(1/3)

والرباب، وخزاعة، وأسلم. فأما الرباب فهم: تيم، وعدي، وثور، وعكل.
وفي مضر يجتمع معه: قبائل قيس كلها (1) : سليم، ومازن، وفزارة، وعبس، وأشجع، ومرة، وسائر بني ذبيان، وغطفان؛ وعقيل، وقشير، والحريش، وجعدة، والعجلان، وكلاب، والبكاء، وهلال، وسواءة، وبنو جشم، وبنو نصر، وثقيف، وسعد، وسائر هوازن، ومحارب، وعدوان، وفهم، وباهلة، وغنى، والطفاوة، وسائر قيس.
وفي نزار يجتمع معه: قبائل ربيعة، كبكر، وتغلب، وعنز بني وائل، وعبد القيس وقبائلها (2) ، وعنزة، والنمر بن قاسط.
وفي معد يجتمع معه: إياد، بلا شك.
وفي عدنان يجتمع معه: بنو عك، وغافق (3) .
وفي إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، يجتمع معه: بنو إسرائيل، ومن عرف نسبه من بني عيصاد (4) بن إسحاق أخي يعقوب، وذلك لا يوجد اليوم.
وأما قضاعة وقبائل قحطان، وهم أهل اليمن، فالله أعلم بتشعبهم، إلا أنهم يجتمعون معه في نوح، بلا شك، وبالله تعالى التوفيق.


__________
(1) انظر جمهرة الأنساب: 232 - 275، في أنساب قبائل قيس وشعبها.
(2) انظر الجمهرة: 278 في عبد القيس وقبائلها.
(3) يوهم كلام ابن حزم أن غافقاً غير عك. والصحيح أن بني غافق من عك. الجمهرة: 309.
(4) سماه الطبري 1: 162 عيص أو عيصاً، وفي الجمهرة: 474: عيصاب، وهو عيسو الذي تذكره التوراة، ونسله هم الأدوميون، يؤيد هذا قول ابن حزم في الجمهرة: " وكان بنوه يسكنون جبال السراة التي بين الشام والحجاز، وقد بادوا جميعاً " ، وهذا ينطبق على الأدوميين.




(1/4)

مولده ومبعثه وسنه ووفاته (1)
صلى الله عليه وسلم
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وعاش يتيماً، إذ مات أبوه وهو عليه السلام لم يكمل له ثلاث سنين (2) ، وماتت أمه وهو لم يستكمل سبع سنين.
وكفله جده عبد المطلب، ومات عبد المطلب ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين.
ثم كفله عمه أبو طالب، وكان به رفيقاً، وقد خفف الله تعالى بذلك من عذابه، فهو أخف أهل النار عذاباً.
وأتته عليه السلام النبوة من عند الله عز وجل، وهو في غار حراء، وهو عليه السلام ابن أربعين سنة، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، أسلم فيها رجال من أصحابه ونساء.
__________
(1) راجع موله في ابن هشام 1: 167؛ ابن سعد 1 / 1: 62؛ الطبري 2: 172؛ تهذيب ابن عساكر 1: 280؛ تلقيح الفهوم: 4؛ ابن سيد الناس 1: 26؛ ابن كثير 2: 259 تاريخ الذهبي 1: 21، الإمتاع: 3.
ومبعثه في: ابن هشام 1: 249؛ ابن سعد 1 / 1: 126؛ الطبري 2: 201؛ ابن سيد الناس 1: 80؛ ابن كثير 2: 306؛ زاد المعاد 1: 33؛ تاريخ الذهبي 1: 67؛ الإمتاع: 12.
وسنه في: ابن سعد 2 / 2: 81؛ ابن كثير 5: 256، تاريخ الذهبي 1: 322، الإمتاع: 551.
ووفاته في: ابن هشام 4: 298؛ ابن سعد 2 / 2: 47؛ الطبري 3: 188 تلقيح الفهوم: 38؛ ابن سيد الناس 2: 335؛ ابن كثير 5: 237، تاريخ الذهبي 1: 315؛ الإمتاع: 551.
(2) في تقدير سن الرسول حين توفي أبوه خلاف بين أصحاب السير (انظر الإمتاع: 5) والجمهور على أن أباه توفي وهو صلى الله عليه وسلم حمل في بطن أمه.
(1/5)

ثم هاجر إلى المدينة، إذ أكرم الله الأنصار رضوان الله عليهم بذلك، فأقام بالمدينة عشر سنين.
ومات عليه السلام بها، وقبره فيها، في المسجد، في بيته الذي كان بيت عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها، وفيه دفن صلى الله عليه وسلم.
ابتدأه وجعه في بيت عائشة (1) ، واشتد أمره في بيت ميمونة أم المؤمنين رضوان الله عليها، فمرض في بيت عائشة بإذن نسائه، رضوان الله عليهن، بذلك.
وصلى الناس عليه أفذاذاً (2) ، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية (3) قطنية، ليس فيها قميص ولا سراويل (4) ولا عمامة؛ ولحد له في قبره، وهو الحفرة تحت جرف القبر.
وتولى غسله علي والعباس عمه، والفضل، وقثم، ابنا العباس، وأسامة بن زيد مولاه، وشقران مولاه أيضاً، رضى الله عنهم.
ودخل في قبره علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، والفضل، وقثم، وشقران، وقيل: أوس بن خولي الأنصاري.
وقد قيل: إن المغيرة بن شعبة نزل في قبره بحيلة.
وسجى ببرد حبرة، ووضعت في قبره قطيفة كان يتغطاها.
__________
(1) ذكر ابن سعد 2 / 2: 10، 29 والمقريزي في الإمتاع: 542، 543 أن الوجع ابتدأه في بيت ميمونة وأنه اشتد به هناك أيضاً، فاستأذن نساءه في التحول إلى بيت عائشة فأذن له؛ وفي الإمتاع: 541: وقيل إن وجعه ابتدأه في بيت زينب بنت جحش.
(2) أفذاذاً: لا يؤمهم أحد.
(3) سحولية: نسبة إلى قرية سحول باليمن، يحمل منها ثياب قطن بيض.
(4) لم نجد ذكراً للسراويل عند غير ابن حزم، وأشهر الروايات ما ورد عند ابن سعد: 2 / 2: 65، وقد جاء فيها: أن رسول الله كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قباء ولا قميص ولا عمامة.
(1/6)

ومات وله ثلاث وستون سنة ولد ليوم الاثنين، لثمان بقين من ربيع الأول، ونبئ يوم الاثنين لأيام خلت من ربيع الأول، وهاجر يوم الاثنين، لأيام خلت لربيع. ومات صلى الله عليعه وسلم يوم الاثنين لثمان خلون لربيع الأول؛ وقد قيل غير ذلك.
ولم يختلف في أنه عليه السلام مات يوم الاثنين، ودفن ليلة الأربعاء، وقيل: يوم الثلاثاء.
وكانت علته اثني عشر يوماً، وقيل: أربعة عشر يوماً، ابتدأ به صداع وتمادى به، وكان ينفث في علته شيئاً يشبه نفث آكل الزبيب.
ومات بعد أن خيره الله عز وجل بين البقاء في الدنيا ولقاء ربه عز وجل، فاختار عليه السلام لقاء ربه تعالى.
أعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
(1) منها القرآن، الذي دعا العرب وغيرهم مذ بعثه الله عز وجل قرناً إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة إلى أن يأتوا بمثله إن شكوا في صدقه، فأعجز الله تعالى عن ذلك جميع البلغاء، ومنع الجن عن ذلك وغيرهم، قال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على
__________
(1) عقد ابن سعد في الطبقات 1 / 1: 112 فصلاً لعلامات النبوة نزول الوحي على رسول الله؛ وأوردها ابن كثير 6: 74 مفصلة، واستخرج الأحاديث المتعلقة بها. وقد أفاض في ذكرها أبو نعيم في كتابه " دلائل النبوة " وخاصة في الفصلين الثاني والعشرين والتاسع والعشرين، وفيها كتب السيوطي كتاب الخصائص الكبرى. وتقصاها البيهقي في كتاب دلائل النبوة وهو مخطوط. والمواهب اللدنية 1: 453 وانظر أيضاً صحيح البخاري 4: 191 في باب علامات النبوة، وتاريخ الذهبي 1: 74، 240 وما بعدها.
(1/7)

عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} (البقرة: 22). وقال تعالى {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} (يونس: 38).
(2) وشق الله تعالى له القمر بمكة، إذ سألته قريش آية، فأنزل الله تعالى في ذلك: {اقتربت الساعة وانشق القمر. وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} (القمر: 1 2).
(3) وأطعم النفر الكثير في منزل جابر، وفي منزل أبي طلحة يوم الخندق:
مرة ثمانين رجلاً من أربعة أمداد من شعير وعناق (1) .
ومرة أكثر من ذلك، من أقراص من شعير، حملها أنس بن مالك في يده.
ومرة أطعم جميع الجيش، وهم تسعمائة، من تمر يسير أتت به ابنة بشير بن سعد في يدها، فأكلوا منه حتى شبعوا، وفضلت منه فضلة.
(4) ونبع الماء من بين أصابعه، فشرب منه العسكر كلهم وهم عطاش، وتوضأوا كلهم، كل ذلك من قدح صغير ضاق عن أن يبسط فيه صلى الله عليه وسلم يده المكرمة.
وأهراق من وضوئه في عين تبوك، ولا ماء فيها، ومرة أخرى في بئر الحديبية، فجاشتا بالماء، فشرب من عين تبوك أهل الجيش، وهم
__________
(1) أمداد: جمع مد، وهو مكيال، وهو ربع صاع، والصاع أربعة أمداد. قيل إن أصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعاماً. والعناق: الأنثى من أولاد المعز.
(1/8)

ألوف، حتى رووا كلهم، وفاضت إلى يوم القيامة. وشرب من بئر الحديبية ألف وأربعمائة، حتى رووا كلهم، ولم يكن فيها قبل ذلك ماء.
(5) وأمر عليه السلام عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أن يزود أربعمائة راكب من تمر كان في اجتماعه كربضة البعير، فزودهم كلهم منه، وبقى بجثته كما كان (1) .
(6) ورمى الجيش بقبضة من تراب، فعميت عيونهم، ونزل بذلبك القرآن في قوله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} (الأنفال: 17)
(7) وأبطل عز وجل الكهانة بمبعثه، فانقطعت، وكانت ظاهرة موجودة.
(8) وحن إليه الجذع الذي كان يخطب إليه، إذ عمل له المنبر، حتى سمع منه جميع الحاضرين مثل صوت الإبل، فضمه إليه، فسكن. وموضع الجذع معروف إلى اليوم، موقف عليه.
(9) ودعا اليهود إلى تمنى الموت، وأخبرهم أنهم لا يتمنونه، فحيل بينهم وبين النطق بذلك، وهذا منصوص في القرآن (2) .
__________
(1) الربضة (بضم الراء وكسرها)، ويقال: " أتانا بتمر مثل الربضة الخروف " أي قدر جثة الخروف الرابض. في الأصل: " وبقى بجنسه كما كان " ، وكأنها محرفة عن " بجثته " ، وجثة الإنسان وغيره شخصه. قال ابن فارس إن أصل مادته (جث) تدل على تجمع الشيء.
(2) هو أمر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين. ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين} (البقرة: 94 - 95) وأمره تعالى: {قل يأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين. ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين} (الجمعة: 6 - 7).
(1/9)

(10) وأخبر بالغيوب.
وأنذر بأن عماراً تقتله الفئة الباغية.
وأن عثمان رضى الله عنه تصيبه بلوى [وله] الجنة (1) .
وأن الحسن بن علي رضوان الله عليهما سيد يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فكان كل ذلك.
وأخبر عن رجل قاتل في سبيل الله عز وجل بأنه من أهل النار، فظهر ذلك، بأن ذلك الرجل قتل نفسه.
وهذه الأشياء لا تعرف ألبتة بشيء من وجوه تقدمه المعرفة، لا بنجوم، ولا بكتف، ولا بخطٍ، ولا بزجرٍ.
(11) وأتبعه سراقة بن مالك بن خعشم، فساخت قدماً فرسه في الأرض، ثم أخرجها وأتبعه دخان، حتى استعاذه سراقة، فدعا له، فانطلقت الفرس.
(12) وأنذر بأن ستوضع في ذراعيه سوار كشرى، فكان كذلك (2) .
(13) وأخبر بقتل الأسود العنسي الكذاب ليلة قتله، وهو بصنعاء اليمن، وأخبر بمن قتله.
__________
(1) ما بين القوسين ليس في الأصل، وما أثبتناه هو الصواب لحديث البخاري (5: 13 - 14) عن أبي موسى الأشعري قال: " ... ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة، ثم قال: أئذن له وبشره بالجنة، على بلوى ستصيبه، فإذا عثمان بن عفان " .
(2) ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك: " كيف بك إذا لبست سواري كسرى " فلما فتحت الفتوح أتى عمر بسواري كسرى، فدعا سراقة وألبسه إياهما.
(1/10)

(14) وأنذر بموت النجاشي، وبينه وبينه البحر الملح، ومسيرة أيام في البر، وخرج هو وجميع أصحابه إلى البقيع، فصلوا عليه فوجد قد مات ذلك اليوم، إذ ورد الخبر بذلك.
(15) وخرج من بيته على مائة من قريش ينتظرونه ليقتلوه بزعمهم، فوضع التراب على رؤوسهم، ولم يروه.
(16) وشكا إليه البعير بحضرة أصحابه وتذلل له.
(17) وقال لنفر من أصحابه: أحدكم في النار ضرسه مثل أحد، فماتوا كلهم على الإسلام وارتد منهم واحد: وهو الرحال الحنفي، فقتل مرتداً مع مسيلمة الكذاب، لعنها الله تعالى.
(18) وقال لآخرين منهم: آخركم موتاً في النار، فسقط آخرهم موتاً في النار، فاحترق فمات.
(19) ودعا شجرتين فأتتاه فاجتمعتا، ثم أمرهما فافترقتا.
(20) وكان صلوات الله وسلامه عليه نحو الربعة، فإذا مشى مع الطوال طالهم (1) .
(21) ودعا النصارى إلى المباهلة بالتلاعن (2) ، فامتنعوا، وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك هلكوا كلهم، فعلموا صحة قوله، فامتنعوا.
(22) وأتاه عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة
__________
(1) هكذا قال ابن حزم " نحو الربعة " والذي في ابن سعد وغيره " فوق الربعة " .
(2) المباهلة: الملاعنة؛ وقد ذكرت مباهلة نصارى نجران في سورة آل عمران: 61، وانظر ابن هشام 2: 233، وابن سعد 1 / 2: 84 والإمتاع: 502.
(1/11)

ابن عامر بن صعصعة، وأربد بن قيس (1) بن جزء بن خالد بن جعفر ابن كلاب، وهما فارسا العرب وفاتكاهم، عازمين على قتله، فحال الله بينهما وبين ذلك؛ وضرب بين أربد وبينه، صلى الله عليه وسلم، مرة بعامر، ومرة بسور، ودعا عليهما، فهلك عامر في وجهه من منصرفه عنه عليه السلام، وأهلك أربد الصاعقة، أحرقته، لعنهما الله.
(23) وأخبر أنه يقتل أبي بن خلف الجمحي، فخدشه يوم أحد خدشاً لطيفاً، فكانت منيته منها.
(24) وأطعم السم، فمات من أكله معه لحينه، وعاش هو صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بأربع سنين؛ وكلمه ذراع الشاة المسمومة بأنه مسموم.
(25) وأخبر أصحابه يوم بدر بمصارع صناديد قريش، ووقفهم على مصارعهم رجلاً رجلاً، فلم يتعد واحد منهم ذلك الموضع.
(26) وأنذر بأن طوائف من أمته يغزون في البحر، وقال لأم حرام بنت ملحان: أنت منهم؛ فكانت منهم؛ وصح غزو طائفة من أمته في البحر.
(27) وزويت له الأرض، فأرى مشارقها ومغاربها (2) ، وأنذر ببلوغ ملك أمته ما زوى له منها، فكان ذلك؛ وبلغ ملكهم من
__________
(1) هكذا جاء نسبه أيضاً في الجمهرة: 268 وابن هشام 4: 213 والطبري 3: 165 وابن سيد الناس 2: 232 والإمتاع: 508 والأغاني 15: 130. وفي ابن سعد 1 / 2: 51: هو أربد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهذا خطأ لا ندري كيف وقع في كتاب ابن سعد، ولو كان خطأ من ابن سعد لاستدركه عليه علماء الأمة الذين نقلوا عنه، أو لنقلوا خلافة لإجماع النسابين. ولعل ناسخ هذه النسخة من كتابه رأى ابن سعد يقول " وأربد أخو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر " فسها وخلط نسباً في نسب. وأربد بن قيس، أخو لبيد بن ربيعة لأمه بلا شك.
(2) زويت: طويت وجمعت.
(1/12)

أول المشرق إلى بلاد السند والترك إلى ىخر المغرب من سواحل البحر المحيط بالأندلس وبلاد البربر، ولم يتسعوا في الجنوب والشمال كل الاتساع، أعنى مثل اتساعهم شرقاً وغرباً، فكان كما أخبر سواء بسواء.
(28) وأخبر فاطمة ابنته رضوان الله عليها أنها أول أهله لحاقاً به، فكان كذلك.
(29) وأخبر نساءه رضوان الله عليهن بأن أطوالهن يداً أسرعهن لحاقاً به، فكانت زينب بنت جحش الأسدية أطولهن يداً بالصدقة، وأولهن موتاً بعده.
(30) ومسح ضرع شاة فدرت، فكان ذلك سبب إسلام عبد الله ابن مسعود. ومرةً أخرى في أخرى في خيمتي أم معبد الخزاعية.
(31) وندرت عين بعض أصحابه، وهو قتادة، فسقطت، فردها (1) ، فكانت أصح عينيه وأحسنهما.
(32) وتفل في عيني علي رضوان الله عليه، وهو أرمد، يوم خيبر، فصح من حينه، ولم يرمد بعدها، وبعثه بالراية وقد قال: لا ينصرف حتى يفتح الله عليه، فكان كما قال، لم ينصرف كرم الله وجهه، إلا بالفتح.
(33) وكانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه.
(34) وأصيبت رجل بعض أصحابه، فمسحها فبرئت من حينها.
(35) وقل زاد جيشٍ كان فيه، فدعا بجميع ما بقي مكن الزاد،،
__________
(1) هو قتادة بن النعمان، وقد أصيبت عينه يوم أحد. انظر ابن هشام 3: 87؛ وندر الشيء: خرج من موضعه وسقط.
(1/13)

فاجتمع منه شيء يسير جداً، فدعا عليه بالبركة، ثم أمرهم فأخذوا، فلم يبق وعاء في العسكر إلا ملئ.
(36) وحكى الحكم بن أبي العاصي (1) مشيته مستهزئاً، فقال له: كذلك فكن، فلم يزل يرتعش إلى أن مات.
(37) وخطب أمامة بنت الحارث بن عوف (2) بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذيبان، وكان أبوها أعرابيا جافياً، سيد قومه، فقال: إن بها بياضاً، وكانت العرب تكنى بهذا عن البرص، فقال له صلوات الله وسلامه عليه: لتكن كذلك؛ فبرصت من وقتها، وانصرف أبوها، فرأى ما حدث بها، فتزوجها ابن عمها، يزيد بن جمرة بن عوف بن أبي حارثة، فولدت له الشاعر شبيب بن يزيد وهو المعروف بابن البرصاء (3) .
إلى غير ذلك من آياته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم؛ وإنما أتينا بالمشهور المنقول نقل التواتر. بالله التوفيق.
__________
(1) لم يعده ابن حبيب في المستهزئين، بل ذكره فيمن كانوا يؤذون رسول الله (المحبر ص 157)، وليس في ترجمة الحكم كما وردت في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة ما يشير إلى شيء مما ذكره ابن حزم هنا؛ غير أن البلاذري ذكره في أنساب الأشراف (5: 27) وقال: كان مغموصاً عليه في دينه، فكان يمر خلف رسول الله فيغمز به ويحكيه ويخلج بأنفه وفمه، وإذا صلى قام خلفه، فأشارا بأصابعه، فبقى على تخليجه وأصابته خبلة.
(2) في الأصل: " الحارث بن أبي عوف " وصوابه من الجمهرة: 241، وطبقات ابن سلام: 566، وابن هشام 3: 226. والحارث المذكور هو قائد بني مرة يوم الأحزاب. وانظر الخبر في ترجمته في الإصابة.
(3) في الأغاني (11: 89) أن أمه اسمها قرصافة، وأنها سميت البرصاء لبياضها لا لبرص فيها؛ وقال ابن الأنباري في شرح المفضليات (ص: 336) إن قرصافة أم أمه، أما أمه فهي جمرة وقيل جبرة.
(1/14)

حجة صلى الله عليه وسلم
وكم اعتمر في الإسلام (1)
حج صلى الله عليه وسلم واعتمر قبل النبوة وبعدها قبل الهجرة، حججاً وعمراً لا يعرف عددها.
ولم يحج بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع، سنة عشر.
واعتمر بعد أن هاجر إلى المدينة عمرتين مفردتين، قصد لهما وأتمهما:
إحداهما: عمرة القضية، قصد لها من المدينة سنة سبع، فأتمها في ذي القعدة؛ والأخرى: عمرته من الجعرانة (2) ، عام ثمان، إثر وقعة حنين في ذي القعدة أيضاً.
واعتمر عمرةً ثالثة، قرنها مع حجته التي ذكرنا، قصد لهما من المدينة، أهل بهما في ذي القعدة، وأتمهما في ذي الحجة.
وكان خرج ليعتمر من المدينة، فصده المشركون وقد بلغ الحديبية، فحل عليه السلام بها ونحر الهدى، ورجع هو وأصحابه، رضوان الله عليهم أجمعين.
__________
(1) انظر في حجات الرسول وعمراته: ابن سيد الناس 2: 280، وزاد المعاد 1: 357، 364، وابن كثير 5: 215. وقد اعتبر ابن سيد الناس عمراته أربعاً، فعد فيها العمرة التي صده عنها المشركون من الحديبية وكذلك فعل ابن كثير.
(2) الجعرانة: بكسر أوله إجماعاً، وأصحاب الحديث يكسرون عينه ويشددون راءه، وأهل الأدب يخطئون ويسكنون العين، ويخففون الراء - والجعرانة: ماء بين مكة والطائف.
(1/15)

غزواته صلى الله عليه وسلم (1)
غزا صلوات الله وسلامه عليه خمساً وعشرين غزوة، وهي على ترتيبها: أولها غزوة ودان وهي الأبواء، ثم غزوة بواطٍ وهي من ناحية رضوى، ثم غزوة العشيرة من بطن ينبع، ثم غزوة بدر الأولى يطلب كرز بن جابر، ثم بدر الثانية، وهي البطشة التي أعز الله تعالى فيها الإسلام، وأهلك رؤوس الكفرة، ثم غزوة بني سليم حتى بلغ قرقرة الكدر، ثم غزوة السويق يطلب أبا سفيان بن حرب، ثم غزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر، ثم غزوة نجران، ثم غزوة أحد، ثم غزوة حمراء الأسد، ثم غزوة ذات الرقاع من نخل، ثم بدر الآخرة، ثم دومة الجندل، ثم غزوة الخندق، وهي آخرة غزوة غراها أهل الكفر إليه، ثم غزوة بني قريظة، ثم غزوة بني لحيان من هذيل، ثم غزوة ذي قرد، ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة، ثم غزوة الحديبية، ثم غزوة خيبر، ثم غزوة الفتح فتح مكة ثم غزوة حنين إلى هوزان، ثن الطائف، ثم تبوك.
قاتل منها في تسعٍ: وهي بدر المعظمة، وهي بدر القتال، وهي بدر البطشة، وقاتل صلى الله عليه وسلم في أحد والخندق وقريظة والمصطلق وخيبر والفتح وحنين والطائف.
__________
(1) أوردها في ثبت مستقل كل من الواقدي: 2 - 8 وابن حبيب: 110 - 125، وابن الجوزي في تلقيح الفهوم: 22 - 36، وابن القيم في زاد المعاد 1: 66، وأبي نعيم (دلائل النبوة: 173)؛ وابن كثير 5: 216، وأوردتها على التفصيل سائر كتب السير. وفي ترتيب هذه الغزوات، كما في ترتيب البعوث بعدها، اختلاف كبير؛ وابن هشام أقرب أهل السير إلى ما اختاره ابن حزم، إلا أن ابن هشام جعل غزوة العشيرة رابعة وجعلها ابن حزم - مثلما فعل ابن حبيب - ثالثة؛ وعد ابن هشام الغزوات سبعاً وعشرين، بينما عدها ابن حزم خمساً وعشرين غزوة.
(1/16)

وقيل: إنه عليه الصلاة والسلام قاتل في وادي القرى والغابة، ولم يكن في سائرها أصلاً، وبالله التوفيق.
بعوثه صلى الله عليه وسلم (1)
(1) بعث صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث بن المطلب أسفل ثنية المرة (2) .
(2) وبعث حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العيص. وكان هذان البعثان متقاربين جداً أو معاً، فلذلك أختلف في ايهما كان قبل، وهما أول بعوثه، وأول رايه عقدها.
(3) وبعث سعد بن أبي وقاص إلى الخرار.
(4) وبعث عبد الله بن جحش إلى نخلة (3) .
(5) وبعث زيد بن حارثة مولاه إلى القردة.
(6) وبعث محمد بن مسلمة الأنصاري إلى قتل كعب بن الأشرف.
(7) وبعث مرثد بن أبي مرثد الغنوي إلى الرجيع.
(8) وبعث المنذر بن عمرو الأنصاري إلى بئر معونة.
__________
(1) انظر: الواقدي: 2 - 8؛ والمحبر: 116؛ وأنساب الأشراف. ج 1 ورقة 179 - 186؛ وتلقيح الفهوم: 22 - 36 وزاد المعاد 1: 66.
(2) " ثنية المرة " : قال ياقوت (3: 25): " بفتح الميم وتخفيف الراء، كأنه تخفيف المرأة النساء، نحو تخفيفهم " المسئلة " " مسلة " . نقلوا حركة الهمزة إلى الحرف قبله، ليدل على المحذوف " .
(3) قال ابن سعد (2 / 1: 24): القردة من أرض نجد بين الربذة والغمرة، ناحية ذات عرق.
(1/17)

(9) وبعث عبد الله بن عتيك إلى قتل سلام بن أبي الحقيق، بخيبر.
(10) وبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة (1) ، من طريق العراق.
(11) وبعث عمر بن الخطاب إلى تربة، من أرض بني عامر.
(12) وبعث عليّ بن أبي طالب إلى اليمن.
(13) وبعث غالب بن عبد الله الليثي إلى الكديد، إلى بني الملوح من بني كنانة.
(14) وبعث عليّ بن أبي طالب إلى بني عبد الله بن سعد، من أهل فدك.
(15) وبعث ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم.
(16) وبعث عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمرة (2) .
(17) وبعث أبام سلمة بن عبد الأسد المخزومي إلى قطن (3) ، ماء لبني أسد بناحية نجد.
(18) وبعث محمد بن مسلمة الأنصاري من بني حارثة بن الأوس، إلى القرطاء، من هوزان (4) .
(19) وبعث بشير بن سعد الأنصاري، من بني الحارث بن الخزرج، إلى ناحية خيبر.
(20) وبعث زيد بن حارثة إلى الجموم (5) ، من أرض بني سليم.
__________
(1) ذو القصة: موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلاً (ابن سعد 2 / 1: 61؛ والإمتاع ص 264).
(2) الغمرة: بتاء في آخرها كما ذكر ابن هشام وياقوت وابن الفقيه؛ وهي من أعمال المدينة على طريق نجد؛ وأسقط المقريزي منها التاء (ص 264)؛ وفي ترجمة عكاشة بن محصن في طبقات ابن سعد (2 / 1: 61) أنه بعث به إلى الغمر، غمر مرزوق. والغمر: ماء لبني أسد على ليلتين من فيد.
(3) قطن: جبل بناحية فيد، به ماء لبني أسد بن خزيمة، بنجد.
(4) في ابن هشام 4: 260، والإمتاع: 256: القرطاء من بني بكر بن كلاب.
(5) في الأصل: الحموم (بالحاء المهملة)، والتصحيح عن ابن هشام 4: 260، والواقدي ص 5، وابن سعد 2 / 1: 62 وياقوت.
(1/18)

(21) وبعث زيداً أيضاً إلى جذام، من أرض حسمى (1) .
(22) وبعث زيداً أيضاً إلى الطرف (2) ، من ناحية نخل من طريق العراق.
(23) وبعث أبا بكر رضي الله عنه إلى فزارة.
(24) وبعث أبا عامر الأشعري عم (3) أبي موسى إلى أوطاس.
(25) وبعث زيداً أيضاً إلى فزارة، فقتل أم قرفة وغيرها.
(26) وبعث عبد الله بن رواحة إلى خيبر.
(27) وبعث مرة أخرى عبد الله بن عتيك إلى خيبر، لقتل أبي رافع بن أبي الحقيق.
(28) وبعث عبد الله بن أنيس الجهني لقتل خالد بن سفيان الهذلي (4) ، فقتله عبد الله، بعثه عليه السلام لذلك وحده، وجعل له عليه السلام وحده، وجعل له عليه السلام آيةً عند لقائه أن تأخذ عبد الله رعدة، فكان كما قال عليه السلام.
(29) وبعث الأمراء: عليهم زيد بن حارثة، فإن قتل فعليهم جعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعليهم عبد الله بن رواحة. فقتلوا كلهم رضوان الله عليهم بمؤتة في أول الشام، لقوا هنالك عساكر النصارى من الروم ومتنصرة العرب، وأخذ الراية خالد بن الوليد، فانحاز بالمسلمين.
(30) وبعث كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح، من أرض الشام.
__________
(1) حسمى: جبال وأرض لجذام بين ليلة وجانب تيه بني إسرائيل، وبين أرض بني عذرة.
(2) في الأصل: الطرق؛ والتصحيح عن الواقدي: 5، وابن سعد 2: 63 وياقوت، بناحية نخل من طريق العراق.
(3) في الإمتاع: 266. قال الواقدي: والطرف على ستة وثلاثين ميلاً من المدينة؛ وزاد المقريزي: وهي بناحية نخل من طريق العراق.
(4) كذا ذكره هنا؛ وفي ابن هشام والواقدي والإمتاع أنه: سفيان بن خالد.
(1/19)

(31) وبعث عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري إلى بني العنبر من بني تميم.
(32) وبعث [غالب بن] (1) عبد الله الليثي إلى أرض بني مرة، فأصابوا في الحرقات (2) من جيهنة.
(33) وبعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من بني كنانة.
(34) وبعث خالداً أيضاً إلى اليمن.
(35) وبعث عمرو بن العاصي إلى ذات السلاسل من أرض بني عذرة، وأمده بجيش عليهم أبو عبيدة.
(36) وبعث عبد الله بن أبي حدردٍ الأسلمي إلى بطن إضم (3) .
(37) وبعث ابن أبي حدرد أيضاً إلى الغابة.
(38) وبعث عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل.
(39) وبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى سيف البحر (4) .
(40) وبعث عمرو بن أمية الضمري (5) إلى قتل أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية، فلم يمكنه ذلك ولم تهيأ له.
__________
(1) زيادة من ابن هشام 4: 271، وابن سعد 2: 91، والإمتاع: 334.
(2) الحرقات من جهينة: هم بنو حميس بن عمرو بن ثعلبة بن مودعة (انظر الجمهرة ص: 417).
(3) في الأصل: واقم، والتصحيح عن ابن هشام 4: 275، وابن سعد 2 / 1: 96 والإمتاع ص 356. وهذه السرية سماها كل من ابن سعد، وابن سيد الناس 2: 161، والإمتاع: سرية أبي قتادة بن ربعي. ولا خلاف في أمر السرية نفسها، وإنما الخلاف في من كان صاحبها؛ وقد جعلها ابن هشام: سرية ابن أبي حدرد، وذكر أبا قتادة فيمن خرجوا فيها.
(4) هي السرية التي تسمى في كتب السير: " غزوة الخبط " لأن المسلمين أكلوا فيها ورق الخبط، وهو نوع من الشجر؛ (انظر ابن سعد 2 / 1: 95، وابن سيد الناس 2: 158، والإمتاع: 354).
(5) أشار ابن هشام (4: 282) عند الكلام على بعث عمرو بن أمية، أنه ليس من البعوث التي ذكرها ابن إسحاق، وإنما هو مما زاده ابن هشام نفسه.
(1/20)

(41) وبعث زيد بن حارثة إلى مدين.
(42) وبعث سالم بن عمير إلى أبي عفك (1) ، من بني عمرو بن عوف، فقتله.
(43) وبعث عمرو بن عدي الخطمي إلى عصماء بنت مروان، من بني أمية بن زيد، فقتلها.
(44) وبعث [بعثاً] (2) أسر فيه ثمامة بن اثالث الحنفي.
(45) وبعث علقمة بن مجزر المدلجي.
(46) وبعث كرز بن جابر (3) خلف الذين قتلوا الرعاء وسملوا عيونهم.
(47) وبعت أسامة بن زيد إلى الشام، وهو آخر بعوثه، مات صلى الله عليه وسلم قبل أن ينفذه، فأنفذه أبو بكر الصديق، رضوان الله عليهم ورحمته وبركاته، وبالله التوفيق.
صفته وأسماؤه صلى الله عليه وسلم (4)
كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، ولا بالأبيض
__________
(1) في الأصل: أبي عقيل، وهو خطأ.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في الأصل: " جابر بن خلف... " وهو خطأ، سقط من نسب كرز اسم أبيه على الأقل.
(4) انظر صفة الرسول في: ابن سعد 1 / 2: 120، ومسند الإمام أحمد بن حنبل، بتحقيق أحمد محمد شاكر، في الأحاديث (684، 744، 798، 944، 946، 947، 1053، 1122، 1299، 1300)، وكتاب الشمائل للترمذي (ج 1 ص 8 - 67 بشرح العلامة على القارئ)، وتهذيب ابن عساكر 1: 314، وابن سيد الناس 2: 323، وتاريخ الذهبي 1: 243، وتهذيب النووي 1: 25، وبعض هذا الذي ذكره ابن حزم مأخوذ نصاً من حديث أنس (انظر ابن سعد 1 / 2: 123) ومن حديث علي بن أبي طالب، الذي أشرنا إلى أرقامه في المسند. وأما عن أسمائه فارجع إلى: ابن سعد 1 / 1: 64، والطبري 3: 185، وابن عساكر 1: 73، وتلقيح الفهوم ص 6؛ وزاد المعاد ص: 38؛ وتاريخ الذهبي 1: 24؛ وتاريخ الخميس 1: 206؛ وتهذيب النووى 1: 22؛ وقد زاد ابن سعد في أسمائه: الخاتم، ورسول الرحمة.
(1/21)

الأمهق، ولا الآدم (1) ، ولا بالجعد القطط، ولا السبط (2) ، رجل الشعر، أزهر اللون، مشرباً بحمرة في بياض ساطع، كأن وجهه القمر حسناً، ضخم الكراديس، أوطف الأشفار (3) ، أدعج العينين، في بياضهما عروق حمر رقاق، حسن الثغر، واسع الفم، حسن الأنف، إذا مشى كأنه يتكفأ (4) ، إذا التفت التفت بجميعه، كثير النظر إلى الارض، ضخم اليدين لينهما، قليل لحم العقبين، كث اللحية واسعها، أسود الشعر، ليس لرجليه أخمص، إذا طول شعره فإلى شحمة أذنيه ومع كتفه، وإذا قصره فإلى أنصاف أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبة (5) .
وهو: محمد، صلى الله عليه وسلمن وأحمد، والملحى: يمحو الله به الكفر، والحاشر: يحشر الناس على عقبيه، والعاقب: ليس بعده نبي، والمقفى، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، وسماه الله تعالى: رؤوفاً رحيما.
وكان على نغض (6) كتفه الأيسر خاتم النبوة، كأنه بيضة حمام، لونه لون جسده، عليه خيلان (7) ، ومن فوقه شعرات.
__________
(1) الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة. والآدم: الأسمر.
(2) رجل قط الشعر وقططه: أي قصيره جعده. والسبط نقيضه. وشعر رجل: بين السبوطة والجعودة.
(3) الكراديس: كل عظمين التقيا في مفصل. وأوطف الأشفار: أي كان في هدب أشفار عينيه طول.
(4) التكفؤ: التمايل إلى قدام كما تتكفأ السفينة في جريها.
(5) راجع ابن سعد 1 / 2: 135 حيث الكلام عن شيب الرسول.
(6) النغض: بفتح النون وضمها: هو العظم الرقيق على طرف الكتف.
(7) خيلان: جمع خيال: وهي الشامة في الجسد.
(1/22)

أمراؤه صلى الله عليه وسلم (1)
باذان الفارسي على اليمن كلها، وهو باذان بن ساسان بن بلاش، ابن الملك جاماساف، بن الملك فيروز بن يزدجر الملك، بن بهرام جور الملك، فلما مات باذان ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه شهر بن باذان صنعاء وأعمالها فقط.
وولى المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة كندة والصدف.
وولى زياد بن لبيد البياضي الأنصاري حضرموت (2) .
وولى أبا موسى الأشعري زبيد وعدن ورمع والساحل.
وولى معاذ بن جبل الجند.
وولى عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس مكة وإقامة الموسم والحج بالمسلمين سنة ثمان، وهو دون العشرين سنة.
وولى أبا سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس نجران (3) .
وولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب على تيماء.
وولى خالد بن سعيد بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس على صنعاء بعد قتل شهر بن باذان، وقتل شهر بن باذان، رحمة الله عليه، الأسود العنسي الكذاب لعنه الله.
__________
(1) اختلف ترتيب هذا الفصل عما في المحبر (ص 125) بعض اختلاف؛ وفي أماكن متفرقة من فتوح البلدان للبلاذري ذكر لأمراء الرسول؛ وفي أنساب الأشراف له 1: 255 - 256 فصل خاص بهم؛ وانظر أيضاً زاد المعاد 1: 64.
(2) زاد في المحبر (126) أن زياداً كان والياً على صدقات حضر موت.
(3) ولى أبو سفيان نجران بعد عمرو بن حزم (انظر فتوح البلدان ص 76).
(1/23)

وولى أخاه عمرو بن سعيد على وادي القرى.
وولى أخاهما الحكم بن سعيد على قرى عرينة (1) ، وهي فدك وغيرها.
وولى أخاهم أبان بن سعيد على مدينة الخط بالبحرين (2) ، وهي التي تنسب إليها الرماح.
وولى العلاء بن الحضرمي حليف بن سعيد بن العاص على القطيف بالبحرين.
وولى عمرو بن العاص على عمان وأعمالها.
وولى عثمان بن [أبي] (3) العاصي الثقفي على الطائف.
وولى محمية بن جزء بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد (4) الزبيدي على الأخماس (5) التي بحضرته (6) ، صلى الله عليه وسلم، قيل: وهو حليف بني جمح.
وولى علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، على الأخماس باليمن، والقضاء بها.
__________
(1) انظر في قرى عرينة، كتاب الأموال رقم: 23.
(2) رجح البلاذري (فتوح ص: 88) أن العلاء كان أولا والياً على البحرين ثم خلفه عليها أبان سعيد.
(3) ساقطة في الأصل.
(4) في الأصل: عرفج بن عمرو بن زيد، وهو خطأ، والتصحيح من ابن سعد وسواه.
(5) ذكر ابن سعد (4 / 1: 146) أن محمية بن جزء استعمل على مقسم الخمس وسهمان المسلمين يوم المريسيع؛ وأورد رواية أخرى تؤيد أن أمر الأخماس عامة كان موكولاً إليه.
(6) في الأصل: لحضرته، وهو خطأ من الناسخ، وقوله: " بحضرته " : أي التي كانت حاضرة عنده يوم المريسيع، كما سلف.
(1/24)

وولى معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس على خاتمه (1) صلى الله عليه وسلم.
وولى عدي بن حاتم على صدقات بني أسد.
وولى مالك بن نويرة اليربوعي على صدقات بني حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
وولى قيس بن عاصم المنقري، والزبرقان بن بدر على صدقات بني سعد ابن زيد مناة بن تميم.
وولى عمر بن الخطاب على بعض من الصدقات أيضاً، وجماعة كثيرة على الصدقات أيضاً، لأنه كان على كل قبيلة وال يقبض صدقاتها.
وولى أبا بكر الصديق على موسم سنة تسع، وخليفته على ولاية الأمور كلها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
فصل
كان عمر بن عبسة السلمى صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية (2) . وكان عياض بن حمار (3) بن [ناجية بن] (4) عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع
__________
(1) هكذا ذكر ابن حزم، وأما ابن حبيب فقد ذكر أن معيقيباً ولى على الغنائم. وانظر ترجمة معيقيب في ابن سعد (4 / 1: 86).
(2) لعمرو بن عبسة ترجمة في ابن سعد (4 / 1: 157)، وفي الاستيعاب وأسد الغابة. وهو مذكور في مسند أحمد 4: 111 - 115، 385 - 388، وليس في المصادر المذكورة ما يدل على انه صديقاً لرسول الله في الجاهلية، ولكنه كان من أسبق الناس إلى الإسلام حتى كان يقول إنه ربع الإسلام.
(3) في ابن سعد وأسد الغابة: عياض بن حماد؛ وفي اللسان والإصابة: حمار؛ قال ابن حجر في تعليقه على التسمية: وأبوه باسم الحيوان المشهور، وقد صحفه بعض المتنطعين من الفقهاء، لظنه أن أحداً لا يسمى بذلك.
(4) ساقطة في الأصل.
(1/25)

بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، حرمى (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، ويعني ذلك أن قريشاً كانت من الحمس، وكانت بنو مجاشع من الحلة، وعهما دينان من أديان العرب في الجاهلية، فكان الحل لا يطوف بالبيت إلا عرياناً إلا أن يعيره رجل من الحمس ثياباً يطوف بها؛ فكان عياض يطوف في ثياب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعياض هذا: ابن عم الأقرع بن حابس بن عقال لحا.
وكان الضحاك بن سفيان الكلابي سيافه (2) ، صلى الله عليه وسلم؛ وبالله التوفيق.
كتابه صلى الله عليه وسلم (3)
علي بن أبي طالب، وعثمان، وعمر، وأبو بكر، وخالد بن سعيد بن العاصي، وأبي بن كعب الأنصاري، وحنظلة بن الربيع الأسيدي، ويزيد ابن أبي سفيان، وزيد بن ثابت الأنصاري من بني النجار، ومعاية بن أبي سفيان.
__________
(1) النسب في الناس للحرم " حرمى " بكسر الحاء وسكون الراء، فإذا كان في غير الناس قيل " حرمى " بفتحهما.
(2) ترجم له في الإصابة وقال: إنه كان يقوم على رأس الرسول متوشحاً بالسيف. وراجع تلقيح الفهوم (ص 38) وزاد المعاد 1: 63 في من كان يضرب الأعناق بين يديه.
(3) انظر أسماء كتابه: في أنساب الأشراف 1: 256؛ وفتوح البلدان: 478؛ والجهشياري ص: 12 وتلقيح الفهوم: 37؛ وزاد المعاد 1: 59؛ وتهذيب النووي 1: 29؛ وابن سيد الناس 2: 315 وعددهم هناك كثير؛ وذكر صاحب التراتيب الإدارية (1: 114) نقلاً عن ابن عساكر أنه عدهم في تاريخ دمشق ثلاث وعشرين، وأوصلهم في بهجة المحافل إلى خمسة وعشرين. راجع كذلك الاستيعاب في ترجمة زيد بن ثابت.
(1/26)

وكان زيد بن ثابت من ألزم الناس لذلك، ثم تلاه معاوية بعد الفتح. فكانا ملازمين للكتابة بين يديه، صلى الله عليه وسلم، في الوحي وغير ذلك، لا عمل لهما غير ذلك.
فصل (1)
كان قيس بن سعد بن عبادة الساعدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير.
ووقف المغيرة بن شعبة الثقفي على رأسه بالسيف يوم الحديبية.
وكان بلال بن رباح على نفقاته.
وكانت أم أيمن دايته.
وكان أنس بن مالك خادمه.
وكان ذؤيب بن حلحلة بن عمرو الخزاعي، والد الفقيه قبيصة بن ذؤيب، صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أهدى، والناظر عليها.
وقد أذن عليه رباح الأسود مولاه، وأبو موسى الأشعري.
وكان ابن أم مكتوم الأعمى، وهو من بني عامر بن لؤي، واسمه عمرو ابن قيس بن زائدة [بن] (2) الأصم، واسمه جندب، بن هزم (3) بن رواحة بن حجر بن عبد (4) بن معيص بن عامر بن لؤي: مؤذنه مع بلال.
__________
(1) راجع في هذت الفصل المتنوع فصولاً عن مؤذنيه وحرسه وشعرائه وخطبائه في زاد المعاد (1: 63 - 66) وتلقيح الفهوم: 38.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) في أسد الغابة والإصابة: هرم؛ وفي الجمهرة (162): هدم.
(4) ما ورد هنا يتفق مع ما جاء في الجمهرة (ص 161). وفي أسد الغابة: عدي.
(1/27)

وحجمه أبو طيبة (1) من الأنصار.
وكان شعراؤه الذين يذبون عن إسلام بألسنتهم: كعب بن مالك الأسلمي، وعبد الله بن رواحة من بني الحارث بن الخزرج، وحسان بن ثابت من بني النجار، كلهم من الخزرج من الأنصار.
وخطيبه ثابت بن قيس بن الشماس.
وفارسه أبو قتادة الأنصاري.
وضيفه أبو أيوب خالد بن زيد من بني النجار.
واتخذ صلى الله عليه وسلم خاتم ذهب (2) ، ثم رماه وتبرأ منه؛ واتخذ خاتم فضة، فصه منه، نقشه: محمد، رسول، الله ثلاثة أسطر، كان يحبسه في خنصره المقدس في يساره، وربما في يمينه المقدسة، يجعل فصه إلى باطن كفه، ونهى أن ينقش أحد على نقشه، كما نهى أن يتكنى أحد بكنيته، فلا يحل شيء من ذلك. فلم يزل الخاتم في يده إلى أن مات، ثم في يد أبي بكر، ثم عمر، ثم في يد عثمان، فلما كان في السنة السادسة من خلافته سقط من يده في بئر أريس؛ فنزحت البئر، وأخرج منها أكوام من طين، فلم يوجد الخاتم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فإنه كان أثراً مباركاً فذهب.
__________
(1) أبو طيبة: بفتح الطاء كما ضبطه النووي (1: 264) واسمه: نافع وقيل غير ذلك، وكان عبداً لبني بياضة؛ انظر ترجمته في أسد الغابة، وراجع عند ابن سعد (1 / 2: 143) فصلاً عن حجابة رسول الله.
(2) انظر اتخاذ الرسول الخاتم في: طبقات ابن سعد 1 / 2: 161، وتاريخ الذهبي 1: 287.
(1/28)

رسله صلى الله عليه وسلم (1)
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل الفتح وبعد الحديبية، رسله إلى الملوك:
(1) فبعث دحية بن خليفة الكلبي، إلى قيصر ملك الروم، واسمه هرقل.
(2) وبعث عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ابرويز بن هرمز، ملك الفرس.
(3) وبعث عمرو بن أمية الضمري، إلى النجاشي ملك الحبشة.
(4) وبعث حاطب بن [أبي] (2) بلتعة اللخمي، إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، ومصر.
(5) وبعث عمرو بن العاصي؛ إلى جيفر وعياذ (3) ابني الجلندي الأزديين، ملكي عمان.
(6) وبعث سليط بن عمرو [أحد بني] (4) عامر بن لؤي، إلى هوذة ابن علي، الملك على اليمامة، وإلى ثمامة بن أثال، الحنفيين.
(7) وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين.
(8) وبعث شجاع بن وهب الأسدي، من أسد خزيمة، إلى الحارث
__________
(1) راجع رسله في: ابن هشام 4: 254، وابن سعد 1 / 2: 15، والمحبر ص: 75 وابن سيد الناس 2: 260 - 270، وابن كثير 4: 262، والإمتاع: 307 وتهذيب النووي 1: 30.
(2) ساقطة في الأصل.
(3) في ابن سعد 1 / 2: 18 وابن سيد الناس: إلى جيفر وعبد.
(4) في الأصل: عمرو بن عامر، والتصحيح عن ابن هشام.
(1/29)

ابن أبي شمر الغساني، وابن عمه جبلة بن الأيهم، ملكي البلقاء من عمل دمشق.
(9) وبعث المهاجر بن أبي أمية المخزومي، إلى الحارث بن عبد الملك (1) الحميري، أحد مقاولة اليمن.
(10) وبعث معاذ بن جبل إلى جملة اليمن، داعياً إلى الإسلام، فأسلم جميع ملوكهم، كذى الكلاع وذي ظليم وذي زرود وذي مران وغيرهم.
وأسلم سائر الملوك الذين ذكرنا قبل أنهم أرسل إليهم عليه السلام، وأسلم قومهم، حاشا قيصر والقومقس وهذوة وكسرى والحارث بن أبي شمر والنجاشي، وهو غير الذي هاجر إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بموته، فنعاه إلى المسلمين، وخرج بهم إلى البقيع، وصف أصحابه صفوفاً، وصلى عليه، وكبر عليه أربعاً، وكان يكتم قومه إسلامه خوفاً منهم.
وتأخر إسلام ثمامة بن أثال، ثم أسلم مختاراً بعد ذلك.
وأما قيصر فهم بالإسلام، فغلبه قومه، فلم يسلم.
وأما المقوقس فقارب، وهادى رسول الله صلى الله عليه وسلم [مأبوراً وهو عبد] (2) مجبوب، والبغلة الشهباء، التي كانت تسمى الدلدل، وجاريتين: إحداهما مارية أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخرى أختها سيرين،
__________
(1) في ابن هشام: عبد كلال الحميري.
(2) بياض بالأصل، والزيادة من كتب الرجال. " مأبور " ، ويقال: إن اسمه " هابو " : قبطي خصي قريب مارية، أهداه المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم. (الإصابة وأسد الغابة).
(1/30)

وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فولدت له ابنه عبد الرحمن، فهو ابن خالة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما البغلة فكان يركبها إلى أن مات، ثم كانت عند علي بن أبي طالب إلى أن مات، قيل ثم صارت عند عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكان يجش (1) لها الشعير لطول عمرها، إلى نفقت أيام معاوية.
وأما كسرى فكان أقبح القوم رداً، ومزق كتابه، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمزق الله ملكه أولاً، ثم ملك الفرس جملة. وكان صلوات الله وسلامه عليه له رسل كثير إلى قبائل العرب (2) .
نساؤه صلى الله عليه وسلم (3)
أول أزواجه صلى الله عليه وسلم: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، تزوجها عليه الصلاة والسلام وهو ابن خمس وعشرين سنة، وماتت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين (4) ، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت. وكانت قبله عند عتيق بن عابد (5) بن عبد الله
__________
(1) جش الحب: دقه أو طحنه غليظاً جريشاً.
(2) انظر تفصيل ذلك في ابن سعد 1 / 2: 15 - 38.
(3) راجع هذا الفصل في كتاب السمط الثمين للمحب الطبري، وتراجم زوجات الرسول في الجزء الثامن من ابن سعد (ص 35 وما بعدها)؛ وانظر أيضاً ابن هشام 4: 293؛ والمحبر ص 77؛ وابن عساكر 1: 292؛ وتلقيح الفهوم ص: 9؛ وزاد المعاد 1: 51؛ وتهذيب البنووي 1: 27؛ وابن سيد الناس: 2: 300؛ وابن كثير 5: 291.
(4) في المواهب اللدنية (1: 75) أن خديجة توفيت قبل الهجرة بسنة وأن هذا قاله ابن حزم نفسه وادعى فيه الإجماع، وهذا مخالف لما أثبته هنا، ولعله مما استدركته على نفسه كعادته في أكثر ما كتب.
(5) كذلك ورد في ابن سعد وابن هشام؛ أما في الجمهرة (133)؛ ونسب قريش ص 22، والمحبر ص: 79، والإصابة، فهو: عائذ. وفرق أبو ذي الخشني بينهما تفريقاً دقيقاً فقال: كل ما كان من ولد عمر بن مخزوم فهو " عابد " بالباء والدال المهملة، وكل ما كان من ولد عمران بن مخزوم فهو " عائذ " .
(1/31)

ابن عمر بن مخزوم، فولدت له عبد الله، ثم خلف عليها أبو هالة (1) ، واسمه هند بن زرارة بن النباش (2) بن عدي بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة (3) بن أسيد بن عمرو بن تميم، فولدت له ابنين ذكرين، وهما: هند والحارث، وابنة اسمها زينب. فأما هند بن هند فشهد أحدا، وسكن البصرة، وروى عنه الحسن بن علي بن أبي طالب (4) . وأما الحارث فقلته أحد الكفار عند الركن اليماني.
فلما ماتت خديجة تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود (5) بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وكانت قبله عند ابن عمها السكران بن عمرو بن عبد شمس، فمات عنها.
ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق، واسمه عبد الله، بن أبي قحافة، واسمه عثمان، بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، لم
__________
(1) بهذا قال ابن هشام أيضاً، أي بأن أبا هالة خلف عتيق بن عابد على خديجة، وذهب ابن عبد البر إلى أن أول أزواجها هو أبو هالة وخلفه عتيق، ونسب ابن عبد البر هذا القول للأكثر، وكذلك أورده ابن سعد وصاحب المحبر.
(2) في الأصل: العباس، والتصحيح عن الجمهرة ص: 199 والإصابة (ترجمة خديجة) و(ترجمة هند بن أبي هالة 6: 293 - 294).
(3) في الأصل: صرد، والتصحيح عن الجمهرة (199)، والمحبر (78)، ومقاتل الطالبيين (48)، والنقائض (438).
(4) ذكر ابن حزم في الجمهرة أن الحسن روى عن خاله هند صفة النبي صلى الله عليه وسلم. وحديثه في ذلك رواه الترمذي في الشمائل (1: 38 وما بعدها من شرح على القاري). ورواه أيضاً البغوي والطبراني وغيرهم، كما نص عليه الحافظ في الإصابة (6: 294).
(5) " ود " بضم الواو، ويجوز فتحها.
(1/32)

يتزوج بكراً غيرها. تزوجها بمكة وهي بنت ست سنين، وبنى بها بعد الهجرة بسبعة أشهر في شوال، وهي بنت تسع سنين، وبقيت معه تسع سنين وخمسة أشهر، وماتت سنة ثمان وخمسين.
ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب بعد الهجرة بسنتين وأشهر. وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمي، فمات عنها، وتوفيت سنة خمس وأربعين، وصلى عليها مروان، وهو أمير المدينة.
ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكانت قبله عند عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، قتل يوم بدر. وتوفيت زينب في حياته بعد ضمه لها بشرين، وقال الزهري: بل كانت عند عبد الله بن جحش الأسدي المستشهد يوم أحد.
وتزوج أم سلمة، واسمها هند، بنت أبي أمية، واسمه حذيفة (1) ، ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي. وكانت قبله عند أبي سلمة، واسمه عبد الله، بن عبد الأسد المخزومي، فولدت له عمر، وسلمة، ودرة (2) ، وزينب؛ وهي آخر نسائه موتاً، ماتت سنة تسع وخمسين، وكذلك ذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي (3) في تأريخه: أنها توفيت في سنة تسع وخمسين، وقال ابن أبي
__________
(1) هذا هو الموافق لما ذكره المصعب الزبيري في نسب قريش (ص 300). وفي ابن سعد (ج 8 ص 60) في ترجمة " أم سلمة " أن اسمه " سهيل " . وذكر الحافظ في الإصابة (8: 240) القولين. واتفقوا على أن أبا أمية هذا كان يلقب " زاد الركب " .
(2) لم يذكر ابن هشام درة بل ذكر في مكانها رقية (انظر 4: 294).
(3) ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (رقم 3877)، وذكر الطبري في حوادث سنة 241ه أنه ولي قضاء الشرقية في خلافة المتوكل؛ وهو ممن سمعوا الواقدي، وله تاريخ حسن.
(1/33)

خيثمة (1) : قبل معاوية بسنة، وقال عطاء (2) : آخرهن موتاً صفية، وهذا وهم.
وتزوج زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وكانت قبله صلى الله عليه وسلم عند زيد بن حارثة مولاه، وهي أول نسائه موتاً بعده، ماتت في أول (3) خلافة عمر، وهي التي زوجها الله تعالى منه، ولما فتحت البلاد وآتاها عمر ما فرض لها بكت وأعولت، ودعت إلى الله عز وجل أن لا يريها عاماً قابلاً حتى تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما فارقته من التقلل في الدنيا، فماتت قبل تمام العام.
ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، واسمه حبيب، بن الحارث بن عابد (4) بن مالك بن جذيمة (5) ، وهو المصطلق، من خزاعة. وكانت قبله عند رجل من بني عمها، اسمه
__________
(1) هو أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب بن شداد، كان ثقة عالماص متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس وأئمة الأدب. صنف التاريخ فجرده. قال الخطيب: ولا أعرف أغزر فوائد من تاريخه، وكان لا يحدث به إلا كاملاً. ولد سنة 205 وتوفي سنة 299.
(2) لعله أبو محمد عطاء بن بي رباح فقيه الحجاز، انفرد بالفتوى بمكة هو ومجاهد، توفي سنة 114ه . (انظر ابن سعد 5: 344).
(3) ذكر كل من ابن سعد (8: 81) وابن الأثير (أسد الغابة) أن زينب توفيت سنة عشرين، ومعنى هذا أن وفاتها كانت في أواخر خلافة عمر لا في أولها. ولكن لا خلاف في أن زينب كانت أول نساء الرسول موتاً بعده.
(4) سبق أن أشرنا إلى اختلاف المصادر في صورة هذا الاسم بن عابد وعائذ (انظر ص: 31، هامش: 5).
(5) في الأصل: خزيمة؛ والتصحيح عن: الجمهرة (228) ونسب قريش (16) والإمتاع (195).
(1/34)

عبد الله بن جحش الأسدي (1) ، وتوفيت سنة ست وخمسين في ربيع الأول، وصلى عليها مروان، قاله الواقدي (2) .
ثم تزوج أم حبيبة، واسمها رملة، وقيل هند (3) ، بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، فيما بعد الحديبية، سيقت إليه من بلاد الحبشة (4) ، وكانت هنالك مهاجرة مسلمة، وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش الأسدي، فارتد إلى النصرانية، ثم مات إلى النار. قيل: إن النجاشي أصدقها أربعمائة دينار ذهباً، وماتت في خلافة أخيها معاوية، سنة أربع وأربعين، فيما قاله أبو حسن الزيادي، وقال أيضاً مثله الواقدي.
وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حيي بن أخطب، من بني النضير، من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هرون بن عمران أخي موسى بن عمران عليهما السلام، وهو عمران بن قاهاث (5) بن لاوي بن رسول
__________
(1) قول ابن حزم إن جويرية كانت عند عبد الله بن جحش يتفق وما جاء في ابن هشام (4: 296)، وهي رواية أوردها صاحب السمط أيضاً (ص 117)؛ وذكر ابن سعد وصاحب الإمتاع والمحب الطبري وابن سيد الناس أنها كانت عند رجل من بني عمها يقال له: ابن أبي ضرار بن حبيب، وفي رواية أخرى ذكرها ابن سعد أنه: صفوان بن مالك؛ وفي أسد الغابة وابن سيد الناس أنه: مسافع ابن صفوان.
(2) ابن سعد 5: 85.
(3) قال ابن حجر في الإصابة: وقيل بل اسمها هند؛ ورملة أصح.
(4) يفهم من سياق نص ابن حزم أن الرسول تزوج أم حبيبة وهي في الحبشة، وفي رواية عن قتادة: أن الرسول إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة؛ قال ابن حجر في الإصابة: وفيما ذكر عن قتادة رد على دعوى ابن حزم؛ مع أن ابن حجر يقول بعد ذلك: والإجماع على أن النبي إنما تزوج أم حبيبة وهي بالحبشة. ورأى ابن حزم لم يشذ عن ذلك الإجماع فكيف يكون رأي قتادة رداً على دعوى ابن حزم
(5) في الأصل: فاهاث، والتصحيح عن الطبري (1: 198) والجمهرة (496)، وفي التوارة: قهات (3 / 17).
(1/35)

الله صلى الله عليه وسلم يعقوب بن رسول الله صلى الله عليه وسلم اسحق ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم رسول الله وخليله. وكانت قبله تحت كنانة بن أبي الحقيق. قال الواقدي رحمه الله تعالى: وفي سنة خمسين (1) ماتت صفية بنت حيي، وقاله أيضاً أبو حسان الزيادي.
ثم تزوج ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هرم (2) بن رويبة ابن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي خالة خالد بن الوليد وعبد الله ابن عباس. وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي. وقال عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب: بل كانت تحت حويطب بن عبد العزى أخى أبي رهم.
وهي آخر من تزوج صلى الله عليه وسلم، تزوجها بمكة في عمرة القضاء بعد إحلاله، وبني بها بسرف (3) ، وبها ماتت أيام معاوية، وذلك سنة إحدى وخمسين، قاله خليفة (4) . وقبرها هناك معروف.
وبعث في الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت بالله منه، فأعاذها، ولم يتزوجها، ووردها إلى أهلها.
__________
(1) انظر رواية الواقدي هذه في ابن سعد 8: 92؛ وفي رواية أخرى أوردها ابن سعد أيضاً: أنها توفيت سنة اثنتين وخمسين.
(2) كذا هو (بالراء) في الإصابة؛ و " هزم " في ابن سعد 8: 94 وأسد الغابة.
(3) سرف: واد على عشرة أميال من مكة.
(4) هو خليفة بن خياط الحافظ البصري الملقب بشباب، صاحب التاريخ والطبقات، توفي سنة 240ه (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب؛ وشذرات الذهب لابن العماد. وهذا الذي نقله ابن حزم عنه، نقله ابن عساكر أيضاً 1: 308.
(1/36)

ولم يصح عنه عليه السلام أنه طلق امرأة قط، إلا حفصة بنت عمر، ثم راجعها، بأمر الله بمراجعتها.
وأراد صلى الله عليه وسلم طلاق سودة بنت زمعة، إذ أسنت، وتوقع أن لا يوفيها حقها؛ فرغبت أن يمسكها، ويجعل يومها لعائشة بنت أبي بكر، فأمسكها.
ولم يبق ن نسائه أمهات المؤمنين امرأة إلا تخيرته، إذ أنزل الله تعالى آية التخيير (1) ، ومن ذكر غير هذا فقد ذكر الباطل المتيقن.
وصح أن صدقاته (2) لنسائه كان لكل امرأة خمسمائة درهم، هذا الثابت في ذلك، إلا صفية، فإنه أعتقها وجعل عتقها صداقها، لا صداق لها غير ذلك ألبتة، فصارت سنةً بعده عليه السلام.
وأولم على زينب بنت جحش بشاةٍ واحدة (3) فكفت الناس، قال أنس بن مالك: ولم نره أولم على امرأة من نسائه بأكثر من ذلك.
وأولم على صفية وليمةً ليس فيها شحم ولا لحم، إنما كان السويق والتمر والسمن.
وأولم على بعض نسائه، لم تسم لنا، بمدين من شعير (4) ، فكفى ذلك كل من حضر.
__________
(1) هي قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردد الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكم سراحاً جميلا، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيما) (الأحزاب 29 - 30).
(2) الصدقات: جمع صدقة، بفتح الصاد وضم الدال، وهو مهر المرأة.
(3) انظر صحيح البخاري 7: 24.
(4) المصدر نفسه.
(1/37)

وكان ينفق على نسائه كل سنة عشرين وسقاً من شعير، وثمانين وسقاً من تمر. هكذا رويناه من طريق في غاية الصحة، وروينا من طريق فيها ضعف: أن هذا العدد لكل واحدة منهن في العام، فالله أعلم، فقد كان لكل واحدة منهن الإماء والعبيد والعتقاء في حياته، صلى الله عليه وسلم ورضى عن جميعهن رضواناً يوجب لهن الجنة.
أولاده صلى الله عليه وسلم (1)
كل أولاده من ذكر وأنثى فمن خديجة بنت خويلد، حاشا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس، لم يولد له من غيرها.
فالذكور من ولده:
القاسم، وبه كان يكنى، وهو أكبر ولده، عاش أياماً يسيرة، ولد له قبل النبوة.
وولدان آخران اختلف في اسم أحدهما، إلا أنه لا يخرج الرواية في ذلك عن " عبد الله: و " الطاهر " و " الطيب " .
وروينا من طريق هشام بن عروة عن أبيه: أنه كان له ولد اسمه عبد العزي قبل النبوة، وهذا بعيد، والخبر مرسل، ولا حجة في مرسل.
وأما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين (2) ، ومات قبل
__________
(1) انظر: ابن هشام 1: 202، وابن سعد 1 / 1: 85، وتهذيب ابن عساكر 1: 291، وتلقيح الفهوم ص: 15، وزاد المعاد 1: 49، وابن سيد الناس 2: 288، وابن كثير: 5: 306، وتاريخ الخميس 1: 272، وتهذيب النووى 1: 26، وانظر ما أورده صاحب المحبر (ص 52) والمحب في السمط الثمين (146 - 166) في ذكر بناته خاصة.
(2) ذكر ابن سعد وابن سيد الناس أنه عاش ستة عشر شهراً.
(1/38)

موت أبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر، يوم كسوف الشمس.
وبناته:
وزينب، أكبر بناته، تزوجها أبو العاصي، اسمه القاسم، بن الربيع (1) ابن عبد العزي بن عبد مناف، وكانت خديجة أم المؤمنين خالة أبي العاصي. لم يكن لزينب زوج أبي العاصي، وماتت عنده سنة ثمان من الهجرة (2) ، قاله خليفة. ومات أبو العاصي في خلافة عمر. فولدت زينب لأبي العاصي: علياً، ومات مراهقاً، وأمامة، تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة فلم تلد له، ومات عنها، فتزوجها المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب، فماتت عنده ولم تلد له.
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رقية، تزوجها عثمان بن عفان، لم يكن لها زوج غيره، فولدت له ابناً اسمه: عبد الله، مات وله أربع سنين (3) ، ثم ماتت رقية بعد يوم بدر بثلاثة أيام.
وكان له صلى الله عليه وسلم أيضاً: فاطمة رضوان الله عليها، وتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله جوهه، فولدت له: الحي، فهو أكبر ولده والحسين، وزينب، وأم كلثوم، وابناً مات صغيراً اسمه
__________
(1) في اسم أبي العاصي اختلاف كثير. فقد رجح البلاذري أن أسمه لقيط، وحكى ابن عبد البر أنه هشيم أو مهشم. وقال أبو نعيم إنه ياسر، قال ابن حجر وأظنه (أي ياسراً) محرفاً من قاسم.
(2) انظر ابن عساكر (1: 296)، حيث ينقل عن ابن حزم أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة، ولم يحدد ابن حزم هنا تاريخ الوفاة كما أنه ينقل عن خليفة؛ فلعل ابن عساكر نقل رأي ابن حزم من أحد كتبه الأخرى.
(3) في السمط (ص 161) أنه مات وله ست سنين. ولعل ابن حزم سها هنا حين قرأ أن عبد الله مات سنة أربع.
(1/39)

المحسن (1) . تزوج زينب بنت علي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فولدت له علي بن عبد الله، له عقب. وتزوج أم كلثوم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فولدت له زيداً، لا عقب له ولا لأمه. وماتت فاطمة بعد رسول صلى الله عليه وسلم أشهر، ولم يكن لها زوج غير عليّ.
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم، وهي أصغر بناته، كانت مملكةً بعتبة بن أبي لهب فلم يدخل بها فطلقها، فتزوجها عثمان ابن عفان، فماتت عنده في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة تسع من الهجرة، قاله خليفة بن خياط، ولم تلد له.
أخلاقه صلى الله عليه وسلم (2)
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم على خلقٍ عظيم، كما وصفه ربه تعالى. وكان صلوات الله عليه وسلامه أحلم الناس، وأشجع الناس، وأعدل الناس، وأعف الناس، لم تمس قط يده امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرمٍ منه.
وكان عليه الصلاة والسلام أسخى الناس، لا يثبت عنده دينار ولا درهم، فإن فضل، ولم يجد من يعطيه ويجنه الليل، لم يأو منزله حتى
__________
(1) " المحسن " : بتشديد السين المهملة المكسورة. انظر الإصابة (6: 150 - 151) والمسند، وفي الحديثين (769، 953). والاستدراكين (2287 - 2552) من استدراكات المسند، بتحقيق أحمد محمد شاكر.
(2) ابن سعد: 1 / 2: 89 وما بعدها، وتهذيب ابن عساكر 1: 338، ودلائل النبوة ص: 56؛ وابن سيد الناس 2: 329، وتاريخ الخميس 1: 207، وتهذيب النووى 1: 31، وتاريخ الذهبي 1: 259 - 279.
(1/40)

يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله تعالى إلا قوت عامه فقط، من أيسر ما يجد من الشعير والتمر، ويضع سائر ذلك في سبيل الله تعالى. لا يسأل لله شيئاً إلا أعطاه، ثم يعود على قوت عامه فيؤثر منه حتى يحتاج قبل انقضاء العام.
يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم في مهنة أهله، ويقطع اللحم معهن.
أشد الناس حياء، لا يثبت بصره في وجه أحد. يجيب دعوة العبد والحر.
ويقبل الهدايا ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب، ويكافئ عليها ويأكلها. ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها.
تستعتبه الأمة والمسكين، فيتبعها حيث دعواه.
ولا يغضب لنفسه، ويغضب لربه، وينفذ الحق وإن عاد ذلك بالضرر عليه وعلى أصحابه.
عرض عليه الانتصار بالمشركين، وهو في قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيده في عدد من معه، فأبى وقال: إنا لا نستنصر بمشرك.
ووجد أصحابه قتيلاً من خيارهم وفضلاء أصحابه، يهد البلاد العظيمة والعساكر الكثيرة فقد مثله منهم، فلم يحف (1) لهم من أجله على أعدائه من اليهود الذين وجده مقتولاً بينهم، بل وداه مائة ناقة من صدقات المسلمين، وإن بأصحابه لحاجة إلى بعير واحد يتقوون به.
__________
(1) في الأصل: يجف. وحاف عليه: ظلمه وجار عليه.
(1/41)

وودى بني جذيمة، وهم غير موثوق بإيمانهم، إذ وجب بأمر الله تعالى ذلك.
يعصب الحجر على بطنه من الجوع، ومرة يأكل ما وجد، لا يرد ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضر، ولا يتورع عن مطعم حلال، إن وجد تمراً دون خبز أكله، وإن وجد شواء أكله، وإن وجد خبز بر أكله، وإن وجد حلواء أو عسلاً أكله، وإن وجد لبناً دون خبز اكتفى به، وإن وجد بطيخاً أو رطباً أكله.
لا يأكل متئكاً ولا على خوان، منديله باطن قدميه. لم يشبع من خبز بر ثلاثاً تباعاً حتى لقي الله تعالى، إيثاراً على نفسه، لا فقراً، ولا بخلاً.
يجيب الوليمة، ويعود المرضى، ويشهد الجنائز.
يمشي وحده بين يدي أعدائه بلا حارس.
أشد الناس تواضعاً، وأشكتهم في غير كبر، وأبلغهم في غير تطويل، وأحسنهم بشراً.
لا يهوله شيء من أمور الدنيا. ويلبس ما وجد، فمرة شملة، ومرة برد حبرة يمانياً، ومرة جبة صوف، ما وجد من المباح، لبس خاتم فضة، فصه منه، يلبسه في خنصره الأيمن، وربما في الأيسر.
يردف خلفه عبده أو غيره. يركب ما أمكنه، مرة فرساً، ومرة بعيراً، ومرة حماراً، ومرة بغلة شهباء، ومرة راجلاً حافياً بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة.
(1/42)

يعود كذلك المرضة في أقصى المدينة. يحب الطيب، ويكره الريح الردية.
يجالس الفقراء، ويواكل المساكين، ويلزم أهل (1) في أخلاقهم، ويستألف أهل الشرف بالبر لهم.
يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر.
يمزح ولا يقول إلا حقاً، يضحك في غير قهقة، ويرى اللعب المباح فلا ينكره. ويسابق أهله على الأقدام، ويرفع الأصوات عليه فيصبر.
له لقاح (2) وغنم، يتقوت هو أهله من ألبانها. وله عبيد وإماء، لا يتفضل عليهم في مأكل ولا ملبس.
ولا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى، أو فيما لابد له من صلاح نفسه.
يخرج إلى بساتين أصحابه، ويقبل البر اليسير، ويشرب النبيذ الحلو. ولا يحقر مسكيناً لفقره وزمانته، ولا يهاب ملكاً لملكه، يدعو هذا وهذا إلى الله تعالى مستوياً.
أطعم السم، وسحر، فلم يقتل من سمه، ولا من سحره، إذ لم ير عليهما قتلاً، ولو وجب ذلك عليها لما تركهما.
قد جمع الله له السيرة الفاضلة، والسياسة التامة.
وهو صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب، ونشأ في بلاد الجهل والصحارى، في بلد فقر، وذي رعية غنم.
__________
(1) هكذا في الأصل، وأمام الجملة في النسخة الخطية علامة استفهام؛ وثمة كلمة ساقطة قبل قوله " في اخلاقهم " نحو كلمة " المروءة "
(2) لقاح: إبل، جمع لقحة ولقوح، وهي، في الأصل: الحلوب.
(1/43)

ورباه الله تعالى محفوفاً باللطف، يتيماً لا أب له، ولا أم، فعلمه الله جميع محاسن الأخلاق، والطرق الحميدة. وأوحى إليه جل وعلا أخبار الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة، والغبطة والخلاص في الدنيا، ولزوم الواجب، وترك الفضول من كل شيء.
وفقنا الله تعالى لطاعته عليه الصلاة والسلام في أمرعه، والتأسي به في فعله، إلا فيما يخص به، آمين، آمين.
جمل من التاريخ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرد متقرباً إلى الله عز وجل في غار معروف بغار حراء (1) ، حبب إليه عليه صلوات الله وسلامه ذلك، لم يأمره بذلك أحد من الناس، ولا رأى من يفعل ذلك فتأسى به، وإنما أراده الله تعالى لذلك، فكان يبقى فيه عليه الصلاة والسلام الأيام والليالي، ففيه أتاه الوحي.
وأول ما أتاه جاءه الملك فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ: فغطه حتى بلغ منه الجهد (2) ، ثم أرسله، فقال: اقرأ؛ فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه الثانية كذلك، ثم أرسله، فقال: اقرأ، مرتين أو ثلاثاً، فقال له: ماذا أقرأ فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق.
__________
(1) انظر: ابن هشام 1: 251، وابن سعد 1 / 1: 129؛ وابن سيد الناس 1: 80، وابن كثير 2: 306، وتاريخ الذهبي 1: 67، والإمتاع ص: 12، وتاريخ الخميس 1: 280.
(2) الغط: العصر الشديد والكبس، قيل: إنما غطه ليختبره هل يقول من تلقاء نفسه شيئاً.
(1/44)

اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم}. وهذا أول ما نزل من القرآن.
فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم خديجة أم المؤمنين، فكانت أول من آمن. ثم آمن من الصبيان علي، ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق [ابن أبي قحافة] (1) واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن [كعب بن] (2) لؤي بن غالب بن فهر. وقيل: أول من آمن بعد خديجة أم المؤمنين: أبو بكر (3) .
ثم عليّ بن أبي طالب، واسم أبيه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. وزيد بن حارثة، وبلال.
ثم أسم عمرو بن عبسة السلمي (4) ، وخالد بن سعيد بن العاصي بن أمية
__________
(1) زيادة لازمة، لأن عثمان اسم أبيه.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) في السابقين إلى الإسلام انظر: ابن هشام 1: 257، وابن سيد الناس 1: 91، وابن كثير 3: 37، والإمتاع ص: 15، وتاريخ الخميس 1: 286.
(4) لم يذكر ابن حزم نسبه، ولذلك كتب الناسخ على هامش النسخة: ينبغي سياق نسبه وهو - كما ذكره المؤلف في الجمهرة: عمرو بن عبسة بن منقذ [بن عامر] بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة [بن سليم] بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقد ذكره ابن حزم قبل هذا (ص: 25) وقال إنه كان صديقاً للرسول في الجاهلية.
وهذا النسب الذي كتبه الناسخ بهامش الأصل مأخوذ من الجمهرة لابن حزم (ص 252) مع الرجوع إلى عمود النسب فيها (ص 248 - 252). وأخطأ كاتب الهامش فكتب " منقل " بدل " منقذ " ، وزاد في النسب [بن عامر] بعد منقذ، ونقص منه [بن سليم] بين " بهثة " و " منصور " . وفي نسبه أقوال أخر. انظر طبقات ابن سعد (4 / 1: 157 - 160) و(7 / 2: 125 - 126)، والإصابة (5: 5 - 6)، والمستدرك للحاكم (3: 616 - 617).
(1/45)

ابن عبد شمس بن عبد مناف. وسعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن وهيب (1) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
ثم عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب.
والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى ابن كلاب.
وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ابن كلاب.
وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة.
وخالد بن سعيد (2) ، وعمرو بن عبسة، وسعد بن أبي وقاص: من أولهم إسلاماً، وكان سائر من ذكرنا بدعاء أبي بكر الصديق لهم إلى الإسلام. وقد قيل إن سعداً أيضاً أسلم بدعاء أبي بكر، غير خالد وعمرو، فإنهما أسلما سابقين بدعائه عليه السلام.
ثم أسلك أبو عبيدة، واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال ابن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر.
وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن يقظة بن مرة.
__________
(1) في ابن هشام: أهيب.
(2) عد ابن حزم خالد بن سعيد في الأوائل، أخذاً بالروايات التي تقول إنه كان ثالثاً أو رابعاً أو خامساً، وآخره ابن هشام (انظر 1: 277).
(1/46)

وعثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. وإخوته قدامة، وعبد الله، [والسائب] (1) .
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط [ابن] (2) رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وكان أبوه زيد قد رفض الأوثان في الجاهلية ووحد الله عز وجل، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده (3) .
وأسماء بنت أبي بكر الصديق.
وفاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، أخت عمر بن الخطاب، زوجة سعيد بن زيد.
وعمير بن أبي وقاص، أخو سعد بن أبي وقاص.
وعبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار (4) بن مخزوم بن هاصلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركه، حليف بن زهرة، وكان يرعى غما لعقبة بن أبي معيط، وكان سبب إسلامه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلب من غنمه شاة حائلاً فدرت (5) .
__________
(1) لم يذكر ابن هشام في المسلمين الأولين من إخوة عثمان بن مظعون إلا اثنين: هما قدامة وعبد الله، وقول ابن حزم " إخوته " - بصيغة الجمع، يقتضي عد السائب فيهم. وقد ذكر ابن حزم أربعتهم في الجمهرة (ص 152) وقال: مهاجرون بدريون من المهاجرين الأولين وأفاضل الصحابة، رضى الله عنهم.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) انظر مسند الطيالسي (رقن 234)، ومسند الإمام أحمد، بشرح أحمد محمد شاكر (رقم 1648) في حديث سعيد بن زيد، و(رقم 5369) في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وترجمة " زيد بن عمرو بن نفيل " في الإصابة (3: 31 - 32).
(4) الأصل: قار، وهو بالفاء في الجمهرة: 186، والاستيعاب.
(5) حائل: غير حامل.
(1/47)

ومسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن حمالة بن غالب ابن محلم بن عائذة بن يثيع (1) بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة، وهم القارة.
وسليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.
وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة.
وامرأته أسماء بنت مخربة التميمية.
وخنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم (2) بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، وهو زوج حفصة بنت [عمر بن] (3) الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعامر بن ربيعة العنزي، من عنز وائل، حليف آل الخطاب.
وعبد الله بن جحش بن رئاب بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم ابن دودان بن أسد بن خزيمة، حليف بني أمية بن عبد شمس.
وأخوه أبو أحمد بن جحش، وكان أعمى.
وجعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب. وامرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مالك الخثعمي.
وحاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب.
__________
(1) في ابن هشام: سبيع، وفي الجمهرة: يثيع، كالذي أثبته هنا.
(2) الجمهرة: 156: سعد بن سهم.
(3) ما بين معكفين ساقط من الأصل.
(1/48)

وامرأته بنت (1) المجلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.
وأخوه حطاب (2) بن الحارث.
وامرأته فكيهة بنت يسار.
ومعمر بن الحارث بن عمرو بن حبيب بن [وهب بن] (3) حذافة ابن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.
والسائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب.
والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.
وامرأته رملة بنت أبي عوف بن صبرة بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.
والنحام واسمه نعيم بن عبد الله بن [أسيد بن عبد مناف بن] (4) عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي.
وعامر بن فهيرة أزدي، أمه فهيرة مولاة أبي بكر الصديق.
وأمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن يثيع (5) بن
__________
(1) في حاشية الأصل: اسمها فاطمة.
(2) في الأصل: خطاب (بالخاء المعجمة) والتصويب عن الجمهرة والاستيعاب.
(3) زيادة من الجمهرة: 152.
(4) زيادة من الجمهرة: 148 ونسبه كما أورده المؤلف هنالك كالذي أورده هنا إلا أنه ذكر عبد مناف بدلا من عبد الله. وقد حافظنا على رواية المؤلف في هذا النسب وإن خالف فيها غيره. فقد جاء في الاستيعاب والسهيل: ابن عبد الله بن أسيد بن عبد عوف، وصححه الخشني (1: 80). وانظر تحقيقاً وافياً في اسم " نعيم النحام " هذا، وفي شأن تسميته، في شرح الحديث (5720) من المسند، بشرح أحمد محمد شاكر.
(5) في الأصل: سبيع؛ وقال الخشني: صوابه يثيع بياء مضمومة مثناة النقط وثاء مثلثة.
(1/49)

جعثمة (1) بن سعد بن مليح بن عمرو، من خزاعة، امرأة خالد بن سعيد بن أبي العاصي.
وحاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخو سليط بن عمرو، المذكور قبل.
وأبو حذيفة مهشم (2) بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، حليف بني عدي بن كعب.
وخالد، وعاقل، وعامر، وإياس بنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب
__________
(1) في الأصل: خثعمة؛ قال الخشني: صوابه جعثمة، بجيم مكسور.
(2) " مهشم " : بضم الميم وفتح الهاء وتشديد الشين المعجمة المكسورة، كما نص عليه في تاج العروس (9: 106). وأبو حذيفة بن عتبة هذا، جزم ابن حزم هنا وفي الجمهرة (ص: 69) بأن اسمه " مهشم " ، وكذلك جزم ابن هشام في السيرة (ص 165 طبعة أوروبة)، وابن الأثير في أسد الغابة، (4: 425) في حرف الميم. واقتصر عليه الذهبي في تاريخ الإسلام (1: 364)، فقال " قيل: اسمه مهشم " . وهو مشهور بكنيته. وهو صحابي قديم، هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلها، بدراً فما بعدها. وقتل يوم اليمامة شهيداً سنة 12. وعقب السهيل (1: 167)، والخشني (1: 80)، كلاهما في شرح السيرة، على قول ابن هشام، فقال السهيلي: " وهو وهم عند أهل النسب، فإن مهشما إنما هو أبو حذيفة بن المغيرة، أخو هاشم وهشام ابني المغيرة بن عد الله بن عمر بن مخزوم، وأما أبو حذيفة ابن عتبة، فاسمه: قيس، فيما ذكروا " . وهذا صنيع غير جيد في مواطن الاختلاف. فقد سماه ابن سعد في الطبقات (3 / 1 / 59) " هشيما " وبذلك جزم الحاكم في المستدرك (3: 223). والخلاف في اسمه قديم، قال ابن عبد البر في الاستيعاب (ص 653): " يقال اسمه: مهشم، وقيل: هشيم، وقيل: هاشم " . وفي الإصابة (7: 42): " اسمه: مهشم، وقيل: هاشم، وقيل: قيس " . وذكره الحافظ في الإصابة أيضاً، في اسم " مهشيم " (6: 146)، وأحال على الموضع الآخر في الكنى. وأبو حذيفة بن عتبة هذا: هو الذي كان تبنى سالماً، الذي عرف باسم " سالم مولى أبي حذيفة " ، والذي ورد شأنه الحديث المعروف في رضاع الكبير. انظر فتح الباري (7: 244، و 9: 113 - 114)، وصحيح مسلم (1: 415)، وسنن أبي داود (رقم 2061). وأما " أبو حذيفة بن المغيرة المخزومي " ، الذي أشار إليه السهيل والخشني، فاسمه " مهشم " أيضاً، وهو جاهل، وذكره ابن حزم في الجمهرة (ص 135، 137)، وذكر أن ابنه " هشام بن أبي حذيفة " من مهاجرة الحبشة، وهو كما قال.
(1/50)

ابن غيرة بن سعد (1) بن ليث بن بكر (2) بن عبد مناة بن كنانة، حلفاء لبني عدي بن كعب.
وعمار بن ياسر، عنسى من مذحج، مولى لبني مخزوم.
وصهيب بن سنان من بني النمر بن قاسط، حليف آل جدعان من بني تيم بن مرة.
والأرقم بن أبي الأرقم، واسمه عبد مناف، بن أبي جندب، واسمه أسد، بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
ثم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط، وقيل: به أتم الله أربعين من الصحابة، ولعل ذلك كان وعمرو بن عبسة لم يكن بمكة، وعمير بن أبي وقاص كان صغيراً، ولعل أيضاً بينهم مثل هذا.
وأول من أهراق دماً في سبيل الله فسعد بن أبي وقاص، وكان مع قوم من المسلمين يصلون، فاطلع عليهم قوم من المشركين، فقاتلومهم، فضرب سعد رجلاً منهم بلحى جمل فشجه (3) .
ثم أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء إلى الله عز وجل، وجاهرته قريش بالعداوة والأذى، إلا أن أبا طالب عمه كان حدباً عليه، مانعاً له، وهو باق على دين قومه.
__________
(1) في الأصل: غير من بني سعد. والتصحيح عن الجمهرة، والاستيعاب، وسيرة ابن هشام ط. جوتنجن.
(2) في الأصل: بكير، والتصحيح عن الجمهرة: 170 وابن هشام، وغيرهما.
(3) اللحى: عظم الفك الذي تنبت فيه الأسنان من الدابة والإنسان.
(1/51)

وكان المجاهرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالأذى والعداوة (1) ، أولهم وأشدهم من قومه: عمه أبو لهب، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، أحد المستهزئين.
وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف: عتبة، وشيبة، ابنا ربيعة بن عبد شمس.
وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن ربيعة بن أمية بن عبد شمس، أحد المستهزئين.
وأبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أحد المستهزئين.
والحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أحد المستهزئين.
ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس.
ومن بني عبد الدار بن قصي: النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي.
ومن بني عبد العزى بن قصي: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، أحد المستهزئين.
وابنه: ربيعة بن الأسود.
وأبو البختري العاصي بن هشام بن عبد العزى بن قصي
__________
(1) انظر في أعداء رسول الله من قريش، وفي المستهزئين: ابن هشام 1: 380؛ وابن سعد 1 / 1 /: 133؛ والمحبر: 157، 158؛ وأنساب الأشراف 1: 53 - 70؛ ودلائل النبوة: 91؛ وابن سيد الناس 1: 110؛ والإمتاع: 22.
وقد نقل ابن سيد الناس هذا الفصل عن أبي عمر بن عبد البر من كتابه: الدرر في اختصار المغازي والسير، وما أورده ابن حزم هنا يشبه كلام أبي عمر والترتيب الذي اختاره شبهاً كبيراً.
(1/52)

ومن بني زهرة بن كلاب: ابن خاله، وهو الأسد بن عبد يغوث ابن وهب بن عبد مناف بن زهرو بن كلاب.
ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة: أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأخوه: العاصي بن هشام.
وعمهما: الوليد بن المغيرة، والد خالد بن الوليد.
وابنه: أبو قيس بن الوليد.
وابن عمه: قيس بن الفاكه بن المغيرة.
وابن عمهم: زهير بن أبي أمية بن المغيرة، أخو أم سلمة أم المؤمنين (1) .
والأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وصيفي بن السائب، من بني عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
ومن سهم بن هصيص بن كعب بن لؤي: العاصي بن وائل بن هاشم (2) بن سعيد بن سهم بن هصيص، والد عمرو.
وابن عمه: الحارث بن عدي بن سعيد بن سهم بن هصيص.
ومنبه، ونبيه، ابنا الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم ابن هصيص.
__________
(1) زاد ابن سيد الناس في هذا الموضع: وأخوه عبد الله بن أبي أمية.
(2) علق الناسخ في الهامش: صوابه هشام. وهو خطأ أوقعه فيه متابعته لنسخة السيرة المطبوعة على هامش السهيل، والصحيح هاشم كما ورد هنا، وكما في الجمهرة: 154، وسيرة ابن هشام 1: 167 طبع جوتنجن.
(1/53)

ومن بني جمح: أمية، وأبي، ابنا خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن هصيص بن كعب بن لؤي.
وأنيس (1) بن [معير] (2) بن لوذان بن سعد بن جمح، أخو أبي محذورة.
والحارث بن الطلاطلة الخزاعي.
وعدي بن الحمراء الثقفي.
فاشتد هؤلاء ورؤساء سائر قبائل قريش على من أسلم منهم، يعذبون من لا منعة عنده، ويؤذون من لا يقدرون على عذابه، والإسلام على هذا يفشو في الرجال والنساء.
ولقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب أمراً عظيماً. ورزقهم الله تعالى على ذلك من الصبر أمراً عظيماً، لما ذخر الله عز وجل لهم في الآخرة من الكرامة، (3) فطعن الفاسق عدو الله أبو جهل سمية أم عمار بن ياسر بحربة في قبلها فقتلها، رضوان الله عليها.
وكان سادات بلال من بني جمح يأخذونه ويبطحونه على الرمضاء في حر مكة، يلقون على بطنه الصخرة العظيمة، ثم يأخذونه ويلبسونه في ذلك الحر الشديد درع حديد، ويضعون في عنقه حبلاً، ويسلمونه إلى الصبيان يطوفون به، وهو في كل ذلك صابر محتسب، لا يبالي بما لقى في ذات الله تعالى، رضوان الله عليه.
__________
(1) في الأصل: أنس، والتصحيح عن الجمهرة: 153 وابن سيد الناس، وأسد الغابة في ترجمة أبي محذورة، ولم يذكره ابن هشام في المؤذين والمستهزئين.
(2) بياض بالأصل، والتكملة عن ابن سيد الناس وأسد الغابة والجمهرة: 153.
(3) قابل هذه العبارة، من قوله " ولقي أصحاب رسول الله.. الكرامة " . بقول أبي عمر بن عبد البر كما نقله ابن سيد الناس 1: 111 " ولقي المسلمون من كفار قريش وحلفائهم من الأذى والعذاب والبلاء عظيماً ورزقهم الله من الصبر على ذلك عظيماً، ليدخر لهم ذلك في الآخرة ويرفع به درجاتهم في الجنة " .
(1/54)

وأسلم ياسر والد عمار. وأسلم سلمة بن الوليد. والوليد بن الوليد بن المغيرة وأبو حذيفة مهشم بن عتبة بن ربيعة، وغيرهم.
وأعتق أبو بكر بلال بن رباح، وأمه حمامة، مولدة، وأعتق عامر بن فهيرة، وأعتق أم عبيس (1) ، وزنيرة، والنهدية وابنتها. وجارية لبني عدي بن كعب، كان عمر بن الخطاب يعذبها على الإسلام، وذلك قبل أن يسلم. وقيل إن أبا قحافة قال: يا بني أراك تعتق رقاباً ضعافاً فلو أعتقت قوماً جلداً يمنعونك؛ فقال أبو بكر: يا أبة إني أريد ما أريد. قيل: ففيه أنزل الله تعالى: {وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتى ماله يتزكى} إلى آخر السورة. رضوان الله ورحمته وبركاته على الصديق.
فلما كثر المسلمون واشتد العذاب والبلاء عليهم أذن الله تعالى لهم في الهجرة إلى أرض الحبشة (2) ، وهي في غربي مكة، وبين البلدين صحارى السودان، والبحر الآخذ (3) من اليمن [إلى] (4) القلزم (5) .
فكان أول من خرج من المسلمين فاراً بدينه إلى أرض الحبشة: عثمان بن عفان مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) في الأصل: أم عميس؛ والتصحيح عن ابن هشام 1: 340، وأسد الغابة.
(2) انظر في الهجرة إلى الحبشة: ابن هشام 1: 344، وابن سعد 1 / 1: 136، وأنساب الأشراف 1: 89 وما بعدها، وتلقيح الفهوم: 209، وابن سيد الناس 1: 115، وتاريخ الذهبي 1: 106، وابن كثير 3: 70، والإمتاع: 20، وتاريخ الخميس 1: 288.
(3) في الأصل الذي نقل عنه ناسخ نسختنا " الأحد " ، فكتبها في الهامش، وأثبت مكانها في الصلب " البحر الأحمر " . وهي تسمية محدثة لم يعرفها القدماء.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) القلزم: علم على بحر ومدينة، والثانية هي المقصودة هنا، ومدينة القلزم على ساحل البحر الأحمر قرب أيلة والطور، وإليها ينسب البحر نفسه.
(1/55)

وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس مراغماً لأبيه، هارباً ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، مسلمة مراغمة لأبيها، فارة بدينها إلى الله تعالى، فولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة.
ومن بني أسد بن عبد العزى: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ابن عبد العزى.
ومن بني عبد الدار بن قصي: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار.
ومن بني زهرة بن كلاب: عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة.
ومن بني مخزوم: أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم. ومعه امرأته أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أم المؤمنين.
ومن بني جمح: عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.
ومن بني عدي بن كعب: عامر بن ربيعة حليف [آل] (1) الخطاب. ومعه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم بن عبد الله بن عوف بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب.
ومن بني عامر بن لؤي: أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وامرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
__________
(1) زيادة من ابن هشام 1: 345.
(1/56)

وقد قيل: إن أول من هاجر إلى أرض الحبشة أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك.
ومن بني الحارث بن فهر: سهيل ابن بيضاء، وهو سهيل بن وهب ابن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث.
ثم خرج بعدهم جعفر بن أبي طالب، ومعه امرأته أسماء بنت عميس، فولدت هناك بنيه: محمداً، وعبد الله، وعوناً.
وعمرو بن سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد الشمس. ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرق (1) بن [خمل] (2) بن شق بن رقبة بن مخدج (3) الكناني.
وأخوه خالد بن سعيد. معه امرأته أمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر ابن بياضة بن يثيع بن جعثمة (4) بن سعد بن مليح بن عمرو، من (5) خزاعة. فولدت له هناك سعيداً، وابنة حبة (6) ، وهي أم خالد التي تزوجها الزبير بعد ذلك. فولدت له خالد بن الزبير، وعمرو بن الزبير.
ومن حلفائهم من بني أسد بن خزيمة: عبد الله بن جحش بن رئاب ابن يعمر بن صبرة.
وأخوه عبيد الله، معه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين، فتنصر هنالك، ومات مرتدا.
__________
(1) في ابن هشام: 346، وأسد الغابة: محرث.
(2) زيادة من ابن سعد.
(3) الجمهرة: 116: مخرج.
(4) في الأصل: سبيع بن خثعمة.
(5) في الأصل: " بن " ، والتصحيح عن ابن هشام.
(6) في أسد الغابة وابن هشام: أمة.
(1/57)

وقيس بن عبد الله، رجل منهم، معه امرأته بركة بنت يسار، مولاة أبي سفيان بن حرب بن أمية.
ومعيقيب بن أبي فاطمة، عديد لبني العاصي بن أمية (1) ، وهو من دوس.
وقد ذكر قوم (2) . فيمن هاجر إلى الحبشة أبا موسى الأشعري، وأنه كان حليف عتبة بن ربيعة، وليس كذلك، لكنه خرج في عصابة من قومه مهاجراً من بلاده بأرض اليمن يريد المدينة، فركب البحر، فرمتهم السفينة إلى أرض الحبشة، فأقام هنالك حتى أتى إلى المدينة مع جعفر بن أبي طالب.
وكان أيضاً ممن هاجر إلى أرض الحبشة: عتبة بن غزوان (3) بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور، أخي سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، حليف بني نوفل بن عبد مناف، وهو الذي بنى البصرة وأسسها أيام عمر.
والأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد.
ويزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن الأسد.
وعمرو بن أمية بن الحارث بن أسد.
وطليب بن عمير بن وهب بن أبي كثير (4) بن عبد بن قصي. وقد
__________
(1) العديد: هو الذي يعد من القوم وليس منهم، كالحليف والجار.
(2) ابن إسحاق أحد ذكروا أن أبا موسى هاجر إلى الحبشة (انظر السيرة 1: 347).
(3) راجع نسبه في الجمهرة: 248، وفيه اختلاف عما ذكر هنا.
(4) كذا في الاستيعاب وبعض النسخ المطبوعة من سيرة ابن هشام، وقال الخشني 1: 107: أنه ابن أبي كبير، وأسقط وهباً من نسبه، لأن وهباً ليس بابن أبي كبير بل هو أخوه.
(1/58)

انقرض جميع بني عبد بن قصي.
وسويبط بن سعد بن حريملة (1) بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار.
وجهم، ويقال جهيم، بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار. معه امرأته أم حرملة بنت عبد الأسود بن جذيمة بن أقيش (2) بن عامر بن بياضة بن يثيع بن جعثمة (3) بن سعد بن مليح بن عمرو، من (4) خزاعة، وابناه: عمرو بن جهم، وخزيمة ابن جهم.
وأبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
وفراس بن النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف ابن عبد الدار.
وعامر بن أبي وقاص، أخو سعد بن أبي وقاص.
والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد [بن] (5) الحارث بن زهرة؛ معه امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة (6) بن سعيد، ولدت له هنالك عبد الله بن المطلب.
وعبد الله بن مسعود، وأخوه عتبة بن مسعود.
__________
(1) في الجمهرة: 117 والاستيعاب: حرملة.
(2) في الأصل: قيس، والتصحيح عن ابن هشام 1: 347، وابن سعد 8: 209، والطبري.
(3) في الأصل: سبيع بن خثعمة.
(4) في أصل: بن.
(5) زيادة من الجمهرة وابن سعد 8: 196.
(6) في الأصل: صبرة. والتصحيح عن ابن سعد 8: 196، ونسب قريش: 406، والإصابة في ترجمة عبد الله بن أبي وداعة، والسهيلي 2: 79، وأسد الغابة.
(1/59)

والمقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود ابن عمرو بن سعد بن دهير بن لوى (1) بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون (2) بن فائش (3) بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وهو المقداد بن الأسود حليف بني زهرة.
والحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة؛ معه امرأته ربطة بنت الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، فولدت له هنالك: موسى، وزينب، وعائشة، وفاطمة (4) .
وعمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، عم طلحة بن عبيد الله.
وشماس بن عثمان (5) بن الشريد بن هرمي (6) بن عامر بن مخزوم ابن يقظة بن مرة؛ واسم شماس هذا: عثمان، وهو ابن أخت ربيعة.
وهبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأخوه عبد الله بن سفيان.
__________
(1) في الأصل: زهير بن ثور، وصوابه ما أثبتناه من الجمهرة: 412، والخشني 1: 99، وابن سعد 3 / 1: 114.
(2) في الأصل: هزل، وتصويبه من الجمهرة: 412، وابن سعد 3 / 1: 114.
(3) ابن فائش: ويقال أيضاً ابن أبي فائش (انظر ابن هشام) أو فاس، أو قاس (انظر الجمهرة: 412).
(4) لم يرد لفاطمة ذكر في نسب قريش: 294، وابن سعد 8: 186، وأسد الغابة والإصابة؛ وذكرها ابن هشام 1: 349.
(5) في الأصل: عبد، والتصحيح عن الجمهرة: 132، ونسب قريش: 342.
(6) في الأصل: الشريد بن سويد مما كان يزيده ابن إسحق في نسب شماس، أما ابن الكلبي والواقدي فكانا يقولان: الشريد بن هرمي، ولا يذكران سويداً، وهو ما اختاره ابن حزم في الجمهرة: 132 فصححناه هنا اعتماداً على ما اختاره هناك. ويرى غير ابن إسحق أن سويداً هذا أخو الشريد لا والده (راجع نسب قريش: 342، وابن سعد 3 / 1: 174.
(1/60)

وهشام بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم (1) .
وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
ومعتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو، من (2) خزاعة، وهو معتب بن حمراء حليف بني المخزوم.
والسائب بن عثمان بن مظعون، وعماه: قدامة وعبد الله ابنا مظعون.
وحاطب وحطاب (3) ابنا الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، ومع حاطب زوجته بنت المجلل بن عبد الله (4) بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ وابناه منها: محمد والحارث ابنا حاطب؛ ومع حطاب زوجته فكيهة بنت يسار.
وسفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، ومعه ابناه: جابر وجنادة ابنا سفيان، وأمهما حسنة، وأخوهما لأمهما شرحبيل ابن حسنة؛ وهو شرحبيل بن عبد الله بن [عمرو بن] (5) المطاع الكندي، وقيل (6) إنه من بني الغوث (7) بن مر أخي تميم بن مر.
وعثمان بن ربيعة بن أهبان (8) بن وهب بن حذافة بن جمح.
__________
(1) زاد ابن هشام 1: 350 بعد هذا: سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
(2) في الأصل: بن.
(3) في الأصل: خطاب، بالخاء المعجمة، والتصحيح عن ابن هشام 1: 350.
(4) في ابن سعد: عبد.
(5) زيادة من الجمهرة: 152.
(6) هذا من التعليقات التي اضافها ابن هشام إلى السيرة 1: 350.
(7) في الأصل: الغيث، والتصحيح عن الجمهرة: 195، وابن هشام 1: 350، وأسد الغابة.
(8) الجمهرة (150): وهبان.
(1/61)

وخنيس بن حذافة بن قيس.
وقيس وعبد الله ابنا حذافة.
ورجل من بني تميم اسمه سعيد بن عمرو (1) ، وكان أخاً بشر بن الحارث بن قيس لأمه.
وهشام بن العاصي بن وائل، أخو عمرو بن العاصي.
وعمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم.
وأبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم (2) .
وإخوته: الحارث بن الحارث، ومعمر بن الحارث، وبشر بن الحارث.
ومحميه بن جزء الزبيدي، حليف لهم.
ومعمر بن عبد الله بن نضلة بن عبد العزي بن حرثان بن عوف (3) بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب.
وعدي بن نضلة بن عبد العزي بن حرثان. وابنه النعمان بن عدي.
ومالك بن زمعة (4) بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. ومعه امرأته عمرة بنت السعدي بن
__________
(1) سعيد بن عمرو ممن لم يذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وذكر مكانه: بشر بن الحارث، انظر نسب قريش: 401، والإصابة.
(2) ورد نسب أبي قيس بن الحارث في كتب التراجم كما جاء هنا، غير أن نسبه المذكور في الجمهرة: 156 قد سقط منه: قيس، وورد سعد مكان سعيد.
(3) هذه رواية ابن إسحق في نسب معمر بن عبد الله، وهي تختلف عما جاء في نسب قريش: 336 والجمهرة: 149 فقد ورد نسبه فيهما: معمر بن عبد الله بن نضلة بتن عوف...
(4) في الأصل الذي نقله عنه ناسخ نسختنا: زمعة؛ فكتبها في الهامش، وأثبت مكانها في الصلب: ربيعة، آخذاً بما رآه في نسخة السيرة المطبوعة على هامش السهيلي وقد أخطأ؛ وصوابه ما أثبتناه. انظر الجمهرة: 157، ونسب قريش: 422، والاستيعاب؛ وأورد ابن الأثير: ربيعة مكان زمعة في ترجمة عمرة بنت السعدي.
(1/62)

وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي.
وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد ود.
وسعد بن خولة من أهل اليمن، حليف لبني عامر بن لؤي.
وعبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود.
وعماه: سليط بن عمرو، والسكران بن عمرو.
ومعه: امرأته أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد ود.
وأبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب (1) بن ضبة ابن الحارث بن فهر.
وعياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك ابن ضبة بن الحارث بن فهر.
وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد.
وعثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد (2) .
وسعد بن عبد سقيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث ابن فهر.
ثم إن قريشاً بعثت إلى النجاشي عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاصي، ليردا هؤلاء القوم إليهم، فعصم الله تعالى النجاشي من ذلك، وكان قد أسلم ولم يقدر على إظهار ذلك خوف الحبشة، فمنعهم منهما، وانصرفا خائبين.
__________
(1) في الأصل: وهب، والتصحيح عن الجمهرة: 166، وابن هشام 1: 352.
(2) اختلف في اسم هذا الصحابي، فهو عثمان أو عامر. وكان هشام بن محمد يقول: هو عامر ابن عبد غنم، وفي بعض النسخ المطبوعة من سيرة ابن هشام أنه: عمرو، ولم نجده في كتب الرجال بهذا الاسم، فلعل عمراً هذه تحريف. راجع الإصابة.
(1/63)

ثم أسلم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعز الإسلام به، وبعمر، وكان قد أسلم خباب بن الأرت.
وجعل الإسلام يزيد ويفشو؛ فلما رأت ذلك كفار قريش أجمعوا على أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني عبد المطل ابني عبد مناف: أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم، ففعلوا ذلك وكتبوا فيه صحيفة (1) ، وانحاز بنو هاشم وبنو المطلب كلهم: كافرهم ومؤمنهم، فصاروا في شعب أبي طالب محصورين، حاشا أبا لهب وولده، فإنهم صاروا مع قريش على قومهم، فبقوا كذلك ثلاث سنين، إلى أن تألف قوم من قريش على نقضها، فكان أحسنهم في ذلك أثراً هشام بن عمرو [بن ربيعة] (2) بن الحارث بن حبيب بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، فإنه لقى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، فعيره بإسلامه أخواله، وكانت أم زهير عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأجابه زهير إلى نقض الصحيفة، ثم مشى هشام إلى مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، فذكره أرحام بني هاشم والمطلب ابني عبد مناف، فأجابه مطعم إلى نقضها. ثم مشى إلى أبي البختري بن هشام (3) بن الحارث بن أسد بن عبد العزي بن قصي، فذكره أيضاً بذلك، فأجابه ثم مشى إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي، فذكره
__________
(1) انظر خبر الصحيفة في: ابن هشام 1: 375، وابن سعد 1 / 1: 139، والطبري 2: 225، وابن سيد الناس 1: 126، وتاريخ الذهبي 1: 131، وابن كثير 3: 84، والإمتاع: 25.
(2) زيادة من ابن هشام 4: 138 وأسد الغابة الإصابة.
(3) كذا ورد اسمه في ابن هشام وابن سيد الناس والإمتاع، وسمى هاشماً في المحبر: 162، ونسب قريش: 212، والجمهرة 108.
(1/64)

بذلك، فأجابه. فقام هؤلاء في نقض الصحيفة، وأوحى (1) إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لجماعتهم: إن الله تعالى قد أرسل على تلك الصحيفة، وكانت معلقة في الكعبة، فأكلت الأرضة كل ما فيها، حاشا ما كان فيها من اسم الله تعالى، فإنها لم تأكله. فقاموا بأجمعهم راجين أن يجدوها بخلاف ما قال لهم، فلما فتحوها وجدوها كما قال صلى الله عليه وسلم سواءً سواءً فخزوا، وقوى القوم المذكورون، فنقضوا حكم تلك الصحيفة.
وأراد أبو بكر أن يهاجر فلقيه ابن الدغنة (2) فرده.
ثم اتصل بمن كان في أرض الحبشة من المهجرين أن قريشاً قد أسلمت، وكان هذا الخبر كذباً، فانصرف منهم قوم: منهم عثمان بن عفان، وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وامرأته سهلة بنت سهيل، وعبد الله بن جحش، وعتبة بن غزوان، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وسويبط بن سعد بن حرملة، وطليب بن عمير، وعبد الرحمن بن عوف، والمقداد بن عمرو، وعبد الله بن مسعود، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وامرأته أم سلمة أم المؤمنين، وشماس
__________
(1) في الأصل: وأوصى وهو تحريف. وأوحى الرجل إذا بعث برسول ثقة إلى عبد من عبيده ثقة.
(2) ابن الدغنة: بضم المهملة والمعجمة وتشديد النون عند أهل اللغة، وبفتح أوله وكسر ثانيه وتخفيف النون عند الرواة، وعلى الوجه الثاني ضبطه القسطلاني (المواهب 1: 71)، وعلى الوجه الأول جاء مضبوطاً في التاج. واختلف في اسمه: فعند البلاذري أنه الحارث، وعند السهيلي أنه مالك، وفي بعض شروح السيرة أنه ربيع، وهو وهم لأن ربيع بن الدغنة آخر، وهو سلمى، والمذكور هنا من القارة، والسلمى هو قاتل دريد بن الصمة: وفي الصحابة أيضاً رجل ثالث يسمى ابن الدغنة (انظر فتح الباري 7: 180).
(1/65)

ابن عثمان، وسلمة بن هشام بن المغيرة، وعمار بن ياسر (1) ، وعثمان وقدامة وعبد الله بنو مظعون، والسائب بن مظعون، وخنيس ابن حذافة السهمي، وهشام بن العاصي بن وائل، وعامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حثمة، وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزي من بني عامر ابن لؤي، وعبد الله بن سهيل بن عمرو (2) ، والسكران بن عمرو، وامرأته سودة بنت زمعة، وسعد بن خولة، وأبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن الحارث بن زهير بن [أبي] (3) شداد، وسهيل بن وهب، وهو سهيل بن بيضاء، وعمرو بن أبي سرح.
فوجدوا البلاء والأذى على المسلمين الذين بمكة. فبقوا صابرين على الأذى إلى أن هاجروا إلى المدينة. حاشا السكران بن عمرو، فإنه مات بمكة قبل أن يهاجر، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته سودة بنت زمعة؛ وحاشا سلمة بن هشام، فإنه حبسه حتى ذهبت بدر وأحد والخندق؛ وحاشا عياش بن أبي ربيعة، فإنه هاجر إلى المدينة، فاتبعه أبو جهل والحارث بن هشام، وهما ابنا عمه وأخواه لأمه، فذكراه سوء حال أمه، فرقت نفسه، فرجع، فثقفوه (4) إلى أن مضت بدر وأحد والخندق، فهاجر حينئذ هو وسلمة بن هشام، والوليد بن الوليد بن المغيرة؛
__________
(1) ذكر ابن حزم هنا عمار بن ياسر في من عاد من الحبشة. ولم يذكره من قبل في من هاجر إليها، وهجرته إلى الحبشة غير مقطوع بها. فإما أن اسمه سقط من قبل وحقه أن يثبت، وإما أن الناسخ زاده هنا لما رآه مذكوراً في ابن هشام.
(2) ذكر ابن هشام 2: 7 أبا سبرة بن أبي رهم في العائدين من الحبشة، بعد ذكره لعبد الله ابن سهيل، وقد أغفل ابن حزم ذكره في الهجرة والعودة.
(3) ساقطة من الأصل.
(4) ثقفوه: أخذوه وظفروا به.
(1/66)

وحاشا عبد الله بن سهيل بن عمرو (1) ، فإنه حبس إلى أن خرج مع الكفار يوم بدر، فهرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووافق بعد نقض الصحيفة أن ماتت خديجة وأبو طالب (2) ، فأقدم عليه سفهاء قريش، فخرج إلى الطائف يدعو إلى الإسلام فلم يجيبوه (3) ، فانصرف إلى مكة في جوار المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وجعل يدعو إلى الله عز وجل.
وأسلم الطفيل بن عمرو الدوسي (4) ، ودعا قومه، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل الله له آية، فجعل الله تعالى في وجهه نوراً، فقال: يا رسول الله، إني أخشى أن يقولوا هذه مثله، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصار ذلك النور في سوطه، فهو المعروف بذي النور. وأسلم بعض قومه، وأقام الطفيل في بلاده إلى أن هاجر بعد الخندق فيما بين السبعين إلى الثمانين بيتاً من قومه، فوافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر.
__________
(1) في الأصل: عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى، وأكبر الظن أنه وقع سعواً في مكان عبد الله بن سهيل، لأن الثاني هو الذي حبس ثم فر إلى الرسول يوم بدر كما ذكر ابن هشام 2: 7، وأسد الغابة، والإصابة؛ ولا علاقة لعبد الله بن مخرمة بتلك الحادثة.
(2) انظر خبر موت خديجة وأبي طالب في : ابن هشام 2: 57، وابن سعد 1 / 1: 141، وابن سيد الناس 1: 129، وابن كثير 3: 122، وتاريخ الذهبي 1: 140، والإمتاع: 27.
(3) انظر خبر خروجه إلى الطائف في: ابن هشام 2: 60، وابن سعد 1 / 1: 141، والطبري 2: 229، وابن سيد الناس 1: 134، وابن كثير 3: 135، وتاريخ الذهبي 1: 166، والإمتاع: 28.
(4) انظر خبر إسلام الطفيل في: ابن هشام 2: 21، وابن سعد 4 / 1: 175، وابن سيد الناس 1: 139، وابن كثير 3: 99، والإمتاع: 28.
(1/67)

الإسراء (1)
وأسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، بجسده، إلى بيت المقدس.
المعراج الشريف
وعرج به جبريل صلوات الله تعالى وسلامه عليهما إلى السموات، فمشى في السموات سماء سماء، ولقى من لقى فيهن من الأنبياء؛ ولقى آدم في سماء الدنيا، ورأى عنده نفوس أهل السعادة عن يمينه ونفوس أهل الشقاوة عن يساره، ورأى عيسى ويحيى في السماء الثانية، ورأى يوسف في الثالثة، ورأى إدريس في الرابعة، وهرون في الخامسة، ورأى في السادسة موسى، وقيل: إبراهيم، ورأى في السابعة أحدهما، ورأى الجنة وهي جنة المأوى، وسدرة المنتهى في السماء السادسة.
وفي تلك الليلة فرضت الصلوات الخمس.
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله تعالى، فلا يجد من قبائل العرب مجيباً (2) ، لما ذخر الله تعالى للأنصاري من الكرامة، إلى
__________
(1) انظر: ابن هشام 2: 36، وابن سعد 1 / 1: 142، وأنساب الأشراف 1: 119، وتهذيب ابن عساكر 1: 379، وابن سيد الناس 1: 140، 144، وزاد المعاد 2: 125، وتاريخ الذهبي 1: 141، 148، وابن كثير 3: 108، والإمتاع: 29، وتاريخ الخميس 1: 306، وصحيح البخاري 5: 52.
(2) انظر خبر عرض الرسول نفسه على قبائل العرب في: ابن هشام 2: 63، وابن سعد 1 / 1: 145، وابن سيد الناس 1: 152، وتاريخ الذهبي 1: 166، وابن كثير 3: 138، والإمتاع: 30.
(1/68)

أن قدم سويد بن الصامت، أخو بني عمرو بن عوف [بن مالك] (1) ابن الأوس. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فلم يبعد ولم يجب، ثم انصرف إلى المدينة، فقتل في بعض حروبهم.
قدوم الأنصار يطلبون الحلف من قريش (2)
ولقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ودعاؤهم إلى الإسلام
ثم قدم إلى مكة أبو الحيسر أنيس بن رافع في مائة من قومه من بني عبد الأشهل يلبون الحلف من قريش، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فقال إياس بن معاذ منهم وكان شاباً حدثاً: يا قوم، هذا والله خير مما جئنا له. فضربه أبو الحيسر وانتهره، فسكت، ثم لم يتم لهم الحلف، فانصرفوا إلى بلادهم بالمدينة، ومات إياس بن معاذ، فقيل إنه مات مسلماً.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى عند العقبة في الموسم ستة نفر من الأنصار، كلهم من الخزرج، وهم: أبو أمامة أسعد بن زرارة ابن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، واسم النجار: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة. وعوف بن الحارث بن
__________
(1) زيادة من كتب النسب.
(2) انظر خبر قدوم الأنصار في: ابن هشام 2: 69، وابن سعد 1 / 1: 145، والطبري 2: 234، وابن سيد الناس 1: 155، وتاريخ الذهبي 1: 171، وابن كثير 3: 145، والإمتاع: 32، والمواهب اللدنية 1: 76؛ وبعض المصادر تعتبر قدوم الأنصار ولقاءهم للرسول أول مرة هو العقبة الأولى.
(1/69)

رفاعة [بن الحارث] (1) بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وهو ابن (2) عفراء. ورافع (3) بن مالك بن العجلام بن عمرو بن عامر بن زريف بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم ابن الخزرج. وقطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد [بن عليّ بن أسد بن] (4) ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة. وعقبة (5) بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة. وجابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.
فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فكان من صنع الله تعالى لهم أنهم كانوا جيران اليهود، فكانوا يسمعونهم يذكرون أن الله تعالى يبعث نبياً قد أظل زمانه، فقال بعضهم: هذا والله النبي الذي يتهددكم به اليهود، فلا يسبقونا إليه. فآمنوا وأسلموا، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا وبينهم حروب فننصرف إليهم وندعوهم إلى ما دعوتنا إليه، فعسى الله يا يجمع كلمتهم بك، فإن اتبعوك فلا أحد أعز منك. فانصرفوا إلى المدينة، فدعوا إلى الإسلام، حتى فشا فيهم، ولم يبق دار من دور
__________
(1) زيادة من الجمهرة: 329.
(2) في الأصل: أبو. والتصحيح عن الجمهرة ونسب قريش.
(3) كان نسبه في الأصل: رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن جشم ابن مالك بن غضب بن عامر بن زريق بن الخزرج؛ وفيه اضطراب شديد فأصلحناه اعتماداً على ما جاء في ابن سعد 3 / 2: 148، والجمهرة: 378، وابن هشام 2: 71.
(4) زيادة من الجمهرة: 339، وابن هشام 2: 74.
(5) ذكر ابن حزم في الجمهرة أن عامراً - والد عقبة - عقبي (أي ممن شهد العقبة)، وفي ابن سعد 3 / 2: 110، أن عقبة هو الذي شهد العقبة الأولى، قال الواقدي: وهو الثبت عندنا.
(1/70)

الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى إذا كان العام القادم قدم من الأنصار اثنا عشر رجلاً، منهم خمسة من الستة الذين ذكرنا، حاشا جابر بن عبد الله، فلم يحضرها منهم، وحضرها سبعة منهم.
العقبة الأولى (1)
والسبعة: معاذ بن الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وهو ابن عفراء أخو عوف المذكور قبل.
وذكوان بن عبد قيس بن خلدة وقيل خالد بن مخلد بن عامر ابن زريق. وذكوان هذا رحل إلى مكة، فسكنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو مهاجري أنصاري؛ قتل يوم أحد.
وعبادة بن الصامت بن قيس بن الأصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم ابن عوف [بن عمرو بن عوف] (2) بن الخزرج بن حارثة.
وابن عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة بن خزمة (3) بن أصرم بن عمرو ابن عمارة (4) ، من بني غصينة (5) ، ثم من بلي، حليف لهم.
__________
(1) انظر خبر العقبة الأولى في ابن هشام 2: 73، وابن سعد 1 / 1: 147، والطبري 2: 235، وأنساب الأشراف 1: 111، وتلقيح الفهوم: 213، وابن سيد الناس 1: 155، وابن كثير 3: 150، وتاريخ الذهبي 1: 171، والإمتاع: 32، وتاريخ الخميس 1: 317.
(2) زيادة من ابن سعد 3: 2: 93 وأسد الغابة والإصابة.
(3) ضبطه ابن إسحاق وابن الكبي: بسكون الزاي، أما الدارقطني فضبطه بفتحها، وقال ابن عبد البر: ليس في الأنصار خزمة بالتحريك.
(4) ضبط بتشديد الميم في أسد الغابة.
(5) كتبت في أسد الغابة: غصينة، وفي معجم البكري: 28: غصينة بالصاد. وبنو غصينة هم: بنو سواد بن مري بن أراشة، وهم المجذر بن ذياد البدري.
(1/71)

والعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم ابن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج بن حارثة.
فهؤلاء خمسة (1) من الخزرج.
ومن الأوس بن حارثة رجلان، وهما: أبو الهيثم مالك بن تيهان (2) ، وهو من بني عبد الأشهل (3) بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس بن حارثة؛ وعويم بن ساعدة (4) ، من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة.
فبايع هؤلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة على بيعة النساء، ولم يكونوا أمروا بالقتال بعد، فلما حان انصرافهم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ابن أم مكتوم؛ ومصعب بن عمير، يعلم من أسلم منهم القرآن والشرائع، ويدعو من لم يسلم إلى الإسلام. فنزل بالمدينة على أبي أمامة أسعد بن زرارة؛ وكان مصعب بن عمير يؤمهم. فجمع بهم أول جمعة بالإسلام، في هزم حرة بني بياضة، في نقيع يقال له: نقيع الخضمات (5) ، وهم أربعون رجلاً.
__________
(1) في الأصل: عشرة؛ وهو خطأ.
(2) أهل الحجاز يخففون الياء من التيهان وغيرهم يشددها. انظر ابن سيد الناس 1: 157.
(3) عد ابن حزم أبا الهيثم بن التيهان هنا من بني عبد الأشهل. وذكره في الجمهرة: 320 في بني زعوراء بن جشم. وهذا نفسه هو ما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة، وعقب عليه بقوله: وقيل إنه بلوي وحلفه في بني عبد الأشهل.
(4) ذهب ابن إسحاق إلى أن عويم بن ساعدة من بلى، وأنه حليف لبني أمية بن زيد، ولم يذكر ذلك غيره؛ وانظر ص: 79، تعليق رقم 1 من هذا الكتاب.
(5) نقل المقريزي (الإمتاع: 34 - 35) عن ابن حزم قوله " وكان مصعب بن عمير.. نقيع الخضمات " قال: وبهذا جزم ابن حزم، أي بان مصعباً جمع بالناس أول جمعة. وهو قول خالف به ابن حزم ما ذكره ابن إسحاق من أن أسعد بن زرارة هو الذي جمع بهم أول جمعة (انظر السيرة 2: 77).
(1/72)

فسلم على يد مصعب بن عمير خلق كثير من الأنصار؛ فأسلم في جملتهم: سعد ما معاذ، وأسيد بن الحضير (1) ، وأسلم بإسلامهما جميع بني عبد الأشهل في يوم واحد، الرجال والنساء، ما نعلمه تأخر عن الإسلام أحد منهم، حاشا الأصيرم (2) ، وهو عمرو بن ثابت بن وقش (3) ، فإنه تأخر إسلامه إلى أحد، فأسلم فاستشهد، ولم يسجد لله تعالى قط سجدة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة. ولم يكن في بني عبد الأشهل منافق ولا منافقة، كانوا كلهم مخلصين، رضوان الله عليهم.
ولم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها مسلمون رجالاً ونساء، حاشا بني أمية بن زيد، وخطمة، وواقف (4) ، وهم بطون الأوس، وكانوا سكاناً في عوالي المدينة، فأسلم منهم قوم، كان سيدهم أبو قيس صيفي ابن الأسلت الشاعر، فتأخر إسلامه وتأخر إسلام قومه إلى أن مضت بدر وأحد والخندق، ثم أسلموا كلهم (5) ، والحمد لله رب العالمين.
ثم رجع مصعب بن عمير إلى مكة، وخرج في الموسم جماعة كثيرة ممن أسلم من الأنصار، يريدون لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جملة قوم كفار منهم بعد على دين قومهم، ومن دين قومهم الحج على
__________
(1) انظر خبر إسلام سعد وأسيد: في ابن هشام 2: 77، وابن سيد الناس 1: 159، وابن كثير 3: 152، والإمتاع: 34.
(2) استثناء أيضاً أبو عمر (انظر ابن سيد الناس 1: 161) وتابعه المؤلف في ذلك، ولم يذكره ابن إسحاق
(3) في الأصل: قيس. والتصحيح عن الجمهرة: 320، وابن سيد الناس 1: 161 والإمتاع: 34، والإصابة، ويقال أيضاً: أقيش.
(4) زاد ابن هشام 2: 80 وائلا بعد واقف، فيمن استثناه من بطون الأوس.
(5) هذه العبارة. من قوله " وكانوا سكاناً، إلى قوله: ثم أسلموا كلهم " منقولة بنصها في ابن سيد الناس 1: 161 عن أبي عمر بن عبد البر.
(1/73)

ما كانت العرب عليه حالتئذ، فوافوا مكة، وكان في جملتهم البراء بن معرور، فرأى أن يستقبل الكعبة في الصلاة، وكانت القبلة إلى بيت المقدس، فصلى كذلك طول طريقه، فلما قدم مكة ندم، فاستفتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنكر ذلك عليه، فراجع الحق رحمه الله تعالى.
فواعدهم (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق. فلما كانت تلك الليلة دعا كعب بن مالك ورجال من بني سلمة عبد الله ابن عمرو بن حرام، وكان سيدا فيهم، إلى الإسلام، ولم يكن أسلم بعد، فأسلم تلك الليلة وبايع، وكان ذلك سراً ممن حضر من كفار قومهم، فخرجوا في ثلث الليل الأول متسللين من رحالهم إلى العقبة.
العقبة الثانية (2)
فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم وأزرهم (3) ، وأن يرحل هو إليهم وأصحابه، وحضر العقبة تلك الليلة العباس بن عبد المطلب متوثقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والعباس على دين قومه بعد لم يسلم؛ وكان للبراء بن معرور في تلك الليلة المقام المحمود في الإخلاص لله تعالى والتوثق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولحقه
__________
(1) في الأصل: فواعد.
(2) انظر ابن هشام 2: 81، وابن سعد 1 / 1: 148، والطبري 2: 235، وابن سيد الناس 1: 161، وتاريخ الذهبي 1: 177، وابن كثير 3: 158، والإمتاع: 35.
وهذه العقبة تسمى أيضاً العقبة الثالثة في بعض السير.
(3) الأزر: جمع إزار، وهو كناية عن المرأة والنفس، والثانية هي المقصودة هنا.
(1/74)

أبو الهيثم بن تيهان، والعباس بن عبادة بن نضلة. وكان المبايعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ثلاثة وسبعين وامرأتين. واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر نقيباً، وهم: (1)
أسعد بن زارة، وقد ذكرنا قبل من الستو ومن الاثني عشر.
وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك (2) بن امرئ القيس ابن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة.
ورافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، وقد ذكرناه قبل في الستة والاثنى عشر.
والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي ابن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن عليّ بن أسد بن ساردة بن تزيد ابن جشم بن الخزرج.
وعبد الله بن عمرو بن حرام [بن ثعلبة بن حرام] (3) بن كعب بن غنم ابن سلمة بن سعد؛ والد جابر.
وسعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة (4) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج [بن ساعدة بن كعب بن الخزرج] (5) بن حارثة.
__________
(1) انظر - ابن هشام 2: 86، ابن سعد 1 / 1: 148، المحبر: 268، وتاريخ الطبري 2: 235، أنساب الأشراف 1: 117، تلقيح الفهوم: 214، ابن سيد الناس 1: 157، تاريخ الذهبي 1: 181، تاريخ الخميس 1: 316.
(2) في الأصل: ابن أبي مالك، والتصحيح عن الجمهرة: 344 وكتب الرجال والسير.
(3) زيادة من الجمهرة: 339 وكتب السير والرجال.
(4) في الأصل: خزيمة، وضبطه الخشني بالحاء المهملة المفتوحة والزاي المكسورة، وكذلك هو في ابن سعد 3 / 2: 142.
(5) زيادة من الجمهرة: 346 وكتب الرجال.
(1/75)

والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة (1) بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة.
وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصيرم بن فهر بن ثعلبة، وقد ذكرنا نسبه قبل في الاثني عشر.
وعبد الله بن رواحة [بن ثعلبة] (2) بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك [الأغر] (3) بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
فهؤلاء تسعة من الخزرج، منهم واحد من بني عمرو بن الخزرج، وهو أسعد بن زرارة؛ وواحد من بني عوف بن الخزرج، وهو عبادة بن الصامت؛ واثنان من بني الحارث، وهما عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع؛ واثنان من بني كعب بن الخزرج، وهما سعد بن عبادة والمنذر ابن عمرو؛ وثلاثة من بني جشم بن الخزرج، وهم عبد الله بن عمرو والبراء بن معرور ورافع بن مالك.
وثلاثة من الأوس وهم:
أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن رافع (4) بن امرئ
__________
(1) أسقط ابن حزم في الجمهرة، وابن سعد 3 / 2: 145 " حارثة " من نسب المنذر، وأثبتها ابن هشام وصاحب أسد الغابة والاستيعاب. فإثباتها رواية ابن إسحاق، وتابعه فيها أبو عمر؛ أما ابن الكلبي وابن مندة وأبو نعيم فقالوا: خنيس بن لوذان، وأسقطوا حارثة.
(2) زيادة من ابن هشام، والجمهرة: 344، وابن سعد 3 / 2: 142.
(3) زيادة في كتب الرجال والسير، جرى المؤلف على إغفالها في هذا الكتاب.
(4) لم يرد في نسبه " رافع " في الجمهرة 319، وابن سعد 3 / 2: 135، والإصابة، وأثبتها ابن هشام 2: 87 والاستيعاب.
(1/76)

القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس.
وسعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك [بن كعب] (1) بن النحاط (2) ابن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس بن حارثة، وقد انقرض جميعهم، آخر من بقي من بني السلم رجل مات أيام الرشيد، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وقد صح إنذار رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أن الناس يزيدون والأنصار لا يزيدون.
ورفاعة بن عبد المنذر بن زنير (3) بن زيد (4) بن أمية [بن زيد] (5) ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة.
وقد عد قوم أبا الهيثم بن تيهان مكان رفاعة، والله أعلم.
__________
(1) زيادة من ابن سعد 3 / 2: 47، وابن هشام 2: 87، والجمهرة: 325، وأسد الغابة، والاستيعاب؛ وفي نسبه كما ساقه صاحب الإمتاع: 37 اختلاف عما جاء في المصادر المذكورة. قال ابن الأثير: ونسبه ابن إسحاق في بني عمرو بن عوف، ثم ساق نسبه كما هو مذكور هنا فلا أعلم وجهاً لقوله " ومن بني عمرو بن عوف " ، وهذا الذي استشكله ابن الأثير غير وارد في سيرة ابن هشام.
(2) كان الواقدي وابن عمارة الأنصاري ينسبان سعد بن خيثمة هذا النسب المذكور، وكان ابن الكلبي ينسبه أيضاً هذا النسب إلا أنه كان يخالفهما في النحاط فيقول الحناط بن كعب. (انظر ابن سعد 3 / 2: 47).
(3) رفاعة بن عبد المنذر هو المشهور بأبي لبابة، وفي اسمه اختلاف كثير، فهو: بشير أو رفاعة أو مروان. وفي لفظة " زنير " الواقعة في نسبه اختلافات أخرى، فهو: زنبر (في ابن سعد 3 / 2: 28 والإمتاع 37)، وزر (في الجمهرة: 314 والإصابة)، وزبير (في الاستيعاب)، وفي هامش النسخة الخطية: زبير أيضاً مما يدل على أن الناسخ غيره فجعله زنيراً بالمقابلة على السيرة المطبوعة على هامش السهيلي، فيما يبدو.
(4) في الأصل: يزيد.
(5) زيادة من كتب السير والأنساب.
(1/77)

هذه تسمية من شهد العقبة من غير النقباء (1)
رضوان الله عليهم ورحمته
منهم من الأوس من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة:
سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة (2) بن زعوراء بن عبد الأشهل.
ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس:
ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأبو بردة بن نيار، واسمه هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هميم (3) بن كاهل بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو (4) بن الحاف بن قضاعة، حليف لهم.
ونهير بن الهيثم، من بني نابي بن مجدعة بن حارثة، ثم من آل البراق (5) بن قيس بن عامر بن نابي.
ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس:
عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك، واسم البرك: امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو.
__________
(1) انظر أسماء من شهد العقبة في: ابن هشام 2: 97، وتاريخ الذهبي 1: 183، وتلقيح الفهوم: 215، وابن سيد الناس 1: 167، وابن كثير 3: 166.
(2) في الأصل: زعبة، والتصحيح عن ابن سعد 3 / 2: 16 والاستيعاب.
(3) في الأصل: هبيل؛ وفي الاستيعاب: هشيم.
(4) في الأصل: عمران بن حلوان، وقد انفقت كتب الرجال والسير على تسميته عمراً ولم تذكر (حلوان) في نسبه.
(5) في ابن هشام 2: 99: السواف.
(1/78)

ومعن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة، حليف لهم من بلي، استشهد يوم اليمامة.
وعويم بن ساعدة، حليف لهم من بلي (1) .
فجميع من شهدها من الأوس أحد عشر رجلاً.
وشهدها من الخزرج ثم من بني النجار، وهم تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج:
أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن [عبد بن] (2) عوف ابن غنم بن مالك بن النجار.
ومعاذ ومعوذ وعوف، وهم بنو عفراء، وأبوهم الحارث بن رفاعة ابن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار.
وعمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد [بن] (3) عوف ابن غنم بن مالك بن النجار، استشهد يوم اليمامة.
ومن بني عمرو بن مبذول، واسم مبذول عامر بن مالك بن النجار: سهلب بن عتيك بن النعمان بن [عمرو بن عتيك] (4) بن عمرو بن عامر، وهو مبذول.
ومن بني عمرو بن مالك بن النجار، وهم من بني حديلة (5) :
__________
(1) انظر ص: 72 حيث عد عويم بن ساعدة من بني عمرو بن عوف وانظر التعليق رقم: 4 الصفحة نفسها.
(2) زيادة من الجمهرة؛ 328، وابن هشام 2: 100، وابن سعد 3 / 2: 49.
(3) زيادة من الجمهرة: 328.
(4) زيادة من ابن هشام 2: 100، وابن سعد 3 / 2: 68، والاستيعاب والإصابة؛ وفي الجمهرة: 330 " النعمان بن عتيك " .
(5) في الأصل: جديلة، والتصحيح عن الجمهرة: 327، وابن هشام 2: 100.
(1/79)

أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.
وأبو طلحة، وهو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.
ومن بني مازن بن النجار:
قيس بن أبي صعصعة، واسم أبي صعصعة: عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو (1) بن غنم بن مازن، وكان على الساقة (2) يوم بدر.
وعمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة (3) بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن؛ فجميعهم أحد عشر رجلاً.
وشهدها من بلحارث (4) بن الخزرج:
خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك [الأغر] بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وبشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس (5) بن زيد بن [مالك الأغر بن] (6) ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، والد النعمان بن بشير.
__________
(1) في الأصل: عامر، وصوابه ما أثبتناه.
(2) الساقة: مؤخر الجيش.
(3) هكذا ورد أيضاً في ابن هشام 2: 101، والاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة. وقال ابن هشام في تعليقاته إن صوابه: عطية، وهو كذلك في الجمهرة: 333.
(4) في الأصل: من بني النجار، وبعدها بياض بقدر كلمتين؛ والتصويب من السياق بعده وابن هشام والجمهرة.
(5) في الأصل: جلاس، بالجيم؛ وخطأه ابن هشام 2: 348 وصوابه بالخاء المعجمة، وقد ضبطه الدارقطني بفتح الخاء وتشديد اللام، وضبطه غيره بكسرها وتخفيف اللام (انظر ابن سيد الناس 1: 168) وقد ورد هذا الاسم بالخاء في ابن سعد 3 / 2: 83 وأسد الغابة والإصابة، وورد بالجيم في الجمهرة: 344.
(6) سقطت من الأصل وهي مثبته فيما تقدم.
(1/80)

وعبد الله بن زيد بن ثعلبة (1) بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج بن جشم بن الحارث بن الخزرج، وهو الذي أرى النداء (2) .
وخلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو (3) بن حارثة بن امرئ القيس ابن مالك [الأغر] بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.
وعقبة بن عمرو بن ثعلبة بن يسيرة بن جدارة (4) بن عوف ابن حارث بن الخزرج، وهو أبو مسعود البدري، وهو أصغر من شهد العقبة سناً هو وجابر بن عبد الله.
ومن بن جشم بن الحارث، ثم من بني بياضة بن عامر بن زريق ابن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج:
زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية ابن بياضة.
__________
(1) قال ابن عمارة الأنصاري: ليس في آبائه ثعلبة، لأن ثعلبة بن عبد ربه أخو زيد وعم عبد الله المذكور، فأدخلوه في نسبه خطأ. وذكر مثل هذا أب عمر، ونقله ابن الأثير في أسد الغابة، أما الذين يثبتون ثعلبة في نسبه فهم: ابن الكلبي وابن مندة وأبو نعيم انظر ابن سعد 3 / 2: 87).
(2) النداء: الأذان؛ وقد رأى عبد الله في نومه رجلا دله على صيغة الأذان، فلما أخبر الرسول برؤياه قال صلى الله عليه وسلم: إنها رؤيا حق، فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها (ابن هشام 2: 155).
(3) في الأصل: عامر، والتصويب عن الجمهرة: 344، وابن هشام 2: 102، وابن سعد 3 / 2: 82، والإمتاع: 250.
(4) يسقط ابن إسحاق من نسبه: عطية، وهو في الجمهرة: 344 والاستيعاب: عقبة بن عمرو ابن ثعلبة بن يسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة. وفي يسيرة خلاف، فهو عند ابن إسحاق 2: 102: أسيرة، وقال ابن سيد الناس إنها عند ابن إسحاق: يسيرة. وأما ابن عقبة فهو الذي يقول: أسيرة بفتح الهمزة. ونقل الدار قطني وأبو بكر بن الخطيب عن ابن إسحاق نفسه: نسير بالنون المضمومة، وهكذا تجيء عن ابن إسحاق ثلاث روايات مختلفة. وكذلك اختلفوا في تقييد عسيرة فمنهم من يفتح العين ويكسر السين، ومنهم من يفتح السين ويضم العين؛ وجدارة - بالجيم المكسورة كما قيدها الدار قطني، وبالجيم المضمومة كما قيدها غيره، وبعضهم يقول: خدارة، بالخاء المعجمة (انظر ابن سيد الناس 1: 168 - 169 والخشني 1: 122).
(1/81)

وفروة بن عمرو بن ودفة (1) بن عبيد بن عامر بن أمية بن بياضة.
وخالد بن قيس بن مالك بن عجلان بن عامر بن بياضة (2) .
ومن بني زريق بن عامر أخي بياضة بن عامر:
ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ابن عامر.
ومن بني سلمة بن سعد بن عليّ بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، ثم من بني عبيد بن [عدي بن] (3) غنم بن كعب بن سلمة:
بشر بن البراء [بن] معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد.
والطفيل بن مالك بن خنساء.
ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة:
الشاعر كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد ابن غنم.
وسليم بن عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم.
وقطبة بن عامر بن حديدة.
وأخوه يزيد بن عامر.
__________
(1) في الأصل: ودنة؛ وفي ابن سعد 3 / 2: 132، وابن هشام 2: 102: وذفة بالذال المعجمة المفتوحة وبعدها فاء، قال ابن هشام: ويقال: ودفة بالدال، ويروى أيضاً ودقة - ضبطه الداني في كتاب أطراف الموطأ له بفتح الواو وسكون الدال المهملة بعدها قاف (انظر الإصابة).
(2) وردت كلمة " قطبة " في الأصل بين " عامر " و " بياضة " ، والصواب حذفها اعتماداً على ابن هشام وابن سعد والجمهرة والاستيعاب.
(3) زيادة من الجمهرة: 340، وابن هشام 2: 103، وابن سعد 3 / 2: 111، والاستيعاب.
(1/82)

وأبو يسر كعب بن [عمرو بن عباد بن] (1) عمرو بن سواد بن غنم.
وابن عمه لحا صيفي بن سواد (2) بن عباد.
وثعلبة بن عنمة (3) بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم.
وأخوه عمرو بن عنمة (4) .
وابن عمهما لحا عبس بن عامر بن عدي.
وابن عمهم لحا خالد بن عمرو بن عدي.
وعبد الله بن أنيس بن أسعد (5) بن حرام بن حبيب بن مالك [ابن غنم] (6) بن كعب بن تيم بن نفاثة بن إياس (7) بن يربوع بن البرك (8) ابن وبرة، حليف لهم قضاعي.
ومن بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة:
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن [ثعلبة بن حرام بن] (9) كعب ابن غنم، وكان من أحدثهم سناً.
__________
(1) زيادة من الجمهرة: 341، وابن هشام 2: 105، وابن سعد 3 / 2: 118، والإمتاع: 316.
(2) هكذا روى عن ابن إسحاق، ويرى ابن هشام 2: 105 أن صحته: أسود.
(3) في الأصل: غنم، وهو كما ضبطه ابن حجر في الإصابة: عنمة، بفتح المهملة والنون، وانظر ابن سعد 3 / 2: 118.
(4) في الأصل: غنم.
(5) في الأصل: سعيد، وتصويبه عن الجمهرة: 423 والاستيعاب.
(6) زيادة من الجمهرة.
(7) في نسبه خلاف بعد تيم، فهو عند بعضهم: تيم بن بهثة بن ناشرة بن يربوع. وفي الجمهرة والاستيعاب ما أثبتناه، وكان في الأصل: تيم بن ثعلبة بن ثابت، ولم يثبته أحد على هذا الوجه.
(8) في الأصل: اليرن، وهو تصحيف.
(9) زيادة من الجمهرة: 339، وابن هشام 2: 106.
(1/83)

وثابت بن الجذع، واسم الجذع: ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام ابن كعب.
وعمير بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب (1) .
وخديج (2) بن سلامة بن أوس بن عمرو بن الفرافر (3) ، حليف لهم من بلي.
ومن إخوة بني سلمة، وهم بنو أدى بن سعد بن عليّ:
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى.
فجميع من شهدها من بني سلمة وحلفائهم ثلاثون رجلاً؛ وقد زاد بعضهم فيهم أوس بن عباد بن عدي بن كعب بن عمرو.
ومن بني عوف بن الخزرج:
العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد (4) بن غنم بن سالم بن عوف، وهو مهاجري أنصاري، هاجر إلى مكة، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكان معه بها، استشهد يوم أحد، رضي الله تعالى عنه.
وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة بن خزمة (5) بن أصرم بن عمرو
__________
(1) ذكر ابن حزم نسبه في الجمهرة وأسقط منه لبدة، وإثباتها هو رواية موسى بن عقبة؛ انظر ابن سعد 3 / 2: 111؛ وورد في الأصل " ثعلبة بن كعب " في مكان " ثعلبة بن الحارث " والتصحيح عن ابن سعد وابن هشام 2: 106.
(2) خديج: بخاء منقوطة ودال مكسورة، انظر السهيلي 1: 283.
(3) الفرافر: يروى بالفاء والقاف، قيده الدارقطني؛ انظر الخشني 1: 123.
(4) في الأصل: يزيد؛ والتصويب عن ابن هشام 2: 107 وأسد الغابة والإصابة.
(5) تقرأ بسكون الزاي وهي رواية ابن إسحاق وابن الكلبي، وفتحها الطبري (انظر ابن سيد الناس 1 : 172 والإصابة).
(1/84)

ابن عمارة (1) ، حليف لهم من بني غصينة من بلي.
وعمرو بن الحارث بن لبدة بن عمرو بن ثعلبة، وهؤلاء هم القواقل.
ومن بني الحبلى، واسمه سالم بن غنم بن عوف:
رفاعة بن عمرو بن زيد [بن عمرو] (2) بن ثعلبة بن مالك بن سالم.
وعقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن الهلال بن الحارث بن عمرو ابن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان بن سعد ابن قيس عيلان بن مضر، حليف لهم، هاجر أيضاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة؛ فهم خمسة رجال.
ومن بني كعب بن الخزرج النقيبان اللذان ذكرناهما قبل، وهما سعد ابن عبادة والمنذر بن عمرو، فقط.
والمرأتان: نسيبة (3) بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن (4) بن النجار، وهي أم عمارة، قتل مسيلمة ابنها حبيب بن زيد بن عاصم بن كعب. والأخرى أسماء بنت عمرو بن عدي ابن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، وهي أم منيع.
وكانت هذه البيعة سراً عن كفار قومهم، فلما تمت هذه البيعة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين (5) بالهجرة إلى
__________
(1) في الأصل: عامر، وتصويبه عن أسد الغابة والإصابة. وعمارة: بفتح العين وتشديد الميم. انظر ابن سيد الناس 1: 172.
(2) زيادة من الجمهرة: 336، وابن هشام 2: 108، وابن سعد 2 / 2: 92؛ وفي نسبه اختلاف ذكره ابن سعد.
(3) ضبط في أسد الغابة والإصابة بفتح النون وكسر السين.
(4) في الأصل: مالك، والتصحيح عن ابن هشام 2: 109، وابن سيد الناس 1: 170، والإصابة.
(5) في الأصل: المهاجرين.
(1/85)

المدينة، فخرجوا أرسالا (1) . فقيل: أول من خرج أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وقيل: عن هاجر قبل بيعة العقبة بسنة، وحال بنو المغيرة بينه وبين امرأته، ابنة عمهم، وهي أم سلمة أم المؤمنين، فأمكست بمكة، نحو سنة، ثم أذن لها في اللحاق بزوجها، فانطلقت، وشيعها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار، وهو كافر، إلى المدينة، وكان أبو سلمة نازلاً في قباء.
ثم هاجر عامر بن ربيعة حليف بن عدي بن كعب، معه امرأته ليلى بنت حثمة بن غانم.
ثم عبد الله وأبو احمد (2) ابنا جحش الأسديان، وكان أبو أحمد مكفوفاً، وكانت تحته الفرعة (3) بنت أبي سفيان بن حرب، وكان شاعراً، وأمه أميمة بنت عبد المطلب؛ وهاجر جميع بني جحش بنسائهم، فعدا أبو سفيان [على دارهم] (4) فتمكلها إذ بقيت يبابا لا أحد بها، وهي دار أبان بن عثمان اليوم التي بالردم. فنزل هؤلاء الأربعة: أبو سلمة، وعامر، وعبد الله، وأبو أحمد، عليّ مبشر بن عبد المنذر بن زنبر (5) في بني عمرو بن عوف بقباء.
__________
(1) انظر خبر الهجرة إلى المدينة في: ابن هشام 2: 111، وابن سعد 1 / 1: 152، وابن سيد الناس 1: 173، وتاريخ الذهبي 1: 190، وزاد المعاد 2: 136، وابن كثير 3: 168، والإمتاع: 37، وتاريخ الخميس: 322.
(2) اسمه: " عبد " بغير إضافة، وكان أبو أحمد هذا شاعراً، ترجم له المرزباني في معجم الشعراء.
(3) هكذا ورد هذا الاسم في الأصل وفي ابن هشام 2: 114، وهي الفارعة كما في القاموس وأسد الغابة والإصابة، ولم يثبتها أحد بغير هذا الوجه. فلعل الفرعة من صور التدليل، كما يقال في فاطمة فطمة، وفي عائشة: عيشة.
(4) بياض في الأصل. وقد أكملت من ابن سيد الناس 1: 173، والنص من قوله " وهاجر جميع بني جحش... " منقول عن أبي عمر بن عبد البر.
(5) في الأصل: زنير؛ وفي الإصابة (ترجمة مبشر): زنبر: بزاي ونون وموحدة، وزن. جعفر.
(1/86)

وقدم أيضاً عكاشة بن محصن، وعقبة وشجاع ابنا وهب، وأربد ابن حميرة (1) ، ومنقذ بن نباتة، وسعيد بن رقيش، وأخوه يزيد بن رقيش، ومحرز بن نضلة، وقيس بن جابر، وعمرو بن محصن، ومالك ابن عمرو، وصفوان بن عمرو، وربيعة بن أكثم، والزبير بن عبيدة، وتمام (2) بن عبيدة، وسخبرة بن عبيدة، ومحمد بن عبد الله بن جحش؛ وهؤلاء كلهم من بني أسد بن خزيمة، حلفاء بني أمية بن عبد شمس. ومن نسائهم: زينب بنت جحش، أم المؤمنين، وحمنة بنت جحش، وجذامة (3) بنت جندل، وأم قيس بنت محصن، وأم حبيبة بنت نباتة، وأمامة (4) بنت رقيش، وأم حبيبة (5) بنت جحش.
ثم خرج عمر بن الخطاب، وعياش بن أبي ربيعة، في عشرين راكباً، فقدموا المدنية، فنزلوا (6) في العوالي في بني أمية بن زيد، وكان يصلي بهم سالم مولى أبي حذيفة؛ وكان هشام بن العاصي قد أسلم، وواعد عمر بأن يهاجر معه، وانعدا (7) عند التناضب من أضاة بني غفار فوق
__________
(1) في اسمه اختلاف كثير، فهو في ابن هشام: حميرة بالحاء ويقال جميرة بالجيم، وعند ابن سعد: حمير مصغراً مثقلاً، وبهذا الأخير جزم ابن ماكولا، وفي التعليق على الصفحة (317) من السيرة طبعة جوتنجن أن ابن هشام قال في خميرة بالخاء.
(2) في الأصل: هشام، والتصحيح عن ابن هشام 2: 116 وأسد الغابة والإصابة.
(3) جذامة: بالذال المنقوطة، هكذا ذكر مسلم بن الحجاج، قال السهيلي: والمعروف " جدامة " بالدال، وقد يقال " جدامة " بالتشديد. ورجح السهيلي أن تكون جدامة بنت وهب بن محصن بنت أخي عكاشة بن محصن، قال: فأما جدامة بنت جندل فلا تعرف في آل جحش الأسديين.
(4) سماها هنا أمامة، وورد اسمها في أكثر المصادر: أمينة، وقال الخشني: صوابه أميمة.
(5) تسمى: أم حبيبة وأم حبيب، ونص ابن حجر على أنها أم حبيبة بزيادة هاء، وجوز أبو عمر الوجهين ثم قال: وأكثرهم يسقطون الهاء، وناقض ابن كثير هذا وقال: إن أم حبيبة أكثر. وانظر تحقيق ابن سيد الناس 1: 180.
(6) في الأصل: فنزل.
(7) في الأصل: اتعدوا.
http://syangar.bodo.blogspot.co.cc