليم ابن ملكان بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن خزاعة. وهو غير ذي اليدين، ذلك يسمى بالخرباق، وهو من بني سليم بن منصور. قيل إن اسم ذي الشمالين: عمير بن عبد عمرو (6) ، وكان أعسر، وكان ذو اليدين طويل اليدين.
وخباب بن الأرت، وهو تميمي، وقيل خزاعي، وله عقب بالكوفة. ثمانية رجال.
ومن بني تيم بن مرة:
أبو بكر الصديق، وهو عبد الله بن أبي قحافة رضي الله عنه، واسمه:
__________
(1) زيادة من الجمهرة: 412، وابن هشام 2: 337.
(2) في نسب المقداد اختصار كثير، انظر الجمهرة: 412، وقد كان في الأصل: ابن سعد ابن زهير بن ثقيف بن ثعلبة، وانظر ضبطه من قبل في الصفحة: 60 التعليق رقم 1 و 2 و 3.
(3) في الأصل: زيد، والتصحيح عن الجمهرة: 179، وابن هشام 2: 337.
(4) في الأصل: ابن حمالة بن سحيم بن عائذة بن سلبع؛ وقد صححناه على حسب ما جاء في الجمهرة: 179 وفيه اختلاف يسير عما ورد في ابن هشام.
(5) بعد " غبشان " يختلف نسب ذي الشمالين عما هو في الجمهرة: 230.
(6) في الأصل: عمير.
(1/118)

عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كلاب.
وبلال بن رباح، حبشي مولى أبي بكر.
وعامر بن فهيرة، أسود، مولى أبي بكر، من مولدي الأسد.
وصهيب بن سنان، من النمر بن قاسط، حليف بن جدعان.
وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة، كان بالشام في تجارة، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، فهو بدري. خمسة رجال.
ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب:
أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وشماس، واسمه: عثمان بن عثمان بن الشريد بن سويد (1) بن هرمي ابن عامر بن مخزوم.
والأرقم بن أبي الأرقم عبد المناف بن أبي جندب، واسمه: أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وعمار بن ياسر العنسي، مولى فهر (2) .
وعيهامة (3) ، واسمه: معتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف ابن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي، حليف لهم. خمسة رجال.
ومن بني عدي بن كعب:
__________
(1) انظر التعليق رقم 6 ص: 60.
(2) الذي في كتب السير أنه مولى بني مخزوم؛ ومخزوم من قريش، وهو بنو فهر بن مالك.
(3) العيهامة في اللغة: الطويل العنق.
(1/119)

عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي.
وأخوه: زيد بن الخطاب.
وعمرو بن سراقة.
[وأخوه: عبد الله بن سراقة] (1) .
وكان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل غائباً بالشام، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، فهو بدري.
ومهجع مولى عمر بن الخطاب.
ومن حلفائهم:
واقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة التميمي.
وخولي، ومالك، ابنا أبي خولي العجليان.
وعامر بن ربيعة العنزي.
وعامر، وعاقل، وخالد، وإياس، بنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب ابن غيرة بن سعد بن ليث. أربعة عشر رجلاً.
ومن بني جمح [بن عمرو] (2) بن هصيص بن كعب:
عثمان، وقدامة، وعبد الله، بنو مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة ابن جمح (3) .
__________
(1) ذكره ابن إسحاق في البدريين، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا الواقدي ولا ابن عائذ (انظر ابن كثير 3: 321). وقد جعله الناسخ بين معكفين، وربما كان هذا إشارة منه إلى أنه زاده على الأصل. ولابد من إثباته ليتم عدد البدريين من بني عدي أربعة عشر.
(2) زيادة من الجمهرة: 152، وابن هشام 3: 341.
(3) يضيف ابن حزم في الجمرة إلى البدريين من أبناء مظعون اسم السائب بن مظعون، أخي عثمان، غير أن موسى بن عقبة وابن إسحاق لم يذكراه في البدريين (انظر ابن كثير 3: 319).
(1/120)

والسائب بن عثمان بن مظعون (1) .
ومعمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. خمسة رجال.
ومن بني سهم بن هصيص بن كعب بن لؤي:
خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد (2) بن سهم. رجل واحد.
ومن بني عامر بن لؤي بن غالب بن فهر:
أبو سبرة بن أبي أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل.
وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود.
وعبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وخرج مع المشركين، فلما التقى الجمعان فر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووهب (3) بن سعد بن أبي سرح.
وحاطب بن عمرو.
وعمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو.
__________
(1) لم يذكره موسىبن عقبة فيمن شهد بدراً، وكان هشام الكلبي يقول: الذي شهد بدراً هو السائب بن مظعون (انظر التعليق رقم 3 في الصفحة السابقة) أخو عثمان بن مظعون لأبيه. قال ابن سعد: وذلك عندنا منه وهل، لأن أصحاب السيرة ومن يعلم المغازي يبتون السائب بن عثمان فيمن شهد بدراً
(2) في الأصل: سعيد، والتصحيح عن الجمهرة: 156.
(3) في الأصل: وهيب، وصححناه عن الواقدي: 156، وابن سعد 3 /1: 296، والاستيعاب؛ وهو ممن ذكرهم موسى بن عقبة في البدريين ولم يذكره ابن إسحاق. انظر تعليق ابن هشام 2: 342.
(1/121)

وسعد بن خؤلة، حليف من اليمن. سبعة رجال.
ومن بني الحارث بن فهر:
أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة ابن الحارث بن فهر.
وعمرو بن الحارث بن ربيعة بن هلال بن أهيب، وهو ابن بيضاء.
وأخوه: صفوان بن وهب.
وعمرو بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة.
وعياض بن زهير (1) . ستة رجال.
فجميع البدريين من المهاجرين رضوان الله عليهم ستة وثمانون رجلاً، منهم ثلاثة لم يشهدول ووجب لهم أجر من شهدها وسهم كمن شهدها، وهم: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد؛ والباقون شهدوا بأنفسهم، منهم من صليبة قريش واحد وأربعون رجلاً: من هاشم ثلاثة؛ ومن بني المطلب أربعة؛ ومن بني عبد شمس واحد؛ ومن بني عبد العزى واحد؛ ومن بني عبد الدار اثنان؛ ومن بني زهرة ثلاثة؛ ومن بني تيم واحد؛ ومن بني مخزوم ثلاثة؛ ومن بني عدي أربعة؛ ومن بني جمح خمسة؛ ومن بني سهم واحد؛ ومن بني عامر خمسة؛ ومن بني الحارث ستة. والخمسة والأربعون موالي وحلفاء (2) ، منهم موالي أحد
__________
(1) في الأصل: عياض بن أبي زهير؛ وقد رجعنا في تصحيحه إلى السهيل 2: 95، وابن سعد 3 / 1: 304، والاستيعاب، والإصابة. ونقل صاحب الإصابة عن خليفة بن خياط أن عياضاً ربما كان عياض بن غنم بن زهير، المعروف في فتوح الشام، ومال إلى هذا ابن عساكر.
(2) إثبات الياء في مثل " قاضي " وطموالي " عربي صحيح فصيح. ثبت مثله في قراءات بعض القراء السبعة وغيرهم في الكتاب العزيز. وثبت عن كثير من الأئمة الحجة القدماء. والقرآن أقوى حجة.
(1/122)

عشر؛ وهم: زيد بن حارثة، وأنسة، وأبو كبشة، وخباب، وبلال، وعامر بن فهيرة، وسالم، ومهجع، وسعد الكلبي، وصهيب، وعمرو ابن عوف مولى سهيل؛ وإن عد عمار فهم اثنا عشر. ومنهم عرب: زيد، وسعدن وصهيب، وعمار؛ وباقيهم عجم. ومنهم ثلاثة وثلاثون حليفاً: منهم من أسد بن خزيمة واحد؛ ومن بني كنانة أربعة؛ ومن بني تميم اثنان، اختلف في أحدهما فقيل إنه خزاعي؛ ومن غنى اثنان؛ ومن سليم ثلاثة؛ ومن مازن أخي سليم واحد، ومن طيئ واحد؛ ومن عجل اثنان؛ ومن عنز واحد؛ ومن اليمن غير منسوب واحد.
والبدريون من الأوس بن حارثة من الأنصار، ثم من بني عمرو بن مالك بن الأوس، ثم من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس:
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وأخوه: عمرو بن معاذ.
والحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان.
والحارث بن أنس بن رافع بن امرئ القيس.
وسعد بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل.
وسلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة (1) بن زعورا بن عبد الأشهل.
وابن عمه: عباد بن بشر بن وقش.
وسلمة بن ثابت بن وقش.
ورافع بن يزيد بن كرز بن كن بن زعورا.
__________
(1) في الأصل زعبة. انظر التعليق رقم: 2 ص: 78، راجع ضبطها في القاموس والإصابة والاستيعاب.
(1/123)

ومن حلفائهم:
الحارث بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة، خرج عن قومه وحالف بني زعورا.
ومحمد بن مسلمة [بن سلمة (1) ] بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، خرج عن قومه وحالف بني عمه: بني زعورا.
وسلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة، خرج أيضاً عن قومه وحالف بني عمه: بني زعورا.
وأبو الهيثم بن التيهان.
وعبيد بن التيهان (2) .
وعبد الله بن سهل، وقيل: إن صليبة من بني زعورا؛ خمسة عشر رجلاً.
ومن بني ظفر، واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوس:
قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر.
وعبيد بن أوس بن مالك بن سواد، وعبيد هذا هو مقرن، سمي بذلك لأنه أسر أربعة من المشركين فقرنهم كلهم وساقهم، وأحدهم عقيل بن أبي طالب.
__________
(1) زيادة من ابن سعد 3 / 2: 18، والجمهرة: 322، والاستيعاب، والإصابة.
(2) هكذا يسميه أيضاً ابن إسحاق والواقدي، أما موسى بن عقبة وأبو معشر فيقولان: هو عتيك بن التيهان. انظر ابن سعد 3 / 2: 23، وتعليق ابن هشام 2: 343.
(1/124)

ونصر بن الحارث بن عبد (1) بن عبيد بن ظفر.
وعمه: معتب بن عبيد (2) .
ومن حلفائهم:
عبد الله بن طارق البلوي، خمسة رجال.
[ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس: مسعود بن سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة. وأبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة ومن حلفائهم ثم من يلي:
أبو بردة بن نيار، واسمه: هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هميم بن كاهل بن ذهل بن هنى بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. ثلاثة نفر] (3) .
ومن بني عوف بن مالك بن الأوس، ثم من بني ضبيعة بن زيد ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس:
عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، واسم أبي الأقلح: قيس بن عصمة
__________
(1) في الجمهرة: 223: الحارث بن عبد رزاح، وانظر أيضاً ابن سعد 3 / 2: 27.
(2) في الأصل: وابن عمه معتب بن عبيد، وهو خطأ. والواقدي: 158 وتلميذه ابن سعد يعدان معتب بن عبيد بلوياً حليفاً لبني ظفر؛ ونسبه ابن عمارة الأنصاري إلى بني ظفر، وقال: إنه معتب ابن عبيد بن سواد بن الهيثم بن ظفر؛ وعلق على هذا بقوله: فمن لم يعرف نسبه في بني ظفر جعله في بلى لمكان أخيه عبد الله بن طارق. وقد ترجم له كل من أبي عمر وابن الأثير مرتين: مرة في معتب، ومرة أخرى في مغيث. وفي رواية عن ابن إسحاق أن اسمه: معتب بن عبدة.
(3) ما بين معكفين زيادة من الناسخ نقلاً عن ابن هشام، وقد ذكرهم الواقدي: 158 وابن سعد 3 / 2: 23.
(1/125)

ابن النعمان (1) بن مالك بن أمية (2) بن ضبيعة.
ومعتب بن قشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة، وقد ذكر معتب بن قشير في المنافقين، وهذا باطل، لأن حضوره بدراً يبطل هذا الظن بلا شك.
وأبو مليل بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة.
وعمير (3) بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف.
وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن بحزج، وهو عمرو بن خنس أو خنيس، ويقال: خنساء [بن عوف] (4) بن عمرو بن عوف بن الأوس، حليف لهم. خمسة.
ومن بني أمية بن زيد بن عوف:
أبو لبابة بشير، ومبشر، ورفاعة، بنو عبد المنذر بن زيد بن زنبر (5) بن أمية بن زيد.
وسعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد.
وعويم بن ساعدة بن عائش (6) بن قيس بن زيد بن أمية بن زيد.
ورافع بن عنجدة، وهي أمه (7) .
__________
(1) هكذا ورد نسبه في الجمهرة: 313، والاستيعاب، والإصابة. ولم يذكر النعمان في نسبه في ابن هشام 2: 344، وابن سعد 3 / 2: 33.
(2) في ابن هشام وابن سعد: أمة، وفي الجمهرة والاستيعاب والإصابة كالذي أثبته هنا.
(3) سماه ابن سعد 3 / 2: 34 عميراً، وقال: كان محمد بن إسحاق وحده يقول: عمرو بن معبد، غير أنه جاء في السيرة المطبوعة: " عمر " .
(4) زيادة من ابن هشام 2: 345، وابن سعد 3 / 2: 35.
(5) في الأصل: زنير؛ انظر الإصابة ترجمة " مبشر بن المنذر " .
(6) في الأصل: عابس. والتصحيح عن ابن سعد 3 / 2: 30، وأسد الغابة.
(7) يجوز فيه أيضاً " عنجدة " بضم العين والجيم؛ واسم أبيه عبد الحارث، وليس هو من بني أمية بن زيد، ولكنه حليف لهم من بلى. كذلك قال محمد بن إسحاق، وكان أبو معشر يسميه عامراً؛ انظر ابن سعد 3 / 2: 32.
(1/126)

وعبيد بن أبي عبيد (1) .
وثعلبة بن حاطب.
وزعموا أن أبا لبابة والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعا إلى المدينة، وأمر أبا لبابة عليها، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما. وقد قال قوم: إن ثعلبة بن حاطب منع الزكاة فنزلت فيه: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن} الآيات، وهذا باطل، لأن شهوده بدراً يبطل ذلك بلا شك. ثمانية رجال.
ومن بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف:
أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد.
ومن حلفائهم من بلى:
معن بن عدي بن الجد بن العجلان.
وثابت بن أقرم (2) بن ثعلبة بن عدي بن العجلان.
وابن عمه لحا: زيد بن أسلم بن ثعلبة.
وربعى بن رافع بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان.
وخرج عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرده وضرب له بسهمه وأجره. ستة رجال.
__________
(1) قال ابن سعد في ترجمته: من الناس من ينسبه وينسب رافع بن عنجدة (انظر التعليق السابق) في بني عمرو بن عوف، وقد طلبت ولادتهما ونسبهما في أنساب بني عمرو فلم أجده.
(2) في الأصل: أرقم، والتصحيح عن ابن سعد 3 / 2: 36، والاستيعاب، والإصابة.
(1/127)

ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف:
جبر بن عتيك بن الحارث (1) بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية ابن زيد بن معاوية.
ومالك بن نميلة المزني، حليف لهم.
والنعمان بن عصر (2) البلوي، حليف لهم. ثلاثة رجال.
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك:
عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك (3) ، واسم البرك: امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف.
وعاصم بن قيس بن ثابت بن النعمان بن أمية بن البرك.
وأبو ضياح بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة.
وأخوه: أبو حبة (4) بن ثابت.
وسالم بن عمير بن ثابت بن النعمان بن أمية بن البرك.
والحارث بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة.
__________
(1) هكذا نسبه محمد بن إسحاق وأبو معشر. وخالفهما الواقدي وابن عمارة الأنصاري، وقالا: غلط ابن إسحاق وأبو معشر ومن روى عنهما في نسب جبر بن عتيك، فنسباه إلى عمه الحارث، وقد شهد الحارث معه بدراً. ولم يذكر ابن إسحاق عمه فيمن شهدها؛ انظر ابن سعد 3 / 2: 38.
(2) بفتح أوله وثانيه، وهو رأي هشام الكلبي، أو بكسر أوله وإسكان ثانيه. وهو ما قال به ابن إسحاق وأبو معشر وموسى بن عقبة والواقدي.
(3) ضبطه الخشني بفتح الباء وسكون الراء، ثم قال: ويروى أيضاً بضم الباء وفتح الراء.
(4) في الأصل: " أبو حية " ، وسماه كل من إسحاق وأبي معشر: أبا حبة، كما ذكر ابن سعد. وفي السيرة المطبوعة " حنة " . وقال الواقدي: ليس فيمن شهد بدراً أحد يكنى أبا حبة، وأما ابن عمارة فقال: الذي شهد هو أبو حنة. انظر ابن سعد 3 / 2: 45؛ وقال أبو عمر: وصوابه أبو حبة، بالباء، وعلى هذا جمهور أهل الحديث.
(1/128)

وخوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك. رده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرب له بسهمه وأجره. سبعة رجال.
المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبي ابن كلفة.
ومن حلفائهم:
أبو عقيل بن عبد الله بم ثعلبة بن بيجان (1) بن عامر [بن الحارث] ابن مالك بن عامر بن أنيف بن جشم بن عبد الله بن تيم بن إراش بن عامر بن عبيلة (2) بن قسميل بن فران بن بلىّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. رجلان.
ومن بني أمرئ القيس بن مالك بن الأوس، ثم من بني غنم بن السلم ابن امرئ القيس بن مالك بن الأوس:
سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم.
ومنذر بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة، وقيل: مالك بن قدامة.
وعمه: الحارث بن عرفجة.
وتميم مولى سعد بن خيثمة. خمسة رجال.
فجميع من شهد بدراً من الأوس بنفسه، ومن ضرب له بسهمه وأجره،
__________
(1) في الأصل: تيحان، وصوابه من ابن سعد 3 / 2: 41.
(2) هكذا وردت هنا وفي بعض كتب الرجال، و " لعبيلة بن قسميل " ذكر في القاموس (عبل)، ولكنها في ابن هشام 2: 347 " عميلة " كذلك بعد قليل في نسب المجذر بن ذياد.
(1/129)

واحد وستون رجلاً (1) . وكان الأوس أقل عدداً من الخزرج، وتأخرت منهم مع ذلك قبائل عن الإسلام، ولكنهم كانوا أقوى وأنجد، وكانوا يسنكون العوالي على بعدٍ من المدينة، فلذلك قلّ عدد من حضر منهم المشاهد.
والبديون من الخزرج بن حارثة من الأنصار، ثم من بني الحارث (2) ، ثم من بني امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج بن حارثة.
خارجة بن زيد بن أبي زهير، وكانت ابنته تحت أبي بكر الصديق، فولدت له أم كلثوم.
وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس.
وعبد الله بن رواحة [بن ثعلبة] (3) بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك.
وخلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس. أربعة رجال.
ومن بني زيد بن مالك أخي امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة المذكور:
بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك.
وأخوه: سماك بن سعد. رجلان.
ومن بني عديّ بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج:
__________
(1) عددهم في رواية موسى بن عقبة ثلاثة وستون رجلاً، لأنه عد فيهم الحارث بن قيس بن هيشة والحارث بن عرفجة، وقد أغفلها ابن إسحاق.
(2) في الأصل: ثم ابن الحارث.
(3) زيادة من ابن هشام 2: 348 / وابن سعد 3 / 2: 79.
(1/130)

سبيع بن قيس بن عيشة (1) ، وقيل: عبسة، بن أمية بن مالك بن عامر ابن عدي.
وأخوه: عباد (2) بن قيس.
وعبد الله بن عبس. ثلاثة رجال.
ومن بني أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج: يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر، وهو الذي يقال له: ابن فسخم (3) . واحد.
ومن بني جشم وزيد ابني الحارث بن الخزرج؛ وهما التوأمان:
خبيب بن إساف بن عتبة (4) بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم.
وعبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد.
وأخوه: حريث بن زيد بن ثعلبة.
وسفيان بن بشر (5) بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد. أربعة رجال.
ومن بني جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج:
تميم بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة.
وعبد الله بن عمير.
__________
(1) في الأصل: سبيع بن قيس بن ثعلبة بن عيشة؛ وقد ورد أسقطنا ثعلبة من نسبه لأنه لم يرد في ابن هشام وابن سعد الاستيعاب وأسد الغابة.
(2) في ابن سعد 3 / 2: 84 " عبادة " ؛ وذكر أبو عمر الوجهين، وترجم له مرتين.
(3) قال ابن هشام 2: 349: فسحم أمه، وهي امرأة من القين بن جسر؛ قال ابن سعد: 3 / 2: 85: وإليها ينسب فيقال: يزيد فسحم.
(4) ضبطه الخشني 1: 173 بالعين المكسورة والتاء المفتوحة اتباعاً للدارقطني، وصوبه.
(5) قال محمد بن عمر: هو سفيان بن نسر، أما " بشر " فهو قول موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبي معشر؛ قال ابن سعد 3 / 2: 86: فلعل رواتهم لم يضبطوا عنهم هذا الاسم، وذكره الخشني وقال: صوابه بالنون.
(1/131)

وزيد بن المرن بن قيس (1) بن عدي بن أمية بن جدارة، وقيل: هو زيد ابن المزين (2) .
وعبد الله بن عرفطة (3) بن عدي بن أمية بن جدارة. أربعة رجال.
ومن بني الأيجر، وهم بنو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج:
عبد الله بن ربيع بن قيس بن عمرو بن عباد بن الأيجر، وهو خدرة واحد.
ومن بني عوف بن الخزرج، ثم من (4) بني عبيد بن مالك بن سالم بن غنم ابن عوف بن الخزرج، يسمى سالم الحبلى لعظم بطنه:
عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول، وسلول امرأة، وهي أم أبي بن مالك ابن الحارث بن عبيد.
وأوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد. رجلان.
ومن بني جزء (5) بن عدي بن مالك بن سالم، وبني ثعلبة بن مالك: زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزء.
وعقبة بن وهب بن كلدة، حليف لهم من بني عبد الله بن غطفان.
ورفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم.
وعامر بن سلمة بن عامر، حليف لهم من اليمن، ويقال: عمرو بن سلمة، وهو من بلىّ.
__________
(1) في الأصل: قعين.
(2) ضبطه الدارقطني - كما ذكر صاحب الإصابة - بضم الميم وزار آخره نون مصغر، وزعم بعضهم أنه بكسر الميم، وحكى عن آخرين أنه " المرين " بكسر الميم " وراء ساكنة مهملة بعدها.
(3) هو في ابن سعد 3 / 2: 89 حليف لبني الحارث بن الخزرج.
(4) في الأصل: " وهم " مكان " ثم من " .
(5) قال السبيل: إن أبا بحر قيده عن أبي الوليد: " جزء " بسكون الزاي، وأنه لم يجده عند غيره إلا بكسر الزاي، وفي الاستيعاب وابن سعد 3 / 2: 91 " جزى " غير مضبوط.
(1/132)

وأبو خميصة معبد بن عباد بن قشير بن المقدم بن سالم بن غنم (1) .
وعامر بن البكير، حليف لهم، ويقال: هو عامر بن العليس. ستة رجال.
ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، ثم من بني العجلان ابن زيد بن غنم بن سالم:
نوفل بن عبد الله بن مالك بن العجلان. رجل.
وقد صح أن عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان حضرها؛ فهم حالتئذ رجلان.
ومن بني أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف، وقد قيل: إنه غنم بن عوف أخو سالم بن عوف بن الخزرج:
عبادة بن الصامت.
وأخوه: أوس بن الصامت. رجلان.
ومن بني دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم:
النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد، والنعمان هو قوقل.
ومن بني قربوس (2) بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم، ويقال: قريوس بن غنم:
ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس. رجل واحد.
ومن بني مرضخة وعمرو، ابني غنم بن أمية بن لوذان:
__________
(1) في كنيته وضبط نسبه خلاف كثير، فهو: تبو خميصة أو أبو حميضة، أو أبو عصيمة، معبد ابن عباد (أو ابن قيس أو ابن عبادة) بن قشعر (أو قشعر أو قشير) بن المقدم (أو القدم أو الفدم) - انظر ابن هشام 2: 350، والاستيعاب، وابن كثير 3: 324، والإصابة، وراجع الجمهرة: 336.
(2) هكذا ورد في أكثر المصادر؛ وقال السبيل: وقع في أنساب البدريين: ابن قرويش، بكسر القاف والشين المنقوطة، وهو أصح.
(1/133)

مالك بن الدخشم بن مرضحة، ويقال: مالك بن الدخشم بن مالك ابن الدخشم بن مرضخة.
والربيع بن إياس بن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان.
وأخوه: ورقة (1) بن إياس.
وعمرو بن إياس، حليف لهم من اليمن، ويقال: إنه أخو الربيع وورقة.
ومن حلفائهم:
المجذر بن ذباد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن غصينة بن عمرو بن منشوء بن قسر (2) بن تيم بن إراش بن عامر ابن عبيلة (3) بن قسميل بن فران بن بلى بن عمرو بن قضاعة. واسم المجذر: عبد الله.
وعبادة (4) بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة.
ونحاب بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة، وقيل: نحاث.
وعبد الله بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم.
وقد قيل أيضاً: إن عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية (5) البهراني، حليفهم، شهد بدراً، وقد قيل: إن عتبة هذا من بهز، من بني (6) سليم.
__________
(1) كذلك ورد في ابن هشام 2: 351، وهو " وذقة " في ابن سعد 3 / 2: 98، و " ورقة " في الاستيعاب، ونقل في أسد الغابة عن أبي عمر أنه جعله بالذال المعجمة والفاء وكتب فوقها دال غير معجمة.
(2) هي كذلك في النسخة التي نقل عنها ناسخ نسختنا، غير أنه كتب في الصلب: قيس، وأثبت الأصل في الهامش.
(3) في الأصل: " عميلة " . راجع ص: 129، هامش رقم: 2.
(4) في الأصل: عباد، وغيرناه أخذاً برواية ابن إسحاق كما نص عليها ابن سعد، أما الواقدي وابن عمارة الأنصاري فكانا يقولان إنه عبدة بن الحسحاس (انظر: 3 / 2: 99).
(5) في الأصل: ربيعة، والتصويب عن ابن هشام 2: 352، وابن سعد 3 / 2: 100.
(6) في الأصل: بهز بن سليم، وأثبتنا الصواب اعتماداً على ابن هشام، وابن سعد.
(1/134)

ومن بني كعب بن الخزرج، ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج، ثم من بني ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة:
أبو دجانة: سماك بن خرشة، وقيل: سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة.
والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد ابن ثعلبة. رجلان.
ومن بني عمرو بن الخزرج بن ساعدة:
أبو أسيد: مالك بن ربيعة بن البدن (1) بن عامر بن عوف بن حازم ابن عمرو بن الخزرج بن ساعدة.
ومالك بن مسعود بن البدن (2) . رجلان.
ومن بني طريف بن الخزرج بن ساعدة (3) :
عبد ربه (4) بن حق بن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف.
ومن حلفائهم:
كعب بن حمار (5) بن ثعلبة الجهني.
__________
(1) في الأصل: البدي؛ وفي ابن سعد 3 / 2: 102 " اليدي " ، وفي الاستيعاب والإصابة " البدن " . وقال أبو عمر: صح عن ابن إسحاق: البدن، بالباء والنون، وكذلك روى عن موسى بن عقبة بالنون، وراوه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بالياء، فصحف.
(2) في الأصل: " البدي " . انظر التعليقة السابقة.
(3) وقعت كلمة " رجلان " في الأصل بعد كلمة " ساعدة " ولا معنى لها.
(4) في ابن سعد 3 / 2: 103 " عبد رب " . وذكر ابن سعد أن ابن إسحاق وحده كان يسميه: عبد الله.
(5) ويقال فيه أيضاً: ابن جماز؛ انظر ابن هشام 2: 353، وابن سعد 3 / 2: 104؛ وقد عده الواقدي وابن عمارة من غسان، ونسبه ابن إسحاق وأبو معشر إلى جهينة.
(1/135)

وضمرة، وزياد، وبسبس، بنو عمرو.
وعبد الله بن عامر، من (1) بلى.
ومن بني جشم بن الخزرج، ثم من بني سلمة بن سعد بن عليّ بن أسد ابن ساردة بن تزيد بن جشم:
خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة (2) .
والحباب بن المنذر بن الجموح.
وعمير بن الحمام بن الجموح.
وتميم مولى خراش بن الصمة.
وعبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام.
ومعاذ بن عمرو بن الجموح.
ومعوذ بن عمرو.
وخلاد بن عمرو بن الجموح.
وعقبة بن عامر (3) بن نابي بن زيد بن حرام.
وثابت بن الجذع، واسم الجذع: ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام.
وعمير بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة.
__________
(1) في الأصل: " بن " .
(2) ذكر بعد خراش أباه الصمة في البدريين، وهذا غير معقول إطلاقاً، ولعله أراد أن يعرف بأبيه وسقط ما قاله فيه؛ ولأبي خراش أخ يقال له: معاذ بن الصمة، وقد عده بعضهم من البدريين، غير أن الواقدي قال: ليس بثبت ولا مجمع عليه؛ انظر ابن سعد 3/ 2: 107.
(3) وحبيب بن أسود، مولى لهم.في الأصل: عمرو، وتصحيحه من ابن هشام 2: 354، وابن سعد 3 / 2: 110، والاستيعاب، والإصابة.
(1/136)

وبشر بن البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.
والطفيل بن مالك بن خنساء.
والطفيل بن النعمان بن خنساء.
وسنان بن صيفي بن صخر بن خنساء.
وعبد الله بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء.
وعتبة بن عبد الله بن صخر بن خنساء.
وجبار بن أمية بن صخر بن خنساء.
وخارجة (1) بن حمير.
وأخوه: عبد الله بن حمير، حليفان لهم من أشجع، من بني دهمان.
وقد قيل: إن جبار بن صخر هو ابن أمية بن خناس.
ويزيد بن المنذر بن سرح بن خناس.
ومعقل بن المنذر بن سرح بن خناس.
وعبد الله بن النعمان بن بلدمة.
والضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن كعب.
وسواد بن رزن بن زيد بن ثعلبة، وقيل: سواد بن زريق (2) ابن زيد بن ثعلبة.
ومعبد بن قيس بن صخر بن حرام.
__________
(1) في ابن سعد 3 / 2: 116: حمزة، وهو " خارجة " عند ابن إسحاق، " وحارثة " في قول موسى بن عقبة. وقال الخشني 1: 173: ويقال فيه ابن حمير بتخفيف الياء، وخمير بالخاء المعجمة.
(2) سماه الواقدي: سواد بن رزن، وقال ابن ساحاق وأبو معشر: هو سواد بن زريق، ورجح ابن سعد أن يكون زريق تصحيفاً ممن رووا عنهما. انظر ابن سعد 3 / 2: 116.
(1/137)

وعبد الله بن قيس بن صخر بن حرام (1) .
وعبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان.
وجابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان، وليس هذا جابر بن عبد الله ابن عمرو بن حرام الذي طال عمره وكثرت عنه الرواية، ذلك لم يشهد بدراً ولا أحداً، وأول مشاهده غزوة حمراء الأسد، ثم ما بعدها متصلاً إلى الخندق.
وخليدة بن قيس بن النعمان.
والنعمان بن يسار (2) ، مولى لهم.
وأبو المنذر: يزيد بن عامر بن حديدة.
وقطبة بن عامر بن حديدة.
وسليم عمرو بن حديدة.
وعنترة مولاه، وقيل: إن عنترة هذا من بني سليم بني بن منصور، ثم من بني ذكوان.
وعبس بن عامر بن عدي.
وأبو اليسر: كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم.
وسهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد.
وعمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم. خمسة وثلاثون رجلاً.
ومن بني أدى بن سعد، أخي سلمة بن سعد:
__________
(1) لم يذكره موسى بن عقبة في البدريين.
(2) في ابن سعد 3 / 2: 117: النعمان بن سنان، وهي رواية موسى بن عقبة، واختارها ابن عبد البر.
(1/138)

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عدي بن أدى. وقد قيل في نسبه: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس ابن عباد بن عدي (1) بن كعب [بن عمرو] (2) بن أدى بن سعد، أخي سلمة بن سعد. رجل واحد.
ومن بني زريق بن [عبد] حارثة بن غضب بن جشم بن الخزرج:
قيس بن محصن بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق بن عبد حارثة.
وأبو خالد: الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد.
وجبير بن إياس [بن] خالد بن مخلد.
وأبو عبادة: سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد.
وأخوه: عقبة بن عثمان.
وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد.
وعبادة (3) بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق بن عبد حارثة.
وأسعد بن يزيد (4) بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة.
والفاكه بن بشر (5) بن الفاكه بن زيد بن خلدة.
__________
(1) في الأصل: ابن عدي بن عامر بن كعب؛ ولم يذكر " عامر " في نسبه في كتب الرجال والنسب، فأسقطناه.
(2) زيادة من ابن هشام، وابن سعد، والجمهرة.
(3) هو عباد بن قيس في ابن هشام 2: 357، وابن سعد 3 / 2: 128، والاستيعاب، والإصابة.
(4) انفرد ابن إسحاق بتسميته سعد بن يزيد، انظر ابن سعد 3 / 2: 128.
(5) انفرد الواقدي بتسميته: الفاكه بن نسر، وأنكر ذلك ابن عمارة الأنصاري وقال: ليس في الأنصار نسر إلا سفيان بن نسر في بني الحارث بن الخزرج (ابن سعد 3 / 2: 129) وقال ابن هشام: هو بسر بن الفاكه.
(1/139)

ومعاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريقز
وأخوه: عائذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريقز
وعمهما: مسعود [بن سعد (1) ] بن قيس.
ورفاعة بن رافع (2) بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن عبد حارثة.
وأخوه: خلاد ن رافع.
وعبيد بن زيد بن عامر بن العجلان.
وزياد بن لبيد بن ثعلبة (3) بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية ابن بياضة.
وخالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة.
ورجيلة (4) بن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة (5) بن عامر بن بياضة.
وعطية بن نويرة بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة.
وخليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة.
ورافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن حارثة، أخي زريق بن حارثة.
ومن بني عمرو بن الخزرج بن النجار، وهو: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو ابن الخزرج:
__________
(1) زيادة من ابن هشام 2: 358، وابن سعد 3 / 2: 130.
(2) في الأصل: مالك، وصوبناه من ابن هشام 2: 358، وابن سعد، والجمهرة: 338.
(3) ليس في نسبه الوارد في الجمهرة: 337 ذكر لثعلبة.
(4) في ابن هشام: " رجيلة " أيضاً قال: ويقال " رخيلة " بالخاء، وبها قيده الدارقطني من قول ابن إسحاق نفسه، وذكر السهيل أنه رخيلة (بالخاء) في رواية موسى بن عقبة، وقيده أبو عمر بالحاء المهملة من رواية ابن هشام (انظر السيرة 2: 358، والسهيل 2: 100، والخشني 1: 174).
(5) زاد المؤلف في الجمهرة: 337 في نسبه لفظة " خالد " بين ثعلبة وعامر.
(1/140)

أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار.
وثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن عسيرة (1) بن عبد بن عوف ابن غنم بن مالك بن النجار.
وعمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار.
وسراقة بن كعب بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف ابن غنم بن مالك بن النجار.
وسهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار.
وعدي بن أبي الزغباء، حليف لهم من جيهنة.
ومسعود بن أوس بن زيد [بن أصرم بن زيد] (2) بن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن النجار.
وأبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم (3) بن زيد بن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن النجار.
ورافع بن الحارث بن سواد بن زيد.
ومن بني سواد بن مالك بن غنم:
__________
(1) هكذا ورد اسمه في ابن هشام 2: 359، وابن سعد 3 / 2: 50، قال ابن هشام: ويقال عشيرة. ولم يذكر عسيرة هذا في نسب ثابت بن خالد في الجمهرة: 328.
(2) زيادة من الجمهرة: 329، وابن سعد 3 / 2: 53.
(3) في الأصل: أصيرم. والتصويب من الجمهرة، وابن هشام.
(1/141)

عوف، ومعوذ، ومعاذ، بنو الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وهم بنو عفراء.
والنعمان (1) بن عمرو بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار.
وعبد الله بن قيس بن خالد بن خلدة بن الحارث بن سواد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
وعصمة (2) ، حليف لهم من أشجع.
ووديعة بن عمرو، حليف لهم من جهينة.
وثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن النجار.
وقد قيل: إن أبا الحمراء مولى الحارث بن رفاعة (3) شهد بدراً.
وثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، واسم مبذول: عامر بن مالك بن النجار.
وسهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك.
والحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك، كسر به بالروحاء (4) ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه. عشرون رجلاً.
ومن بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وهم بنو حديلة (5) :
__________
(1) ويقال: لعيمان (ابن هشام 2: 360) وكذلك ورد في الجمهرة: 329 وهو الملقب بالضاحك.
(2) اسمه: عصيمة في ابن هشام 2: 360، وابن سعد 3 / 2: 58، وجوز ابن حجر أن يقال في عصمة.
(3) في الأصل: عفراء، وهو سهو، لأن عفراء زوجة الحارث لا أمه.
(4) هكذا في الأصل: " كسر به " ، وهي كذلك في ابن هشام 2: 360، وتاريخ الخميس: 401؛ وهو مما لم يقيده أصحاب اللغة، ونخشى أن يكون خطأ. وفي سائر كتب السير " كسر " بدون " به " أي أصابه كسر.
(5) في الأصل: جديلة؛ والتصحيح عن ابن هشام، وابن سعد، والجمهرة.
(1/142)

أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار.
وأنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو ابن مالك بن النجار. رجلان.
ومن بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهم بنو مغالة، وهي كنانية:
أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.
وأبو شيخ بن [أبي بن] (1) ثابت بن المنذر بن حرام، وقال بعضهم: هو أبو شيخ: أبي بن ثابت، أخو حسان بن ثابت وأوس بن ثابت.
وأبو طلحة: زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن [عمرو بن] مالك (2) بن النجار. ربعة رجال.
ومن بني عدي بن النجار:
حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وعمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وهو أبو حكيم.
وسليط بن قيس بن عمرو بن عتيك بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار.
__________
(1) زيادة من الاستيعاب والإصابة، موافقة لما كان يقوله ابن إسحاق في نسبه، أما الواقدي اكلبي فقد قالا: إنه أبي بن ثابت وكنيته أبو شيخ، فعلى رأي ابن إسحاق يكون ابن أخي الشاعر حسان بن ثابت، وعلى الرأي الثاني يكون أخاه.
(2) زاد بعد مالك في نسبه: ابن عدي بن مالك بن غنم بن عدي، فحذفناه لأنه مخالف لما في الجمهرة: 327، وابن سعد 3 / 2: 64، وابن هشام، والاستيعاب، وغيرها.
(1/143)

وأبو السليط: أسيرة بن عمرو، وهو أبو خارجة، بن قيس بن مالك بن عدي ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وثابت بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر.
وعامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر [بن غنم] (1) بن عدي بن النجار.
ومحرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وسواد بن غزية بن أهيب، حليف لهم من بلى.
وأبو زيد: قيس بن سكن بن قيس بن زعورا بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وأبو الأعور بن الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام.
وسليم بن ملحان.
وحرام بن ملحان، وهو مالك بن خالد بن زيد بن حرام. عشرة رجال.
ومن بني مازن بن النجار:
قيس بن أبي صعصعة، واسم أبي صعصعة: عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وعبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف (2) بن مبذول.
وعصمة (3) ، حليف لهم من بني أسد بن خزيمة.
وأبو داود: عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول.
__________
(1) زيادة من الجمهرة: 331.
(2) في الأصل: زيد؛ ولا وجود له في نسبه كما ذكر في كتب الرجال والنسب.
(3) انظر التعليق رقم 1 ص 142 من هذا الكتاب.
(1/144)

وسارقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول.
وقيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار. ستة رجال.
ومن بني دينار بن النجار:
النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار ابن النجار.
والضحاك بن عبد عمرو، أخوه.
وسليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب [بن عبد الأشهل] (1) بنم حارثة ابن دينار بن النجار.
وجابر بن خالد [بن مسعود] (2) بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار ابن النجار.
وسعد بن سهيل بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار.
ومن بني قيس بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار:
كعب بن زيد بن قيس.
وبجير بن أبي بجير، حليف لهم من بني جذيمة بن رواحة من بني عبس.
فجميع من شهد بدراً من الخزرج مائة رجلٍ وسبعون رجلاً.
وجميع أهل بدر ثلاثمائة رجل وتسعة عشر رجلاً. منهم من غاب عنها وضرب له بسهمه وأجره، ثمانية رجال، والباقون شهدوها بأنفسهم، وهم ثلاثمائة وأحد عشر رجلاً؛ رضوان الله عليهم أجمعين.
__________
(1) زيادة نمن الجمهرة: 330، وابن سعد 3 / 2: 76، والاستيعاب.
(2) زيادة من ابن سعد 3 / 2: 76، والاستيعاب، والإصابة.
(1/145)

وقد ذكر فيمن شهد بدراً:
عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج.
وابن أخيه: عصمة بن الحصين بن وبرة.
[وهلال بن] (1) المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب ابن جشم بن الخزرج.
ذكر شهداء بدر رضوان الله عليهم أجمعين (2)
عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف.
وعمير بن أبي وقاص، أخو سعد بن أبي وقاص، قتل يومئذ وله ستة عشر عاماً.
وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي، حليف بني زهرة.
وعاقل بن البكير الليثي، حليف بني عدي بن كعب.
ومهجع، مولى عمر بن الخطاب.
وصفوان بن بيضاء، من بني الحارث بن فهر فهؤلاء ستة من المهاجرين.
ومن الأنصار، ثم من الأوس:
سعد بن خثيمة بن عمرة بن عوف.
ومبشر بن عبد المنذر بن زنبر فهم أيضاً رجلان.
__________
(1) زيادة من ابن هشام، وابن سعد، والاستيعاب؛ وفي نسبه خلاف.
(2) انظر الواقدي: 141، وابن هشام 2: 364، وتلقيح الفهوم: 224، وابن سيد الناس 1: 482، وابن كثير 3: 327، وتاريخ الخميس: 402.
(1/146)

ومن بني الحارث بن الخزرج:
يزيد بن الحارث، وهو ابن فسحم بن الحارث بن الخزرج.
ومن بني سلمة:
عمير بن الحمام.
ومن بني حبيب بن عبد حارثة:
رافع بني النجار:
حارثة بن سراقة.
وعوف، ومعوذ، ابنا عفراء. فهم ستة من الخرزج. فالجميع أربعة عشر رجلاً.
ذكر من قتل من المشركين يوم بدر (1)
وقتل من كفار قريش ومن تبعهم سبعون رجلاً، فمن مشاهيرهم: حنظلة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، وكان من قتلته: زيد ابن حارثة.
وعبيدة: بن سعيد بن العاصي، قتله الزبير.
وأخوه: العاصي بن سعيد، قتلة عليّ رضي الله عنه.
وعقبة بن أبي معيط، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح صبراً، وقيل: قتله عليّ رضي الله عنه.
__________
(1) انظر: الواقدي: 143، وابن هشام 2: 365، وابن سيد الناس: 285، وتاريخ الخميس 1: 403.
(1/147)

وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
وشيبة بن ربيعة.
والوليد بن عتبة.
والحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف.
وابن عمه: طعيمة بن عدي، قتل صبراً.
وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
وابنه: الحارث بن زمعة.
وأخوه: عقيل بن الأسود.
وابن عمه: أبو البحتري العاصي بن هشام بن الحارث بن أسد.
ونوفل بن خويلد بن أسد، قيل: قتله ابن أخيه الزبير، وقيل: عليّ.
والنضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار، ضربت عنقه صبراً بالصفراء.
وعمير بن عثمان، عم طلحة بن عبيد الله.
وأبو جهل بن هشام، اشترك في قتله: معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوذ ابن عفراء؛ ووجده عبد الله بن مسعود وبه رمق، فخز رأسه.
وأخوه: العاصي بنم هشام.
وابن عمهما: مسعود بن أبي أمية بن المغيرة، وأخو أم سلمة أم المؤمنين.
وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة، أخو خالد بن الوليد.
وابن عمه: أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة.
والسائب بن أبي السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمر (1) بن مخزوم،
__________
(1) في الأصل: عمرو.
(1/148)

وقد اختلف فيه، فقيل: إنه لم يقتل يومئذ بل أسلم بعد ذلك.
ومنبه بن الحجاج.
وابنه: العاصي بن منبه بن الحجاج.
وأخوه: نبيه.
وأمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح.
وابنه: عليّ بن أمية.
وأسر مالك بن عبيد الله بن عثمان، أخو طلحة بن عبيد الله، فمات أسيراً.
وحذيفة وهشام ابنا أبي حذيفة بن المغيرة.
وذكر أنه قتل وأسر من بني مخزوم وحلفائهم من المشركين يوم بدر أربعة وعشرون رجلاً.
ومن بني عبد شمس وحلفائهم اثنا عشر رجلاً.
ومن مشاهيرهم ممن أسر يوم بدر، من بني هاشم:
العباس بن عبد المطلب.
وعقيل بن أبي طالب، أخو عليّ.
ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
ومن بني المطلب بن عبد مناف:
السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
والنعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب.
ومن بني عبد شمس:
عمرو بن أبي سفيان بن حرب.
(1/149)

والحارث بن أبي وجزة (1) بن أبي عمرو بن أمية.
وأبو العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوج ابنته زينب.
وخالد بن أسيد بن أبي العيص.
وأربعة حلفاء لهم.
[ومن بني نوفل بن عبد مناف (2) :
عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.
وعثمان بن عبد شمس بن جابر، ابن عم عتبة بن غزوان، لحا.
[ومن بني عبد الدار]:
أبو عزيز بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، أخو مصعب بن عمير.
[ومن بني أسد بن عبد العزى]:
السائب بن أبي حبيس بن المطلب بن أسد.
والحارث بن عائذ بن عثمان بن أسد.
[ومن بني مخزوم]:
خالد بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وصيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وابن أخيه: عبد الله بن أبي المنذر بن أبي رفاعة.
__________
(1) في الأصل: وجرة، وقال ابن إسحاق: وجزة، وقال ابن هشام: وحرة بالحاء المهملة مفتوحة والراء (الخشني 1: 175).
(2) ما بين معكفين زيادات لا بد منها، لأنهم ليسوا جميعاً من بني عبد شمس، وإنما هم من قبائل مختلة. يوضحها ما بين معكفين.
(1/150)

والمطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.
وخالد بن الأعلم الخزاعي، ويقال (1) : عقيلي، حليف لهم، وهو القائل: (2)
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما وهو أول من فر يوم بدر، فأدرك وأسر.
وأمية بن أبي حذيفة بن المغيرة.
والوليد بن الوليد، أخو خالد بن الوليد.
وعثمان بن عبد الله بن المغيرة.
وأبو عطاء: عبد الله بن أبي السائب بن عابد (3) بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
[ومن بني سهم]:
أبو وداعة بن صبيرة بن سعيد [بن سعد] بن سهم، وهو أول أسير فدى.
[ومن بني جمح]:
عبد الله بن أبي بن خلف.
وأخوه: عمرو بن أبي.
وأبو عزة: عمرو بن عبد الله بن عمير (4) بن أهيب بن حذافة بن جمح.
__________
(1) في الأصل: ويقال له.
(2) كذلك وردت نسبة هذا البيت في ابن هشام 3: 5، والوقدي: 173، وابن سيد الناس 1: 286. والبيت في حماسة أبي تمام (شرح التبريزي 1: 102) للحصين بن الحمام المري. ولعل خالداً هذا تمثل به.
(3) في الأصل: عائذ. وانظر التعليق رقم 5 ص: 31 من هذا الكتاب.
(4) في الأصل: عثمان؛ وتصحيحه من نسب قريش: 386، والجمهرة: 153.
(1/151)

[ومن بني عامر]:
سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود.
[ومن بني أسد بن عبد العزى]: (1)
عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى ابن قصي.
غزوة بني سليم (2)
ولم يتم للنبي صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من بدر إلا سبعة أيام (3) ، ثم خرج بنفسه يريد بني سليم، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، وقيل: ابن أم مكتوم. فبلغ ماء يقال له: الكدر، فأقام عليه ثلاثة أيام، ثم انصرف ولم يلق حرباً.
غزوة السويق (4)
ثم إن أبا سفيان، لما انصرف فل بدر، آلى أن يغزو رسول الله صلى
__________
(1) مر ذكر بني أسد بن عبد العزى، وعبد الله بن حميد استدركه ابن هشام على ابن إسحق. (ابن هشام 3: 7).
(2) انظر: ابن هشام 3: 46، وابن سعد 2 / 1: 21، وزاد المعاد 2: 229، وابن سيد الناس 1: 294، وابن كثير 3: 344، والإمتاع: 107، وتاريخ الخميس 1: 407.
(3) راجع الإمتاع: 107 حيث ينقل هذه العبارة عن ابن حزم.
(4) انظر: الواقدي: 182، وابن هشام 3: 47، وابن سعد 2 / 1: 20، والطبري 2: 299، وأنساب الأشراف 1: 147، وابن سيد الناس 1: 344، وابن كثير 3: 344، والإمتاع: 106، وتاريخ الخميس 1: 410.
(1/152)

الله عليه وسلم، فخرج في مائتي راكب، حتى أتى العريض في طرف المدينة، فحرق أصوار (1) من النخل، وقتل رجلاً من الأنصار وحليفاً له، وجدها في حرثٍ لهما، ثم كر راجعاً. فنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، واستعمل على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر. وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرقرة الكدر، وفاته أبو سفيان والمشركون، وقد طرح الكفار سويقاً كثيراً من أزوادهم، يتخففون بذلك، فأخذها المسلمون، فسميت غزوة السويق؛ وكان ذلك في السنة الثانية من ذي الحجة بعد بدرٍ بشهرين وكسر.
غزوة ذي أمر (2)
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية ذي الحجة، ثم غزا نجداً يريد غطفان، واستعمل على المدينة عثمان بن عفان، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنجد صفراً كله، صم انصرف ولم يلق حرباً.
غزوة بحران (3)
فأقام عليه السلام بالمدينة ربيعاً الأول، ثم غزا قريشاً، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، فبلغ بجران، معدناً بالحجاز، ولم يلق حرباً،
__________
(1) أصوار جمع صور، وهو قياس وإن لم تذكره المعاجم؛ والصور جمع لا واحد له من لفظه، وهو: النخل الصغار أو جماع النخل.
(2) انظر: الواقدي: 192، وابن هشام 3: 49، وابن سعد 2 / 1: 23، وابن سيد الناس 1: 303، وابن كثير 4: 2، والإمتاع: 110، وتاريخ الخميس 1: 414.
(3) انظر خبر بحران في: الواقدي: 195، وابن هشام 3: 50، وابن سعد 2 / 1: 24، وابن سيد الناس 1: 304، وابن كثير 4: 3، والإمتاع: 111، وتاريخ الخميس 1: 416.
(1/153)

فأقام هنالك ربيع الآخر وجمادى الأول من السنة الثالثة، ثم انصرف إلى المدينة.
غزوة بني قينقاع (1)
ونقض بنو قينقاع، من اليهود، عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نزلوا على حكمه، فشفع فيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وألح في الرغبة، حتى حقن له رسول الله صلى الله عليه وسلم دماءهم. واستعمل على المدينة في حصاره لهم أبا لبابة بشير بن عبد المنذر، وحاصرهم خمس عشرة (2) ليلة. وهم قوم عبد الله بن سلام مخفف وكانوا في طرف المدينة، وكانوا سبعمائة مقاتل، فيهم ثلاثمائة مدرع، مدرعون بدروع الحديد، ولم يكن لهم زرع ولا نخل، وإنما كانوا تجاراً وصاغة، يعملون بأموالهم.
البعث إلى كعب بن الأشرف (3)
وكان كعب بن الأشرف من طيء، أمه من بني النضير، وكان عدواً لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فحض رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) انظر: الواقدي: 184، وابن هشام 3: 54، وابن سعد 2 / 1: 21، والطبري 3: 2، وابن سيد الناس 1: 298، وابن كثير 4: 5، والإمتاع: 107، وتاريخ الخميس 1: 412؛ وانظر في المحبر: 282 أسماء من اشتركوا في قتله.
(2) في الأصل: خمسة عشر.
(3) انظر: الواقدي: 184، وابن هشام 3: 54، وابن سعد 2 / 1: 21، والطبري 3: 2، وابن سيد الناس 1: 298، وابن كثير 4: 5، والإمتاع: 107، وتاريخ الخميس 1: 412؛ وانظر في المحبر: 282 أسماء من اشتركوا في قتله.
(1/154)

على قتله، فانتدب لذلك محمد بن مسلمة، وسلكان بن سلامة بن وقش أبو نائلة، أحد بني عبد الأشهل، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وقش، والحارث بن أوس بن معاذ، وهما من بني عبد الأشهل، وأبو عبس بن جبر، أخو بني حارثة. فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا غير ما يعتقدون، على سبيل جواز ذلك في الحرب. فقدموا إليه سلكان بن سلامة، فقصد له، وأظهر له موافقته على الانحراف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكا إليه ضيق حالهم، وكلمه في أن يبيعه وأصحابه، فخرجوا، وشيعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد في ليلة مقمرة. فأتوا كعباً، فخرج إليهم من حصنه، فتماشوا، فوضعوا عليه سيوفهم، ووضع محمد بن مسلمة مغولاً كان معه في ثنته فقتله (1) ، وصاح الفاسق صيحة شديدة، انذعر بها أهل الحصون حواليه، فأوقدوا النيران؛ وجرح الحارث بن أوس في رجله ببعض سيوف أصحابه أو في رأسه، فنزفه الدم، فتأخر ونجا أصحابه، فسلكوا على بني أمية بن زيد إلى بني قريظة، إلى بعاث، إلى حرة العريض، فانتظروا صاحبهم هنالك، فوافاهم، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الليل وهو يصلي، فأخبروه، وتفل على جرح الحارث بن أوس فبرأ، وأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على
__________
(1) المغول، بالكسر: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه، وقيل: هو حديدة دقيقه لها حد ماض وقفا، وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشده الفاتل على وسطه ليغتال الناس. والثنة من الإنسان: ما دون السرة فوق العانة أسفل البطن.
(1/155)

قتل اليهود. وحينئذ أسلم حويصة بن مسعود، وقد كان أسلم قبله محيصة ابن مسعود، وهما من بني حارثة.
غزوة أحد (1)
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد قدومه من بحران، جمادى الآخرة، ورجباً، وشعبان، ورمضان، فغزته كفار قريش في شوال سنة ثلاثة، وقد استمدوا بحلفائهم والأحابيش (2) من بني كنانة وغيرهم، وخرجوا بنسائهم لئلا يفروا، فأتوا فنزلوا بموضع يقال له: عينين، وهو بقرب أحد على جبل ببطن السبخة من قناة، على شفير الوادي، مقابلة المدينة.
فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا، أن في سيفه ثلمة، وأن بقراً تذبح، وأنه أدخل يده في درع حصينة؛ فتأولها: أن نفراً من أصحابه يقتلون، وأن رجلاً من أهل بيته يصاب، وأول الدرع المدينة.
فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يخرجوا إليهم، وأن يتحصنوا بالمدينة، فإن قدموا منها قاتلهم على أفواه الأزقة، ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الرأي عبد الله بن أبي ابن سلول، وألح قوم من
__________
(1) انظر: الواقدي: 197، وابن هشام 3: 64، وابن سعد 2 / 1: 25، والطبري 3: 9، وأنساب الأشراف 1: 148، وابن سيد الناس 2: 2، وابن كثير 4: 9، وزاد المعاد 2: 231، والإمتاع: 114، والمواهب 1: 119، وتاريخ الخميس 1: 419، وصحيح البخاري 5: 93.
(2) الأحابيش: أحياؤ من القارة انضموا إلى بني ليث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الإسلام. وقيل: بل إن بني المصطلق وبني الهون بن خزيمة اجتمعوا عند جبل حبشي بأسفل مكة، وحالفوا عنده قريشاً، وتحالفوا بالله: إذا ليد على غيرنا ما سحبا ليل وضح نهار، وما أرسى حبشي مكانه، فسموا: أحابيش قريش، باسم الجبل.
(1/156)

فضلاء المسلمين، ممن أكرمه الله تعالى بالشهادة في ذلك اليوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخزرج إلى قتالهم، حتى دخل النبي صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته وخرج، وذلك يوم الجمعة، فصلى على رجل من بني النجار مات، يقال له: مالك بن عمرو، وقيل: بل اسمه محرز ابن عامر؛ فندم الذين ألحوا عليه، وقالوا: يا رسول الله إن شئت فاقعد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم للصلاة بمن بقى بالمدينة من المسلمين. فلما صار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشؤط بين المدينة وأحد، انصرف عبد الله ابن أبي ابن سلول بثلث الناس مغاضباً إذ خولف رأيه، فاتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر، يذكرهم الله عز وجل والرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبوا عليه، ورجع عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر له قوم من الأنصار أن يستعينوا بحلفائهم من يهود فأبى [من] (1) ذلك، ومن أن يستعين بمشرك.
فسلك [عليه السلام مع المسلمين] (2) حرة بني حارثة، وقال: من يخرج بنا (3) على القوم من كثب فقال أبو خيثمة، أحد بني حارثة: أنا يا رسول الله. فسلك به بين أموال بني حارثة، حتى سلك في مال
__________
(1) في الأصل: فأبى ذلك من أن يستعين. وتصحيحه من الإمتاع: 120.
(2) وقعت هذه الجملة في الأصل بعد قوله " ورجع عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " . ولا معنى لها هنالك، فيرددناها إلى موضعها الصحيح.
(3) في الأصل: من بنا يخرج.
(1/157)

لمربع بن قيظي، وكان منافقاً ضرير البصر، فقام الفاسق يحثو التراب في وجوه المسلمين، ويقول: إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي، وزاد في القول، فابتدره القوم ليقتلوه، فقال: لا تقتلوه، فهذا الأعمى أعمى القلب أعمى البصر. وضربه سعد بن زيد أخو بني عبد الأشهل بقوسه، فشجه في رأسه.
ونفذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل (1) الشعب من أحد، في عدوة الوادي إلى الجبل (2) ، فجعل ظهره إلى أحد، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم؛ وقد سرحت قريش الظهر والكراع في زروع بالصمغة من قناة للمسلمين (3) ؛ وتعبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال، وهو في سبعمائة؛ وقيل: إن المشركين كانوا في ثلاثة آلاف، فيهم مائتا فرس، وقيل: كان في المشركين يومئذ خمسون فارساً. وكان رماة المسلمين خمسين رجلاً، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة عبد الله بن جبير، أخا بني عمرو بن عوف من (4) الأوس، وهو أخو خوات بن جبير، وعبد الله يومئذ [معلم] (5) بثياب بيض. فرتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلف الجيوش، فأمره أن ينصح المشركين بالنبل، لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم. وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين (6) ، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، أخي بني عبد الدار.
__________
(1) في الأصل: ترك.
(2) في هامش النسخة: هو جبل في أحد يسمى جبل الرمي.
(3) الظهر: الإبل. والكراع: الخيل.
(4) في الأصل: بن الأوس.
(5) زيادة من ابن هشام 3: 70.
(6) ظاهر بن درعين: ليس إحداهما فوق الأخرى.
(1/158)

وأجاز عليه السلام يومئذ سمرة بن جندب الفزاري، ورافع بن خديج من بني حارثة، ولهما خمسة عشر عاما؛ كان رافع رامياً. ورد أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعمرو ابن حزم، وهما من بني مالك بن النجار، والبراء بن عازب، وأسيد بن ظهير، وهما من بني حارثة، وعرابة بن أوس، وزيد بن أرقم، وأبا سعيد الخدري؛ ثم أجازهم عام الخندق، بعد ذلك بسنة. وكان لعبد الله ابن عمر يوم أحد أربعة عشر عاماً، وكان سائر من رد معه في هذه (1) السن أيضاً.
فجعلت قريش على ميمنتهم في الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتهم في الخيل عكرمة بن أبي جهل.
ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه بحقه (2) إلى أبي دجانة سماك بن خرشة أخي بني ساعدة، وكان شجاعاً بطلاً يختال عند الحرب.
وكان أبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان أحد بني ضبيعة، وهو والد حنظلة غسيل الملائكة، وكان أبوه كما ذكرنا في الجاهلية قد ترهب وتنسك، فلما جاء الإسلام غلب عليه الشقاء، ففر مباعداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في جماعة من فتيان الأوس، فلحق بمكة، وشهد يوم أحد مع المشركين، وكان سيداً في الأوس، فوعد قريشاً بانحراف قومه إليه، وكان هو أول من لقي المسلمين يوم أحد في عبدان أهل مكة والأحابيش؛ فلما نادى قومه وعرفهم بنفسه، قالوا: لا أنعم الله بك
__________
(1) في الأصل: هذا.
(2) كان حقه أن يضرب به العدو حتى ينحني. انظر ابن هشام 3: 71.
(1/159)

عيناً يا فاسق. قال: لقد أصاب قومي بعدي شر. ثم قاتل المسلمين قتالاً شديداً.
وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أمت أمت. وأبلي يومئذ أبو دجانة، وطلحة، وحمزة، وعلي، وأبلى أنس بن النضر (1) بلاء شديداً عجز عن مثله كثير ممن سواه؛ وكذلك جماعة من الأنصار، أصيبوا يومئذ مقبلين غير مدبرين. وقاتل الناس، فاستمرت الهزيمة على قريش، فلما رأى ذلك الرماة قالوا: قد هزم الله أعداء الله. قالوا. فما لقعودنا هاهنا معنى، فذكر لهم أميرهم عبد الله بن جبير أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بأن لا يزولوا، فقالوا: قد انهزموا؛ ولم يلتفتوا إلى قوله، فقاموا، ثم كر المشركون، فأكرم الله تعالى من أكرم من أكرم من المسلمين بالشهادة، ووصلوا (2) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قتل رضوان الله عليه؛ وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه المكرم، وكسرت رباعيته اليمنى والسفلى بحجر (3) ، وهشمت البيضة في رأسه المقدس (4) ، فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية لعلي بن أبي طالب بعد مقتل مصعب، وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار. وكان الذي نال مما ذكرنا من نحو النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن قميثة الليثي، وعتبة بن أبي وقاص.
__________
(1) في الأصل: النضر بن أنس.
(2) في الأصل: ووصل.
(3) الرباعية: إحدى الأسنان الأربعة التي تلي الثنايا، بين الثنية والناب.
(4) البيضة: الحوذة.
(1/160)

وشد حمظلة الغسيل بن أبي عامر علي أبي سفيان، فلما تمكن منه، حمل شداد بن الأسود الليثي، وهو ابن شعوب، على حنظلة فقتله؛ وكان حنظلة قتل جنباً كما قام من امرأته، فغسلته الملائكة، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان قد قتل أصحاب اللواء من المشركين حتى سقط، فرفعته عمرة بنت علقمة الحارثية للمشكرين، فاجتمعوا إليه.
وقد قيل: إن عبد الله بن شهاب الزهري، عم الفقيه محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري، هو الذي شج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جبهته، وألبت (1) الحجارة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى سقط في حفرة، قد كان حفرها أبو عامر الأوسي مكيدة للمسلين. فخر النبي صلى الله عليه وسلم. ومص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ونشب حلقتان من حلق المغفر في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح بثنينيه (2) ، وعض عليهما حتى ندرت ثنيتا أبي عبيدة، وكان الهتم يزينه.
ولحق المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكر دونه نفر من المسلمين رضوان الله عليهم، كانوا سبعة، وقيل أكثر، حتى قتلوا كلهم، وكان آخرهم عمارة بن يزيد بن السكن.
ثم قاتل طلحة بعد ذلك كقتال الجماعة، حتى أجهض المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) .
__________
(1) في الأصل: وأكبت. ولعل الصواب ما أثبتنا. وألب على الأمر: لزمه.
(2) في الأصل: بثنيته.
(3) أجهض: أزال ونحى.
(1/161)

وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية قتالاً شديداً، وضربت عمرو بن قميئة بالسيف ضربات، فوقعت درعان كانتا عليه، وضربها عمرو بالسيف فجرحها جرحاً عظيماً على عاتقها. وترس أبو دجانة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره، والنبل يقع فيه، وهو لا يتحرك، وحينئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: ارم فداك أبي وأمي.
فأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان الظفري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعينه على وجنته، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فكانت أصح عينيه وأحسنهما.
وانتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى جماعة من الصحابة، قد ألقوا بأيديهم، فقال لهم: ما يجلسكم قالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لهم: ما تصنعون بالحاءة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم استقبل الناس، ولقى سعد بن معاذ، قال: يا سعد، إني والله لأجد ريح الجنة من قبل أحد. فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه، وجد به سبعون ضربة.
وجرح يومئذ عبد الرحمن بن عوف نحو عشرين جراحة، بعضها في رجله، فعرج منها.
وأول من ميز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بعد الحملة كعب بن مالك الشاعر من بني سلمة، فنادى بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أبشروا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اصمت. فلما عرفه لاثوا به، ونهضوا معه نحو الشعب، فيهم: أبو بكر
(1/162)

وعمر، وعلي، وطلحة، والزبير، والحارث بن الصمة الأنصاري، وغيرهم.
فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في العب، أدركه أبي بن خلف الجمحي، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة، ثم طعنه بها في عنقه، فكر أبي منهزماً، فقال له المشركون: والله ما بك من بأس. فقال: والله لو بصق علي لقتلني. وكان قد أوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم القتل بمكة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أقتلك. فمات عدو الله بسرف، مرجعه إلى مكة.
وملأ على درقته من المهراس (1) فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد له رائجة، فعافه، وغسل به وجهه، ونهض إلى صخرة من الجبل ليعلوها، وكان بدن (2) ، وظاهر بين درعين، فجلس طلحة بن عبيد الله، وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره، ثم استقل به طلحة حتى استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحانت الصلاة، فصلى صلى الله عليه وسلم قاعداً والمسلمون وراءه قعوداً.
وانهزم قوم من المسلمين، فبلغ بعضهم إلى الجلعب (3) دون الأعوص (4) . منهم: عثمان بن عفان، وعثمان بن عبيد الأنصاري، غفر الله عز وجل ذلك لهم،
__________
(1) المهراس: صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، وهو اسم بأقصى شعب أحد يجتمع من الماء في نقرة هناك.
(2) بدن: أسن وضعف.
(3) في الأصل: الجعب. وصوابه من تفسير الطبري 4: 96 عن ابن إسحق قال: " فر عثمان بن عفان، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان، رجلان من الأنصار، حتى بلغوا الجلعب - جبل بناحي المدينة مما يلي الأعوص، فأقاموا به ثلاثة ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: لقد ذهبتم فيها عريضة " . وفي ابن هشام 3: 92 أن بعض المنهزمين انتهى إلى المنقى دون الأعوص. وانظر: " الجعلب " في معجم ما استعجم وفي ياقوت.
(4) الأعوص، بفتح أوله وبالصاد المهملة: موضع بشرق المدينة على بضعة عشر ميلاً منها.
(1/163)

ونزل القرآن بالعفو بقوله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استنزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا، ولقد عفا الله عنهم} إلى آخر الآية.
وكان الحسيل بن جابر، وهو اليمان والد حذيفة، وثابت بن وقش، شيخين كبيرين فاضلين، قد جعلا في الآطام مع النساء والصبيان والهرمى؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما بقى من أعمارنا إلا ظمء حمار (1) ، فلو أخذنا سيوفنا فلحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل الله تعالى يرزقنا الشهادة. ففعلا ذلك، ودخلا في المسلمين؛ فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون، وأما الحسيل فظنه المسلمون من المشركين فقتلوه خطأ، وقيل: إن متولي قتله كان عتبة بن مسعود، أخا عبد الله بن مسعود، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين.
وكان مخيريق أحد بني ثعلبة بن الفطيون من اليهود، فدعا اليهود مخيريق إلى نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لهم: والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم حق واجب. فقالوا له: إن اليوم السبت. فقال: لا سبت لكم. فأخذ سلاحه، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل معه حتى قتل، وأوصى أن يكون ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فيه ما يشاء، فيقال: إن بعض صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة من مال مخيريق.
وكان الحارث بن سويد بن الصامت منافقاً، فخرج يوم أحد مع المسلمين، فلما التقى المسلمون عدا على المجذر بن ذياد البلوي، وعلى قيس بن زيد أحد بني ضبيعة، فقتلهما، وفر إلى الكفار، وكان المجذر في الجاهلية
__________
(1) الظمء: ما بين الشربين والوردين. وقولهم: ما بقي من عمر إلا ظمء حمار، أي لم يبق من عمره إلا اليسير. يقال: إنه ليس شيء من الدواب أقصر ظمئاً من الحمار.
(1/164)

قتل سويداً والد الحارث المذكور في بعض حروب الأوس والخزرج. ولحق الحارث بنم سويد بمكة، فأقام هنالك، ثم إنه حينه الله تبارك وتعالى (1) ، فانصرف إلى قومه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء، فنهض عليه السلا إلى قباء في وقت لم يكن يأتيهم فيه، فخرج إليه الأنصار أهل قباء، في جملتهم الحارث بن سويد عليه ثوب مورس (2) ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عويم بن ساعدة بأن يضرب عنق الحارث بن سويد. فقال الحارث: فيم يا رسول الله فقال: في قتلك المجذر بن ذياد يوم أحد غيلة. فما راجعه الحارث بكلمة. وضرب عويم عنقه، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجلس. وقد روى أنه قال: يا رسول الله، والله ما قتلته شكاً في ديني، ولكني لما رأيته لم أملك نفسي، إذ ذكرت أنه قاتل أبي. ثم مد عنقه وقتل.
وكان عمرو بن ثابت بن وقش، من بني عبد الأشهل، يعرف بالأصيرم يأبى الإسلام. فلما كان يوم أحد، قذف الله تعالى في قلبه الإسلام للذي أراد به من السعادة، فأسلم، وأخذ سيفه ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم. فقاتل، فأثبت بالجراح، ولم يعلم أحد بأمره؛ فلما انجلت الحرب طاف بنو عبد الأشهل في القتلى يلتمسون قتلاهم، فوجدوه وبه رمق يسير، فقال بعضهم لبعض: والله إن هذا الأصيرم. فأجابه: لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر. ثم سألوه: يا عمرو، ما الذي أتى بك أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام فقال: بل رغبة في الإسلام، آمن بالله ورسوله، ثم قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما ترون. فمات من
__________
(1) حينه الله: أهلكه، من الحين (بفتح الحاء): وهو الهلاك.
(2) المورس: المصبوغ بالورس، وهو نبت أصفر.
(1/165)

وقته؛ ذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هو من أهل الجنة. قيل: وكان أبو هريرة إذا بلغه أمره يقول: ولم يصل لله قط.
وكان في بني ظفر رجل أتى (1) لا يدرى ممن هو، يقال له قزمان، فأبلي يوم أحد بلا شديداً، وقتل سبعة من وجوه المشركين، وأثبت جرحاً، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره، فقال: هو من أهل النار. فقيل لقزمان: أبشر بالجنة. فقال: بماذا أبشر والله ما قتلت إلا عن أحساب قومي. ثم لما اشتد عليه الألم أخرج سهماً من كنانته، فقطع به بعض عروقه، فجرى دمه حتى مات.
ومثل بقتلى المسلمين.
وأخذ الناس ينقلون قتلاهم بعد انصراف قريش، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يدفنوا في مضاجعهم، وأن لا يغسلوا، ويدفنوا بدمائهم وثيابهم.
فكان ممن استشهد من المسلمين يوم أحد (2) :
حمزة، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله وحشي، غلام بني نوفل ابن عبد مناف، وأعتق لذلك، رماه بحربة، فوقعت في ثنته. ثم إن وحشياً أسلم، وقتل بتلك الحربة نفسها مسيلمة الكذاب يوم اليمامة.
وعبد الله بن جحش حليف أمية، وقيل: إنه دفن مع حمزة في قبر واحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يحفروا ويعمقوا، وبدفنوا الرجلين والثلاثة في قبر واحد، ويقدموا أكثرهم قرآناً.
__________
(1) الأتي: الرجل يكون في القوم ليس منهم.
(2) انظر: الواقدي: 291، وابن هشام 3: 129، وابن سعد 2 / 1: 29، وتلقيح الفهوم: 224، وابن سد الناس 2: 27، وابن كثير 4: 20، 46، والإمتاع: 160، وتاريخ الخميس 1: 45.
(1/166)

وذكر سعد بن أبي وقاص قال: قعدت أنا وعبد الله بن جحش صبيحة يوم أحد نتمنى، فقلت: اللهم لقني من المشركين رجلاً عظيماً كفره، شديداً حرده (1) ، فيقاتلني فأقتله: قيل: فآخذ سلبه. فقال عبد الله بن جحش: اللهم لقني من المشركين رجلاً عظيماً كفره، شديداً [حرده] (2) ، فأقاتله فيقتلني، قيل: ويسلبني ثم يجدع انفي وأذني، فإذا لقيتك فقلت: يا عبد الله ابن جحش، فيم جدعت قلت: فيك يا ربي. قال سعد: فوالله لقد رأيته آخر ذلك النهار وقد قتل، وإن أنفه وأذنه لفي خيط واحد بيد رجل من المشركين؛ وكان سعد يقول: كان عبد الله بن جحش خيراً مني.
ومصعب بن عمير، قتله ابن قميثة الليثي.
وعثمان بن عثمان، وهو شماس بن عثمان المخزومي.
ومن الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عبد الأشهل:
عمرو بن معاذ بن النعمان، أخو سعد بن معاذ.
والحارث بن أنس بن رافع.
وعمارة بن زياد بن السكن.
وسلمة وعمرو، ابنا ثابت بن وقش.
وأبوهما: ثابت بن وقش.
وأخوه: رفاعة بن وقش.
وصيفي بن قيظي.
وحباب (3) بن قيظي.
__________
(1) الحرد: الغيظ والغضب.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في الأصل: خباب، والتصويب عن ابن هشام؛ وحكى الدارقطني أنه " جناب " بالجيم المفتوحة عن ابن إسحاق؛ قال الخشني 1: 236: والمحفوظ بالحاء.
(1/167)

وعباد بن سهل.
والحارث بن أوس بن معاذ، ابن أخي سعد بن معاذ.
واليمان، وهو الحسيل بن جابر، والد حذيفة حليف لهم.
ومن أهل راتج (1) من بني عبد الأشهل أيضاً:
إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو (2) بن الأعلم بن زعورا بن جشم (3) .
وعبيد بن التيهان.
وحبيب بن زيد بن تيم (4) .
ومن بني ظفر:
يزيد، أو زيد (5) ، بن حاطب (6) بن أمية بن رافع.
ومن بني عمرو بن عوف؛ ثم من بني ضبيعة بن زيد:
أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد (7) .
__________
(1) أطم سميت به الناحية، وكان أصحابه - كما ذكر ابن حزم أيضاً - هم بنو زعورا بن جشم (الجمهرة: 319 والسمهودي 2: 309) فقوله هنا: " أهل راتج من بني عبد الأشهل " خطأ وقع فيه ابن إسحاق، وتابعه ابن حزم في هذا الكتاب. غير أنه لم يتورط في هذا الخطأ في الجمهرة. وذلك لأن عبد الأشهل ابن جشم هو أخو زهوراء بن جشم، وأبوهما هو الحارث بن الخزرج. ولقد أفرد ابن إسحاق أهل راتج بكلام مستقل بعد أن ذكر بني عبد الأشهل، فدل بذلك على أن أهل راتج غير بني عبد الأشهل - انظر أسد الغابة حيث تجد تفصيل القول في هذا الاضطراب.
(2) في الأصل: عبيد بن عمير، والتصحيح عن الجمهرة: 320، وابن هشام 3: 130.
(3) في الأصل: زعورا بن جشم بن عبد الأشهل، وهذا خطأ من حيث النسب، ولذلك حذفنا ما بعد جشم.
(4) ليس حبيب بن زيد من بني زعورا بن جشم صليبة، ولكنه حليف لهم من بني بياضة (انظر ابن سيد الناس 2: 28).
(5) في الأصل: يزيد بن زيد، وهو خطأ.
(6) في الأصل: خاطب، والتصويب من الاستيعاب، وأسد الغابة، وابن سيد الناس، والإصابة.
(7) في الأصل: يزيد، وتصويبه من ابن هشام.
(1/168)

وحنظلة الغسيل بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك (1) .
ومن بني عبيد بن زيد:
أنيس بن قتادة.
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف:
أبو حبة بن عمرو بن ثابت، أخو سعد بن خيثمة لأمه.
وعبد الله بن جبير بن النعمان، أمير الرماة.
ومن بني السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس:
خيثمة، والد سعد بن خيثمة.
ومن حلفائهم من بني العجلان:
عبد الله بن سلمة.
ومن بني معاوية بن مالك:
سبيع بن حاطب بن الحارث بن قيس بن هيشة.
ومن بني خطمة:
عمير بن عدي، ولم يكن في بني خطمة يومئذ مسلم غيره (2) .
ومن بني النجار، ثم من بني سواد (3) :
عمرو بن قيس.
__________
(1) ذكر بعد " حنظلة " في الأصل: قيس بن زيد بن ضبيعة فيمن استشهدوا يوم أحد، وهو خطأ حتماً، ولعله أراد التعريف بقيس، لأنه ورد في نسب حفيده أبي سفيان بن الحارث فقال: قيس بن زيد هو ابن ضبيعة.
(2) كذا ورد هنا، أما في ان هشام 3: 133، والاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة، فإن الذي قتل من بني خطمة يوم أحد هو الحارث بن عدي. وقال الواقدي وأهل المغازي: إن عمير بن عدي لم يحضر أحداً ولا الختندق، لضرر بصره. وقد ذكره ابن حزم هنا اتباعاً لأبي عمر في مغازيه.
(3) في الأصل: ومن بني الخزرج ثم من بني النجار، والسياق يشير إلى خطئه.
(1/169)

وابنه: قيس بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد.
وثابت بن عمرو بن زيد.
وعامر بن مخلد.
ومن بني مبذول [بن مالك بن النجار] (1) :
أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول.
وعمرو بن مطرف.
[ومن بني عمرو بن مالك بن النجار]:
أوس بن ثابت بن المنذر، أخو حسان بن ثابت (2) .
[ومن بني عدي بن النجار]:
أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار (3) .
وقيس بن مخلد، من بني مازن بن النجار.
وكيسان، عبد لهم.
ومن بني الحارث بن الخزرج:
خارجة بن زيد بن أبي زهير.
وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير دفنا في قبر واحد.
وأوس بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب، وهو أخو زيد بن أرقم.
__________
(1) زيادة توضح نسب بني مبذول.
(2) ليس أوس وأخوه حسان من بني مبذول، ولكنهما من بني عمرو بن مالك بن النجار.
(3) يرجع كل من أنس بن النضر، وقيس بن مخلد، إلى عدي بن النجار.
(1/170)

ومن بني الأبجر، وهم بنو خدرة:
مالك بن سنان، والد أبي سعيد الخدري.
وسعيد بن سويد بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر. وعتبة بن ربيع (1) بن رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة بن عبد ابن الأبجر.
ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج:
ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج ابن ساعدة.
وثقف بن [فروة بن] البدن (2) .
[ومن بني طريف رهط سعد بن عبادة]:
عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف.
وضمرة، حليف لهم من جهينة.
ومن بني عوف بن الخزرج، ثم من بني سالم، ثم من بني مالك بن العجلان بن يزيد بن غنم بن سالم:
نوفل بن عبد الله.
والعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان.
والنعمان بن مالك بن ثعلبة بن فهر بن غنم بن سالم.
والمجذر بن ذياد البلوي، حليف لهم.
__________
(1) في الأصل: ربيعة، والتصحيح عن ابن هشام والاستيعاب وأسد الغابة.
(2) في الأصل: البدي، والمرجح أنه تصحيح من البدن، انظر التعليق رقم (1) ص: 135.
http://syangar.bodo.blogspot.co.cc